في قول الراوي حدثت عن فلان وقوله حدثنا شيخ لنا
قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيبُ البغدادي (ت: 463هـ): (لا يصح الاحتجاج بما كان على هذه الصفة لأن الذي يحدث عنه مجهول عند السامع؛ وقد ذكرنا انه لو قال حدثنا الثقة ولم يسمه لم يلزم السامع قبول ذلك الخبر مع تزكية الراوي وتوثيقه لمن روى عنه، فبان لا يلزم الخبر عن المجهول الذي لم يزكه الراوي أولى.
- أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: ثنا بشر بن موسى قال: قال عبد الله بن الزبير الحميدي: وإن كان رجل معروفا بصحبة رجل والسماع منه مثل بن جريج عن عطاء، أو هشام بن عروة، عن أبيه وعمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، ومن كان مثل هؤلاء في ثقتهم ممن يكون الغالب عليه السماع ممن حدث عنه، فأدرك عليه انه ادخل بينه وبين من حدث رجلا غير مسمى، أو أسقطه ترك ذلك الحديث الذي أدرك عليه فيه انه لم يسمعه، ولم يضره ذلك في غيره حتى يدرك عليه فيه مثل ما أدرك عليه في هذا فيكون مثل المقطوع قلت، وقل من يروي عن شيخ فلا يسميه بل يكنى عنه الا لضعفه وسوء حاله.
- مثل ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قال: ثنا الحسين بن عمر الضراب قال: ثنا حامد بن محمد بن شعيب قال: ثنا سريج بن يونس قال: ثنا مروان بن معاوية قال: أخبرني شيخ عن حميد بن هلال العدوي، عن عبد الله بن مطرف قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أقل الناس غفلة، وكان إذا أمسى يقول: ((امسينا وأمسى الملك لله والعزة لله رب العالمين أسألك من خير هذه الليلة نورها وبركتها وطهورها وهداها ومعافاتها))
وإذا أصبح قال: ((أصبحنا وأصبح الملك لله والحمدلله والعزة لله رب العالمين أسألك من خير هذا اليوم من نوره وبركته وطهوره وهداه ومعافاته))
وإذا رأى الهلال قال: ((هلال خير الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وكذا وجاء بشهر كذا وكذا أسألك من خير هذا الشهر نوره وبركته وهداه وطهوره ومعافاته))
قال سريج: قيل لمروان سم الشيخ.
قال: قد أخذنا حاجتنا منه ونغطيه بهواه). [الكفاية في علوم الرواية: ؟؟]