دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > عمدة الأحكام > الجهاد والعتق

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1429هـ/8-11-2008م, 08:37 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي [ إجراء السباق بين الخيول ]

عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا قالَ: (( أَجْرَى النَّبِيُّ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ مَا ضُمِّرَ مِن الْخَيْلِ مِن الْحفْيَاءِ، إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَجْرَى مَا لَمْ يُضمَّرْ مِن الثّنِيَّةِ إِلى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، قالَ ابنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ فِيمَنْ أَجْرَى )) .
قالَ سفيانُ : مِن الْحفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ: خَمْسَةُ أَمْيالٍ أَو سِتَّةٌ، وَمِن ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ: مِيلٌ .

  #2  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 06:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تصحيح العمدة للإمام بدر الدين الزركشي (النوع الأول: تصحيح الرواية)

حديثُ ابنِ عمرَ قالَ سفيانُ : من الحفياءِ إلى ثَنِيَّةِ الوداعِ ... هذا لم يُخرِّجْه مسلِمٌ .

  #3  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 06:52 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تصحيح العمدة للإمام بدر الدين الزركشي (النوع الثاني: التصحيح اللغوي)

المضمَرُ من الخيلِ: ما قُلِّلَ عَلَفُه مدَّةً , وأُدخِلَ بيتًا ويُجَلَّلُ فيه ليَعْرِقَ ويَجِفَّ عرَقُه فيَخِفُّ شحْمُه ويَقْوَى على الجَرْيِ.
يُقالُ : أُضْمِرَتْ وضُمِّرَتْ .
الحفْياءُ: بحاءٍ مهمَلةٍ ثم فاءٍ ساكنةٍ بالمَدِّ والقصْرِ والأشهَرُ المدُّ والحاءُ مفتوحةٌ بلا خِلافٍ .
قال صاحبُ ( المطالعِ ) : وضَبَطَه بعضُهم بضمِّها وهو خطأٌ .
قالَ الحازميُّ ويُقالُ : الحيفاءُ بتقديمِ الياءِ على الفاءِ والمعروفُ في كتُبِ الحديثِ الأوَّلُ والمعنى أنه جَعَلَ غايةَ ( .........) أبعدَ مثلَ غايةِ ما لم يُضْمَرْ .
بنو زُرَيْقٍ بتقديمِ الزايِ على الراءِ بطْنٌ من الأنصارِ .

  #4  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 06:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي خلاصة الكلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

الْحَدِيثُ العَاشِرُ بَعْدَ الأَرْبَعُمِائَةٍ
عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُمَا قالَ: ((أَجْرَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ضُمِّرَ مِن الْخَيْلِ مِن الْحَفْيَاءِ، إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَجْرَى مَا لَمْ يُضَمَّرْ مِن الثّنِيَّةِ إِلى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، قالَ ابنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ فِيمَنْ أَجْرَى)).
قالَ سفيانُ: مِن الْحفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ: خَمْسَةُ أَمْيالٍ أَو سِتَّةٌ، وَمِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ: مِيلٌ.

المُفْرَدَاتُ:
قَوْلُهُ: (مَا ضُمِّرَ). مَبْنِيٌّ للمجهولِ، والمُضَمَّرَةُ هيَ التي أُعْطِيَت العَلَفَ حتَّى سَمِنَتْ، ثمَّ قُلِّلَ تَدْرِيجِيًّا لِتَخِفَّ وَتَضْمُرَ فَتَقْوَى على الحركةِ السريعةِ.
قَوْلُهُ: (الحَفْيَاءِ، وثَنِيَّةِ الوَدَاعِ). مكانانِ قُرْبَ المدينةِ، والثَّنِيَّةُ الطريقُ في الجبلِ.

فِيهِ مَسَائِلُ:
الأُولَى: مَشْرُوعِيَّةُ التَّمَرُّنِ وتَعَلُّمِ الفنونِ العسكريَّةِ والعلومِ الحربيَّةِ اسْتِعْدَادًا لِمُجَابَهَةِ العدوِّ، وهوَ باختلافِ الأزمنةِ، فلِكُلِّ وقتٍ أَسْلِحَتُهُ.
الثَّانِيَةُ: جَوَازُ المسابقةِ على الخيلِ ونحوِهَا منْ مراكبِ الحربِ، وكلِّ ما أَعَانَ على القتالِ ولوْ بِجُعْلٍ، وليسَ من القِمَارِ المَمْنُوعِ للمصلحةِ الرَّاجِحَةِ.
الثَّالِثَةُ: أنْ يُجْعَلَ للمُسَابِقِ عَلَيْهِ أو الرَّامِي بهِ أَمَدًا مُنَاسِبًا.

  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 06:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تيسير العلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

الحديثُ الثاني عَشَرَ بَعْدَ الَأَرْبَعِمِائَةٍ
412- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَجْرَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ضُمِّرَ مِنَ الْخَيْلِ مِنَ الْحَفْيَاءِ، إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَجْرَى مَا لَمْ يُضمَّرْ مِنَ الثّنِيَّةِ إِلى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ فِيمَنْ أَجْرَى .
قَالَ سُفْيَانُ: مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ: خَمْسَةُ أَمْيالٍ أَوْ سِتَّةٌ، وَمِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ: مِيلٌ .(238)
__________________
(238) الغريبُ :
ما ضُمِّر : بضمِّ الضادِ وكسرِ الميمِ المشدَّدَةِ، مبنيٌّ للمجهولِ .
و((المضمَّرةُ)) هِيَ التي أُعْطِيَت العلفَ، حتى سَمِنَتْ وقَوِيَتْ، ثُمَّ قُلِّلَ لها تدريجيًا؛ لتخفَّ وتضمرَ، فتُسْرِعَ فِي العدْوِ، وتَقْوى عَلَى الحركةِ .
الحفْيَاءِ : بفتحِ الحاءِ، وسكونِ الفاءِ، ثُمَّ ياءٌ، فألفٌ ممدودةٌ : مكانٌ خارجَ المدينةِ .
ثَنِيَّةُ الوداعِ : سُمِّيَتْ بذلكَ؛ لأنَّ المسافرَ من المدينةِ، يخرجُ معهُ إليها المُوَدِّعُونَ و((الثنِيَّةُ)) هِيَ : الطريقُ فِي الجبلِ .
زُرَيْقٍ : بضمِّ الزايِ المعجمةِ، ثُمَّ راءٌ مهملةٌ، فياءٌ، ثُمَّ قافٌ : هم بطنٌ من الأنصارِ .
خمسةُ أميالٍ : الميلُ نحو (كيلومترين) إلَّا سُدُسًا، وتَقَدَّمَ فِي مواقيتِ الإحرامِ .
المعنى الإجماليُّ :
كان النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَعِدًّا للجهادِ، قائمًا بأسبابِهِ، عملًا بقولِهِ تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) فكان يضمرُ الخيلَ ويُمَرِّنُ أصحابَهُ عَلَى المسابقةِ عليها؛ لِيَتَعَلَّمُوا ركوبَها، وَالكَرَّ وَالفَرَّ عليها، ويُقَدِّرُ لهم الغاياتِ التي يبلغُها جَرْيُهَا مُضَمَّرَةً وغيرَ مضمَّرةٍ؛ لتكونَ مُدَرَّبةً مُعَلَّمَةً؛ وليكونَ الصحابةُ عَلَى الأُهْبَةِ مُدَرَّبِينَ .
ولذا فإنَّهُ أجرى المُضَمَّرَةَ ما يقربُ من ستَّةِ أميالٍ، وغيرَ الْمُضَمَّرَةِ، وهِيَ التي أَثْقَلَهَا السِّمَنُ ميلًا .
وكان عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما أَحَدَ شبابِ الصحابةِ المتعلِّمينَ عَلَى فنونِ الحربِ .
مَا يُسْتَفَادُ مِنَ الحَدِيثِ :
1- مَشْرُوعِيَّةُ التَّمَرُّنِ وتعلُّمِ الفنونِ العسكريَّةِ، وَالعلومِ الحربيَّةِ، استعدادًا لمجابهةِ العدوِّ .وهو يختلفُ باختلافِ الأزمنةِ، فلكلِّ زمنٍ سلاحُهُ وأدواتُ قتالِهِ، وآلاتُهُ وتعاليمُهُ .
2- يحتملُ أنْ تكونَ المسابقةُ بِعِوَضٍ أَوْ بغيرِهِ، وهي جائزةٌ عَلَى كلا الأمرينِ، وإن كَانَت مَعَ العوضِ نوعًا من القمارِ، ولكن لَمَّا كَانَت مصلحتُها عظيمةً أُبِيحَتْ، فإنَّ القاعدةَ الشرعيَّةَ تقولُ : إذا ترجَّحت المصلحةُ عَلَى المفسدةِ وَغَمَرَتْها، اغتُفِرَتِ المفسدةُ لذلكَ .
3- لا يَتَقَيَّدُ هَذَا بإجراءِ الخيلِ، فَكُلُّ ما أعانَ عَلَى قتالِ الأعداءِ من الأسلحةِ وَالمراكبِ، فالمغالبةُ عليهِ بِعَوَضٍ جائزةٌ؛ لِحديثٍ (لا سَبَقَ - أَخْذُ عوضٍ - إِلَّا فِي نصلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حافِرٍ ) وهَذَا مذهبُ جمهورِ العلماءِ .
وألحقَ شيخُ الإسلامِ ((ابنُ تيميةَ)) بها مسائلَ العلمِ، فتجوزُ المراهنةُ عليها وأخذُ العوضِ؛ لأنَّه من الجهادِ، ولقصةِ أبي بكرٍ مَعَ المشركينَ .
4- إنَّ مثلَ هذهِ المسابقةِ من الرياضةِ المحمودةِ التي تُنَشِّطُ الجسمَ وتُقَوِّيهِ، وتعينُ عَلَى الجهادِ وَالقتالِ، مشروعةٌ محبوبةٌ؛ لأَنَّهَا نوعُ عِبادةٍ مَعَ النيَّةِ الصالحةِ لا ما فُتِنَ به الشبابُ اليومَ من هَذِه الرياضاتِ العديمةِ النفعِ، العقيمةِ الخيرِ من التي لا يُجنى منها مرونةٌ ولا علمٌ، مَعَ ما فيها من إضاعةٍ للوقتِ، وتركٍ للواجباتِ، وأكلٍ لأموالِ الناسِ بالباطلِ .
5- أنْ يُجْعَلَ للمسابقةِ عَلَى الخيلِ وَالرميِ بالبنادقِ وغيرِهما، أمدٌ مناسبٌ لهما . ولذا فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعلَ للخيلِ المُضَمَّرَةَ الخفيفةَ القويَّةَ، نحوَ سِتَّةِ أميالٍ، وللخيلِ السِّمانِ الثقالِ ميلًا .

  #6  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 06:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي إحكام الأحكام لتقي الدين ابن دقيق العيد

419 - الحـديثُ الرَّابعَ عشَرَ: عـن عبـدِ اللهِ بنِ عمـرَ رَضِيَ اللهُ عنهـُمَا قالَ: أَجْـَرَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ مَا ضُمِّرَ من الخيلِ: من الحَفْيَاءِ إلى ثنيَّةِ الْوَدَاعِ. وَأَجْرَى مَا لم يُضَمَّرْ: من الثنيَّةِ إلى مسجدِ بنِي زُرَيْقٍ. قالَ ابنُ عمرَ: وكنْتُ فيمَن أَجْرَى.
قالَ سفيانُ: من الْحَفْيَاءِ إلى ثنيَّةِ الوَدَاعِ: خمسةُ أميالٍ، أو ستَّةٌ، ومن ثنيَّة الْوَدَاعِ إلى مسجـدِ بنِي زُرَيْقٍ: مَيْلٌ.
هذا الحديثُ أصلٌ في جوازِ المسابقةِ بالخيلِ، وبيانِ الغايةِ الَّتي يُسَابَقُ إليهَا. وفيهِ إطلاقُ الفعلِ على الأمرِ بهِ، والْمُسَوِّغِ لهُ. وأمَّا المسابقةُ على غيرِ الخيلِ، والشُّروطُ الَّتي اشْتُرِطَتْ في هذا الْعَقْدِ: فليسَتْ من مُتَعَلَّقَاتِ هذا الحديثِ. وكذلكَ أيضًا لا يدلُّ هذا الحديثُ على أمرِ الْعِوَضِ وأحكامِهِ. فإنَّه لم يُصَرَّحْ فيهِ.
و"الْإِضْمَارُ" ضدُّ التَّسمينِ. وهوَ تدريجٌ لها في أقواتِهَا إلى أن يَحصُلَ لها الضَّمَرُ، و"الْحَفْيَاءُ" بفتحِ الحاءِ الْمُهْمَلَةِ وسكونِ الفاءِ، ثمَّ ياءٌ آخِرَ الحروفِ وألفٌ ممدودةٌ و"ثنيَّةُ الْوَدَاعِ" مكانانِ معلومانِ. و"زُرَيْقٌ" بالزَّايِ الْمُعْجَمَةِ قَبْلَ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ.

  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 07:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح عمدة الأحكام لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز (مفرغ)

......................

  #8  
قديم 17 محرم 1430هـ/13-01-2009م, 04:05 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح عمدة الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)



القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم . قال المولف رحمنا الله تعالى وإياه:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما , قال: أجرى النبي صلى الله عليه وسلم ما ضمر من الخيل من الحيفاء إلى ثنية الوداع ، وأجرى ما لم يضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق . قال ابن عمر: وكنت فيمن أجرى . قال سفيان: من الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميال أو ستة ، ومن ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ميل .

قال: وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة ، فلم يجزني في المقاتلة ، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني .



الشيخ: الحديث الأول يتعلق بالمسابقة ، السباق على الخيل سنة لهذا الحديث ؛ وذلك لأن فيه:

أولا: تجرئة على ركوب الخيل ، واعتياد الثبات عليها ، والمجاراة عليها.
وثانيا: تجربة الخيل ، ومعرفة السابق منها ، وما ليس بسابق .
وسبب ذلك أن القتال كان على هذه الخيل , غالبا القتال الذي كانوا يقاتلون به أعداء الإسلام يغلب أنهم يركبون فيه الخيل ، وقد يركبون الإبل ، قال تعالى:{فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} , فالركاب هي الإبل ، فدل على أنهم يوجفون دائما أو كثيرا على الخيل ، أو على الركاب ، التي هي الإبل ، ثم لا شك أن الخيل تحتاج إلى تعويد وتمرين على السباق ، وأنها تختلف باختلاف أحوالها: فمنها المضمر ، ومنها غير المضمر ، لذلك فرق بينهما في هذه المسابقة ، فأمر بأن تجري الخيل المضمرة مسافة طويلة , والخيل غير المضمرة مسافة قصيرة .
والمضمرة هي خيول تعلف مدة ستة أشهر أو سنة ، ويزاد في علفها ، وتعطى أنواع العلف الذي تقوى به حتى تسمن ، وتقوى وتكثر ويكثر لحمها ، ويقوى عظمها . ثم إذا أرادوا السباق عليها جوعوها ثلاثة أيام ، لا يعطونها شيئا , أو يومين ؛ حتى تضمر ويخف ما في بطنها ، فيكون عظمها صلب وقوي وجسمها قوي ، وبطنها خفيف ، فإذا أرادوا السباق في ذلك اليوم ، وإذا هي قد ضمرت بطونها وقد خفت ، أطعموها طعاما قليلا بقدر ما تتمسك وتمسك به قوتها ، ثم بعد ذلك يجرونها ، فيجتمع فيها قوة البدن ، والسمن ، وخفة البطون ، وخفة الجسم ، فيكون سيرها أسرع . ونكمل بعد الأذان.

وحيث أن الله تعالى ذكر الخيل بقوله تعالى:{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} فأمر بإعداد الخيول ، وبتهيئتها ؛ لتكون إرهابا للأعداء ، وتخويفا لهم ، حتى إذا علموا أن عند المسلمين قوة ومنعة كان ذلك سببا في هيبتهم ، وفي خوفهم ، حتى لا يطمعوا في شيء من بلاد المسلمين ، أو من أموالهم ، أو ردهم عن دينهم أو نحو ذلك , بل ليخافونهم مجرد خوف ، وإذا عزموا على قتالهم كان المسلمون قد استعدوا ، وقد تهيأوا ، وقد أعدوا لهم العدة ، فيكون مع المسلمين قوة ، ونجدة ، واستعداد ؛ لرد كيد الأعداء ولإذلالهم وإهانتهم . فهذا هو السبب في الأمر بإعداد الخيل: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} .

ولا شك أن من جملة ذلك .. من جملة إعدادها تهيئتها لدخول الميادين ، وذلك بمعرفة الأسبق منها ، بمعرفة السابق، وبمعرفة القوي ونحو ذلك , وهذا هو السبب في هذا الإجراء ، أنه صلى الله عليه وسلم أجرى هذه الخيل ، أجراها يعني أمر أصحابه بأن يجروا ، فيركب كل فارس على فرس ، ويدخلون المسابقة ، ويطلقونها فتسير سيرا قويا ، وتسعى سعيا شديدا ، إلى أن تصل إلى الميدان , إلى نهاية المدى الذي حدد لها .

فجعل للخيل التي أضمرت ، جعل لها من الحيفاء إلى ثنية الوداع ، أمكنة معروفة بالمدينة ، حددها الراوي بأنها اثني عشر ميلا ، يدل على أنها مسافة طويلة ، والميل نحو ألف وستمائة متر أو أكثر ، يعني قريبا من ألف وسبعمائة كما هو معروف , هذا الميل يعني قريبا من .. إذا كان سبعة عشر , أو نحو ذلك ، يقرب من ثلاثين كيلو بالكيلو المعروف ، وهذه المسافة مسافة طويلة , ولكن الخيول المضمرة خفيفة الجري ، وسريعة العدو ، وشديدة الأبدان ، ولا تألم ، ولا تتعب ، فلذلك لو سارت خمس ساعات سعيا شديدا لم تتعب ، هذا هو الغالب .

أما الخيل التي لم تضمر فإنها تتعب بسرعة ، فلذلك جعل لها ميلا واحدا ، جعل من الثنية إلى مسجد بني زريق نحو ميل , أو قريبا من الميل ، أي ألف وسبعمائة متر . لا شك أنه رفق بها ؛ لكونها تتعب بسرعة ؛ لكونها ممتلئة البطون وثقيلة الجري ، ولكونها لم تتعود ، فهذا هو السبب.

السباق على الخيل من السنَّةِ ، بل ويستحق السابق جائزة ، ويشجع على ذلك ؛ فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر)) .والسبق هو الجعل الذي يبذل لمن سبق , الجائزة التي تبذل للسابقِ ، يسمى سبقا ، يعني أجرة له وجائزة ؛ تشجيعا له على سبقه ، فجعل السبق يختص بهذه الثلاثة: السباقُ على الإبل ، والسباقُ على الخيل ، والسباق بالسهامِ ، التي هي الرمي .

فالسباق بالرمي هي كونهم مثلا ينصبون هدفا ، ثم يرمونه بسهامهم ، فمن أصابه فله الجائزة ، والذى يخطئ ليس له شيء ، يعودون أنفسهم على الرمي . وقد وردت الأحاديث في الأمر به ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى:{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} , قال: ((ألا إن القوة الرمي)).
ويدخل في ذلك الرمي بالأسلحةِ الجديدةِ: الرصاصُ المعروف الآن ، وكل ما يلحق به ، مما فيه تعلم للقتالِ على هذه الأسلحةِ ، فإنه داخل في هذا الأمرِ ، الذي فيه قوله: ((ألا أن القوة الرمي)) . فالرمي بالرصاص المعروف ، والرمي بالمدافع ونحوها ، والرمي بالقاذفات وما أشبهها ، لا شك أن ذلك كله يعتبر من الرمي في قوله: ((ألا إن القوة الرمي)) . فيصح السباق عليه ، يصح أن ينصب هدف ، وأن يرميه الذين يريدون التعلم ، ومن أصابه أخذ الجائزة ، الذي يصيبه لأول مرة .
كذلك أيضا السباق على الإبلِ ؛ وذلك لأن الإبل من جملة ما يطلب ، ما يطلب عليه العدو ، فيصح أن يسابقوا عليه ، أن يتسابقوا على الإبل لينظر أيها أشد جريا ، وأشد عدوا ، تدرك من هرب ، وتنجو بمن هرب ، تدرك المطلوب ، وتفوت الطالب . كذلك أيضا الخيل . فالحاصل أن هذه الثلاثة هي التي تصح فيها الجوائز .

وأما المسابقة على الاقدام فهي جائزة أيضا ، قد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: سابقت النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته ، فلما غشيني اللحم سابقته فسبقني ، وقال: ((هذه بتلك)) .المسابقة على الأقدام جائزة ؛ وما ذاك إلا أن فيها تمرين على شدة العدو والجري . والإنسان إذا عود نفسه سرعة السير ، وسرعة المشي ، وسرعة العدو , كان ذلك مما يسبب قوته إذا هرب من عدو , فقد تعوزه الأمور إلى أن يهرب ، إذا كان مطلوبا ، أو يطلب من هرب , فينجو ممن يطلبه ، ويدرك من طلبه . يصح السباق على الأقدام ، ولكن لا يصح بعوض .

كذلك أيضا صححوا أنه يصح على السفن ، وعلى المزاريق ، ولكن إذا كان في بعض الأمور التي يسابق عليها شيء من المخاطرة ، والمهاترة ، والإلقاء باليد إلى التهلكة ، والتعرض للأخطار ، فلا يجوز ذلك , كالمسابقة على السيارات ، والمسابقة على الدبابات ، وما أشبهها ؛ لما فيه من تعرض للأخطار ؛ لأنه قد يكون من آثار السرعة حوادث الانقلاب ، وحوادث الاصطلام ، الاصطدام ، وما أشبه ذلك .

وبكل حال هذا دليل , يعني هذا الحديث دليل على جوازالمسابقة على هذه الأشياء . وإذا جازت المسابقة جاز جنسها ، وجاز كل شيء فيه تشجيع على القتال ، وفيه حثٌّ على القوة ، وإعداد القوة للمشركين بكل ما يستطاع . وعلى هذا نقول: إن على الإنسان أن يهيء نفسه . إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حث أصحابه على أن يتهيؤوا بتعلم الرمي ، وأن يتهيؤوا بركوب الخيل ، يتعلموا ركوب الخيل ، والجري عليها . ولما شكا إليه بعض أصحابه أنه لا يثبت على الخيل دعاله , وقال: ((اللهم ثبته ، واجعله هاديا مهديًّا)) . ثبت ذلك عن جرير بن عبد الله البجلي وغيره ، دعا لهم بالثبات عليها ، وحثهم على أن يتعلموا ركوبها ، ويتعلموا الثبات عليها ، والجري عليها ؛ لأن في ذلك تقوية لهم ، وتمرين لهم على القتال ونحوه .
نقول: كذلك أيضا علينا أن نتعلم الأسلحة الجديدة ، التي يقاتل بها العدو في هذه الأزمنة ؛ وما ذاك إلا أن فيها استعداد للعدو ، الذي قد يفجأ ، قد يأتي فجأة وبغتة ، فإذا كان المواطن لا يستطيع أن يقاتل ، لم يتعلم القتال ، ولم يتعلم الرمي ، ولم يتعلم الجري ، ولم يتعلم الأسلحة الثقيلة أو الخفيفة ، ولم يتدرب على شيء من ذلك- أصبح كلا على المجتمع ، ولم يستفد منه ، بخلاف ما إذا كان قد درب نفسه ، وقد عودها على الثبات ، وكذلك على الإصابة ، وعلى الكروالفرِّ ، ونحو ذلك ، وعلى الأسلحة الجديدة ، ونحوها , عرف كيف تستعمل ، وعرف كيف إصلاحها ، وعرف كيف يستعملها ، ويصيب بها أولا يصيب .
كل ذلك بلا شك أنه من جملة ما أمرنا به في قوله:{وأعدوا لهم ما استطعتم} , كل شيء تستطيعه في القضاء على هذه الأشياء فإنك تفعله ، تفعل ما تستطيعه , وبذلك نستطيع أن نذل كل عدو ، وإن كان الله تعالى هو الذي ينصر من استنصره ، وهو الذي ينزل النصر على من ثبته ، ولكن مع ذلك لا بد من فعل سبب ؛ ليكون هذا السبب مقويا أو مثبتا للإنسان على الخير .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السباق, إجراء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir