تفسير التابعين عن الصحابه
((ومِنَ التَّابعينَ مَنْ تَلَقَّى جَمِيعَ التَّفسيرِ عَنِ الصَّحابَةِ ، كمَا قالَ مُجَاهِدٌ : عَرَضْتُ الْمُصْحَفَ علَى ابنِ عبَّاسٍ ، أُوقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيةٍ منْهُ ، وأسألُهُ عَنْهَا ، وَلِهَذَا قَالَ الثَّوريُّ : " إِذَا جَاءَكَ التَّفسيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ فَحَسْبُكَ بِهِ . وَلِهَذَا يَعتمِدُ علَى تفسيرِهِ الشَّافعيُّ والبخاريُّ وغيرُهُمَا منْ أَهْلِ العِلْمِ ، وَكَذَلِكَ الإمَامُ أَحْمَدُ وَغَيرُهُ مِمَّنْ صَنَّفَ في التَّفسيرِ ، يُكَرِّرُ الطُّرُقَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ التَّابعينَ تَلَقَّوا التَّفسيرَ عَن الصَّحابَةِ كَمَا تَلَقَّوا عَنْهُمْ عِلْمَ السُّنَّةِ ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَتَكلَّمُونَ في بَعْضِ ذَلِكَ بِالاسْتِنْبَاطِ وَالاسْتِدْلاَلِ ، كَمَا يَتَكَلَّمُونَ في بَعْضِ السُّننِ بِالاسْتِنْباطِ والاسْتِدلالِ))
.........................................................................................................
عناصر الدرس:
عناية التابعين بالتفسير
المفسرين من التابعين عن الصحابه
من فضائل التابعي مجاهد بن جبر
سبب تنوع تفاسير التابعين
سبب أعتماد أهل العلم الأثريون في التفسير على تفاسير الصحابة وعلى تفاسير التابعين
شروط الاستدلال والأستنباط
حكم أجتهاد التابعين من غير دليل ولابرهان
....................................................................
• عناية التابعين بالتفسير:
• أن هذه العنايةَ بالتفسيرِ انتقلتْ من الصحابةِ إلى التابعين، وأنَّ التابعينَ تلقَّوُا التفسيرَ عن الصحابةِ، والصحابةَ تلقَّوُا التفسيرَ عن الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
• المفسرين من التابعين عن الصحابه :
1/مجاهد بن جبـر أبو الحجاج التابعي الإمام المعروف فإنه عرض على ابن عباس التفسير – يعني القرآن – ثلاث مرات يوقفه عند كل آية لا يعلم معناها ويسأله عن معناها.
2/ عطاء بن رباح
3/سعيد بن جبير
4/ طاووس بن كيسان اليماني وجماعة
هؤلاء كلهم في الغالب يقولون بما قال ابن عباس أو إذا استنبطوا يستنبطون على وفق أصول ابن عباس – رضِي اللهُ عَنْهما – فيما قاله لهم.
• من فضائل التابعي مجاهد بن جبر :
أنه عرض القرآن على ابن عباس عدة مرات فهو في مظنة من حفظ التفسير تماماً ولهذا أهل العلم يجعلون الصحيفة الصادقة في التفسير صحيفة علي بن أبي طلحة التي أخذها من مجاهد بالوجاده عن ابن عباس يجعلونها أصح المرويات عن ابن عباس في التفسيروهي التي قال فيها الإمام أحمد – رحمه الله تعالى -: (إن بمصر صحيفة في التفسير عن ابن عباس لو رحل إليها رجل ما كان كثيراً وهي ليست بالطويلة اعتمدها البخاري في صحيحه).
• سبب تنوع تفاسير التابعين:
راجع إلى تنوع نظرهم واستنباطهم واستدلالاتهم
سبب أعتماد أهل العلم الأثريون في التفسير على تفاسير الصحابة وعلى تفاسير التابعين؟
لأنهم في الغالب يكونون مجتمعين على ذلك وأنه كلما نزل الزمن تجد أن الاختلاف في التفسير يكثر
• شروط الاستدلال والأستنباط:
1/أن يكون عالماً بالقرآن؛ لأنه إن فسر عن غير علم بالقرآن ربما جهل أن هذه الآية قد بينت في موضع آخر، وقد فسرتها آية أخـرى
2/أن يعلم السنة حتى لا يفسر القرآن بما يعارض السنة.
3/أن يكون عالماً بلغة العرب؛ لأنه إذا كان عالماً بلغة العرب أمكنه الاستنباط وإذا كان غير عالم بلغة العرب في مفرداتها، ونحوها، وبلاغتها ونحو ذلك لحقه من النقص في التفسير بقدر. فإذا كان يجهل المفردات أصلاً وتراكيب الكلام، والنظم فإنه لا يجوز له أن يتعاطى التفسير أصلاً.
4/أن يكون عالماً بأدوات الاجتهاد، وآلات العلوم
5/أن يكون عالماً بتوحيد الله، بربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته
6/العلم بأحوال العرب، العلم بأحوال المشركين وأحوال العرب وأمورهم الدينية والاجتماعية وعلاقة بعضهم لبعض ونحو ذلك.
وأضاف بعضهم العلم بأسباب النـزول، وأضاف آخرون العلم بسيرة النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لكن هي داخلة فيما مضى بنحوٍ أو بآخر
• حكم أجتهاد التابعين من غير دليل ولابرهان :
يرد عليه