بارك الله فيكم ، وفيمن نقلتم عنهم .
أتفق معكم تماما من حيث الجملة ، ولكن لي تصور آخر عند الخوض في التفاصيل ، وقبل الخوض فيها - أي التفاصيل - أود أن نتفق على أن :
النصح والرسالة - أيا كان أسلوبها -
بمثابة دواء لداءٍ - أيا كان نوعه - ؛ ومن هنا :
أرى أن
المدبر - حسب ما وصفت -
وصف عام لأفراد متعددة ، فمنهم :
- المدبر عن الالتزام وتعاليم الإسلام ، المجاهر بالمعاصي والمرتكب للمحرمات .
- المدبر الذي حاله معنا - وهو محل السؤال - طالب علم غرته الدنيا أو انتكس أو .. أو .... .
- وغيرهما وبين كلٍّ منهما من الحالات ما يصعب حصره .
فالمدبر بعد تحصيل علمٍ حالة .
والمدبر قبله حالة مغايرة .
يجمعهما : أنهما في حاجة إلى نصيحة ، وأنهما - فيما يظهر - على غير سداد واستقامة (كلاهما مدبر) .
ويفرقهما : ما حصَّله هذا الطالب للعلم - باعتبار ما كان - معرفيا من العلم .
والتساؤل : هل لهذا التحصيل المعرفي - ولو مع الانتكاس - أثر ؟
أكاد أجزم أن نعم ، فهذا الرجل لديه بعض المعارف من جهة ، وجلُّ ما يساق إليه من أقوال الوعيد والزجر و و و و ، هو يعرفه بل قد يتقن عرضه أكثر ممن ينصحه به ، فإذا كان بداية الخطاب وعيدا مع من هذا حاله ؛ فأحسب أنه
سيعامل من ينصحه على كونه ندا وخصما ، فيسل سيفه من ذاكرته المعرفية - هذا إن سمح له أصلا أن يكمل كلامه - ليرد عليه ردودا في ظاهرها صواب من أمثلة :
- ما تريد أن تقيم الحجة عليَّ به غير صحيح ، لأنه قيل في كذا وكذا وحالي ليس كحاله .
- أنا لم انتكس ، وإنما جاءتني فرصة ( عمل أطول / سفر ) لأحسن دخلي ؛ لأتفرغ للعلم فيما بعد .
- ويمكنه عد جوابات - هو المنتكس نفسه - يعلم زيفها ، ولكنه ليس ضعيفا ، وقد صنع الداعي منه خصما .
خلاصة ما قصدته بالتعليق :
هو لفت النظر للتفكير ، ولم أقصد تخطئة [تساؤل !] ، فالأمر لا يعدو أن يكون وجهة نظر ، فالأنسب والأصلح لهذا ، وقد يكون هو الضرر بذاته لغيره .
بارك الله فيكم ، ونفع بكم ، ووفقكم وسددكم ، وأتم لكم من الخير ما يشرح صدوركم في عاجل وآجل أمركم .