#2
|
|||
|
|||
![]() بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ... إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) -فيها رد وتعجيز للنصارى ، كيف يكون عيسى إله وقد صوره ربه في أطوار الخلق بالرحم ، قال قال تعالى :( إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ ..) يبين الله سعة سعة علمه ، وإطلاعه على خلقه بكل صغيرة وكبيرة، وبديع صنعه ، وأنه لاتخفى عليه خافية،فهو وصف لشمول علمه ،قال تعالى :( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ). المقصد العام لهذه الآية :- هو تطمين النبي الكريم وتهدئة نفسه وتسكينها ،بأن الله سبحانه لايخفى عليه شيء ، مطلع على عبادة ،عالماً بسرائرهم ،وماتكن صدورهم ،فلا يحزنك قولهم ، وماتخفي صدورهم -وكذلك تطمين للعبد المسلم ،بقدرة الله وإطلاعه ، وما من عمل يفعله من خير أو شر فإن الله يعلمه وسيجازيه به -وفيه تهديد ووعيد شديد على الكافرين ،بالعقوبة والمجازاة على أعمالهم ،وأن الله مطلع عليهم ، وهذا بحد ذاته مقصد عظيم ،وإثبات لسعة علم الله سبحانه -فيها تعجيز ،ومحاجاة للنصارى ، كيف يكون عيسى عليه السلام ابن الله وهو تخفى عليه الأشياء ،وهو كالبشر ، مر بأطوار الحمل وصوره سبحانه كيف يشاء في رحم أمه . قال تعالى :(فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) المراد بالأرض هي الكرة الأرضية بما فيها من بحار ومحيطات وجبال وأنهار -المراد بالسماء هي السماء بدرجاتها ، ومافيها من كواكب سيارة ، ونجوم ، ومايجري فيها من ملكوته من سحاب ونزول المطر والصواعق المرسلة ،والبرق وغيره لايحصيها إلا هو سبحانه وتعالى -علة ذكر الأرض قبل السماء ليتسنَّى التدرّج في العطف إلى الأبعد في الحكم؛ لأنّ أشياء الأرض يعلم كثيراً منها كثيرٌ من الناس ، أما أشياءالسماء فلا يعلم أحد بعضها فضلاً عن علم جميعها ، ابن عاشور الحكمة من تكرير لا النهي هو تأكيد نفي خفاء أي شيء عليه سبحانه ،ذكره الوسيط للطنطاوي عن محمد بن جعفر بن الزبير: " إنّ الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء "، أي: قد علم ما يريدون وما يَكيدون وما يُضَاهون بقولهم في عيسى، إذ جعلوه ربًّا وإلهًا، وعندهم من علمه غيرُ ذلك، غِرّةً بالله وكفرًا به ، من سيرة ابن اسحاق المقصد العام لهذه الآية هو على وجه العموم دون تخصيص ، لإبراز قدرته وتمكينه في ملكوت السموات والأرض ،وشمول علمه وقدرته ، وأنه يعلم كل صغيرة وكبيرة ،في ملكوته ،قال سبحانه :( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) في هذه الآية بلاغة عظيمة ، ومقصد عظيم لشمول علمه ،كيف يكون مطلع وعالم بملكوته في الأرض والسماء ،ويعجزه هذا العبد الضعيف مايسره ومايعلنه . - ذكر الله سبحانه الأرض قبل السماء ،لأن الأرض يعلمها كثير من الناس ، والسماء بمافيها من أسرار لايعلمها إلا هو سبحانه ، وإن بلغوا بعلمهم وتجاربهم ، ووصلوا لبعض الكواكب ، فعلمها عنده دون سواه قال تعالى :(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) هذه الآية مقام التعليل لما قبلها ، فبين ماقبلها قدرة الله وسعة علمه ،وإطلاعه على خلقه وملكوته ،لايخفى عليه خافية ، فهو سبحانه يعلم خلقه وهو نطفة في رحم أمه ،قبل أن يكون بشراً سوياً فذكر الله قدرته على تصويره ،من ذكر أو انثى ، طويل وقصير ، واختلاف عقله وتفكيره وشكله . المقصد العام لهذه الآية : - تعظيم لله سبحانه ، وكمال وبراعة خلقه ، وحسن تصويره تعالى : ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون )[ الزمر : 6 ]
- تمام العبودية لله سبحانه وتفرده سبحانه فيها -أهل العقول السليمة ،إذا تدبر هذه الآيات ومعانيها ، زاد يقينه بعظمة الخالق ،وإخلاصه بالعمل بنية سليمة صافية . ضرب الله سبحانه هذا المثل ،لأنه من أعظم القدرة والمشيئة ، وبديع صنع الله . - إرتباط ختم الآية بما قبلها ، فيها نفي الشريك لله ، والعبودية له وحده ،فبعد أن ذكر بديع صنعه بتصوير الإنسان ،ختمها بقوله العزيز الحكيم بتدبيره وخلقه . -خلق الله البشر من العدم ،وصورهم في الأرحام كيف يشاء ، وعيسى ابن مريم منهم ، فكيف من صُور بالرحم وخُلـــق يكون إلهاً . |
#3
|
||||
|
||||
![]() رسالة في تفسير قوله تعالى :{ واصبر نفسَكَ مع الذين يدعونَ ربهم بالغداةِ والعشي يريدون وجهه ولا تعدُ عيناكَ عنهم تريدُ زينةَ الحياةِ الدنيا ولا تُطعْ من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا } في هذه الآية بيانٌ لفريقين من الناس ، وأمرٌ للنبي صلى الله عليه وسلم - والأمةُ تبعٌ له - بلزومِ أحدهما ، ونهي عن اتباعِ الآخر. أمرٌ بلزومِ فريق الصالحين الذين يذكرون الله في جميع أحوالهم ، مخلصين له في ذلك ، ونهي عن اتباع فريق غفل عن ذكر الله ، وكان إلهه هواه ، وأسرف في الضلال حتى هلك ! فريقٌ عدته الإخلاص لله عز وجل : { يريدون وجهه } ، وفريق معه زينة الحياة الدنيا : { ولا تعد عيناك عنهم تريدُ زينة الحياة الدنيا } ، أي تنصرف عن الصالحين تريد الشرف والفخر عند الآخرين. وما أعظم بلاغة القرآن حين جاء الأمر بقوله { واصبِر نفسَك } لبيان أهمية ملازمة من كانت هذه صفتهم { يدعون ربهم بالغداةِ والعشي يريدون وجهه } حتى وإن كان بهم من الصفات ما تكرهه النفس من الضعف أو الفقر ، فإن ما معهم من ذكر الله والإخلاص له كفيلٌ بأن يجعلهم مقدمين في الصحبة والولاية. وقوله : { بالغداة والعشي } يدل على أنهم ملازمون لهذه الحال ، وتخصيصه لهم بقوله { يريدون وجهه } بيان لأن المعول على إخلاصهم لله ؛ فليس كل من كان سمته الصلاح كان مخلصًا ، بل كثيرًا ما يقع الشر بتقديم غير المخلصين وتمكينهم زمام الأمور. وقوله { ولا تعد عيناك عنهم } : جاءت " عيناك " مرفوعة بيانًا لأن الفعل موجه إلى العينين ففيها قيدٌ آخر ، فليس الأمر مجرد صحبتهم ولكن ألا ينصرف ببصره عنه إلى غيرهم ، قال الزجاج : " لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة ". ثم جاء بعد ذلك بيان الفريق الآخر وصفاته وهذا من بلاغة القرآن أن يبين الشيء وضده ؛ فيرغب في الخير ويرهب من اتباع الشر ، قال سبحانه :{ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرُطا } فجمعوا بذلك الشر كله : 1: الغفلة عن ذكر الله. 2: اتباع الهوى :قال تعالى { ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين } 3: { وكان أمره فرُطا } قال ابن القيم في الوابل الصيب : "ومعنى الفرط فسر بالتضييع ، أي أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به وبه رشده وفلاحه : ضائع قد فرط فيه ، وفسر بالإسراف ، أي قد أفرط ، وفسر بالإهلاك وفسر بالخلاف للحق ، وكلها أقوال متقاربة" فكيف لنا بأن نتبع من كانت هذه صفتهم ومن كان عاقبة أمرهم الهلاك والضياع ! هل يغرنا أن معهم { زينة الحياة الدنيا } فما هي إلا زينة لا تلبث أن تنكشف حقيقتها ، وما هي إلا " دنيا " لا تلبث أن تنقضي ثم لا نجد أثرًا لتلك اللذة إلا الحسرة والخسران ، والعياذ بالله. وعلى العكس فإن عاقبة ملازمة الصالحين المخلصين لله عز وجل - وإن كانوا في بادئ الأمر من الضعفاء أو الفقراء - الفوز والفلاح ، وبهم تقوى الجماعة المؤمنة وتتغلب على أعدائهم. وقد عاب الكفار على نوحٍ - عليه السلام - أن اتباعه من الضعفاء فقالوا : {وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين } ( سورة هود : 27 ) فكان عاقبتهم أن غرقوا في الطوفان ، ونجا هؤلاء الضعفاء بأمر الله. وقال تعالى ممتنا على المؤمنين : { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون } ( آل عمران : 123 ) نصرهم لأنهم أخلصوا لله سبحانه ، { إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون } ( آل عمران : 160 ) فاللهم ارزقنا صحبة الصالحين والإخلاص لوجهك الكريم. |
#4
|
||||
|
||||
![]() الأسلوب المقاصدي: |
#5
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
التقويم : ج أحسنتِ ، بارك الله فيكِ. - في الرسالة تكرار لبعض المسائل ، مثل المقصد العام للآية الأولى ، ذُكر في أولها وآخرها ، وكذلك مناسبة ذكر السماء بعد الأرض. - لم يتبين مناسبة الآيات للحديث عن عيسى ابن مريم عليه السلام فلو بينتِ ما يربط بينهما في تقدمتك للرسالة. - الآية الثانية ذكرتِ عدة مقاصد تحت قولكِ : " المقصد العام للآية " والأولى قول : " من مقاصد هذه الآية .." زادكِ الله توفيقًا وسدادًا. |
#6
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
التقويم : د+ : بارك الله فيكِ أختي الفاضلة. لتكن مقدمة الرسالة بالأسلوب المقاصدي في بيان المقصد العام للآية وقد جاءت هذه الآية في معرض التعريف بالله عز وجل بأفعاله وربوبيته ، وفي هذه الآية تعريف به من خلال بيان مصير من اتبع هداه ، ومن ضل عن ذلك ووصف لحال كل منهما ؛ ففيها ترغيب في توحيد الله عز وجل واتباع هداه ، وترهيب من الضلال والشرك به. ومن هذا المدخل تفسرين الآية ببيان هذه المقاصد دون التشعب إلى مسائل استطرادية تصرف القارئ عن المقصد المطلوب. وقد أحسنتِ ببيان معنى المثل في بداية رسالتك لكن استطردتِ بعد ذلك في بيان مسائل متعلقة بالصراط المستقيم وكان الأولى بيان علاقة ضرب هذا المثل بمقصد الآية كما بينتُ سابقًا. زادكِ ربي إحسانًا وتوفيقًا. |
#7
|
|||
|
|||
![]() رسالة في الأسلوب المقاصدي لقوله تعالى: |
#8
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
غاب عنكِ بيان مصادرك في الرسالة، سددكِ الله وزادكِ من فضله. الدرجة:أ+ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
تطبيقات, على |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|