مجلس مذاكرة الدرس الرابع من تفسير المعوذتين

[نُوفْ]

2- من المفسرين من فسر المراد ب { النفاثات } بالنساء السواحر ، ما هو تخريج هذا القول ؟
قيل قولين معنى النفاثات القول الأول : قول الحسن البصري والطبري وابن حجر في فتح الباري " بأن معناها السحرة والساحرات "
والقول الثاني : عبد الرحمن بن زيد بن اسلم والبخاري ومن ثم ابن جرير صدره في تفسيره للآية قالوا بأن معناها" الساحرات "وهذا يعني بأنه يشمل الإناث فقط دون الرجال
ثم بعدها اشتهر بكتب المفسرين بأن معناها الساحرات
والصحيح بأنهم اشتهر هذا المعنى لأمرين :
الأول : احتمال يكون من جهة الغالب فغالب من يعمل السحر هن النساء وهذا مثل ماجاء في آيات المحصنات قال " والذين يرمون المحصنات " وهذا حكم ينطبق على الإناث والذكور فلو اتهم رجل وقذف فإنه يقتص منه فهو يدخل بالحكم .
الوجه الثاني : قد يكون من باب ضرب المثال ولا يعني تخصيصه وغالب تفسير السلف على هذا النحو
والقول الثاني هو قول جمهور المفسرين وأيضا قال به أهل اللغة والله أعلم

[نُوفْ]

3- كيف ترد على من قال أن { النفاثات } يُراد بها النفس الخبيثة والأرواح الشريرة ؟
بثلاث ردود
الأول : غير متبادر إلى الذهن وقاده إلى ذلك الهروب من اشكال ورود لفظ التأنيث
الثاني : بأن النفس مؤثنة فلأجل هذا اختير النفاثات تأثير النفث إذا كان النفس فأيضا الحسد مصدره النفس ولم يقال بتأنيث الحاسد
وهذا يوجب التناقض بين المتماثلين .
الثالث : المعهود في خطاب الشرع إسناد الفعل إلى النفس ما قال تعالى " ثم توفى كل نفس ما كسبت " ، لكن نسبت شي إليها من دون دليل فهو خارج عن العاده