مقدمة كتاب الضعفاء للعقيلي
باب تبيّن أحوال من نقل عنه الحديث ممن لم ينقل على صحبه
قال أبو جعفر محمدُ بنُ عمروٍ بنِ موسى بن حمَّاد العُقَيليُّ(ت:322هـ) : (حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا محمد بن المثنى قالا: حدثنا عفان حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال: سألت شعبة وسفيان بن سعيد وسفيان بن عيينة ومالك بن أنس عن الرجل لا يحفظ ويتهم في الحديث؛ فقالوا جميعا: « يبين أمره ».
- حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الحسن بن عبد الرحمن عن ابن عون قال: ذكر أيوب لمحمد حديثا عن أبي قلابة فقال: أبو قلابة -إن شاء الله- رجل صالح، ولكن عن من ذكره أبو قلابة؟
- حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا نعيم بن حماد حدثنا عبد الله بن سلمة المسمعي عن ابن عون عن محمد قال: كان يقول: « إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذونه »
قال: وذكر عند محمد حديثا عن أبي قلابة فقال: « لا يُتهم أبو قلابة، ولكن عن من أخذه أبو قلابة؟ »
- حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثني ابن أبي السري قال: حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا عبيد الله بن عمر قال: قال محمد بن سيرين: « إن الرجل ليحدثني بالحديث وما أتهمه، ولكن أتهم من حدثه، وإن الرجل ليحدثني بالحديث عن الرجل فما أتهم الرجل ولكن أتهم من حدثني ».
- حدثنا محمد حدثنا الحسن قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: حدثنا سليمان التيمي بحديث عن ابن سيرين فذكر له الحديث؛ فقال ابن سيرين: ما هذا؟! قل لسليمان: اتق الله ولا تكذب علي، فأتى سليمان فذكر ذلك له؛ فقال سليمان: يا هذا إنما حدثني مؤذننا، أين هو؟ فجاء المؤذن فقال سليمان: أليس حدثتنا عن ابن سيرين بكذا وكذا؟ فقال المؤذن: إنما حدثنيه رجل عن ابن سيرين.
- وحدثنا محمد حدثنا عفان حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا عمران بن حدير قال: حدثني ابن بليل أن التيمي ذكر عن محمد بن سيرين أنه قال: « من زار قبرا أو صلى إليه أو تعلمه فقد برئ منه الذمة ».
قال عمران: فقلت لمحمد -عند أبي مجلز-: إن رجلا ذكر عنك أنك قلت:« من زار قبرا أو صلى إليه أو تعلمه فقد برئ الله منه ».
قال: فقال أبو مجلز: كنت أحسبك أنك أشد اتقاء.
قال: إذا ألقيت صاحبك فأقرئه السلام، وأخبره أنه قد كذب، ولكن هو يُكره.
قال: فرأيت سليمان عند أبي مجلز قال فذكرت له فقال: سبحان الله! إنما حدثنيه مؤذن لنا ولم أظنه يكذب.
- حدثنا محمد بن عيسى حدثنا صالح بن صالح حدثنا علي قال: قلت ليحيى بن سعيد: إن عبد الرحمن يقول: اترك من كان رأسا في البدعة يدعو إليها.
قال يحيى: كيف تصنع بقتادة؟ كيف تصنع بابن أبي رواد؟ وعمر بن ذر؟ وعد يحيى قوما. ثم قال يحيى: هذا إن ترك هذا الضرب ترك ناسا كثيرا.
- حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: « ثلاثة لا يحمل عنهم: الرجل المتهم بالكذب، والرجل كثير الوهم والغلط، ورجل صاحب هوى يدعو إلى بدعة ».
- حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو بكر بن خلاد قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: « لا يكون إماما من يحدث بكل ما يسمع، ولا يكون إماما من يحدث عن كل أحد ».
- حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن قال: سمعت أحمد بن سنان يقول: قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: « خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظن: الحكم والحديث ».
- حدثنا أحمد بن زكير حدثنا أحمد بن عبد المؤمن حدثنا يحيى بن قعنب قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث لله التوبة ».
- حدثنا محمد بن داود بن خزيمة الرملي قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي ويعرف بالواسطي قال: حدثنا بقية عن زريق أبي عبد الله الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ».
- حدثنا أحمد بن داود القومسي قال: حدثنا عبد الله بن عمر الخطابي قال: حدثنا خالد بن عمرو عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ».
- حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال: « كانوا لا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فننظر إلى أهل السنة فيؤخذ منهم وإلى أهل البدعة فلا يؤخذ منهم ».
- حدثنا أحمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد قال: ذكر أيوب رجلا يوما فقال: هو يزيد في الرقم قال وذكر رجلا آخر فقال: « لم يكن بمستقيم اللسان ».
- حدثنا محمد بن عمرو المروزي حدثنا سليمان بن معبد أبو داود قال: حدثنا الاصمعي قال: « قيل للكذاب ما يحملك على الكذب قال لو تغرغرت به مرة ما نسيت حلاوته ».
- حدثنا أحمد بن محمد بن زكريا [بكر]، قال: حدثنا إبراهيم الأصبهاني عن ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: قال كذاب: إذا رأيت من هو أكذب مني دِيرَ بِي حسدا له.
- حدثنا أحمد بن أبي محمد بن مروان القرشي قال: حدثنا إسماعيل بن محمد قال: حدثنا الأصمعي قال: قال أبي: قلت لرجل كان يعرف بالكذب هل صدقت قط قال أكره أن أقول « لا » فأكون قد صدقت!
- حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم عن أبي إسحاق الطالقاني عن الفضل بن موسى قال: قال ابن أبى ليلى: « إذا كنت كذابا فكن حافظا ».
- حدثنا محمد بن عتاب بن المربع قال: حدثنا محمد بن عبد المجيد المروزي قال: حدثنا عمرو بن هارون عن أسامة بن زيد قال: سمعت القاسم بن محمد يقول: « إن الله عز وجل أعاننا على الكذابين بالنسيان ».
- حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا أبو ضمره قال: حدثنا صالح بن حيان البصري قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: « لا يكذب الكاذب حين يكذب إلا من مهانة نفسه عليه ».
- حدثنا المطلب بن شعيب قال: سمعت أحمد بن محمد المكي يقول: سمعت سفيان بن عيينة بن إسماعيل يقول: كان شعبة يقول: « تعالوا حتى نغتاب في الله ».
- حدثنا محمد قال: حدثنا الحسن قال: سمعت عفان يقول: كنت عند ابن علية فقال: رجل فلان ليس ممن يؤخذ عنه قال: فقال له الآخر: قد اغتبت الرجل فقال رجل ليست هذه بغيبة إنما هذا حكم قال ابن علية: « صدقك الرجل يعني الذي قال هذا حكم ».
- حدثنا يحيى بن عثمان قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا ابن علية عن أيوب عن ابن سيرين: أنه كان إذا حدثه الرجل بالحديث ينكره لم يقبل عليه ذلك الإقبال ثم يقول له: « إني لا أتهمك ولا أتهم ذاك ولكن لا أدري من بينكم ».
- حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا إبراهيم بن موسى وحدثنا يحيى بن عثمان حدثنا أصبغ قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن سليمان بن موسى -أو موسى بن سليمان- شك الحسن ولم يشك عيسى، قال: لقيت طاوسا فقلت: حدثني فلان وحدثني فلان فقال: « إن كان مليئا فخذ عنه ».
- حدثنا يحيى بن عثمان قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا ابن عيينة عن مسعر سمع سعد بن إبراهيم يقول: « لا يروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا الثقات ».
- حدثنا يحيى بن عثمان قال: حدثنا نعيم قال: حدثنا الحسين بن عبد الرحمن بن العريان عن ابن عون قال: سمعت رجاء بن حيوة يقول: « حدثنا يا أبا قلابة ولا تحدثنا عن متماوت ولا طعان ».
- حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا عبد الله بن داود عن منخل عن ابن عون قال: كان رجل يسأل الشعبي فكنا نقول: « إذا مات الشعبي كسر على هذا بابه قال منخل قال ابن عون فبلغني أنه لا يحفظ».
- حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: قال لي عبد الرحمن بن مهدي: يا أبا موسى أهل الكوفة يحدثون عن كل أحد قلت: يا أبا سعيد هم يقولون: أنك تحدث عن كل أحد قال عن من أحدث؟ فذكرت له محمد بن راشد المكحولي فقال لي: « أحفظ عني الناس ثلاثة رجل حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه وآخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا يترك حديثه لو ترك حديث مثل هذا لذهب حديث الناس وآخر يهم والغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه ».
- حدثنا يحيى بن عثمان قال: حدثنا نعيم قال: حدثنا ابن مهدي قال: قلت -أو قيل لشعبة-: من الذي تترك الرواية عنه؟ قال: « إذا أكثر عن المعروفين ما لا لم يعرف من المعروفين من الرواية أو أكثر الغلط أو تمادى في غلط مجتمع عليه فلم يتهم نفسه عند اجتماعهم على خلافه أو يتهم بكذب أما سوى من وصفت فأروي عنهم ».
- حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن بن عيسى قال: كان مالك بن أنس يقول: « لا يؤخذ العلم من أربعة ويؤخذ ممن سوى ذلك لا يؤخذ من سفيه معلن بالسفه وإن كان أروى الناس ولا يؤخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس إذا جرب ذلك عليه وإن كان لا يتهم أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه ولا من شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف الحديث ».
قال إبراهيم: فذكرت هذا الحديث لمطرف بن عبد الله اليساري فقال: ما أدري ما هذا ولكني أشهد أني سمعت مالك بن أنس يقول لقد أدركت في هذا البلد -يعني المدينة- مشيخة لهم فضل وصلاح وعبادة يحدثون ما سمعت من أحد منهم حديثا قط قيل له ولم يا أبا عبد الله؟ قال: لم يكونوا يعرفون ما يحدثون.
- حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو القواريري قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: « ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير ».
قال أبو عبد الرحمن: حدثني محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال: سمعت أبي يقول: « ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير ».
- حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا بشر بن عمر قال: سألت مالك بن أنس عن رجل فقال: هل رأيته في كتبي؟ قلت لا. قال: « لو كان ثقة لرأيته في كتبي ».
- حدثنا أحمد بن علي الأبار قال: حدثني عبد الرحيم بن حازم البلخي قال: حدثنا الحكم بن المبارك قال: سمعت حماد بن زيد يقول: « وضعت الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر ألف حديث ».
- حدثنا عبد الله بن محمد المروزي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن بشير المروزي قال: حدثنا سفيان بن عبد الملك قال: قلت لعبد الله بن المبارك: أيكذب الرجل في العلم؟ فقال: مرحبا كيف قدمت؟ نعم هكذا وقال بيده هكذا.
- حدثنا يحيى بن عثمان قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثني حاتم الفاخر -وكان ثقة- قال سمعت سفيان الثوري يقول: إني لأروي الحديث على ثلاثة أوجه: « أسمع الحديث من الرجل أتخذه دينا وأسمع الحديث من الرجل أوقف حديثه وأسمع من الرجل لا أعبأ بحديثه وأحب معرفته ».
- حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثني أسد بن أبي لبيد السرخسي قال: حدثنا النضر بن شميل قال: سمعت شعبة بن الحجاج يقول: « تعالوا نغتاب في الله ».) [الضعفاء للعقيلي: 23-31]