(1) أبو عَمروٍ الأَوْزَاعِيُّ: أحدُ الأئِمَّةِ الكِبارِ، وهو عالِمُ الشَّامِ، وإليه المَرْجِعُ في زمانِه، كانَ يقولُ رَحِمَهُ اللَّهُ: كنَّا نقولُ , والتابعونَ مُتَوَافِرُونَ - لأنَّه أدْرَكَ جَمْعاً كبيراً مِن التابعينَ - إنَّ اللَّهَ جلَّ وعلا فَوْقَ العرشِ. أي: نُؤْمِنُ بذلكَ ونُقِرُّ بأنَّه فوقَ العرشِ فوقَ جميعِ المخلوقاتِ، سبحانه وتعالى، ومعَ هذا نُؤْمِنُ بما ثَبَتَ بالسُّنَّةِ مِن صفاتِه سبحانه، كما نُؤْمِنُ بما جاءَ به القرآنُ مِن صفاتِه جلَّ وعلا، فما جاءَ في القرآنِ مِن عِلْمِه وحِكْمَتِه ورَحْمَتِه وعُلُوِّه واسْتِوَائِه على عرشِه، كلُّه حقٌّ، وهكذا ما جاءَتْ به السنَّةُ مِن الأحاديثِ الصَّحيحةِ؛ لأنَّ الوحيَ الثانيَ كالوحيِ الأوَّلِ، السنَّةُ هي الوحيُ الثاني، والوحيُ الأوَّلُ هو القرآنُ، وهو الأصلُ، فما جاءَتْ به السنَّةُ الصحيحةُ فهو مثلُ ما جاءَ في القرآنِ، يَجِبُ الإيمانُ به وإثباتُه وإقرارُه واعتقادُه والدعوةُ إليه والذَّبُّ عنه.