بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهذه أجوبة المجموعة الثانية من أسئلة مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة الفاتحة
س1: بين أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية
الجواب: تتلخص هذه الأوجه فيما يأتي
- هيئة القلب: فإن الداعين والسائلين يختلفون ويتفاضلون بتفاضل قلوبهم وهيئاتها وأحوالها؛ فحاضر القلب جامع النفس والهمة ليس كالغافل
- هيئة العمل: فمن أتقن وأحسن في الطلب بتزلّف وتضرّع درجته ليست كالأدنى منه في هذا المقام
- هيئة المقصد: فإن الداعين يتفاوتون كذلك باختلاف مقاصدهم من يسؤال الهداية؛ وكلما كان قصد السائل في الهداية أعظم= كانت درجته أعظم وجزاؤه وإجابته أجزل
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم.
الجواب: هو الصراط الذي فسرته الآية (صراط الذين أنعمت عليهم .. الآية) وهو طريق الله المستقيم الموصل إليه وإلى جنته ورضاه
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
الجواب: يتلخص فيما يلي
- للتنبيه والاهتمام على ما في جملة الصلة (أنعمت عليهم) لأن الهداية أعظم النعم ولأنهم إنما صاروا منعمًا عليهم لأنهم مهتدون
- للوقوف على الغاية وهي النعمة التي نالها الأشخاص؛ وليس التركيز على ذواتهم وشخوصهم ، كما قال الله تعالى (فبهداهم اقتده) فإن العبرة بالهدى والطريق
- ليشمل كل فرد داخل تحت مسمّى المنعم عليه
مفهوم من كلام ابن القيم
س4: ما الحكمة من تقديم (المغضوب عليهم) على (الضالين)؟
الجواب: ذكر المفسرون في هذا عدة أوجه، منها:
- أن هذا مراعاة للفواصل، ذكر هذا ابن عاشور؛ إلا أن هذا لا يستقلّ كسبب وحيد للتقديم
- أن تقدم زمان اليهود على النصارى فقُدموا عليهم في الذكر
- مجاورة اليهود للنبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة فكانوا أقرب؛ إلا أن هذا يورد عليه أن السورة مكية
- أن كفر اليهود أشد وأغلظ من كفر النصارى
- أن الغضب أنسب من الإضلا في مقابل الإنعام، فالمغضوب عليهم في مقابلة المُنعَم عليهم أنسب من مقابلة الإضلال بالإنعام. وهذا أحسن الوجوه كما قال ابن القيم
س5: ما الحكمة من إيهام ذكر الغاضب في قوله تعالى : (المغضوب عليهم) ؟
الجواب: ذكر المفسرون أوجه لذلك ، منها: تعظيم الرب سبحانه وتعالى وملكه وعزته وأنه إذا غضب على أحد فقد غضب عليه كل شيء، وكذلك كما هي عادة القرآن في نسبة أفعال الإكرام والإنعام والرحمة إلى الله جل جلاله، وأفعال الغضب والعقوبة لا تُنسب ليه تأدبا وإن كان كل ذلك منه قَدَرا
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
الجواب: إني وإن كنت لا أستطيع تجميع ما أتفيد إلا إني أحاول أن أذكرها فيما يلي
- معرفة معاني الكلمات وكيف كان استعمالها وقت نزول القرآن
- المعرفة باللغة وقواعدها والأوجه الجائزة فيها
- مراعاة سياق الكلام لتأثيره في المعنى واختلاف معاني الكلمة الواحدة من موضع لآخر
- البحث عن أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم السلف والعلماء في مسائل التفسير، مع التثبت من صحة نقل الأقوال عنهم وتحريرها وضبطها وفهمها فهما صحيحا
- الجمع بين الأقوال التي يمكن الجمع بينها ويحتملها النص القرآني
- معرفة القراءات في الآية لأثرها في اختلاف المعنى
والحمد لله رب العالمين