بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ مستعنين بالله ,, اللهم بارك لنا فيما تعلمنا وزدنا بفضلك ياكريم
المجموعة الأولى :
س1: ما حكم طلب العلم؟
س2: بيّن عناية السلف الصالح بطلب العلم.
س3: اذكر بعض الأمثلة للعلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
س 1 : ما حكم طلب العلم ؟
لطلب العلم حكمان :
قال ابن عبد البر: "قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع"
1- فرض عين : هو كل ما يتأدى به الواجب , قال الإمام أحمد " يجب أن يطلب من العلم ما يقوم به دينه , قيل له : مثل أي شي ؟ قال الذي لا يسعه جهله صلاته وصيامه ونحو ذلك " , فيجب على العبد أن يتعلم ما يُؤدي به الواجب، ويكفَّ به عن المحرّم، ويُتمَّ به معاملاته على الوجه الذي لا معصية فيه .
2- فرض كفاية : ما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية , قال سفيان بن عيينة " طلب العلم والجهاد فريضة على جماعتهم , ويجزى فيه بعضهم عن بعض , وتلا هذه الآية {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لعلهم يَحذَرُون}"
*****************************************
س2: بيّن عناية السلف الصالح بطلب العلم.
مما دلت عليه فضائل طلب العلم من أن الله تعالى يحب العلم والعلماء؛ وقد مدح الله العلماء وأثنى عليهم ورفع شأنهم، وهذه المحبة لها آثارها ولوازمها , وأنه رفعة للعبد في دينه ودنياه , وأنه أفضل القربات إلى الله
قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
ولهذا شمر السلف الصالح في طلب العلم حتى أدركوا ما ادركوا بفضل الله , وصنفوا من المصنفات العظيمة في طلب العلم ,وافردوا لها ابوابا في كتبهم ومنها
- أفرد الإمام البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه بابًا في فضل العلم, وكذلك فعل الإمام مسلم , وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، والدارمي، وغيرهم كثير؛
- كثيرٌ من العلماء المحدثين المصنفين للجوامع والسنن يفردون لفضل العلم كتابًا؛
وهذا دليل على عظم شأنه وعلى الحث على طلبه.
- ومن أهل العلم من أفرد فضل العلم بالتصنيف؛ فصنف كتابًا مفردًا مستقلًا في بيان فضل العلم، أو الحث على طلبه؛ ومن هؤلاء: أبو نعيم الأصبهاني، وأبو العباس المُرهبي -واسمه أحمد بن علي من شيوخ أبي نعيم-، وكذلك ابن عبد البر.
- وابن القيم كتب في فضل العلم كتابات كثيرة ومن أجلها كتابه: "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة"، فإنه قد أطال جدًا في بيان فضل العلم في هذا الكتاب.
- وابن رجب -رحمه الله- له كتاب: "فضل علم السلف على علم الخلف"، وكذلك كثير من العلماء كتبوا في بيان فضل العلم كتاباتٍ كثيرة منها ما هو مفرد، ومنها ما ضُمّن في أبواب من كتبهم.
*****************************************
س3: اذكر بعض الأمثلة للعلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
العلم الذي لا ينفع فُسر بتفسيرين :
1- العلوم الضارة :
2- التفسير الآخر , عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها لسبب أقضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم .
العلوم الضارة منها : السحر , التنجيم , الكهانة , علم الكلام , الفلسفة , وغيرها ..
هي علوم فيها انتهاك لحرمات الله عز وجل , وقول على الله بغير علم , واعتداء على شرعه واعتداء على عبادة .
خطرها :
- مخالفة لهدى الكتاب والسنة .
- تزين المعصية , يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه , وتقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينة .
اثارها :
- قد يدفع المتعلم إلى القراءة فيما لا ينفع، فيعرّض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم. وقد قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
- الحرمان من بركة العلم .