فهرسة الأحاديث و الآثار الواردة في الأحرف السبعة
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد نقلت بعض الآثار في إنزال القرآن على سبعة أحرف ثم عقبها بأثر لا يثبت و الذي فيه إنزاله على ثلاثة أحرف، ثم ذكرت قطعة من قصة جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه
الأحاديث و الآثار الواردة عن أبي بكر، و عثمان و حذيفة في الأحرف السبعة
ـ إرشاد ميكائيل النبي صلى الله عليه و سلم أن يستزد عدد الأحرف التي يقرئ القرآن عليها.
ـ أن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف.
ـ أرسل النبي صلى الله عليه و سلم إلى أمة أمية.
حديث سمرة بن جندب
ـ أنزل القرآن على ثلاثة أحرف.
حديث زيد بن ثابت في جمع القرآن وكتابته في خلافة أبي بكر .
حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه
عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ، عن أبيه، أنّ جبريل، قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم:*اقرإ القرآن على حرفٍ.
فقال له ميكائيل: استزده.
فقال: على حرفين.
ثمّ قال: استزده، حتّى بلغ سبعة أحرفٍ، كلّها شافٍ كافٍ؛ كقولك: هلمّ وتعال، ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ برحمةٍ
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
الأحاديث المروية عن عثمان بن عفان*رضي الله عنه
حدّثنا هوذة , ثنا عوفٌ قال: بلغني أنّ عثمان قال على المنبر: أذكر اللّه رجلًا سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ «القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ كلّهنّ شافٍ كافٍّ» إلّا قام , فقاموا حتّى لم يحصوا , فشهدوا بذلك , ثمّ قال عثمان , وأنا أشهد معكم , لأنا سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك "
رواه علي بن أبي بكر الهيثمي نور الدين في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، و له شاهد رواه البخاري عن عمر بن الخطب
*عن أبي المنهال قال: بلغنا أنّ عثمان رضي اللّه عنه قال يومًا وهو على المنبر: أذكّر اللّه رجلا سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ كلّها شافٍ كافٍ» .
فقال عثمان رضي اللّه عنه: وأنا أشهد معهم)
رواه علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي* في المقصد العلي في زوائد أبي موسى الموصلي
وفي مسند أبي يعلى أن عثمان قال على المنبر:*أذكِّر الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال:*((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ))*لما قام؛ فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا بذلك فقال: وأنا أشهد معهم.*
وقد نص أبو عبيد على أن هذا الحديث تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم)
رواه السيوطي في التحرير في علوم التفسير
*أخرج أبو يعلى في مسنده أن عثمان قال على المنبر*"أذكر الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال:*((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف*كاف))*لما قام فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا بذلك فقال وأنا أشهد معهم ".)
رواه السيوطي في الإتقان في علوم القرآن
حديث حذيفة بن اليمان
عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:*«لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية ؛ الرجل, والمرأة , والغلام , والجارية , والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط، فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف»*
رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن
، عن زرٍّ، عن حذيفة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لقي جبريل عند أحجار المرّيّ "، فقال: " إنّي أرسلت إلى أمّةٍ أمّيّةٍ، وإلى من لم يقرأ كتابًا قطّ، فقال جبريل: «إنّ اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفٍ» ، فقال ميكائيل: «استزده» ، فقال: «اقرأ على حرفين» ، فقال ميكائيل: «استزده» : حتّى بلغ سبعة أحرفٍ "*
رواه البزار في مسنده
عن عاصم ابن بهدلة، عن زرّ بن حبيشٍ، عن حذيفة، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لقي جبريل صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: " إنّي أرسلت إلى أمّةٍ فيهم الشّيخ الكبير، والعجوز، والغلام، والخادم، والشّيخ الفاني الّذي لم يقرأ كتابًا قطّ "، فقال: " إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ "
رواه الطخاوي في مشكل الآثار
، عن زرٍّ، عن حذيفة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ»
رواه الطبراني في المعجم الكبير
حديث سمرة بن جندب*رضي الله عنه
عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:*«نزل القرآن على ثلاثة أحرف»
رواه القاسم ابن سلام في فضائل القرآن و قال: و لا نرى المحفوظ إلا السبعة
عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال:*( نزل القرآن على ثلاثة أحرف)
رواه ابن حبان في مصنفه
حديث زيد بن ثابت في جمع القرآن وكتابته في خلافة أبي بكر
أرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت، قال زيد:*فدخلت عليه وعمر محزئل*فقال أبو بكر:*إن هذا قد دعاني إلى أمر فأبيت عليه، وأنت كاتب الوحي. فإن تكن معه اتبعتكما، وإن توافقني لا أفعل.*قال: فاقتص أبو بكر قول عمر، وعمر ساكت، فنفرت من ذلك وقلت:*نفعل ما لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم! إلى أن قال عمر كلمة:*وما عليكما لو فعلتما ذلك؟قال:*فذهبنا ننظر،*فقلنا:*لا شيء والله! ما علينا في ذلك شيء!*قال زيد:*فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب
رواه الطبري في جامع البيان
و رواه الطحاوي في مشكل الآثار "أرسل أبو بكرٍ رضي الله عنه إلى زيد بن ثابتٍ وعمر محزئلٌّ، يعني شبه المتّكئ، فقال أبو بكرٍ: " إنّ هذا دعاني إلى أمرٍ فأبيت عليه، وأنت كاتب الوحي، فإن تكن معه اتّبعتكما , وإن توافقني لم أفعل ما قال "، فاقتصّ أبو بكرٍ قول عمر فنفرت من ذلك وقلت: " نفعل ما لم يفعل رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم "، إلى أن قال: عمر رضي الله عنه كلمةً، قال: " وما عليكما لو فعلتما "، فأمرني أبو بكرٍ رضي الله عنه فكتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب.
أقوال العلماء في المراد بالأحرف السبعة
يتضمن المشاركة التي لخصتها ما يلي:
ـ اختلاف أهل العلم في المراد بالأقوال السبعة، و أنهم اختلفوا على عدة أقوال، فمنها:
ـ القول الأول: أن المراد بها: أن القرآن أنزل على سبع لغات،و هو قول الآجري، و ابن بطة.
و القول الثاني: أن النبي صلى الله عليه و سلم قد سمى القراءات أحرفا على طريق السعة، لأنّ الوجه الطّريقة الّتي يكون الكلام عليها وتسمّى في اللّغة حرفًا ولذلك يقولون فلانٌ يقرأ بحرف أبي عمرٍو ويقرأ بحرف نافعٍ يريدون بذلك قراءته وطريقته، و هذا الاحتمال نقله ابن بطال عن عثمان بن سعيد المقرئ، و هو أيضا ما رجحه أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي.
ـ ذكر سبب إنزال هذا القرآن على سبعة أحرف، و هو أن الله تعالى أراد التيسير لهذه الأمة بأن يقرأ كل باللغة التي كان يعرفها.
ـ
و أن جميع هذه السّبعة الأحرف ثابتةٌ في المصحف فإنّ القراءة بجميعها جائزة.
ـ و أن الاختلاف في هذه الأحرف يكون في أوجه كثيرة، منها:
تغير اللفظ نفسه وتحويله إلى لفظ آخر، كقوله تعالى: (ملك يوم الدّين) [الفاتحة: 4] بغير ألف، و) مالك (بألف، والسراط بالسين والصاد والزاى ومنها الإثبات والحذف كقوله تعالى: (وقالوا اتّخذ الله ولدًا) [البقرة: 116]،) وسارعوا إلى مغفرةٍ مّن رّبّكم) [آل عمران: 133]،) والّذين اتّخذوا مسجدًا) [التوبة: 107] بالواو وبغير واو، ومنها تبديل الأدوات كقوله تعالى: (وتوكّل على العزيز الرّحيم) [الشعراء: 217] في الشعراء بالفاء، وتوكل بالواو (فلا يخاف عقابها) بالفاء، ولا يخاف عقابها بالواو، ومنها التوحيد والجمع، كقوله تعالى: (الريح (و) الرياح (، ومنها) فما بلّغت رسالته) [المائدة: 67]، و) رسالاته (و) آية للسائلين (و) آيات (. ومنها: التذكير والتأنيث كقوله تعالى: (ولا يقبل منها شفاعةٌ) [البقرة: 48] بالياء والتاء، و (فناداه الملائكة) و) فنادته) [آل عمران: 39]، و (استهواه الشياطين) و) استهوته) [الأنعام: 71]، ومنها التشديد والتخفيف كقوله تعالى: (بما كانوا يكذبون) [البقرة: 10] بتشديد الذال وتخفيفها، ومنها الخطاب والإخبار كقوله تعالى: (وما الله بغافلٍ عمّا يعملون) [البقرة: 144] و(أفلا يعقلون) [يس: 68]،) ولكن لاّ يعلمون) [البقرة: 13]، وشبه ذلك بالتاء على الخطاب، وبالياء على الإخبار، ومنها الإخبار عن النفس، والإخبار عن غير النفس، كقوله تعالى: (نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء) [الزمر: 74] بالنون وبالياء،) ويجعل الرّجس) [يونس: 100] بالنون والياء، ومنها التقديم والتأخير كقوله تعالى: (وقتلوا وقاتلوا)،) وقاتلوا وقتلوا) [آل عمران: 195] و) فيقتلون ويقتلون) [التوبة: 111]، وكذلك (زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) و) قتل أولادهم شركآؤهم) [الأنعام: 137] وشبهه. ومنها: النهى والنفى كقوله تعالى: (ولا تسل عن أصحاب الجحيم) بالجزم على النهى) ولا تسأل) [البقرة: 119] بالرفع على النفى، (ولا تشرك في حكمه أحدًا) بالتاء والجزم على النهى) ولا يشرك) [الكهف: 26] بالياء والرفع على النفى. ومنها: الأمر والإخبار كقوله تعالى: (واتّخذوا من مّقام إبراهيم مصلًّى) [البقرة: 125] بكسر الخاء على الأمر (واتخذوا) بالفتح على الإخبار، و (قل سبحان الله) و (قل ربى يعلم) على الأمر، وقال على الخبر، وشبهه. ومنها: تغير الإعراب وحده كقوله تعالى: (وصيّةً لأزواجهم) [البقرة: 240] بالنصب وبالرفع و) تجارةً حاضرةً) [البقرة: 282] بالرفع والنصب،) وأرجلكم إلى الكعبين) [المائدة: 6] بالنصب والجر، وما أشبهه. ومنها: تغيير الحركات اللوازم كقوله: (ولا تحسبنّ) [آل عمران: 169] بكسر السين وفتحها) ومن يقنط) [الحجر: 56]، و(يقنطون) [الروم: 36] بكسر النون وفتحها، و) يعرشون) [الأعراف: 137] و) يعكفون) [الأعراف: 138] بكسر الراء والكاف وضمها و) الولاية) [الكهف: 44] بكسر الواو وفتحها. ومنها: التحريك والتسكين كقوله: (خطوات الشّيطان) [البقرة: 168] بضم الطاء وإسكانها، و) على الموسع قدره وعلى المقتر قدره) [البقرة: 236] بفتح الدال وإسكانها. ومنها: الاتباع وتركه كقوله تعالى: (فمن اضطرّ) [البقرة: 174]، و) أن اعبدوا الله) [المائدة: 117]،) ولقد استهزئ) [الأنعام: 10]، بالضم والكسر؛ فالضم لالتقاء الساكنين اتباعًا لضم ما بعدهن، وبالكسر للساكنين من غير اتباع، ومنها الصرف وتركه كقوله: (وعادٍ وثمود) [التوبة: 70]، و) ألا بعدًا لّثمود) [هود: 68] بالتنوين وتركه. ومنها: اختلاف اللغات كقوله: (جبريل (بكسر الجيم من غير همز، وبفتحها كذلك، وجبرئيل بفتح الجيم والراء مع الهمز من غير مد، وبالهمز والمد. ومنها: التصرف في اللغات نحو الإظهار والإدغام، والمد والقصر والإمالة، والفتح وبين بين والهمز وتخفيفه بالحذف والبدل وبين بين، والإسكان والروم والإشمام عند الوقف على أواخر الكلم، والسكون على الساكن قبل الهمزة وما أشبهه
ـ و أن هذه الأوجه تشتمل على ثلاثة معان:
أحدها: اختلاف اللفظ والمعنى واحد، نحو قوله تعالى: (الصّراط) [الفاتحة: 6] بالصاد والسين والزاى و) عليهم (و) إليهم (بضم الهاء مع إسكان الميم، وبكسر الهاء مع ضم الميم وإسكانها وشبه ذلك.
والثانى: اختلاف اللفظ، والمعنى جميعًا مع جواز أن يجتمعا في شىء واحد، لعدم تضاد اجتماعهما فيه، نحو قوله: (ملك يوم الدين) بغير الألف، و) مالك (بالألف لأن المراد بهاتين القراءتين هو الله سبحانه، وذلك أنه مالك يوم الدين وملكه، فقد اجتمع له الوصفان جميعًا فأخبر بذلك في القراءتين ونحو ذلك: (بما كانوا يكذبون) [البقرة: 10]، بتخفيف الذال وتشديدها؛ لأن المراد بهاتين القراءتين جميعًا هم المنافقون، وذلك أنهم كانوا يكذبون في أخبارهم ويكذبون النبي (صلى الله عليه وسلم) .
والثالث: اختلاف اللفظ والمعنى جميعًا مع امتناع جواز اجتماعهما في شىء واحد كقوله تعالى: (وظنّوا أنّهم قد كذبوا) [يوسف: 110] بالتشديد؛ لأن المعنى: وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به من أنه إن لم يؤمنوا بهم نزل العذاب بهم، فالظن في القراءة الأولى يقين والضمير الأول للرسل، والثانى للمرسل إليهم، والظن في القراءة الثانية شك، والضمير الأول للمرسل إليهم والثانى للرسل
ـ و أن هذه السبعة الأحرف؛ فإنه لا يمكن القراءة بها في ختمة واحدة، فإذا قرأ القارئ برواية من رواية القراء، فإنما قرأ ببعضها لا بكلها؛ لأنا قد أوضحنا قبل أن المراد بالسبعة أحرف سبعة أوجه من اللغات كنحو اختلاف الإعراب والحركات والسكوت، والإظهار والإدغام، والمد والقصر وغير ذلك مما قدمناه. وإذا كان كذلك فمعلوم أنه من قرأ بوجه من هذه الأوجه، فإنه لا يمكنه أن يحرك الحرف ويسكنه في حالة واحدة أو يقدمه ويؤخره، أو يظهره ويدغمه، أو يمده ويقصره، أو يفتحه ويمليه وشبه ذلك،