مذاكرة مجالس سورة آل عمران من آية ١ إلى آية 17
المجموعة الثالثة.
1: لم عمّت هداية القرآن الناس في هذه السورة وخصّت بالمتقين في سورة البقرة؟
ذكر السعدي :وإن أراد أنهما هدىً في ذاتهما مدعو إليه فرعون وغيره، منصوب لمن اهتدى به، فالناس عام في كل من شاء حينئذ أن يستبصر.
قال القاضي رحمه الله: «وقال هنا للنّاس، وقال في القرآن هدىً للمتّقين، وذلك عندي، لأن هذا خبر مجرد .
وقوله:{هدىً للمتّقين}[البقرة: 2]خبر مقترن به الاستدعاء والصرف إلى الإيمان، فحسنت الصفة، ليقع من السامع النشاط والبدار، وذكر الهدى الذي هو إيجاد الهداية في القلب، وهنا إنما ذكر الهدى الذي هو الدعاء، والهدى الذي هو في نفسه معد يهتدي به الناس، فسمي هدىً لذلك» .
وقال ابن فورك: «التقدير هنا هدى للناس المتقين، ويرد هذا العام إلى ذلك الخاص»، وفي هذا نظر، ذكره ابن عطية
2: ما معنى الزيغ؟ وما الغاية من اتّباع أهل الزيغ لمتشابه القرآن؟
معنى الزيغ :الظلال والخروج والميل عن القصد ، والميل عن الإستقامة
الغاية هي : أنهم يأخذون متشابهه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة ،ويأولوه عليها ،لإحتمال لفظه لما يصرفونه ، لأن المحكم لانصيب لهم فيه ، لأنه دامغ وحجة عليهم ، ويريدون بإتباع المتشابهه إظلال الناس في آيات الله سبحانه .
وأعظم من ذلك ، هو الحصول والوقوف على تأويل القرآن ومآخذ أحكام الحلال والحرام ،حتى يستغنوا عن اتباع محكمات الدين فينتسخ بذلك دين الله من أصله ..
3: ما معنى أن تكون الآيات المحكمة أم الكتاب؟
أي: أحكمت في الإبانة , فإذا سمعها السامع لم يحتج إلى تأويلها؛ لأنها ظاهرة بينة نحو : ما أنبأ الله من أقاصيص الأنبياء مما اعترف به أهل الكتاب, وما أخبر الله به من إنشاء الخلق من قوله عز وجل: {ثمّ خلقنا النّطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثمّ أنشأناه خلقاً آخر}, وغيرها كثير في كتاب الله
وقيل :فيهنّ حجّة الرّبّ، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لهنّ تصريفٌ ولا تحريفٌ عمّا وضعن عليه». ماذكره محمّد بن إسحاق بن يسارٍ، وهو أحسن ماقيل
4: ما معنى {الخيل المسومة } ؟
معنى {الخيل المسوّمة}في اللغة: الخيل عليها السيماء , والسّومة , وهي العلامة، ويجوز وهو حسن أن يكون المسومة: السائمة، وأسيمت: أرعيت، ذكره الزجاج
وعند أبي عبيدة ،الخيل:هي جمع خائل سمي بذلك الفرس لأنه يختال في مشيه فهو كطائر وطير .
وقال غيره: هو اسم جمع لا واحد له من لفظه ، ذكره السعدي
واختلف المفسرون في معنى المسوّمة :
- معناه الراعية في المروج والمسارح تقول: سامت الدابة أو الشاة إذا سرحت وأخذت سومها من الرعي أي غاية جهدها ولم تقصر عن حال دون حال»، وأسمتها أنا إذا تركتها لذلك، سناده قوله عز وجل: {فيه تسيمون}[النحل: 10]، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «في سائمة الغنم الزكاة»
-وروي عن مجاهد أنه قال: «المسوّمة معناه المطهمة الحسان»،
-وقال عكرمة، سومها الحسن .
-وروي عن ابن عباس وذكره مجاهد أنه قال: «المسوّمة معناه المعلمة، شيات الخيل في وجوهها» .
وقال ابن زيد في قوله تعالى: {والخيل المسوّمة} معناه: «المعدة للجهاد».
-ويشهد لهذا القول بيت لبيد:
وغداة قاع القرنتين أتينهم ....... زجلا يلوح خلالها التّسويم
ذكره ،سعيد بن جبير وابن عباس وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى والحسن والربيع ومجاهد وغيرهم