دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > لمعة الاعتقاد

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو القعدة 1429هـ/31-10-2008م, 11:55 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي قول الإمام الشافعي: (آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله...)

قَالَ الإِمامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحمَّدُ بْنُ إِدْريسَ الشَّافِعيُّ ِرَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (آمَنْتُ بِاللهِ وَبِمَا جَاءَ عَنِ اللهِ، عَلَى مُرَادِ اللهِ، وَآمَنْتُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبِما جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى مُرَادِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).


  #2  
قديم 23 ذو القعدة 1429هـ/21-11-2008م, 02:52 PM
محمد العاني محمد العاني غير متواجد حالياً
هيئة التدريس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 32
افتراضي شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

ما تَضَمَّنَهُ كلامُ الإِمامِ الشافعيِّ:
تَضَمَّنَ كلامُ الإِمامِ الشافعيِّ مَا يأتي:
1- الإِيمانُ بما جاءَ عن اللهِ تعالَى في كتابِهِ المُبينِ على ما أرادَهُ اللهُ مِنْ غيرِ زِيادَةٍ ، وَلا نَقْصٍ ، ولا تَحْرِيفٍ .
2- الإِيمانُ بما جاءَ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على ما أرادَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِنْ غيرِ زيادةٍ ، ولا نَقْصٍ ، ولا تحريفٍ .
وفي هذا الكلامِ ردٌّ على أهلِ التأويلِ وأهلِ التمثيلِ ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهم لم يُؤْمِنْ بما جاءَ عن اللهِ ورسولِهِ على مرادِ اللهِ ورسولِهِ ؛ فإنَّ أهلَ التأويلِ نَقَصُوا ، وأهلَ التمثيلِ زَادُوا(1) .



حاشية الشيخ صالح العصيمي حفظه الله :
( 1 ) فالمتكلمون في هذا الباب ثلاثة أقسام:
الأول : من آمن بما جاء عن الله ورسوله على مراد الله ورسوله ، وهم أهل السنة والحديث .
الثاني : من نقص عن ذلك كأهل التأويل .
الثالث : من زاد عنه كأهل التمثيل .


  #3  
قديم 23 ذو القعدة 1429هـ/21-11-2008م, 02:54 PM
محمد العاني محمد العاني غير متواجد حالياً
هيئة التدريس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 32
افتراضي شرح فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله

الإمامُ الشافعيُّ مُعْتَرَفٌ بِإِمَامَتِهِ ، ولهُ مَكَانَةٌ عندَ الأُمَّةِ ، وهُوَ عالِمُ قُرَيْشٍ ، فَتَحَ اللهُ عليهِ ، وَرَزَقَهُ فَهْمًا وَإِدْرَاكًا وَمَكَانَةً وَشُهْرَةً في الأُمَّةِ ، وَاعْتَنَقَ مَذْهَبَهُ الفِئَامُ من النَّاسِ الَّذين تَمَذْهَبُوا بِمَذْهَبِهِ ، وَسَارُوا على طريقتِهِ في الفُرُوعِ ، ولكنْ معَ الأسفِ أنَّ كَثِيرًا منهم خَالَفُوهُ في الأُصُولِ ، فَرَجَّحُوا عليهِ أبا الحَسَنِ الأَشْعَرِيَّ ، وإنْ كانَ الأَشْعَرِيُّ أَيْضًا قدْ رَجَعَ عَمَّا قَالَهُ .
فَيُقَالُ لهم : إنَّ الشافعيَّ رَحِمَهُ اللهُ في العقيدةِ على مَذْهَبِ السُّنَّةِ وعلى مَذْهَبِ سَلَفِ الأمَّةِ ، فإذا كُنْتُمْ تَقْتَدُونَ بهِ فَعَلَيْكُم باتِّباعِهِ ، وبما جاءَ عنهُ ، سَوَاءٌ من المُجْمَلاَتِ أو المُفَصَّلاتِ .
وهوَ في هذا القولِ يُصَرِّحُ بما يَعْتَقِدُهُ وإنْ كانَ مُجْمَلاً ، قالَ : (آمَنْتُ بِاللهِ، وَبِمَا جَاءَ عَن اللهِ، عَلَى مُرَادِ اللهِ، وَآمَنْتُ بِرَسُولِ اللهِ، وَبِمَا جَاءَ عنْ رَسُولِ اللهِ، عَلَى مُرَادِ رَسُولِ اللهِ) .
وَكُلُّنَا نَقُولُ ذلكَ ، لكنْ هلْ يُفْهَمُ منْ قَوْلِهِ : (عَلَى مُرَادِ رَسُولِ اللهِ) و(على مُرَادِ اللهِ) ، أنَّهُ غيرُ مَفْهُومٍ ، أوْ أنَّهُ لا مَعْنَى لهُ ، أوْ أنَّا لا نَدْرِي ما مَعْنَاهُ ؟ لا يُفْهَمُ ذلكَ ؛ بل الأصلُ أنَّ الشافعيَّ وغيرَهُ يَعْرِفُونَ أنَّ تلكَ النُّصوصَ لها مَعَانٍ مَفْهُومَةٌ ، حيثُ إنَّها ألفاظٌ عربيَّةٌ فصيحةٌ ظاهرةٌ لا خَفَاءَ فيها ، فَيَعْتَقِدُونَ مَدْلُولَهَا ، لكنَّ قَوْلَهُم : (على مُرَادِ اللهِ) ، (عَلَى مُرَادِ رسولِ اللهِ) ، يُرِيدُونَ بذلكَ الكيفيَّةَ الَّتي أَرَادَهَا اللهُ ، وَخَاطَبَنَا رسولُهُ لِيُفِيدَنَا لا لِيُضِلَّنَا .
أمَّا على طريقةِ المعتزلةِ وَنَحْوِهِم فإنَّهُ قدْ يُقَالُ : إنَّ هذا القرآنَ وهذهِ السُّنَّةَ ما زَادَت الأمَّةَ إلاَّ حَيْرَةً - تَعَالَى اللهُ عنْ قولِهِم - لأنَّها أَوْقَعَتْهُم في الشُّكوكِ ، وَحَمَلَتْهُم على أنْ يَتَكَلَّفوا في الصَّرفِ عن الظَّاهرِ، وأنْ يَتَأَوَّلُوهَا تأويلاتٍ بعيدةً.
ولا شَكَّ أنَّهُ لم يَكُنْ مَقْصُودًا للرَّسولِ أنْ يُوقِعَ النَّاسَ في الحَيْرَةِ ، ولا أنْ يُكَلِّفَهُم بالتَّكليفاتِ الَّتي سَلَكُوهَا بالتَّأويلاتِ الَّتي أَرَادُوا بها صَرْفَهَا عنْ ظاهرِهَا ، فإنَّ ذلكَ غيرُ مَقْصُودٍ .
وبكلِّ حالٍ ؛ لا يُفْهَمُ منْ قولِهِ رَحِمَهُ اللهُ : (عَلَى مُرَادِ اللهِ) ، (وعلى مُرَادِ رسولِ اللهِ) ، أنَّهُ من المُفَوِّضَةِ ، بلْ هوَ يَعْلَمُ مَعَانِيَهَا ، وَيُؤْمِنُ بها وَيَتَحَقَّقُ دَلاَلَتَهَا ، ولكنْ إنَّما يَتَوَقَّفُ عنْ كيفيَّةِ تلكَ الصِّفاتِ ، الكيفيَّةِ الَّتي هيَ عليها، فيقولُ : مُرَادُ اللهِ مَحْجُوبٌ عَنَّا وَمُرَادُ رسولِهِ ، يَعْنِي: بِمَاهِيَّتِهَا وَكُنْهِهَا وما هيَ عليهِ.


  #4  
قديم 23 ذو القعدة 1429هـ/21-11-2008م, 02:56 PM
محمد العاني محمد العاني غير متواجد حالياً
هيئة التدريس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 32
افتراضي شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى

كلامُ الإمامِ الشَّافعيِّ واضحٌ ، وقد استدلَّ به المؤوِّلةُ ؛ بأنَّ الشَّافعيَّ - رحمَهُ اللهُ - لا يعلم معانيَ تلك الآياتِ والأحاديثِِ الَّتي في الصِّفاتِ فقال : (آمنت باللهِ وبما جاء عن اللهِ على مرادِ اللهِ، وآمنت برسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - وما جاء عن رسولِ اللهِ على مرادِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ) .
فقالوا : هذا يعني أنَّه أحالَ المعنى على مرادِ من تكلَّم به ، وهذا يدلُّ على أنَّهُ لم يفهمِ المعنى ؛ وهو الإمامُ الشَّافعيُّ .
والجوابُ : أنَّه لم يُردْ ذلك ، وإنَّما هذا إيمان مجمل ، فنحنُ نقول كما قال الإمامُ الشَّافعيُّ : (آمنَّا باللهِ، وبما جاء عن اللهِ، فيما علمنا وما لم نعلمْ، على مرادِ الله) هذا يقتضي تمامَ التَّسليمِ وتمامَ الامتثالِ لما أُمرْنا به، كذلك آمنَّا برسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلم - وبما جاء عن رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلم - على مرادِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ما علمنا من النُّصوصِ وما لم نعلمْ .
فهذا إيمانٌ مجملٌ ، معناه أنَّنَا لا نتركُ شيئا ممَّا جاء عن اللهِ ولا عن رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلا ونحن مؤمنون به ، ما علمنا منه وما لم نعلمْ ، كلٌّ من عندِ ربِّنَا .
والشَّافعيّ - رحمه اللهُ - قال هذه الكلمةَ اتِّباعاً لما أمر اللهُ - جلَّ وعلا - به في كتابه ؛ حيثُ قال: {والرَّاسخون في العلمِ يقولونَ آمنَّا به كلٌّ من عندِ ربِّنَا} فما علمنا معناه واضحٌ الإيمانُ به ، وما جهلنا معناه واشتبَهَ علينا نقولُ : آمنَّا به على مرادِ ربِّنا - جلَّ وعلا - وعلى مرادِ رسولِنَا - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حتَّى نسألَ فيه أهلَ العلمِ ، فإذا سألنا فيه أهلَ العلمِ وبيَّنُوا لنا معاني الكتابِ والسّنَّةِ ، هنا نعتقدُ المعنى كما نعتقدُ في الألفاظِ.


  #5  
قديم 23 ذو القعدة 1429هـ/21-11-2008م, 03:00 PM
محمد العاني محمد العاني غير متواجد حالياً
هيئة التدريس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 32
Post شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله (مفرغ)

المتن: (قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ـ رحمه الله ـ.)
الشرح: انتهى كلام الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ، نقل الآن عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي، الشافعي نسبة إلى جده شافع، وهو من قريش؛ بل هو من بني المطلب بن عبد مناف، فهو مطلبي من أهل البيت ـ رحمه الله ـ ولذلك يلقبونه بعالم قريش، هذا الإمام العظيم له موقف عظيم في الدفاع عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والرد على أهل الزيغ والضلال.

المتن: (قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي-رضي الله عنه-: آمنت بالله وبما جاء عن الله، على مراد الله.)
الشرح:آمنت بالله وبما جاء عن الله فالذي لا يؤمن بما جاء عن الله لا يؤمن بالله ـ سبحانه وتعالى ـ،وبما جاء عن الله على مراد الله، على ما أراده الله ـ جل وعلا ـ ولا نتدخل في شيء من عندنا، ونُفسر تفسيراً من عندنا، وإنما نتوقف على ما جاء عن الله ـ سبحانه وتعالى ـ على مراد الله، الله ـ جل وعلا ـ، سمَّى نفسه بأسماء، ووصف نفسه بصفات، فنحن نؤمن بها على مراده ـ سبحانه وتعالىـ لا نُؤلها، ولا نحرفها عمَّا جاءت، فنثبت له السمع والبصر والحياة والقدرة والكلام والإرادة وسائر الصفات؛ لأنه هو الذي سمَّى، ووصف نفسه-جل وعلا-.

المتن: (ونؤمن برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله.)
الشرح: كذلك بعد الإيمان بالله وبما جاء عن الله على مراد الله نؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء عن رسول الله من الأحاديث الصحيحة على مراد رسول الله، لا نفسرها بشيء يخالف مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من التأويلات الفاسدة والتحريفات الباطلة، بل نثبتها على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله، طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.
فالذي يشهد أنه رسول الله، لكنه لا يصدقه فيما أخبر، فهوكاذب في شهادته، متهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وأعظم ذلك الأسماء والصفات، جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، سمَّى ربه بأسماء، ووصف ربه بصفات، فنحن نؤمن بها ونصدقه في ذلك ولا نرد عليه صلى الله عليه وسلم، أو نحرف ما جاء عنه بالتأويلات الباطلة، والتشكيكات، والتزييفات التي ضلَّ بها أكثر الخلق، هذا هو المنهج الصحيح، كلام الإمام أحمد وكلام الشافعي هذا هو الذي تسير عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

المتن: (وعلى هذا درج السلف، وأئمة الخلف ـ رضي الله عنهم ـ.)
الشرح: على هذا الكلام، وهو الإيمان بما جاء عن الله على مراد الله، والإيمان بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله؛ درج السلف، وهم صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين والقرون المفضلة، ما أحد منهم توقف في هذا، يقرأون القرآن، ويروون الأحاديث، ولم يعترضوا على شيء من ذلك، مضت على هذا القرون المفضلة، ما اعترضوا على هذه الآيات، وهذه الأحاديث، وإنما حدث الاعتراض بعد انقضاء القرون المفضلة، حينما جاء علماء الكلام والفلسفة، فأدخلوا في الدين ما ليس منه، وحكَّموا القواعد المنطقية والبراهين العقلية كما يسمونها، حكَّموها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
المتن: (وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف-رضي الله عنهم-)
الشرح: أئمة الخلف من جاء بعد السلف ممن سار على نهجهم فإنهم على هذا المذهب، سلكوا هذا المذهب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله ـ تبارك وتعالى ـ،فيكون هناك من الخلف من يقتدي بالسلف ويسير على منهجهم إلى أن تقوم الساعة، ولا تخلو الأرض، ولله الحمد منهم؛ لأنهم يقومون بنشر هذا الدين، ويبلغون هذا الدين، بعد السلف الصالح، هم حجة الله على خلقه، هذا من حكمة الله ـ سبحانه وتعالى ـ أنه يقيم لهذه العقيدة، وهذا المنهج السلفي، من يتمسك به، ويعلمه للناس، إلى أن تقوم الساعة رحمة منه بعباده.

المتن: (كلهم متفقون على الإقرار و الإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله.)
الشرح: على الإقرار بها، وإمرارها من غير تعرض لتئويلها، إمرارها كما جاءت من غير تعرض لتأويلها وتحريفها، وإنما يمرونها كما جاءت على ألفاظها ومعانيها، ولا يعترضون عليها، هذه طريقة السلف ومن سار على نهجهم من الخلف، من أئمة الهدى.

المتن: (متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله، فقد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم والاهتداء بمنارهم)
الشرح: الاقتفاء لآثارهم في الدين، قال الله ـ تعالى ـ: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)، قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) هذا الأمرباقتفاء آثارهم، والسير على منارهم، المنار: هو العلامات التي تكون على الطريق يستدل بها السالك.


  #6  
قديم 10 محرم 1430هـ/6-01-2009م, 07:51 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ: عبد الرحمن بن صالح المحمود .حفظه الله (مفرغ)

ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى : (( قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي , رضي الله عنه : آمنت بالله , وبما جاء عن الله , على مراد الله , وآمنت برسول الله , وبما جاء عن رسول الله , على مراد رسول الله )).
هذه عبارة عظيمة للإمام الشافعي رحمه الله تعالى . ومعناها أنني أؤمن بالله تعالى وأؤمن بالرسول , وأؤمن أيضاً بما جاء عن الله في كتابه , أ و بما جاء عن رسول الله r في سنته على مراد ا الله ورسوله . والمعنى أنني آمنت بهما كما أراد الله تبارك وتعالى وأراد رسولهr ؛ وهذا منتهى الإيمان والتصديق والتسليم .
لكن قد يقول قائل : هل معنى ذلك التفويض وأنني آمنت بها لكن لا أعرف معناها ؟
نقول : لا . لأن الله لما أنزل علينا القرآن أراد منا أن نتلوه , وأن لانكون مثل أهل الكتاب الذين { لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيّ} [البقرة: 78] أي تلاوة وقراءة , بل أراد الله منا التدبر , والتفهم , والتمعن في الآيات القرآنية ؟
ولا شك أن الله تبارك وتعالى إنما أراد منا أن نقرأ القرآن , وأن نعرف معناه , وأن نفهمه , وأن نعمل به , وإلا فكيف نعمل بالقرآن ونحن لا نفقه معناه ؟ قال تعالى : {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24] , وقال : {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْل} [المؤمنون: 68] , وقال : {أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 76]، وغيرها من الآيات .
إذن أمرنا بالتدبر , لما أنزل علينا في هذا القرآن وفيه أسماؤه وصفاته , ومن هنا فنحن نثبتها على ما أراد الله ؛ لأن سياقات هذه الآيات القرآنية دالة على ذلك .
فمثلاً حينما يقول الله سبحانه وتعالى : {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [المائدة: 2] , فإن الله تبارك وتعالى لم يرد منا أن نثبت اللفظ ولا نفقه المعنى . ولو كان هذا هو المراد لما فقهنا آيات القرآن من أولها إلى آخرها ؛ لأن القرآن الكريم لا تكاد تخلو آية من آياته من التذكير بأسماء الله وصفاته , فإذا كنت لا تفهم معنى أن الله شديد العقاب , فمعنى ذلك أنك ما فقهت الوعيد الذي ترتب عليه مثل هذا النص , حينما نهاك الله سبحانه وتعالى عن مخالفه أمره .
كذلك أيضاً قوله : (( على مراد رسول الله )) فالرسول r حدث أصحابه وقال لهم : (( ينزل ربنا ))(1) وقال ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر)) (2) . فأراد رسول اللهr من الصحابة أن يؤمنوا وأن يثبتوا أن الله يُرى كما يُرى القمر , والتشبيه إنما هو للرؤية بالرؤية وليس المرئي بالمرئي , وهكذا بقية الصفات والواردة , وهذا معنى عبارة الشافعي رحمه الله تعالى التي هي نص في الرد على أهل التفويض لأنه صرح بإثبات النص وإثبات المعنى , وقيده بمراد الله ومراد رسوله , ولا شك أن الله أراد في كتابه المعاني التي فهمها الرسول r وفهمها أصحابه من بعده , وكذلك الرسول r أراد المعاني التي فهمهما أصحابه وبلغوها إلى من بعدهم .

(1) تقدم تخريجه 35

(2) تقدم تخريجه ص35

  #7  
قديم 10 محرم 1430هـ/6-01-2009م, 07:52 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح فضيلة الشيخ: يوسف بن محمد الغفيص



?إثبات المراد لله ورسوله في نصوص الصفات دليل على إثبات المعنى

قال الموفق رحمه الله: [قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي : آمنت بالله وبما جاء عن الله، على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله] . من شرف هذه الرسالة أن مؤلفها نقل فيها عن جملة من أئمة السلف؛ كنقله عن الإمام أحمد رحمه الله فيما سلف، وإن كان سبق الإشارة إلى أن النقل السالف عن أحمد رحمه الله ليس بالضرورة أن يكون من منصوصه، وفي الجملة فهو فهم فهمه أصحابه فعبروا به عنه. وهذا النقل عن الإمام الشافعي هو أيضاً نقل فاضل على ما فيه من الإجمال، فإن الجملة التي قالها الشافعي رحمه الله هي متحققة ابتداءً عند سائر أهل العلم، وليس فيها مادة من الاختصاص، فإنه قال: (آمنت بالله وبما جاء عن الله -أي: مما أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم - على مراد الله، وآمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله). وهذه الجملة من الجمل المسلمة ابتداءً عند سائر الأئمة، وإنما ذكرها الشافعي ونقلها من نقلها عنه من أصحاب السنة والجماعة من الفقهاء و المصنفين في أصول الدين؛ لما فيها من الإشارة إلى ترك التأويل، ومخالفة طريقة أهل التأويل من المتكلمين، الذين تأولوا نصوص الصفات، فكأن هذا هو وجه إيرادها. والشافعي رحمه الله لا يقرر بكلامه هذا وجهاً من أوجه التفويض لمعاني الصفات، كما زعم بعض الفقهاء من أصحاب الشافعي وبعض أصحاب أحمد ، أن الشافعي بهذه الجملة يذهب إلى شيء من التفويض. وكما أسلفت فإن مسألة الصفات أشكلت على كثير من الفقهاء، حتى أنه ما من إمام من الأئمة الأربعة إلا ونسب إليه بعض أصحابه أو غيرهم شيئاً من التفويض، فأحمد نسب إليه قوله السالف في التفويض، والشافعي نسب إليه هذا القول ونحوه، ومالك رحمه الله لما قال جملته المعروفة: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)، نسب إليه شيء من التفويض. وكذلك الجمل


المأثورة عن بعض المتقدمين من السلف كقولهم: (أمروها كما جاءت بلا كيف). وهذه جملة مروية عن مكحول ، والزهري ، وسفيان الثوري ، والليث بن سعد ، والأوزاعي .. وغيرهم. فهذه الجمل إذا تأملتها لا ترى فيها شيئاً من التفويض، بل قول الشافعي ليس فيه ذكر للتفويض بوجه، وإنما فيه تقرير لكونه رحمه الله يذهب إلى أن الإيمان على مراد الله ورسوله. بل يصح أن نقول: إن هذه الجملة ترد على المفوضة؛ لأن الشافعي رحمه الله بين أنه آمن بها على مراد الله، وعلى مراد رسول الله، فظهر أن لله ولرسوله مراداً من جهة المعنى في هذه النصوص، وإذا كان له سبحانه وتعالى مراد، ولرسوله مراد في خطابه، لزم أن هذا المراد مما يمكن فقهه وفهمه ووعيه. وكذلك قولهم: (أمروها كما جاءت بلا كيف) أيضاً فيه براءة من التفويض، وليس قولاً في التفويض؛ لأن قولهم: (أمروها كما جاءت) دليل على أنها تؤخذ على ظاهرها في المعاني المقتضية لها في لسان العرب. وقولهم: (بلا كيف) إنما نفوا العلم بالكيفية، وكونهم خصصوا الكيفية بنفي العلم دليل على أن المعنى من جهة أصله يكون معلوماً. ......


  #8  
قديم 10 محرم 1430هـ/6-01-2009م, 07:53 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post العناصر

العناصر
- شرح قول الإمام الشافعي رحمه الله .
- شبهة حول كلام الشافعي و الرد عليها .


  #9  
قديم 10 محرم 1430هـ/6-01-2009م, 07:54 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Question الأسئلة

الأسئلة
س1: ما الذي تضمنه كلام الإمام الشافعي - رحمه الله - ؟
س2: كيف ينظر المعتزلة إلى نصوص الكتاب والسنة ؟


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإمام, قول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir