دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 جمادى الآخرة 1432هـ/7-05-2011م, 09:49 PM
شموخ أنثى شموخ أنثى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 26
افتراضي

ختم آيتي الاستعاذة من نزغ الشيطان باسمين من الأسماء الحسنى
دليل على إرادة مقتضاهما قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وقال في الآية الأخرى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

فختم الآية باسمين جليلين من الأسماء الحسنى وهما السميع العليم؛ فهو {السَّمِيعُ} لاستعاذتهم ودعائهم إياه، وهو {الْعَلِيمُ} بما قلوبهم من صدق الالتجاء إليه، والعليم بأعمالهم في اتباع هديه


  #2  
قديم 5 جمادى الآخرة 1432هـ/8-05-2011م, 07:26 PM
أم إسماعيل هاجر بنت محمد أم إسماعيل هاجر بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 700
افتراضي

ملخص الدرس الرابع " المسألة الثالثة "

· هذه المسألة يخاطب بها من أقر بالشهادتين ، ومن لوازم الشهادتين البراءة من الشرك وأهله .
· البراءة من الشرك وأهله لها أسباب وهي على قسمين:
- أسباب متعلقة بالمتبرئين وهم المؤمنون.
- أسباب متعلقة بالمتبرأ منهم وهم المشركون والكفار.
· الأسباب المتعلقة بالمتبرئين وهم المؤمنون هي :
1- موافقة الله تعالى فيما يحب ويبغض ، فالمؤمن بالله يجد من ضرورات الإيمان أن يحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه الله ويتبرأ مما تبرأ منه الله ، كما قال عز وجل " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ".
2- طاعة الله تعالى في أمره فإن الله أمرنا بالبراءة من الشرك وأهله ونهى عن توليهم ومدح إبراهيم ومن معه على براءتهم من المشركين وأمرنا أن نأتسي بهم في هذه البراءة ، قال تعالى " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين آمنوا معه إذ قالوا لقومهم إنا براءؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ".
3- الغضب لله جل وعلا والحمية له فإن من صدق في محبة الله عز وجل ثم وجد من يشرك بالله سبحانه ويجتهد في إيذائه جل وعلا بالشرك وكفر النعم وادعاء الولد لله تعالى ، عن أبي أمامة الباهلي عن النبي أنه قال : " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان " .
4 – إثبات أن محبة الله تعالى مقدمة على محبة غيره وأن الله أحب إلى العبد مما سواه ، وأن محبة رسول الله أحب إليه مما سواه من الخلق ، ففي الصحيحين من حديث أنس عن النبي أنه قال : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار " .
· الأسباب المتعلقة بالمتبرأ منهم وهم المشركون والكفار :
1- عداوتهم لله تعالى ومحادتهم لله ورسوله ومن كان هذا حاله فهو مستحق لأن يعادى ويتبرأ منه مهما كانت قرابته ، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء ".
2- أنهم أعداء للمؤمنين يجتهدون في إعناتهم وإفساد أمورهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وإذا تمكنوا من المؤمنين ساموهم سوء العذاب ، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ".
3- سعيهم للصد عن سبيل الله عز وجل بأقوالهم وأعمالهم وافترائهم الكذب على الله ليضلو الناس بغير علم وتمنيهم كفر المؤمنين ، كما قال تعالى " وودوا لو تكفرون " ، وقال تعالى " ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله من آمن ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون ".
4- حسدهم للمؤمنين وتمنيهم زوال الخير عنهم كما قال الله تعالى ذكره " ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم " .
5- كفرهم بنعم الله جل وعلا ومقابلتها بالشرك والفسوق والعصيان ، كما قال تعالى " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ".
· مقاصد البراءة من الشرك وأهله :
1- إقامة حدود الله ، وأعظم الحدود ما جعله الله من الحد الفاصل بين الكفر والإيمان وسمى الله المشركين محادين لله ورسوله فهم في حد والمؤمنون في حد ، وقد قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله ".
2- إنكار المنكر العظيم الذي لا أعظم منه وهو الشرك بالله جل وعلا .
3- التنصل من موافقة المشركين على دينهم أو محبتهم لما يفعلونه من الشرك أو إقرارهم عليه فإن الله عز وجل قد توعدهم بعظيم المقت ، قال تعالى " إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون " .
4- رجاء أن يقلع المشرك عن شركه إذا وجد من المؤمنين بغضا لما يفعله من الشرك ومجانبة فإن ذلك قد يحمله على الإسلام ، وقد أسلم لهذا السبب عدد من المشركين.
5- الاعتزاز بدين الله تعالى و الاستغناء به جل وعلا فإن الله قد أكمل الدين وأتمه وأعزنا به.
6- النصيحة للمسلمين وبيان الحق لهم فإن موالاة الكفار قد تغر بعض المسلمين فتفتنهم عن دينهم.
· الغاية التى تنتهى عندها هذه البراءة :
هي إيمان من أمرنا بالبراءة منه ، فإذا آمن فهو من إخواننا نحبه ونواليه ، كما قال الله تعالى " قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين آمنوا معه إذ قالوا لقومهم إنا برآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده " فإذا آمنوا بالله وحده لا شريك له وكفروا بما يعبد من دونه فهم من المؤمنين نحبهم ونواليهم ، وقد قال الله تعالى عن المشركين " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم فى الدين " .
· ميزات البراءة من الشرك فى الإسلام :
1- أنها متصلة بالله جل وعلا فمدار الحب والبغض فيها على ما يحبه الله وما يبغضه الله .
2- أنها عبادة ملازمة للمؤمن لا تخلو منها لحظة من لحظات حياته ، فهو وإن لم يستشعرها فهو مستصحب لحكمها ، هذا البغض عبادة قلبية عظيمة.
3- أنها مبنية على الفقه والهدى وتحقيق المصالح الشرعية ودرء المفاسد فهى ليست بغضا أهوج ولا عاطفة عمياء فهى تخلو من آثار البراءة الجاهلية العمياء .
· كيف ؟
ما من شخص إلا وهو يوالى ويعادى فمن جعل موالاته لله ومعاداته لله فقد استكمل الإيمان ومن جعل موالاته ومعاداته على أمر جاهلى فهو امرؤ فيه جاهلية ، فالولاء والبراء أمر فطرى وقد جاء الإسلام بتهذيبه .
- فالبراء فى الإسلام لا يخرج عن مقتضى العدل والإحسان ، كما قال تعالى " إن الله يأمر بالعدل والإحسان "
- وقال الله عز وجل " وقولوا للناس حسنا "
- ونهى عن الاعتداء حتى على المشركين ، فقال تعالى " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين "
- ولو كان بيننا وبينهم عهد وخفنا منهم الخيانة وقامت قرائ وأمارات على ذلك ، لم يجز أن نبدأهم بالقتال حتى نعلمهم بذلك وننبذ إليهم عهدهم ، قال تعالى " وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين "
- وإن كنا نبغضهم بغضا شديدا ونعاديهم فى الله فإننا لا يحملنا ذلك على ظلمهم والاعتداء عليهم ، قال تعالى " ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى "
- والإحسان إلى من ليس من أهل الحرب والقتال بما لا يعين على المسلمين فليس منهى عنه بل هو من القسط الذي يحبه الله ، قال تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"
- ونحن إنما نبغضهم لكفرهم وفسوقهم وعصيانهم لا لذواتهم وهيئاتهم وأنسابهم وأعراقهم وبلدانهم ، إنما نبغضهم لما أبغضهم الله عليه ، ولذلك فإن تابوا وأسلموا أحببناهم لزوال مقتضى البغض والكراهية.
* كيفية التعامل مع الكفار والمشركين :
1- التعامل معهم يكون وفق الشريعة الإسلامية وقد أمرنا الله تعالى أن نقول للناس حسنا وأن نعاملهم بالحسنى وألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن ويجب علينا أن نفى بالعهد بيننا وبينهم وإذا ائتمننا أحد منهم أدينا له الأمانة وندعوهم إلى الإسلام بالتى هى أحسن ونبين لهم أخلاق الإسلام.
2- أما الكفار المحاربون والمعتدون الظالمون من الكفار والمنافقين فقد أمرنا بالغلظة عليهم ، كما قال تعالى
" يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم " وهذه الغلظة لها حدودها الشرعية فلا يجوز أن تفضى بالمسلم إلى قول ما لا يجوز قوله أو العدوان والبغي .
· ونحن مع بغضنا لهم بسبب أعمالهم ومقتنا لكفرهم وفسوقهم وعصيانهم ، نود لهم الهداية ونسأل الله أن يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وندعوهم إلى الإسلام رجاء أن يمن الله عليهم بالهداية فنواليهم بعد المعاداة ونحبهم بعد البغض ، كما قال الله عز وجل " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم ".
· تعريف الموالاة :
- الموالاة تطلق على معنيين بينهما تناسب وتلازم وهما التحاب والتناصر ، فالولاية تطلق على المحبة والنصرة في اللغة وعلى ما ينشأ منهما ، فالحليف ولي والكفيل ولي والقيم على من تحته ولي كولي اليتيم وولي المرأة.
- فالولي هو الذي يقوم بما تقتضيه الولاية في كل موضع بحسبه من المحبة والموافقة والتأييد والسعى في تحقيق مصالح المولى وحمايته مما يخافه عليه ونحو ذلك من الأعمال ، وهذه الأعمال كلها يجمعها معنى النصرة في اللغة.
- فالنصرة معنى جامع ينتظم ما يحصل به تحقيق ما يحبه المولى وينفعه ودفع ما يضره ويكرهه.
- ولذلك يكثر الاقتران بين الولاية والنصرة في القرآن الكريم ، قال الله تعالى عن نفسه المقدسة " نعم المولى ونعم النصير " وقال عز وجل " بل الله مولاكم وهو خير الناصرين "
- فدلت الآيات على أن النصرة من مقتضيات الولاية وأنها هى مقصودها وبدونها لا تصح الولاية .
- فالولاية أصلها : المحبة والموافقة ، ومقتضاها : النصرة والتأييد.
- فمن شأن الولي أنه ينصر مولاه ، ولذلك فإن أولياء الله هم الذين ينصرون الله عز وجل فيقومون بما تقتضيه محبته جل وعلا من تحقيق ما يحبه الله ويرضاه واجتناب ودفع ما يكرهه ويبغضه.
- ومعنى اتخاذ الكفار أولياء يشمل معنيين :
1- أن ينصر المؤمن الكافر على المؤمنين وعلى محاربة دين الله عز وجل ومحادة الله ورسوله.
2- أن يستنصر به على ذلك.
فإذا حصل هذا أو هذا فقد اتخذه وليا وكلاهما ولي للآخر بينهما رابطة الولاية.
- وهذا الأمر هو من صفات المنافقين اللازمة لهم ، ولذلك جعل الله هذا الأمر أول ما يصف به المنافقين وأعظم ما يمقتهم عليه وتوعدهم الوعيد الشديد بسببه ، كما قال الله عز وجل " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا "
* قال الله تبارك اسمه " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير " فبين أن للمسلم حالان :
- حال الاختيار :
ففى حال الاختيار لا يتخذ المؤمن الكفار أولياء ، ومن صدر منه هذا الاتخاذ فليس بمؤمن وقد تبرأ الله منه ومن تبرأ الله منه فليس له من ولاية الله نصيب وهو من الخاسرين.
- حال الاضطرار :
وفى حال الاضطرار بأن يخشى من الكفار ضررا فلا بأس أن يداريهم مداراة يدفع بها شرهم مع انطواء القلب على بغضهم وبغض ما يفعلون من الكفر والفسوق والعصيان.
· وقوله تعالى " إلا أن تتقوا منهم تقاة " فيه قولان :
القول الأول : إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية وتضمروا لهم المعاداة ولا تشايعوهم على دينهم ولا تعينوهم على مسلم بشئ.
القول الثانى : إلا أن يكون بينكم وبين بعض الكفار رحم فتتقون قطيعتها فتصلونها من غير أن تتولوهم في دينهم
( وابن جرير رحمه الله صحح هذا القول من جهة المعنى لكنه بين أن لفظ الآية لا يدل عليه ).
· بين الله في كتابه أن الكفار على ثلاث درجات :
الدرجة الأولى : الأبوان الكافران والأرحام الذين ليسوا من الدرجة الثالثة . حكمها : إحسان الصحبة .
الدرجة الثانية : الكفار الذين لم يقاتلوا المؤمنين ولم يعينوا عليهم. حكمها : البر والقسط.
الدرجة الثالثة : الكفار المقاتلون والمعينون على قتال المؤمنين والعدوان عليهم. حكمها : حرمة موالاتهم .
· موالاة الكفار : هي التوافق والتناصر على الإسلام والمسلمين ، وهي : ناقض من نواقض الإسلام ، ولا يجوز لمسلم أن يتولى الكفار ولو كان من تولاه أحد أبويه أو من عشيرته ، فاتخاذهم أولياء وإعانتهم على دعوة الإسلام والمسلمين كفر وردة عن دين الله عز وجل والعياذ بالله .
· المصاحبة بالمعروف : وهي واجبة على المسلم الذى له أبوان كافران ، قال الله تعالى " وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا " ونهى الله تعالى عن اتخاذهم أولياء ، كما قال عز وجل " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولائك هم الظالمون" .
· والمصاحبة بالمعروف لا تعنى اتخاذهم بطانة وأصدقاء ولا أن نفشي إليهم الأسرار ونطلعهم على عورة الإسلام وأهله ونؤثر المكث بين أظهرهم على الهجرة إلى دار الإسلام ، فالمصاحبة بالمعروف وكذلك معاشرة الرجل لزوجته الكتابية والإحسان إلى من أذن الله بالإحسان إليهم من الكفار ليست من الموالاة في شئ .
· الثناء على بعض الخصال الحسنة لدى بعض الكفار : جائز لا بأس به .
وقد مدح النبي بعض الخصال الحسنة لدى بعض الكفار ، وقال لأشج عبد القيس : " إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة " ، ولكن لا ينبغى أن يتخذ ذلك ذريعة لمحبة باطلهم أو الاغترار بما لدى بعضهم من خصال حسنة فيعتقد أنهم على الحق فى دينهم.
· اتخاذ المشركين بطانة : محرم لا يجوز ، لكنها ليست من الموالاة.
قال الله تعالى" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم " ، أي : لا تتخذوا أولياء وأصدقاء لأنفسكم من غير أهل دينكم وملتكم يعنى : من غير المؤمنين .
وإنما جعل البطانة مثلا لخليل الرجل فشبهه بما ولى بطنه من ثيابه ، لحلوله منه – فى اطلاعه على أسراره وما يطويه عن أباعده وكثير من أقاربه – محل ما ولى جسده من ثيابه .
· الثناء على بعض الخصال المحرمة لدى بعض الكفار ومحبتها : محرم لا يجوز .
لقول الله تعالى " ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب " لكن إذا أفضى إلى اتخاذهم أولياء ومناصرتهم على المسلمين فهى ردة عن الإسلام.
· أقسام المسلمين فى البراءة من الكفار :
القسم الأول : غلوا في البراءة وتعدوا حدود الله فى ذلك وارتكبوا من الظلم والعدوان والتنفير عن دين الله عز وجل ما لا يجوز لهم .
القسم الثانى : فرطوا وتساهلوا في ذلك حتى حصل منهم مودة ومحبة للكفار في بعض شؤون دنياهم من غير أن يتخذوهم أولياء.
وأصحاب هذين القسمين مخالفون لهدى الله مخطئون مذنبون.
والقسم الوسط : اتبعوا هدي الله وامتثلوا أحكامه فتبرؤوا من الكفر وأهله وعاملوهم بمقتضى شرع الله ، وهؤلاء هم الموفقون الناجون بإذن الله .

  #3  
قديم 7 جمادى الآخرة 1432هـ/10-05-2011م, 06:16 PM
أم الهندين بوعلي أم الهندين بوعلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 199
Lightbulb

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




إن أخطأت ففي استماع ملاحظاتكن

هدانا الله و إياكم لسبله

قاعدة عامة فيما جاز صرفه لغير الله من معاني العبادات :



- إذا حمل توجهه لغير الله بهذا العمل معاني التعبد من الرغب و الرهب و التذلل و الخضوع == شرك أكبر



- إذا كان توجهه لغير الله بهذا العمل من باب التسبّب مع تعلق القلب بغير الله == شرك أصغر


- إذا توجه لغير الله بهذا العمل من باب التسبب مع تعلق القلب بالله وحده على أنه هو المتصرف لا شريك له == ليس شركا

تعليق هام :
http://www.afaqattaiseer.com/vb/show...1&postcount=66


  #4  
قديم 8 جمادى الآخرة 1432هـ/11-05-2011م, 09:22 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الخامس (1)

1: معنى الحنيفية، وأنها ملة إبراهيم عليه السلام التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباعها، وهي ملة التوحيد:
** قوله : (اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ)
- الدعاء للمتلقي فيه تلطف له .
- الإرشاد هو الدلالة على طريق الرشد، قال الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}
فالغي هو: الضلال والخطأ ومخالفة الصواب والانهماك في الباطل، والرشد نقيضه وهو: إصابة الحق والصواب والهدى.
- الطاعة هي امتثال الأمر واجتناب النهي.

** قوله: (الحَنِيفِيَّةَ - مِلَّةَ إِبْراهِيمَ -: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، وَبذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ).
- إبراهيم عليه السلام بين لقومه التوحيد فقال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
- حنيفاً: أي مستقيماً موحداً ، ويقال: رجل يتحنف أي يتحرى أقوم الطريق.
== الرجل الذي تقبل إحدى قدميه على الأخرى يقال له "أحنف" نظرا له إلى السلامة، كما يقال للديغ "السليم"، تفاؤلا له بالسلامة من الهلاك.
- الحنيفية هي الملة القويمة المستقيمة التي لا ميل فيها ولا انحراف، وهي ملة التوحيد.
- وهي الفطرة التي فطر الناس عليها {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}.
- وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم باتباعها وقال: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
- كما أثنى الله تعالى على إبراهيم ومن اتبع ملته وكان حنيفاً ، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}.

** قوله: (وَبذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ).
كما قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}

** قوله : (أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)
- الإخلاص في اللغة التصفية والتنقية ،
ومعناه تخليص الأعمال من الشرك بالله جل وعلا، وإفراد الله تعالى وحده بالعبادة لا شريك له ، فيؤدي العبادة تقرباً إليه جل وعلا .
- الله تعالى يحب عباده المخلصين ويعدهم بدخول الجنة والنجاة من النار ويتولاهم ويحفظهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويعدهم الوعد الحسن بفضله العظيم في الدنيا والآخرة.
- المسلمون يتفاضلون في الإخلاص وكلما كان العبد أكثر إخلاصاً في العبادة بقوة الاحتساب وإحسان العبادة كان أحب إلى الله وأقرب إليه زلفى.
- من صرف عبادة من العبادات لغير الله تعالى هو مشرك غير مخلص في العبادة ويستحق العذاب الشديد .

** قوله: (وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وَمَعْنَى يَعْبُدُونِ: يُوَحِّدُونِ).
- حصر الله الغاية من خلق الجن والإنس في عبادته جل وعلا وحده لا شريك له.
- من عبد الله وحده لا شريك له فقد أدَّى ما خُلِق لأجله، ومن لم يفعل ذلك يستحق العذاب .
- الإنس هم بنوا آدم عليه السلام، سموا إنساً لأنهم يأنس بعضهم ببعض.
- الجن سمواً جناً لاجتنانهم أي استتارهم عن أنظار الناس ، قال تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}
- العبادة إذا لم تكن خالصة لله تعالى فهي باطلة، ويجعلها الله يوم القيامة هباء منثوراً كما قال الله تعالى عن المشركين: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} .

شروط قبول العبادة : ( العبادة المقبولة هي التي تنفع صاحبها )
- أن يخلص بها العبد لربه جل وعلا.
- أن يكون صاحبها من الموحدين الذي شهدوا الشهادتين العظيمتين.
- تكون صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


  #5  
قديم 8 جمادى الآخرة 1432هـ/11-05-2011م, 09:45 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الخامس (2)

2: أعظم ما أمر الله به.
** قوله: (وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بهِ التَّوْحِيدُ، وَهُوَ: إِفْرَادُ اللهِ بالْعِبَادَةِ).
- التوحيد مصدر وحَّدَ يُوَحِّد تَوْحيداً، وهو إفراد الله تعالى بالعبادة والقصد .
- وهذا توحيد الألوهية وهو الذي وقعت الخصومة فيه بين الرسل وقومهم.
- توحيد الربوبية لم يخالف فيه إلا قلة وهم الملاحدة والثنوية.
- المشركون اختلفوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في توحيد الألوهية لكنهم كانوا يُقِرُّون بتوحيد الرُّبوبية.
- أعظم ما أمر الله به هو التوحيد لأمور:
1: أن أول ما كان يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم والرسل كلهم هو التوحيد ، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
والنبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: (( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله )) .
2: أن توحيد الله تعالى هو مفتاح الدخول في الإسلام ومن ارتكب ما يناقض هذا التوحيد خرج من دين الإسلام.
3: أن ثواب فاعله أعظم الثواب وهو رضوان الله تعالى ومحبته والخلود في الجنة، وعقاب تاركه أعظم العقاب وهو سخط الله تعالى ومقته والخلود في نار جهنم.
- أقسام التوحيد ثلاثة:
1: توحيد الربوبية: وهو إفراد الله تعالى بأفعاله من الخلق والرزق والملك والتدبير وغيرها .
2: توحيد الألوهية: وهو إفراد الله تعالى بالعبادة.
3: توحيد الأسماء والصفات، وهو إفراد الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.


3: أعظم ما نهى الله عنه:
** قوله: (وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ الشِّرْكُ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرهِ مَعَهُ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوْا بهِ شَيْئاً} [النساء:36]).
- أعظم ما نهى الله عنه هو الشرك، ويعرف ذلك بأمور:
1: أن أول دعوة الرسل هي إلى التوحيد وترك الشرك.
2: أن من لم ينته عن الشرك فهو كافر غير داخل في دين الإسلام.
3: أن عقاب الشرك أعظم العقاب، قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}
وقال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله ، قال: الإشراك بالله...)) .
- من وقع في الشرك بعد إيمانه حبط عمله وأصبح من الخاسرين فهو خيانة لأعظم الأمانات وأعظم الحقوق، وهو حق الله عز وجل .
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ..}

** قوله: (وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرهِ مَعَهُ)
- عرف الشرك بالله بأنه دعوة غيره معه ، قال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ..}
- ويشمل دعاء العبادة ودعاء المسألة .
- الشرك على قسمين:
الأول: الشرك الأكبر: ويكون في الربوبية والألوهية:
- أما الشرك الأكبر في الربوبية فهو : اعتقاد شريك لله تعالى في أفعاله من الخلق والرزق والملك والتدبير.
- وأما الشرك الأكبر في الألوهية: فهو عبادة غير الله تعالى.
الثاني: الشرك الأصغر: وهو ما كان وسيلة للشرك الأكبر وهو شرك أصغر، لأنه لم يخلص القصد لله جل وعلا.
ومثاله: الرياء بتحسين أداء الصلاة، لطلب مدح الناس وإعجابهم على عبادته لله جل وعلا.

** قوله : (والدليل قوله تعالى{وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوْا بهِ شَيْئاً}).
هذه الآية تسمى آية الحقوق العشرة، وبدأ الله فيها بحقه جل وعلا الذي خلق الخلق لأجله.


  #6  
قديم 8 جمادى الآخرة 1432هـ/11-05-2011م, 12:51 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الخامس (3)

4: الأصول الثلاثة:
** قوله: (فَإذَا قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُوْلُ الثَّلاثَةُ الَّتِي يَجبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُها؟
فَقُلْ: مَعْرِفَةُ العَبْدِ رَبَّهُ، وَدِينَهُ، وَنَبيَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
- صاغ المؤلف رحمه الله هذه المسائل بطريقة السؤال والجواب لتكن >> 1- أقرب للفهم. 2- أيسر للتلقين للعامة والناشئة.
- الأصول جمع أصل ، وهو ما ينبى عليه الشيء ، فمن لم يقم أصول الدين فدينه ليس له أصل .
- أصول دين الإسلام هي هذه الثلاثة وهي راجعة إلى معنى الشهادتين :
معرفة العبد ربه هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله.
معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم هي مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
دين الإسلام هو الرسالة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم.
- هنا ثلاثة أمور: مُرسِل، ورسول، ورسالة.
· فالمرسِل هو الله جل وعلا.
· الرَّسول هو محمد صلى الله عليه وسلم.
· ورسالته هي دين الإسلام.
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الميتَ ليسمع خَفْق نعالهم إذا وَلَّوْا مدبرين حين يقال له : يا هذا، مَنْ ربُّك ؟ وما دِينُك ؟ ومن نَبِيُّكَ)).
- طالب العلم يحتاج إلى هذا التأصيل، لأن مسائل الدين كلها ترجع إلى هذه الأصول الثلاثة.


الأصل الأول: معرفة العبد ربه جل وعلا

- بيان معنى (الرب).
(فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ؟
فَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ الَّذِي رَبَّانِي، وَرَبَّى جَمِيعَ العَالَمِينَ بنِعْمَتِهِ، وَهُوَ: مَعْبُودِي لَيْسَ لِي مَعْبُودٌ سِوَاهُ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَب العَالَمِينَ} [الفاتحة:2]، وَكُلُّ مَن سِوَى اللهِ عَالَمٌ، وَأَنَا وَاحِدٌ مِنْ ذَلِكَ العَالَمِ).
** قوله: (فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ؟ )
- الرب هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والملك والإنعام والتدبير والتربية والإصلاح .
فهو الخالق العظيم والخلاق العليم الذي خلق كل شيء ، فما من موجود من المخلوقات إلا والله تعالى خالقه وحده لا شريك له.
- ومن معاني (الرب) في لسان العرب: المالك؛ فرب الشيء هو مالكه، ورب الدار: صاحبها ومالكها، ورب الإبل: مالكها.
== ولا يطلق هذا اللفظ بغير الإضافة إلا على الله عز وجل، فهو الربّ وحده.
- والله تعالى هو ربّ كل شيء ومليكه، لا يخرج شيء عن ملكه، فهو مالك كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء، له جميع معاني الملك.
== وهذا مما يوجب توحيده جل وعلا بالعبادة، وطاعته فيما يأمر به، وينهى عنه.
{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا}
- بقية المعاني العظيمة للربوبية العامة من الإنعام والإصلاح والتربية والتدبير هي من آثار اسمه (الملك)، فهو جل وعلا مالك النعمة وموليها، الذي ربَّى خلقه بالنِّعَم، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وأصلَح خلقهم وأحسنه، وأصلَح أحْوال معاشِهِم .
- لا صلاح للعالَم إلا بأن يكون رَبُّهُ واحدًا كما قال تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}
- ولأنه ربنا الذي خلقنا من العدم، وأسبغ علينا النعم، فإخلاص العبادة له حق واجب، وشكر نعمته فرض لازم.. وعبادة غيره ظلم عظيم وكفر مبين وضلال.
- الربوبية لها معنيان:
ƒ ربوبية عامة بالخلق والملك والإنعام والتدبير، وهذه عامة لجميع المخلوقات.
ƒ وربوبية خاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ.
والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها
- يطلق لفظ (الرَّبّ) في النصوص ويراد به المعبود ، كما في سؤال العبد في قبره: من رَبُّك؟
المراد به من معبودك الذي تعبده؟
- اسم الرَّبِّ يقتضي أن نعبده جل وعلا ونفرده بالعبادة ولهذا قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} فاستدل على توحيد العبادة باسم الربوبية.
== فإذا قيل: الرب هو المعبود، فهذا الإطلاق صحيح باعتبار، وإذا قيل: من معاني الرب فصحيح باعتبار آخر.
- ما عُبِدَ من دون الله ليس معبوداً ولا ربا بحق وإنما اتخذ رباً، واتخذ إلها، لقوله تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا}
وقوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} فاتخاذ الشيء رباً معناه عبادته، لأن الربوبية تستلزم العبادة.

** قوله: (وهُوَ مَعْبُودِي لَيْسَ لِي مَعْبُودٌ سِوَاهُ)
هذا تلقين للمتلقي ، وبيان له بأن لا يكون له معبود سوى الله جل وعلا.


  #7  
قديم 8 جمادى الآخرة 1432هـ/11-05-2011م, 01:59 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الخامس (4)

- لمعرفة العبد ربه جل وعلا طريقان بينهما الله عز وجل في كتابه الكريم:
الطريق الأول: التفكر في آياته الكونية المخلوقة.
والطريق الآخر : التفكر في آياته الشرعية وهي آيات القرآن العزيز .

- (الآية) في اللغة تطلق على العلامة وعلى الرسالة وعلى الجماعة. وهي: العلامة البينة الدالة على المراد.
قال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} أي علامة .
وعن النبي أنه قال: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار).
فالآيات هي علامات بينات على ما أراده الله تعالى بها، وهي رسائل من الله إلينا.

- الفرق بين العلامة والآية :
-- العلامة فيها معنى الظهور والبيان والدلالة على الشيء حيث جعلت عليه ومنه سمي الجبل علماً، لدلالته على الموضع دلالة بينة .
-- لفظ الآية أبلغ في البيان والدلالة من لفظ (العلامة) ولذلك استعمل في القرآن الكريم ففيه زيادةً على معنى الدلالة معنى الوضوح والجلاء والبيان، لذلك نقول في التفسير والتبيين: (أي) فأصلها التبيين والوضوح والجلاء.
== وهذا يدل على براعة التعبير القرآني، وأسرار اختيار بعض الألفاظ على بعض.
قال الخليل بن أحمد: (الآية: العَلامةُ، والآية: من آيات الله، والجميع: الآي)
قوله: (والآية: من آيات الله) يشمل الآيات الكونية والشرعية :
فالآيات الكونية الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض وما أنعم به من سائر النعم.

((وهي علامات بينات لا ينكرها إلا مكابر معاند))
والآيات الشرعية هي آيات القرآن المتلوة،
سميت بذلك : 1- لأنها دالة على أنها من عند الله عز وجل. 2- ولأن فيها من البراهين البينة ما يوجب قيام الحجة على من بلغته.

- ذكر الله تعالى في الكتاب براهين عقلية تدل على بطلان عبادة ما يعبد من دون الله ، منها: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا}
هنا ثلاثة أدلة بينة >>
1: أنهم لم يخلقوا شيئاً ، وعبادة من لا يخلق من دون خالقه سفَه وضلال .
2: وأنهم ليس لهم نصيب في الملك يشاركون الله فيه، فيسألهم من يدعوهم من نصيبهم الذي يملكونه.
3: أن الله لم يأذن بعبادتهم.
- قوله تعالى: {بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا} بيان لسنة كونية وهي أن الظالمون إنما يغر بعضهم بعضاً ويمنّي بعضهم بعضاً حتى إذا أتوا ما يمقتهم الله عليه وعاينوا عذابه لم تنفعهم وعودهم ولم تغن عنهم من الله شيئاً.
- العابد يتعلق بالمعبود لما يرجو من نفعه وحينئذ فلا بدَّ أن يكون المعبودُ:
-- مالكاً للأسباب التي ينفع بها عابده.
-- أو شريكاً لمالكها.
-- أو ظهيرا أو وزيراً ومعاوناً له.
-- أو وجيهاً ذا حرمة وقدر يشفع عنده.
فإذا انتفت هذه الأمور الأربعة من كل وجه وبطلت انتفت أسباب الشرك وانقطعت موادُّه.

- الموحدين معهم حجج على وجوب التوحيد، ومن أهمها:
1: أن الله هو الخالق الرازق المالك المدبر فهو المستحق للعبادة.
2: أن الله تعالى هو الذي بيده وحده النفع والضر ، قال الله تعالى: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا..}.
3: أن الله أمر بعبادته وحده لا شريك له، وبذلك أرسلت إليهم الرسل.
4: وأن المشركين الظالمين إنما يغر بعضهم بعضاً وأنهم لا حجة لهم على الشرك، بل حجتهم داحضة عند ربهم.


  #8  
قديم 12 جمادى الآخرة 1432هـ/15-05-2011م, 02:12 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ما شاء الله تبارك الله
بوركت جهودكم وزادكم الله من فضله .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اختاه مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إن أخطأت ففي استماع ملاحظاتكن
هدانا الله و إياكم لسبله
قاعدة عامة فيما جاز صرفه لغير الله من معاني العبادات :


- إذا حمل توجهه لغير الله بهذا العمل معاني التعبد من الرغب و الرهب و التذلل و الخضوع == شرك أكبر



- إذا كان توجهه لغير الله بهذا العمل من باب التسبّب مع تعلق القلب بغير الله == شرك أصغر


- إذا توجه لغير الله بهذا العمل من باب التسبب مع تعلق القلب بالله وحده على أنه هو المتصرف لا شريك له == ليس شركا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بارك الله فيك (اختاه) ووفقك لرضاه .
العبادات لا يجوز صرفها لغير الله مطلقاً.
هذه الألفاظ قد تطلق ويراد بها معاني العبادة فيكون صرفها لغير الله شرك أكبر.
وقد تطلق إطلاقاً لغويا دون إرادة معاني العبادة وتكون غالبا من باب فعل الأسباب ويكون لها حالتان:
1: أن يتعلق القلب بها ويكون فيه نوع تذلل وخضوع وخوف ورجاء لهذا السبب مع اعتقاد أن الله تعالى هو الذي بيده النفع والضر؛ فهذا شرك أصغر، وهو ما يسمى بشرك الأسباب.
2: أن لا يتعلق القلب بهذه الأسباب فليس بشرك ، ولا نقول إنه يجوز مطلقاً ولا نقول إنه حرام مطلقاً ، بل يختلف حكمه بسحب حكم السبب هل هو حلال أو حرام ، وبحسب حكم الغرض الذي يراد تحقيقه بهذا السبب هل هو غرض مشروع أو غير مشروع
كلمة (نوع تذلل) و(نوع خضوع) أي ليس تذللاً كاملاً ، ولا خضوعاَ كاملاَ ، وهكذا في نظائره، وهذه العبارة يطلقها العلماء اختصاراً للتمييز بين التذلل الكامل الذي لا يجوز صرفه لغير الله تعالى، وبين القدر الذي يحكم به على الشخص بأنه شرك أصغر، فهو نوع تذلل، ونوع عبودية للدنيا . يعني تذلل أصغر، وعبودية صغرى، وهي التي لا تخرج عن الإسلام.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .

  #9  
قديم 8 جمادى الآخرة 1432هـ/11-05-2011م, 07:07 PM
الصورة الرمزية ام نسيبة
ام نسيبة ام نسيبة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 41
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

ملخص الدرس الخامس:

1-بيان معنى الحنيفية:

-قوله(اعلم ارشدك الله لطاعنه):الدعاء للمتلقي فيه تلطف،والارشاد هو الدلالة على طريق الرشد،والرشد هواصابة الحق وهو ضد الغي{لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} والغي والغواية الضلال والخطأومخالفة الصواب والانهماك في الباطل.
-قوله(طاعته)الطاعة امتثال الأملر واجتناب النهي .
-قوله(أن الحنيفية ملة ابراهيم) فالحنيف هو المستقيم على الطريقة والحينفية هي هي الدين المستقيم وهو دين التوحيد.
-قوله (أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين):
*الاخلاص لغة:التصفية والتنقية ومعناه تخليص الاعمال من الشرك بالله جل وعلا وافراده تعالى وحده بالعبادة.
-قوله (وبذلك أمر الله جميع الناس)قال تعالى:{وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}.
-وقوله(وخلقهم لها) قال تعالى{وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون}أي خلقهم الله تعالى لعبادته وهذا اسلوب الحصر فقد حصر الله الغاية من خلق الجن والانس في عبادته وحده لا شريك له .
-الانس هم بنوا آدم وسموا انسا لاستئناس بعضهم ببعض.
-الجن,وسموا جنا لاجتنانهم أي استتارهم عن انظار الناس.
-قوله( ومعنى يعبدون :يوحدون) هذا تفسير باللازم لان العبادة ان لم تكن خاصة لله فهي باطلة.

2-بيان أعظم ما أمر الله به:

-التوحيد:هو افراد الله بالعبادة وهذا هو توحيد الالوهية وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل وقومهم،أما توحيد الربوبية فلم يخالف فيه الا قلة الملاحدة والثانوية.
-وقوله(أعظم ما أمر الله به التوحيد)
*انه اول ما كان يدعوا اليه الرسل.
*أن توحيد الله تعالى مفتاح دخول الاسلام واذا ارتكب العبد فعلا يناقض هذا التوحيد خرج من دين الاسلام.
*أن ثواب فاعله هو أعظم الثواب وهو ضوان الله تعالى والخلود في الجنة وعقاب تاركه أعظم عقاب وهو سخط الله والخلود في نار جهنم.
-والتوحيد مصدر وحد يوحد توحيدا اذا جعل الشيء واحدا،فان جعل العبد قصده لله وحده جل وعلا فهو موحد مخلص لله تعالى،ومن يصرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله تعالى فهو مشرك خالد في جهنم.
-أقسام التوحيد:
*توحيد الربوبية:هو افراد الله تعالى بأفعاله من الخلق والتدبير والملك.
*توحيد الألوهية:وهو افراد الله تعالى بالعبادة.
*توحيد الأسماء والصفات:وهو افراد الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.

يتبع ان شاء الله

(فريق أمل الأمة)

  #10  
قديم 12 جمادى الآخرة 1432هـ/15-05-2011م, 03:17 PM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

الرغبة والرهبة

قوله: (وَدَلِيلُ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالْخُشُوعِ قَوْلُهُ تَعَالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ).


الرَّغْبَة والرَّغَب: الرجاء والطمع .
والرَّهْبَةُ والرَّهَب: الخوف والخشية.
فهذه الرغبة والرهبة عبادة لما تحمله من المعاني التعبدية من التذلل والخضوع المحبة والتعظيم والرجاء والخوف ، وهذه عبادات يجب إخلاصها لله جل وعلا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وكل داع فهو راغب راهب طامع خائف.
وكل سائل راغب راهب فهو عابد للمسؤول، وكل عابد له فهو أيضا راغب وراهب يرجو رحمته ويخاف عذابه؛ فكل عابد سائل، وكل سائل [أي بهذا المعنى] عابد؛ فأحد الاسمين يتناول الآخر عند تجرده عنه، ولكن إذا جمع بينهما فإنه يراد بالسائل الذي يطلب جلب المنفعة ودفع المضرة بصيغ السؤال والطلب، ويراد بالعابد من يطلب ذلك بامتثال الأمر وإن لم يكن في ذلك صيغ سؤال.

والعابد الذي يريد وجه الله والنظر إليه هو أيضا راج خائف راغب راهب يرغب في حصول مراده ويرهب من فواته، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً}
وقال تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا} ولا يتصور أن يخلو داع لله دعاء عبادة أو دعاء مسألة من الرغب والرهب ومن الخوف والطمع).

ومما يزيد تعظيم الرغبة في نفس المؤمن تفكره في أسماء الرحمة والإحسان والبر لله جل وعلا فيتفكر في أسماء الرحمن الرحيم، والغني الكريم، والمنعم الوهاب، والبر اللطيف، والحميد الودود ونحوها من الأسماء الحسنى .
وكل من تفكر في أسماء الجلال لله تعالى كأسماء العظيم القهار الكبير الجبار والقوي المتعال المحيط المتكبر ونحوها من الأسماء الجليلة العظيمة وتأمل آثارها في الخلق والأمر عظمت رهبة الله تعالى في نفسه ذلت نفسه لله وخضعت، وأطاعت له وأذعنت، وسلمت له وطلبت مرضاته، وتطهرت النفس من كل خلق لئيم، فذاب الكبر والعجب والغرور، واضمحل الرياء والنفاق، ونأت المطامع الدنيوية الصارفة عن المقامات العلية، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وسر إخلاص الرغبة هو اعتقاد العبد الكفاية في ربه جل وعلا والثقة به واليقين بأن فضله كافيه ومغنيه ؛ فإذا كان العبد على يقين من كفاية الله جل وعلا له كانت رغبته خالصة لله تعالى.
والرغبة الصادقة هي التي يتبعها العمل واتباع الهدى.



.العاجز محروم مخذول مذموم ومن زعم أنه راغب في فضل الله ولم يتبع هدى الله فهو كاذب في دعواه.

أما الذي صدق في رغبته وبذل الأسباب التي هدى الله إليها فهو المؤمن المهتدي الموفق المتبع لرضوان الله جل وعلا.
لهدى الله عز وجل في ذلك، متقياً ربه جل وعلا، ولم يتعلق قلبه بهذه الأسباب.

.والمقصود أن الرغبة والرهبة تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: رغبة العبادة ورهبة العبادة وهي الرغبة والرهبة التي تحمل معاني التعبد من الذل والمحبة والتعظيم فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله جل وعلا.
القسم الثاني: الرغبة والرهبة الطبيعيتان وهما اللتان يحمل عليهما مقتضى الطبع ولا يكون فيهما معاني التعبد.
فهذه على ثلاث درجات.
الدرجة الأولى: لا لوم فيها على العبد، وذلك إذا لم تحمل هذه الرغبة الرهبة العبد على ارتكاب محظور لا يعذر فيه، أو ترك مأمور لا يعذر بتركه، ولم يتعلق قلبه بالأسباب.
الدرجة الثانية: محرمة وهي التي تحمل العبد على ترك مأمور لا يعذر بتركه أوفعل محظور لا يعذر بفعله، وتختلف درجة التحريم بحسب درجة المخالفة؛ فإن خالف في صغيرة كان إثمها بحسبها، وإن ارتكب كبيرة من الكبائر بسبب هذه الرغبة والرهبة كان إثمه أعظم، فإن أدى به ذلك إلى ارتكاب ناقض من نواقض الإسلام فهو كافر والعياذ بالله كما تقدم بيانه في مسألة الخوف.
الدرجة الثالثة: الرغبة والرهبة التي هي شرك أصغر من شرك الأسباب، وهي أن يتعلق قلب العبد بالأسباب.

  #11  
قديم 14 جمادى الآخرة 1432هـ/17-05-2011م, 06:35 PM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

السلام عليكم
تلخيص للدرس الثامن
3: الخشوع
الخشوع:

الخشوع في اللغة أصله السكون، قال الله تعالى: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت }

خشوع الأصوات سكونها وصمتها قال تعالى: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلى همساً}.
وخشوع الأبصار: خضوعها وذلتها وانخفاضها قال الله تعالى: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} وقال تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}.
خشوع القلب: ذلُّه وخضوعه وإخباته .

خشوع الجوارح: سكونها عن الحركة المنافية للخشوع .
الخشوع في الصلاة فإنه يشمل معنيين:
- خشوع القلب بالتذلل والخضوع لله جل وعلا .

- وخشوع الجوارح بأداء الصلاة بطمأنينة وترك العبث والحركة المنافية للخشوع.

.البكاء أثر من آثار الخشوع، فقد يخشع العبد في صلاته ولا يبكي، وقد يبكي فيكون بكاؤه من أثر خشوعه.

الخشية:
شدة الخوف وهي مبنية على العلم ، وبذلك فُرق بينها وبين الخوف وإن كان بينهما تقارب في المعنى.

فالخشية فيها معنى الخوف الشديد المبني على العلم بعظمة المخشي منه ، قال الله تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَماءُ}

وإخلاص عبادة الخشية لله تعالى باب عظيم لبركات كثيرة عظيمة لا يقدر قدرها إلا الله جل وعلا.
فهي مفتاح لفهم القرآن وتدبره والاعتبار بما فيه والتذكر النافع الذي يزداد به اليقين ويرتفع به الإيمان .

.قال تعالى: {فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى} وهذا وعد من الله لأهل خشيته أنهم سيذكرون وينتفعون من كتابه أعظم انتفاع.
والتذكر المراد هنا يشمل ثلاثة أمور:


الأمر الأول: التذكر الذي يحمل على محبة الله جل وعلا ، ومحبة لقائه والتقرب إليه من تذكر صفات الله عز وجل وكرمه وفضله وإحسانه فإن العبد إذا عظمت محبة الله تعالى في قلبه أحب ما يذكره به ومن أحب ذكر الله أحبَّ الله له أن يتذكر ، ومن كره ذكر الله كان جزاؤه من جنس عمله إلا أن يعفو الله عنه ويتوب عليه.
الأمر الثاني: التذكر الذي يحمل على الرجاء في فضل الله عز وجل وحسن ثوابه؛ فإنه إذا تذكر ما أعده الله لعباده من الثواب والفضل العظيم دعاه ذلك إلى الازدياد من الأعمال الصالحة لما يرجو من حسن ثوابها.
وصدق الرجاء يحمل على الخشية من فوات ثواب الله عز وجل وفضله.

الأمر الثالث: التذكر الذي يحمل على الخوف من الله تعالى والخوف من سخطه وعقابه ، وهذا ما يزجره عن ارتكاب المحرمات والتفريط في أداء الفرائض.
والخوف الصادق يحمل على خشية التعرض لسخط الله وعقابه.
وهذه الأمور الثلاثة (المحبة والرجاء والخوف) هي أركان العبادة، وعليها مدراها، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالخشية كما سبق بيانه، وبهذا تعلم شيئاً من الفرق بين الخشية والخوف، وأن خشية العبادة لها لوازم تعبدية من المحبة والخوف والرجاء.

الانابة :
الإنابة: هي الرجوع والإقبال إلى الله تعالى.


والإنابة هي من آثار خشية الله وعلامة عليها؛ كما قال تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)}
فمن أحب الله تعالى أناب إليه، ومن رجا فضله تعالى أناب إليه، ومن خاف عذابه أناب إليه.


مصدر الخشية:
المحبة والخوف والرجاء، وثمرة الخشية الإنابة إلى الله تعالى كما قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} .

الأسباب الثلاثة الحاملة على الإنابة وهي:
السبب الأول: تحبيبهم إليه تعالى، وتذكيرهم بصفاته المقتضية لمحبته فهو ربهم وهم عباده، وهو الرحيم الذي لا يؤيس عباده من رحمته، الغفور الذي يغفر الذنوب جميعاً مهما بلغت فلا يستعظمه ذنب أن يغفره، وهو الودود الذي تودد إلى عباده بحسن مخاطبتهم رحمة بهم وإحساناً إليهم وهو الغني عنهم جل وعلا، ورفع من شأنهم إذ أضافهم إليه في خطابه لهم {يَا عِبَادِيَ}.
فمن تأمل هذه الأسماء الحسنى والصفات العليا وآثارها أحبَّ الله تعالى وأناب إليه.
السبب الثاني: الرجاء في رحمته ومغفرته وفضله العظيم {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}
السبب الثالث: التخويف من عذابه جل وعلا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} .

وقد بيَّن الله تعالى أن الإنابة إليه من أسباب الهداية التي هي أعظم المطالب وهي سبب الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) }.
وقال تعالى: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}.

ومن حقق التوكل والإنابة فقد حقق العبودية لله تعالى.
قال ابن القيم رحمه الله: (التوكل نصف الدين، والنصف الثاني الإنابة؛ فإن الدين استعانة وعبادة ؛ فالتوكل هو الاستعانة، والإنابة هي العبادة).ومما ينبغي التفطن له ما نبه إليه شيخ الإسلام ابن تيمية بقول:(الشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه والتقرب إليه والاتصال به ؛ فلهذا يعرض للمصلين ما لا يعرض لغيرهم ويعرض لخاصة أهل العلم والدين أكثر مما يعرض للعامة.
ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجه ؛ بل هو مقبلٌ على هواه في غفلةٍ عن ذكر ربه .

وقد يطلق لفظ الإنابة في اللغة ولا يراد به هذه المعاني التعبدية وإنما يراد به المعنى اللغوي العام وهو الرجوع والإقبال؛ فيقال: أنابت المرأة إلى زوجها إذا رجعت إليه بعد نشوز.






  #12  
قديم 20 جمادى الآخرة 1432هـ/23-05-2011م, 09:31 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الثامن (1)

الرغبة والرهبة

- الرَّغْبَة والرَّغَب: الرجاء والطمع .
والرَّهْبَةُ والرَّهَب: الخوف والخشية.

- قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} هذا ثناء من الله تعالى على أنبيائه بأنهم يدعونه رغباً ورهباً وحث على الاقتداء بهم > الدعاء هنا يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة .

- الرَّغَب والرَّهَب من صفات العبادة الملازمة لها، فكل عابد راغب راهب.
-- قال تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} الرغبة والرهبة بهذا المعنى عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى.
-- قال تعالى: {وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ} تقديم الجار والمجرور يدل على الحصر، أي لا ترغب إلا إلى الله.
وفي الصحيحين ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمنِ ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به)).

- الرغبة والرهبة عبادتان لما تحملان من معاني التذلل والخضوع والمحبة والتعظيم والرجاء والخوف .
== فمن صرفهما لغير الله أشرك بالله شركاً أكبر مخرجاً عن الملة ، ومن أخلصهما لله تعالى هو مسلم مُوحِّد .

- المسلمون يتفاضلون في درجة أداء هذه العبادات .

- مما يزيد تعظيم الرغبة في فضل الله ورحمته في نفس المؤمن تفكُّره في أسماء الرحمة والإحسان والبر لله جل وعلا ، وفي ثواب الله وفضله العظيم في الدنيا والآخرة.

- مما يزيد ويعظم رهبة الله تعالى في نفس المؤمن التفكر في أسماء الجلال لله تعالى كأسماء العظيم القهار الكبير الجبار والقوي المتعال المحيط المتكبر وتأمل آثارها في الخلق والأمر .
- سر إخلاص الرغبة هو اعتقاد العبد الكفاية في ربه جل وعلا والثقة به واليقين بأن فضله كافيه ومغنيه .
== الرغبة الصادقة هي التي يتبعها العمل واتباع الهدى، وصاحبها هو المؤمن المهتدي الموفق المتبع لرضوان الله جل وعلا.
== ومن زعم أنه راغب في فضل الله وقعد عن العمل ولم يتبع هدى الله فهو كاذب في دعواه بل هو عاجز مثبّط كما قال الله تعالى عن المنافقين : {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} .

- كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من العجز والكسل، فقرن بينهما .. فالعاجز الذي لا يبذل الأسباب مع إمكانها ملوم على عجزه، وهو محروم مخذول مذموم فإن فاته شيء من الخير أو حصل له ما يكره بسبب تفريطه فيما يمكنه من الأسباب لم يكن له حجة.

- إذا بذل العبد ما يستطيع من الأسباب وتوكل على الله فقد حقق التوكل وصدق في الرغبة وكان موعوداً وعداً لا يتخلف بتحقيق مطلوبه أو أفضل منه.
= وهو لا يطالب من الأسباب إلا بما يستطيع كما قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} .
فإن غلبه أمر بعد ذلك أو حصل له ما يكره من المصائب التي يقدرها الله عز وجل عليه ابتلاء واختباراً فهو غير ملوم، بل هو موعود بأن يعوضه الله خيراً مما فاته، وأن يثيبه على ما أصابه ثواباً عظيماً .

- الرغبة الصادقة تحمل على الجد في العمل من غير تعلق بالأسباب بل يتعلق القلب بالله جل وعلا وحده، وهذا هو تخليص العبادة لله جل وعلا.
== من تخليص العبادة أن يحذر المؤمن من الآفات التي تضعف الرغب إلى الله جل وعلا من الغفلة عن ذكر الله، وتعظيم الدنيا، والتعلق بالأسباب، وضعف الصبر واليقين.

- الرغبة والرهبة التي لا تحمل معنى العبادة ؛ الرغبة في نفع أسباب الخير، والرهبة من أسباب الشر، ليست عبادة بل هي رغبة ورهبة يقتضيهما الطبع وحب حصول المنفعة والسلامة من المضرة ، وهذه لا لوم على الإنسان فيه إذا كان متبعاً لهدى الله عز وجل في ذلك، متقياً ربه جل وعلا، ولم يتعلق قلبه بهذه الأسباب.
قال تعالى : {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَىٰ * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَىٰ}
هنا الخيفة والرهبة خيفة ورهبة طبيعية .

- الرغبة والرهبة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: رغبة العبادة ورهبة العبادة وهي الرغبة والرهبة التي تحمل معاني التعبد من الذل والمحبة والتعظيم فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله جل وعلا.
القسم الثاني: الرغبة والرهبة الطبيعيتان وهما اللتان يحمل عليهما مقتضى الطبع ولا يكون فيهما معاني التعبد.
وهذه على ثلاث درجات>>
الدرجة الأولى: لا لوم فيها على العبد --> إذا لم تحمل هذه الرغبة والرهبة العبد على ارتكاب محظور لا يعذر فيه، أو ترك مأمور لا يعذر بتركه، ولم يتعلق قلبه بالأسباب.
الدرجة الثانية: محرمة --> هي التي تحمل العبد على ترك مأمور لا يعذر بتركه أوفعل محظور لا يعذر بفعله، وتختلف درجة التحريم بحسب درجة المخالفة؛ وإن أدت إلى ارتكاب ناقض من نواقض الإسلام فهي كُفر .
الدرجة الثالثة: شرك أصغر من شرك الأسباب --> هي أن يتعلق قلب العبد بالأسباب.


  #13  
قديم 23 جمادى الآخرة 1432هـ/26-05-2011م, 03:09 PM
أم الهندين بوعلي أم الهندين بوعلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 199
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
حياكن الله و أرشدكن لكل خير
*
هذا جمع يساعد بإذن الله على مراجعة الرسالة, نقلته من مذكرة للتوحيد كانت بين الكتب
أسأل الله أن ينفع بها
*
*
أربع مسائل يجب تعلمها و دليلها سورة العصر:
**1- العلم: هو معرفة الله و معرفة نبيّه و معرفة دين الإسلام بالأدلة
*
**2- العمل به : (هتف العلم بالعمل فإن أجابه و إلاّ ارتحل) و (عالم بعلمه لم يعملن***معذب من قبل عباد الوثن)
*
**3- الدعوة إليه:
**********-شروط الدعوة: الإخلاص, العلم الشرعي, معرفة حال المدعو, الحكمة, الصبر
**********- أول ما يدعى إليه و دعوة الأنبياء و الرسل و أعلى مراتب الدعوة للتوحيد و نفي الشرك
*
**4- الصبر: على طاعة الله كالصلاة و عن معصية الله كالربا و على أقدار الله المؤلمة كالفقر
و المصنف رحمه الله أراد بالصبر أي الصبر على العلم و العمل و الدعوة
*
*
*
ثلاث مسائل يجب تعلمهاو العمل بها:
**1- توحيد الربوبية: فالمنفرد بالربوبية لابد من إفراده بالألوهية
**2- الإخلاص: توحيد الألوهية
**3- البراءة من الشرك و أهله : و تكون بالقلب (بالبغض) و باللسان (إنني براء مما تعبدون) و بالجوارح (عدم مشاركتهم في أعيادهم و احتفالاتهم و لباسهم)
*
*
*
سبب دراسة التوحيد:
الحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص و التوحيد
التوحيد لغة : من وحد توحيدا أي جعل الشيء واحدا
التوحيد شرعا: هو إفراد الله بما يختص به من الألوهية و الربوبية و الأسماء و الصفات
أنواع التوحيد ثلاثة:
****توحيد الربوبية: و هو إفراد الله تعالى بأفعاله, أو إفراد الله بالملك و الخلق و التدبير
****توحيد الألوهية: و هو إفراد الله بالعبادة, أو بأفعال العباد
****توحيد الأسماء و الصفات: و هو إفراد الله بما سمى و وصف به نفسه في كتابه و على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم و ذلك بإثبات ما أثبت لنفسه و نفي ما نفى عن نفسه من غير تحريف و لا تعطيل و من غير تكليف و لا تمثيل
*
الشرك : هو دعوة غير الله معه سبحانه, و هو أعظم ذنب في الأرض
*
...يتبع

  #14  
قديم 23 جمادى الآخرة 1432هـ/26-05-2011م, 03:13 PM
أم الهندين بوعلي أم الهندين بوعلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 199
افتراضي

...تابع
الأصول الثلاثة:
**معرفة الله سبحانه و تعالى: [ تقتضي العلم بما يلي]
من ربك؟
بم عرفت الله؟
الرب هو المعبود
أنواع العبادات التي أمر الله بها
حكم من صرف شيئا من أنواع العبادات لغير الله مع الدليل
*
**معرفة دين الإسلام بالأدلة: [ تقتضي الإحاطة بما يلي]
تعريف الإسلام
مراتب الدين
أركان الإسلام
تعريف الشهادة
أركان الإيمان
شعب الإيمان
الإحسان
دليل مراتب الدين
علامات الساعة
*
**معرفة نبيّه صلى الله عليه و سلم:
نسبه
ولادته
عمره
نبوته
رسالته
بلده
الحكمة من بعثته
زمن دعوته للتوحيد
الإسراء و المعراج
أين و متى فرضت الصلاة
الهججرة و حكمهاو وقتها
متى شرعت بقية الشرائع؟
مدة الدعوة
وفاته
ما جاء به من الدين
عموم بعثته للثقلين
كمال الدين و تمام النعمة
*
*
*
الخاتمة:
البعث بعد الموت و الحساب على الأعمال, كفر من كذب بالبعث, وظيفة الرسل و دعوتهم, أول الرسل و آخرهم, ركنا التوحيد الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله, تعريف الطاغوت, رؤوس الطواغيت, صفة الكفر بالطاغوت, معنى لا إله إلاّ الله, الإسلام رأس الدين, عمود الدين الصلاة, ذروة الدين الجهاد
*
**أنواع الجهاد:
*****1- جهاد النفس: يكون بسورة العصر (العلم و العمل و الدعوة إليه و الصبر)
*****2- جهاد الشيطان:
**********شهوات: -كبائر: هي كل ما رتب عليه عقوبة خاصة
***************- صغائر: كل محرم لم يرتب عليه عقوبة خاصة
*********شبهات: -شرك أكبر مخرج من الملة , -شرك أصغر
**************- بدع
*****3- جهاد الكفار و المنافقين: و يكون بالقلب و اللسان و الجوارح و المال
*
**الطاغوت: هو ما تجاوز به العبد حده من معبود (أحجار و أشجار) أو متبوع (علماء سوء) أو مطاع (أمراء خارجين عن طاعة الله), و الطواغيت كثيرون و رؤوسهم خمسة: إبليس, و من عُبد و هو راض, و من دعا الناس إلى عبادة نفس, و من ادعى شيئا من علم الغيب, و من حكم بغير ما أنزل الله.
و الله أعلم و صلى الله على نبيه و على آله و صحبه و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين

  #15  
قديم 23 جمادى الآخرة 1432هـ/26-05-2011م, 07:15 PM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

السلام عليكم تابع للإنابة
.(حزم) جمع حزمة، وهي حزم الحطب.
.(أُصُل) جمع أصيل وهو العصر ، وهو وقت رجوع الإماء من أعمالهن حاملات حزم الحطب على رؤوسهن مقبلات إلى منازل الحي.

الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة :
الاستعانة هي طلب الإعانة على تحصيل نفع يرجى وقوعه.
الاستعاذة هي
طلب الإعاذة من ضرّ يخشى وقوعه.

الاستغاثة هي طلب الإغاثة لتفريج كربة، فالاستغاثة أخص منهما لأنها تكون عند الشدة.

وهذا الطلب يكون بالقلب والقول والعمل.
.الاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها.
.الله تعالى هو المستعان الذي بيده تحقيق النفع ودفع الضر ، فلا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يدفع السيئات إلا هو سبحانه.{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
.الناس في العبادة والاستعانة على أقسام فأفضلهم الذين أخلصوا العبادة والاستعانة لله تعالى فحققوا {إياك نعبد وإياك نستعين} وهؤلاء بأفضل المنازل .
.يكون لدى بعض الناس ضعف في إخلاص العبادة ، وضعف في إخلاص الاستعانة:
1.التقصير في إخلاص العبادة تحصل بسببه آفات عظيمة تحبط العمل أو تنقص ثوابه .
2.التقصير في الاستعانة تحصل بسببه آفات عظيمة من الضعف والعجز والوهن فإن أصابه ما يحِبُّ فقد يحصل منه عجب واغترار بما يملك من الأسباب ، وإن أصابه ما يكره فقد يبتلى بالجزع وقلة الصبر.
تحقيق الاستعانة يكون بأمرين:
. التجاء القلب إلى الله تعالى والإيمان بأن النفع والضر بيده جل وعلا وأنه مالك الملك ومدبر الأمر.
.بذل الأسباب التي هدى الله إليها وبينها ، فيبذل في كل مطلوب ما أذن الله تعالى به من الأسباب. ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)) .
-الاستعانة بالله تكون بطلب عونه وتأييده وتحقيق ما ينفع.
- والعجز هو ترك بذل السبب مع إمكانه؛ فنُهي عنه.

من الناس من يغلب عليه الاستعانة بالله لتحقيق المطالب الدنيوية حتى تشغله عن المطالب الأخروية وهم على ثلاثة اقسام :
1.الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة إيثاراً مطلقاً فهي همهم ولأجلها عملهم.فهؤلاء كفار.
2.الذين لديهم نوع إيثار للحياة الدنيا حملهم على ترك بعض الواجبات واقتراف بعض المحرمات فهؤلاء هم أهل الفسق من المسلمين.
3.الذين استعانوا بأمور الدنيا على ما ينفعهم في الآخرة،فأخذوا منها ما يستعينون به على إعفاف أنفسهم والتقوي على طاعة الله ؛ فهؤلاء هم الناجون السعداء .

الاستعانة على قسمين:
1.استعانة العبادة ، وهي التي يصاحبها معان تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل ، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر .
2.استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا.
الاستعانة على تحقيق غرض محرم فغير جائز كالاستعانة بالحيل المحرمة على الكسب غير المشروع .
والمقصود أن استعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة .
وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة.


  #16  
قديم 26 جمادى الآخرة 1432هـ/29-05-2011م, 02:08 PM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

السلام عليكم

تابع للدرس الثامن
الذبح المراد به ذبح القرابين من الأنعام.
والذبح من الشعائر التعبدية الظاهرة فيفعلها الموحدون لله جل وعلا، ويفعلها المشركون تقرباً إلى معبوداتهم الباطلة لجلب النفع أو دفع الضر أو طلب الشفاعة أو الشكر.


الذبح على قسمين :القسم الأول: ذبح يكون فيه معنى تعبدي فيهلُّ باسم المذبوح له أو يقصد بالذبح التقرب له كذبح الهدي والأضاحي والنذور .قال الله تعالى: {فصل لربك وانحر} .
.{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت}
قوله: {ونسكي}

النسك هو كل ما يُتعبَّد به، وأشهر ما يطلق عليه لفظ النسك: الذبح.
والنسيكة: الذبيحة، جمعها نُسُك وَنَسَائِك.
القسم الثاني: الذبح الذي لا يكون فيه معنى التعبد، وإنما يذبح للَّحم أو لغرض آخر لا يكون فيه معنى التقرب ولا يكون معه تسمية.
فهذا النوع من الذبح ليس بعبادة، ولا يحل أكله لأجل أنه لم يذكر اسم الله عليه.
والمقصود أن الذبح إذا لم يحمل معاني تعبدية بحيث لا يذكر عليه اسم ولا يتقرب به إلى أحد فليس من ذبح العبادة، ولا يحل أكله.



النذر :
النذر في لسان العرب: الإيجاب، فمن نذر شيئاً على نفسه فقد أوجبه عليها وألزمها به.
معنى النذر في الشرع هو معناه في اللغة: فما أوجبه العبد على نفسه لله جل وعلا سمي نذراً، ولذلك فهو عبادة، فمن تعبد بهذا النذر لغير الله جل وعلا فقد أشرك الشرك الأكبر والعياذ بالله.
وقد يطلق لفظ النذر على مطلق إيجاب الفعل دون إرادة معنى التعبد كأن يَنذُرَ ألا يكلّم فلاناً، أو لا يأكل نوعاً من الأكل، فهذا يطلق عليه لفظ النذر لكنه ليس فيه معنى التعبد، ولذلك قد يكون هذا النذر في معصية كأن ينذر أخذ مال رجل بغير وجه حق أو ينذر سفك دمه أو ينذر التفريق بين زوجين ونحو ذلك فهذا كله محرم ولا يجوز الوفاء به ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)) رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.
اقسام النذر باعتبار حقيقته :
القسم الأول: نذر العبادة وهو الذي يحمل معاني التعبد فيكون بقصد التقرب بين يدي الحاجة أو الشكر فهذا عبادة من صر فه لغير الله جل وعلا فهو مشرك شركاً أكبر مخرجاً عن الملة والعياذ بالله، كما يفعله المشركون من تقدير القرابين والنذور فيأتي أحدهم بشيء ولو حقير ينذره لقبر الولي عند طلب الحاجة أو شكراً فهذا شرك أكبر والعياذ بالله، وإن لم يكن فيه لفظ النذر ، فالعبرة بحقيقة الحال.
القسم الثاني: النذر الذي يراد به الإلزام المجرد عن معاني التعبد كأن ينذر ألا يكلم فلاناً وإن لم يكن فيه لفظ النذر، كأن يقول رجل لابنه لئن لم تأتني فكلامك علي حرام، أو لا أكلمك أبداً، أو لأضربنك مائة سوط، ونحو ذلك ، فهذا يسمى نذراً لأنه ألزم نفسه به، ولا يحل الوفاء به، وليس فيه معنى التعبد.
لكن لو قال: لِلْوَلِيِّ الفلاني علي نذر أن لا أكلمك، فهذه عبادة لأنه قصد بهذا النذر التقرب لذلك الولي؛ فيكون بذلك مشركاً والعياذ بالله.


ويقسم النذر باعتبار تعليقه بشرط إلى نذر مشروط ونذر غير مشروط:

فالنذر المشروط هو الذي علَّقه الناذر على شرط إن تحقق هذا الشرط ألزم نفسه بالنذر، وإن لم يتحقق لم يلزم نفسه به، كأن يقول: لله علي إن برئت من مرضي أن أصوم شهراً.
فإذا برئ لزمه الوفاء بنذره، وحرم عليه النكث، ما لم يكن في الوفاء بالنذر مشقة ظاهرة فحينئذ يتحلل منه بكفارة يمين لما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (من نذر نذراً لم يسمّه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذراً في معصية فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذراً لايطيقه فكفارته كفارة يمين). رواه أبو داوود مرفوعا ، وقال ابن حجر: وإسناده صحيح إلا أن الحفاظ رجحوا وقفه.
فالوفاء بالنذر من صفات الأبرار الذين مدحهم الله عز وجل وشكر سعيهم وذكر ثوابهم العظيم.
وعدم الوفاء بالنذر من خصال المنافقين المذمومة، بل هو من أسباب النفاق والعياذ بالله.
- والنذر غير المشروط، ويسميه بعض العلماء النذر المطلق، هو الذي يقصد به التقرب دون تحقق شرط، كأن يقول: لله عليَّ أن أعتكف ليلة، كما في الصحيحين من حديث ابن عمر: أن عمر قال: يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام قال: ((أوف بنذرك)).
وفي باب النذر مسائل مهمة محل بحثها كتب الفقه، لكن ملخصها:


.أن نذر الطاعة يجب الوفاء به ما لم يكن فيه مشقة فإن وجدت المشقة تحلل منه بكفارة يمين.
.نذر المعصية حرام، ولا يجوز الوفاء به، واختلف أهل العلم في وجوب الكفارة فيه على قولين مشهورين ، والأرجح لزومها لأثر ابن عباس المتقدم.
. نذر المباح الذي ليس بقربة ولا محرم، كمن نذر ألا يأكل نوعاً من الأكل، أو نذر أن يشتري شيئاً مباحاً ؛ فهذا يخير فيه الناذر بين الوفاء بنذره والتكفير عنه.
. من نذر نذراً فيما لا يملك فنذره باطل، لما في صحيح مسلم من حديث عمران بن الحصين أن امرأة نذرت أن تذبح العضباء لما نجت عليها من العدو؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سبحان الله! بئسما جزتها، نذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها، لا وفاء لنذر في معصية ، ولا فيما لا يملك العبد)).
. النذر غير المسمى كأن يقول : إن نجحت فعلي نذر، ولا يسمي هذا النذر؛ فكفارته كفارة يمين؛ إلا إذا نوى تسمية النذر في نفسه نية جازمة ففيه خلاف بين أهل العلم وأفتى بعض التابعين أن عليه الوفاء بما نوى.
. النذر الذي خرج مخرج اليمين كأن يقصد به التوكيد أو التصديق أو التكذيب فحكمه حكم اليمين فإن كان على خلاف ما ذكر فكفارته كفارة يمين.
. النذر لا يشترط أن يكون بلفظ النذر، بل كل ما أدَّى معنى النذر فله حكمه.






  #17  
قديم 9 رجب 1432هـ/10-06-2011م, 09:10 AM
أم إسماعيل هاجر بنت محمد أم إسماعيل هاجر بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 700
افتراضي ملخص الدرس التاسع (1)

الأصل الثانى : معرفة دين الإسلام بالأدلة

بيان معنى المعرفة
- المعرفة المحمودة : هى التى يترتب عليها أثرها فيتبعها الانقياد والاستجابة لله عز وجل والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم .
- المعرفة المذمومة : هى التى يقصد بها الفهم والإدراك المجرد ، فهى حجة على صاحبها إن لم يقم بحقها.
- قال تعالى " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون "
بيان معنى الدين
- يطلق لفظ الدين فى لسان العرب على معان لها أصول جامعة منها العادة والانقياد والذل والحكم والجزاء .
- فمن إطلاق لفظ الدين على العادة :
تقول إذا درأت لها وضينى أهذا دينه أبدا ودينى
- ومن إطلاقه على الذل والانقياد :
هو دان الركاب إذا كرهوا الدين دراكا بغزوة وصيال
- ويطلق على الحكم والسلطان :
كما قال تعالى " ما كان ليأخذ أخاه فى دين الملك "
- ويطلق على الحساب والجزاء :
كما قال تعالى " مالك يوم الدين "
- ومعرفة المعنى اللغوى للألفاظ المهمة فى العقيدة تعين على فهم المعنى الشرعى ، فبين الإطلاقين اللغوى والشرعى تناسب ، وغالبا ما يكون المعنى الشرعى مخصصا لإطلاق المعنى اللغوى.
قوله ( دين الإسلام )
- هو شريعة الإسلام التى جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم ونسخ الله بها جميع الأديان السابقة ، فقال تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين "
قوله ( بالأدلة )
- هذا فيه وجوب معرفة الحق بدليله فيكون متبعا صاحب حجة ، لا مقلدا لا حجة له.
- قال ابن القيم رحمه الله :
والعلم معرفة الهدى بدليله ما ذاك والتقليد يستويان
شرح تعريف الإسلام
- التعريف اللغوى للإسلام : الإسلام لا يسمى إسلاما فى اللغة حتى يتحقق فيه وصفان :
الأول : الإخلاص والبراءة من المشاركة والعلة وغيرها مما يقدح فى التسليم .
الثانى : تمكين المسلِم للمسلَم له وانقياده له فى كل موضع بحسبه.
- يقال : سلمت لفلان حقه إذا مكنته منه وأخلصته له.
ويقال : أسلم فلان أخاه ، إذا خذله ومكن عدوه منه ، " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ".
ومنه : السلامة من المرض .
ومنه : قوله تعالى " ورجلا سلما لرجل " أى خالصا له منقادا إليه .
- قال تعالى " ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( وقد فسر إسلام الوجه لله بما يتضمن إخلاص قصد العبد لله بالعبادة له وحده "وهو محسن " بالعمل الصالح المشروع المأمور به ، وهذان الأصلان جماع الدين : ألا نعبد إلا الله ، وأن نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع )
- إسلام الوجه : هو إسلام القصد والنية وتخليصها من قصد الشرك مع الله جل وعلا.
وإطلاق لفظ الوجه على القصد معروف فى لسان العرب ، وفى الحديث المتفق على صحته " ووجهت وجهى إليك ".
- اللهم اجعل عملى كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا .
- التعريف الشرعى للإسلام : الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( الإسلام يتضمن الاستسلام لله وحده ، فمن استسلم له ولغيره كان مشركا ، ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته ، والمشرك به والمستكبر عن عبادته : كافر .
- والاستسلام له وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده ، فهذا دين الإسلام الذى لا يقبل الله غيره ).
- المسلمون يتفاضلون فى إسلامهم بتفاضل الإخلاص وكمال الانقياد ، فكلما كان العبد أحسن إخلاصا وانقيادا كان أحسن إسلاما ،والدليل قول النبي " إذا أحسن أحدكم إسلامه..... ".
- والإسلام يتضمن معنى إخلاص العبادة من الشرك فى الاعتقاد والقول والعمل وإخلاص الانقياد لله تعالى بطاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه .
- فكما أن الله هو الخالق الرازق المدبر وحده لا شريك له فى ذلك ، فكذلك يجب أن يخلص العبد عبوديته لله تعالى ويسلمها له جل وعلا .

  #18  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 09:18 AM
أم إسماعيل هاجر بنت محمد أم إسماعيل هاجر بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 700
افتراضي ملخص الدرس الحادى عشر (جمع التقسيمات )

· مقامات العبادة :
المقام الأول : مقام الإسلام – المقام الثانى : مقام الإيمان – المقام الثالث : مقام الإحسان
· يطلق الإحسان على معنيين :
المعنى الأول : الإتقان والإجادة – المعنى الثانى : التفضل والزيادة
· نواقض الإحسان فى العبادة :
الشرك – الابتداع – الغلو – التفريط
· حكم الإحسان على درجتين :
الدرجة الأولى : الإحسان الواجب – الدرجة الثانية : الإحسان المستحب
· مدار الإحسان على بابين عظيمين هما :
الاخلاص لله تعالى – اتباع هدى النبي
· مفسدات النية فى الإنفاق :
الرياء – الفخر – العجب – التعالى
· مبطلات ثواب الصدقة :
المن – الأذى ( ومنه المن والمماطلة واخراج ما تعافه النفس )
· بيان النبي لهديه على ثلاثة أنواع :
الأول : بفعله وينقل عنه – الثانى : بقوله – الثالث : بإقراره.
· طرق معرفة الإحسان :
· أولا : بيان القرآن لمعنى الإحسان :
- فى العبادة عموما ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين . ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها إن رحمت الله قريب من المحسنين )
- فى الجهاد لمن يطيقه ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين . وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فى أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين . فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين )
- ولمن لا يطيقه ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور حليم )
- فى الابتلاء ( قال أنا يوسف وهذا أخى قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )
- فى ذبح الهدى وتوزيعه
- عند سماع خبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم

· ثانيا : بيان النبي لمعنى الإحسان بهديه العملى والقولى والإقرارى ،
ومنه قول النبي الجامع ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )
· ثالثا : تأمل سير أئمة المحسنين والاهتداء بهديهم فيما أحسنوا فيه

· إطلاقات لفظ الإحسان فى النصوص :
احسان العمل واتقانه – فعل الحسنات – البر والإنعام إلى المخلوقين كل بحسبه
· الاحسان يكون بالقلب واللسان والجوارح :
· أولا : احسان القلب وهو على درجتين :
الاحسان الواجب – الكمال المستحب
· تفاضل العبادات القلبية يكون فى أمرين :
قوة الاحتساب – تعدد المقاصد الحسنة فى العمل الواحد
· ثانيا : الاحسان بالقول وهو على ثلاث درجات :
تجنب القول السيئ الذى يبغضه الله عز وجل – الإتيان بالقول الحسن الواجب فى حق الله وفى حق الناس – القول الحسن المستحب
· ثالثا : احسان العمل وهو على نوعين :
العبادات العملية – معاملة الناس
· الاحسان فى معاملة الناس على ثلاث درجات :
كف الأذى – أداء الحقوق الواجبة – الاحسان المستحب
· أهم سمات المحسنين :
الصدق والاخلاص – النصيحة لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين – السكينة – البعد عن التكلف – تركهم ما لا يعنيهم

  #19  
قديم 20 جمادى الآخرة 1432هـ/23-05-2011م, 09:31 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الثامن (2)

الخشوع

- الخشوع: في اللغة أصله السكون، قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}
..... يفسَّر في كل موضع بحسبه؛
-- خشوع الأصوات: سكونها وصمتها قال تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}.
--خشوع الأبصار: خضوعها وذلتها وانخفاضها قال الله تعالى: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} .
--خشوع القلب:ذلُّه وخضوعه وإخباته .
--خشوع الجوارح:سكونها عن الحركة المنافية للخشوع .

- الخشوع في الصلاة يشمل معنيين:
1. خشوع القلب بالتذلل والخضوع لله جل وعلا .
2. خشوع الجوارح بأداء الصلاة بطمأنينة وترك العبث والحركة المنافية للخشوع.
قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} ==> يشمل خشوع القلب الذي هو الأصل وخشوع الجوارح وخشوع البصر في الصلاة.

- البكاء أثر من آثار الخشوع، والناس يتفاضلون في الخشوع.

- الخشوع عبادة لله تعالى لا يجوز صرفها لغيره عز وجل .

- الخشوع الشركي مثل ما يفعله عُبَّاد القبور والأشجار والأضرِحَة ؛ طوافهم وخوفهم ورجاءهم وخشوعم وخضوعهم.

- الخشوع الذي لا يحمل معنى التعبد وتطلقه العرب وصفاً للجبان تعييراً له، وكذلك قليل الصبر ومن استكان لعدوه > هذا ليس بشرك،
(ومن اعترف به عند العرب فهو كمن اعترف بالذل والمهانة والاستكانة إما لِكِبَرِه أو غلبة الحوادث عليه وقلة حيلته)
= والمسكين سمي مسكيناً لما فيه من التخشع الاستكانة.

- إن كان في القلب خشوع لأمر من أمور الدنيا وخضوع لها بمعنى التعلق وعبودية الدنيا كما لدى بعض العشاق > هذا شرك أصغر .

- الشرك الأصغر إن أدى بصاحبه إلى ارتكاب ناقض من نواقض الإسلام القولية أو الفعلية أو الاعتقادية > فهو كافر .


  #20  
قديم 20 جمادى الآخرة 1432هـ/23-05-2011م, 09:31 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الثامن (3)

الخشية

قوله: (وَدَلِيلُ الْخَشْيَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَونِي} [البقرة:150].)
- الخشية: شدة الخوف وهي مبنية على العلم بعظمة المخشي منه، وبذلك فُرق بينها وبين الخوف وإن كان بينهما تقارب في المعنى، قال الله تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَماءُ}.
- إفراد الله بالخشية من سمات الأنبياء كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ}
- أمر الله تعالى بإفراده بالخشية {أتخشونهم فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
- هي من أعظم ما يحمل العبد على التقوى .
- الخشية تحمل معاني تعبدية من التذلل والمحبة والتعظيم والانقياد.
- هذه المعاني التعبدية من أخلصها لله جل وعلا فهو موحد مؤمن قد أعد الله له الثواب العظيم ، كما قال تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)}.

- في قوله تعالى: {سَيَذَّكَرُ مَنْ يَخْشَى}التذكر المراد هنا يشمل ثلاثة أمور:
الأمر الأول: التذكر الذي يحمل على محبة الله جل وعلا ، ومحبة لقائه والتقرب إليه من تذكر صفات الله عز وجل وكرمه وفضله وإحسانه.
* وصدق المحبة يحمل على الخشية من الانقطاع عن الله جل وعلا والحرمان من رضوانه.
الأمر الثاني: التذكر الذي يحمل على الرجاء في فضل الله عز وجل مما يحمله على الازدياد من الأعمال الصالحة لما يرجو من حسن ثوابها.
* وصدق الرجاء يحمل على الخشية من فوات ثواب الله عز وجل وفضله.
الأمر الثالث: التذكر الذي يحمل على الخوف من الله تعالى والخوف من سخطه وعقابه ، وهذا ما يزجره عن ارتكاب المحرمات والتفريط في أداء الفرائض.
* والخوف الصادق يحمل على خشية التعرض لسخط الله وعقابه.

أي أن : "خشية العبادة لها لوازم تعبدية من المحبة والخوف والرجاء"

 
- إخلاص عبادة الخشية لله تعالى مفتاح لفهم القرآن وتدبره والاعتبار بما فيه والتذكر النافع الذي يزداد به اليقين ويرتفع به الإيمان وتزكو به النفس، ويتيسَّر به اتباع الهدى، قال الله تعالى: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى}
لأنه يقرأ القرآن ويسمعه وقلبه متطلع إلى مزيد من الهدى ليتعرف به على أسباب التقرب إلى الله تعالى والفوز برضوانه وفضله العظيم والسلامة من سخطه وعقابه.
ومن كان هذا حاله فهو موعود بما يسره ويرضيه، قال الله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}

- وعد الله عباده الذين يخشونه بالغيب بأن يغفر لهم ذنوبهم -وهم ليسوا معصومون من الذنوب والخطايا- قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}.

- أهل خشية الله يتفاضلون في الخشية تفاضلاً عظيماً فهم على درجات لا يحصيهم إلا من خلقهم ،،،
وأعلاهم درجة السابقون المقربون الذين وصفهم الله تعالى بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)}

* * ما يطلق عليه لفظ الخشية وهو لا يحمل معاني تعبديه > هذا حكمه حكم الخوف الطبيعي يكون بحسب ما يحمل عليه ..

== فإن لم يحمل صاحبه على ارتكاب محظور أو ترك مأمور > فهي خشية طبيعية لا يلام عليها كأن يخشى السباع والهوام والطغاة .

== أما إن حملته تلك الخشية على ارتكاب محظور لا يعذر بارتكابه أو ترك مأمور به لا يعذر بتركه > فهو مذنب آثم وإثمه على حسب جرمه.
== وإن أدت به هذه الخشية إلى فعل صغيرة من الصغائر > فإثمه بحسبه.
== وإن أدَّت إلى فعل كبيرة > كان إثمه أعظم، وهو ملوم مذموم على الحالين كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}.
== إذا حملت الخشية على موالاة الكفار على المؤمنين كما يكثر عند المنافقين > هذا يخرجهم من دائرة الإسلام ، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}


== وأما من حملته خشيته من فوات بعض حظوظ الدنيا على التعلق بالدنيا تعلقاً يكون فيه تذلل وخوف ورجاء > فهذا قد وقع في الشرك الأصغر وعبودية الدنيا.
* فإن حملته عبوديته للدنيا على ارتكاب ناقض من نواقض الإسلام > فهذا كفر .


  #21  
قديم 20 جمادى الآخرة 1432هـ/23-05-2011م, 09:31 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الثامن (4)

قريبا إن شاء الله تعالى .......


  #22  
قديم 20 جمادى الآخرة 1432هـ/23-05-2011م, 09:31 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الثامن (5)

قريبا إن شاء الله تعالى .......


  #23  
قديم 20 شعبان 1432هـ/21-07-2011م, 09:36 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,754
افتراضي

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته
حيا الله الهمم العالية ، مـــــا شاء الله ، لم أستطع مشاركتكن هذا الفضل .
لكـن قمتُ بتلخيص رسالة ثلاثة الأصول .. من أول ذكر الأصول الثلاثة ..
تلخيصًا عــامًا مما فهمته بغرض ترتيب أفكارها لتعين من يريد تقديمها بعد ذلك للعامة حسب فهم المتلقي ..
فانتم والحمد لله وفيتم وكفيتم في تلخيص الدروس .
التلخيص صغير جدًا للسبب الذي ذكرته فهو ليس لمجرد المذاكرة أو المراجعة لكن أرجو أن ينفع الله به ..

الملف في المرفقات
لا تحرموني من نقدكم وملاحظاتكم
وفقني الله وإياكم لما يحب ويــــــــرضى .

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ملخص رسالة ثلاثة الأصول.doc‏ (37.5 كيلوبايت, المشاهدات 117)
  #24  
قديم 7 رمضان 1432هـ/6-08-2011م, 10:10 AM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

مقامات العبادة:
* الأول هو مقام الإسلام
* المقام الثاني هو مقام الإيمان،
* المقام الثالث هو مقام الإحسان.
- الإحسان هو أعلى مقامات العبادة وأجلها.
معنى الإحسان:
لغة:
الإحسان ضد الإساءة ويطلق هذا اللفظ في لسان العرب على معنيين:
* المعنى الأول: الإتقان والإجادة.
قال الله تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} فالإحسان هنا يفسره قوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}
أتقن في تفاسير السلف بمعنى: أحكم وأحسن وسوى وأوثق وهي معان متقاربة.
وقوله: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ} وقوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} والتقويم هنا التعديل وتسوية الخلق بإجماع المفسرين، كما في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ}
ويقال فلان أحسن صنعته إذا أتقنها وأجادها، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (قيمة كل امرئ ما يحسنه).
* والمعنى الثاني: التفضل والزيادة.
- والذي يحسن العمل هو الذي يأتي به على وجه حسن، وهذا الوصف يصدق على المعنيين فيكون العمل متقناً ليس فيه إساءة ، ويكون فيه معنى التكميل والتتميم والزيادة على القدر الواجب.
شرعًا: فسره النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان بقوله: ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك))
- الإحسان المراد هنا هو الإحسان في عبادة الله تعالى ، وهو متضمن للإحسان إلى من أمر الله عز وجل بالإحسان إليهم أمر وجوب أو ندب، لأن الذي يفعله تقرباً إلى الله عز وجل فهو متعبد لله تعالى بهذا الإحسان.
الإحسان يتفاضل فيه الناس فيكون عمل أحسن من عمل وعبادة أحسن من عبادة. فالذي يؤدي العبادة على القدر الواجب بحيث لا يكون مسيئاً فيها؛ فهو قد أحسنها، والذي يكمل آدابها ومستحباتها فهو محسن إحساناً أبلغ من الإحسان السابق.
- قال الله تعالى : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}
وقال فضيل بن عياض: ( {أَحْسَنُ عَمَلاً}: أخلصه وأصوبه).
وقال: (العمل لا يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا؛ الخالص: إذا كان لله، والصواب: إذا كان على السنة).
درجات الإحسان:
* أولها- الإخلاص والمتابعة(تحفظ العبد من الغلو والتقصير)
من نواقض الإحسان في العبادة:
- الشرك.
- والبدعة.
- والغلو.
- والتفريط.
المراد من العبد هو إحسان العمل، فكثرة العمل بلا إحسان من جهد البلاء، وقد قال الله تعالى في المشركين: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في المبتدعة: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))
* الإحسان من حيث حكمه على درجتين:
الدرجة الأولى: الإحسان الواجب،
وهو أداء العبادة على القدر الواجب بإخلاص واتباع بلا غلوّ ولا تفريط.
- من أدى العبادة على هذا الوجه فهو محسن الإحسان الواجب فيها.
- والذي لا يؤدي هذا الإحسان ظالم لنفسه، قال الله تعالى في خليله إبراهيم: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ}
الدرجة الثانية: الإحسان المستحب،
وهو أداء العبادة بتكميل واجباتها ومستحباتها وتعظيم النية فيها لله جل وعلا، فيكون في العبادة قوة إخلاص ومتابعة فيؤديها كأنه يرى الله عز وجل.
من أدى العبادة على هذا الوجه فهو محسن
وهذا هو الإحسان المراد هنا
الإحسان في كل عبادة يكون بحسبها، ويجمع ذلك أمران:
الأمر الأول: الإخلاص لله تعالى، وهذا الأمر يتفاضل فيه المؤمنون تفاضلاً عظيماَ، فالإخلاص عمل من أعمال القلوب التي يتفاضل الناس فيها كالمحبة والخوف والرجاء وغيرها.
الأمر الثاني: اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تلك العبادة بأدائها بلا غلو ولا تفريط.
وهذا يكون في كل معاملة يراد بها جه الله سبحانه وتعالى.
أمثلة :
1/ إحسان الوضوء يكون:
- بإسباغه وتكميل فروضه وآدابه
- عدم مجاوزة القدر المشروع في عدد الغسلات
فالزائد على القدر المشروع غير محسن، والمقصر عنه غير محسن، والموسوس غير محسن.
2/ إحسان الصلاة يكون:
- بإقامتها وأدائها في أول وقتها،
- تكميل واجباتها وآدابها
- أن يصليها كأنه يرى الله عز وجل.
فمن أخل بأركانها وواجباتها فليس بمحسن، والساهي عن الصلاة غير محسن، والذي لا يخشع في صلاته غير محسن.
3/ إحسان الإنفاق يكون:
- بأدائه احتساباً لله عز وجل خوفاً وطمعاً لا يريد ممن أحسن إليه جزاء ولا شكوراً،
- ولا يُتْبِعُ نفقَتَه منًّا ولا أذى؛
* في النفقة عملان:
- عمل للقلب ألا يريد بالنفقة إلا وجه الله تقرباً إليه خوفاً وطمعاً، لا يريد ممن أنفقه عليهم جزاء ولا شكوراً.
- عمل للجوارح.
* الإحسان إلى الناس خوفاً من الله عز وجل يطهر القلب من العجب والغرور والتعالي بالنفقة والمفاخرة والمباهاة بها.
* ليس كل منفق محسن.
* مما يفسد النية في الإنفاق:
1) الرياء.
2) الفخر.
3) العجب.
4) التعالي.
* مما يبطل ثواب الصدقة:
1/ المن.
2/ الأذى وهو في الإنفاق أنواع:
- المن وهو أعظمها وهو من كبائر الذنوب، الذي يُمنّ عليه يتأذى بذلك، وفيه أيضاً سوء أدب مع الله عز وجل.
- المماطلة فيه
- التعالي بالنفقة على المحتاج،
- التعسير عليه في أخذها، حتى لا يكاد يأخذ المحتاج حقَّه إلا بشق الأنفس.
- أن يخرج ما تعافه نفسه من رديء ما يملك ، وقد أمر الله بالإنفاق من طيب المال.
4/ إحسان الجهاد:
قد جمع الله صفاته في قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}
* المجاهدون المحسنون الذين يطيقون الجهاد في سبيل الله عز وجل:
-حملهم الصبر على عدم الوهن والضعف والاستكانة
- وحملهم اليقين على تحقيق الاستعانة بطلب التثبيت والنصر من الله،
وقدموا الاستغفار ليقينهم بأنهم إن خذلوا فإنما خذلانهم من قبل أنفسهم بتفريطهم وتقصيرهم ومخالفتهم هدى الله فيما وصاهم به، فاستغفروا الله تعالى من الأسباب الموجبة للخذلان.
* الذي لا يطيق الجهاد لضعف أو مرض أو قلة نفقة:
- إذا كان ناصحاً لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم، أي جامعاً لمعنى الصدق والإخلاص: إخلاص القصد لله عز وجل، والصدق في محبة الله عز وجل ونصرة دينه وإعلاء كلمته،
- لا ينطوي قلبه على غش ولا تخاذل عن نصرة دين الله عز وجل متى استطاع إلى ذلك سبيلا،
- لا يؤثر القعود وهو يستطيع، وعلم الله من قلبه ذلك
فهو من المحسنين
قال الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91)}
فإحسان هؤلاء هو النصيحة لله عز وجل، وهذه المرتبة من الإحسان ممكنة للمحسنين في كل وقت، ولا تكلفهم أكثر من إخلاص القصد وصدق العزيمة.
* أبواب الإحسان:
أبواب الإحسان كثيرة في العبادات والمعاملات، ويجمعها أمران:
الأول: الإخلاص لله عز وجل ، بأن يؤديها كأنه يرى الله تعالى فإن لم يكن يراه فإن الله يراه.
الثاني: اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تلك العبادة.
وبيان النبي صلى الله عليه وسلم لهديه على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: أن يبين ذلك بفعله، وينقل عنه، كما قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وقال: (خذوا عني مناسككم) فما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فهو أحسن الهدي لنا ما لم يكن ذلك مختصَّا به، لا يحق لأحد أن يفعل مثله، كالزواج بأكثر من أربع نساء.
النوع الثاني: ما بيَّنه بقوله.
النوع الثالث: ما بيَّنه بإقراره.
* طرق معرفة الإحسان:
ورد بيان معنى الإحسان في:
(1) القرآن الكريم
قال الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.
^ الدعاء هنا يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة.
^ من دعا الله تضرعًا وخفية ولم يفسد في الأرض بعد إصلاحها ودعا الله خوفًا وطمعًا فهو من أهل الإحسان.
^ وقوله تعالى: { إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين } له دلالةٌ بمنطوقه ودلالةٌ بإيمائه وتعليله ودلالة بمفهومه:
- فدلالته بمنطوقه على قرب الرحمة من أهل الإحسان.
- ودلالته بإيمائه وتعليله على أن هذا القرب مستحق بالإحسان، وهو السبب في قرب الرحمة منهم.
- ودلالته بمفهومه على بعده من غير المحسنين .
^ والإحسان هاهنا هو فعل المأمور به سواءٌ كان إحسانًا إلى الناس أو إلى نفسه؛ فأعظم الإحسان: الإيمان والتوحيد والإنابة إلى الله تعالى والإقبال إليه والتوكل عليه وأن يعبد الله كأنه يراه إجلالًا ومهابةً وحياءً ومحبةً وخشيةً؛
(2) السنة النبوية
قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الإحسان: ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ))
(3) هدي السلف الصالح
الخلاصة أن معنى الإحسان يعرف بأمور:
الأمر الأول: بيان القرآن الكريم لمعنى الإحسان العام والإحسان في الأمور التي بيَّنها الله عز وجل في كتابه.
الأمر الثاني: بيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى الإحسان بهديه العملي والقولي والإقراري.
الأمر الثالث: تأمل سير أئمة المحسنين، والاهتداء بهديهم فيما أحسنوا فيه.
* لفظ الإحسان يطلق في النصوص على معان :
(1) إحسان العمل وإتقانه.
(2) فعل الحسنات قال تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}
(3) البر والإنعام إلى المخلوقين في كل مقام بحسبه قال تعالى: {وبالوالدين إحسانا} ، و{وقولوا للناس حسنا}
ويطلق لفظ الإحسان ويراد به ما يشمل هذه المعاني كلها كما في قوله تعالى: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}
* الإحسان يكون بالقلب واللسان والجوارح-
- إحسان القلب:
^ هو أصل إحسان سائر العبادات ، فالعبادات القلبية الحسنة يظهر أثرها على اللسان والجوارح والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن تعبد الله كأنك تراه))
^ الأصل في مرتبة الإحسان العبادات القلبية من المحبة والخوف والرجاء والتوكل والاستعانة والخشية والإنابة والتوبة وغيرها والإحسان فيها على درجتين:
& الإحسان الواجب
& الكمال المستحب.
^ التوبة الحسنة التي يحبها الله هي التوبة النصوح التي أمر الله عز وجل بها في قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا }.
^ التوبة النصوح هي الصادقة الخالصة لله عز وجل التي يتوبها العبد خوفاً وطمعاً، خوفاً من عقاب الله وطمعاً في مغفرته وثوابه،
^ ويلزم لصحتها الندم على فعل الذنب، والاعتراف به، والإقلاع عنه لله جل وعلا، والعزم الصادق على أن لا يعود إليه أبداً.
^ تفاضل العبادات القلبية يكون في أمرين:
(1) قوة الاحتساب والإتيان بالعبادات القلبية ، كما يتفاضلون في المحبة والخوف والرجاء وغيرها من العبادات.
(2) تعدد المقاصد الحسنة في الأعمال التي يعملها العبد.
- إحسان القول:
^ أن يتحرى العبد القول الحسن الطيب الذي يحبه الله في كل شؤونه.
^ من ثمرات هذا الإحسان وبركاته أن يكون المحسن محبوباً لدى الناس، مقبول القول لديهم، وما ذلك إلا لاتباعه هدى الله في معاملة الناس والتحدث إليهم.
^ إحسان القول على ثلاث درجات:
(1) تجنب القول السيء الذي يبغضه الله عز وجل وأسوؤه قول الشرك بالله عز وجل والصد عن سبيله وقول الزور والغيبة والنميمة والفحش والبذاءة وغيرها.
(2) الإتيان بالقول الحسن الواجب:
= في حق الله عز وجل، فأحسنه وأوجبه كلمة التوحيد، ثم ما يجب عليه من الأذكار الحسنة والأدعية الواجبة في الصلاة وفي غيرها.
= وفي حق الناس، مما يجب من القول الحسن: رد السلام، وبيان الحق عند وجوب بيانه، ونصرة الحق، والذب عن عرض المسلم ، وغيرها من المواطن التي يجب فيها القول الحسن مع الاستطاعة.
(3) القول الحسن المستحب:
- وهذه الدرجة مترتبة على الدرجتين السابقتين.
- يشمل نوافل الأقوال الحسنة من التلاوة والذكر والدعاء والدعوة إلى الله تعالى، وما يندب إليه من الإحسان إلى الناس كتعزية المصاب بقول حسن ، وتثبيت المبتلى، وإعانة المستعين، ومكافأة صانع المعروف، وغيرها من الأقوال الحسنة المستحبة التي من أداها مع ما قبلها فهو من أهل الإحسان في القول.
-إحسان العمل:
^ هو من أثر إحسان عمل القلب، وإحسان القول.
^ الأعمال الحسنة على نوعين:
(1) العبادات العملية فهذه أداؤها على وجه حسن بإخلاص واتباع بلا غلو ولا تفريط هو الإحسان المطلوب؛
(2) معاملة الناس وهذا على ثلاث درجات:
1/ كف الأذى.
2/ أداء الحقوق الواجبة
3/ الإحسان المستحب وهو ما زاد على القدر الواجب من وجوه الإحسان
* من أهم وأظهر سمات المحسنين:
1: الصدق والإخلاص.
2: النصيحة لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين.
3: السكينة.
4: البعد عن التكلف.
5: تركهم ما لا يعنيهم .
* من أعظم أسباب التوفيق لأعمال الإحسان:
- تعظيم أوامر الله وهذه علامة على تقوى القلب قال الله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
- شكر نعمه لأن الله يحب الشاكرين ويوفقهم لما يحبه
- كثرة ذكره فهذه تجلي القلب، وتطرد الشيطان، وتزيد محبة الرب جل وعلا في قلب العبد، ومحبة الرب جل وعلا لعبده،
- المجاهدة لبلوغ هذه المرتبة قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}.

  #25  
قديم 9 رمضان 1432هـ/8-08-2011م, 11:36 AM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

شهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
- أصل من أصول الدين
- لا يدخل عبدٌ في الإسلام حتى يشهد هذه الشهادة.
- الإخلاص هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله. والمتابعة هي مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الأعمال لا بد فيها من قصد وطريقة تؤدى عليها لذا عُدَّت الشهادتان ركناً واحداً.
* شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم تستلزم أموراً عظيمة يمكن إجمالها في ثلاثة أمور كبار من لم يقم بها لم يكن مؤمناً بالرسول صلى الله عليه وسلم:
الأمر الأول: تصديق خبره.
التصديق هو أصل عظيم من أصول الدين وينقصه أمران:
1/ التكذيب وهو على درجتان:
^ التكذيب المطلق وهو التكذيب في أصل الرسالة أي أن الله لم يبعثه أو التكذيب فيما يخبر به من أمور الغيب.
^ تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
2/ الشك.
الأمر الثاني: طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك يكون بامتثال أمره واجتناب نهيه. قال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}
وقال: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
- لفظ طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه إذا أطلق في النصوص يشمل امتثال أمره واجتناب نهيه وتصديقه ومحبته لأن الاتباع الصحيح لا يتحقق إلا بهذه الأمور.
- المخالفون في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم على درجتين:
1/ الذين لا يرون أنهم يلزمهم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء كفار وإن أقروا بصحة رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
2/ الذين يؤمنون بأنه تلزمهم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلموكبير الأمور وصغيرها ولكن يخالفون في بعض الأمور فيرتكبون من المحرمات يتركون بعض الواجبات مع إقرارهم بعصيانهم وأولئك من عصاة المسلمين مستحقون للعذاب بقدر عصيانهم.
الأمر الثالث: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- فرض واجب لا يصح الإيمان إلا بها.
- يجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على محبة النفس والأهل والولد والمال
كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).
وتقديم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على محبة النفس والأهل والولد والناس أجمعين على ثلاثة درجات وهي درجات الاتباع:
الدرجة الأولى:
^ هي تقديم محبته فيما يلزم منه البقاء على دين الإسلام .
^ لا يصح الإسلام إلا بها.
^ المخالف في هذه الدرجة هم الكفار الأصليون والمرتدّون.
الدرجة الثانية:
^ درجة الوجوب.
^ هي طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به أمر وجوب، واجتناب ما نهى عنه نهي تحريم.
^ الذي يؤدي هذه الدرجة هو مؤمن مؤدٍّ للطاعة الواجبة.
^ المخالف فيها هو الذي يقدم ما تحبه نفسه وتهواه على طاعة الرسول عاص مخالف للأمر مستحق للعقاب بقدر مخالفته.
الدرجة الثالثة:
^ درجة الاستحباب والكمال.
^ هي طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يأمر به أمر وجوب أو استحباب على ما يستطيع العبد، واجتناب ما ينهى عنه نهي تحريم وكراهة.
^ من حقَّقها فهو من أهل الإحسان.
^ من خالف فيها بما لا يلحقه بالمخالفين في الدرجة الثانية فهو غير آثم، لكن يفوته من الخير والفضل بقدر ما فرَّط فيه.
* قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)):
- (لا يؤمن) معنى نفي الإيمان على ثلاث درجات:
1/ نفي أصل الإيمان، وهذا للمخالفين في الدرجة الأولى.
2/ نفي الإيمان الواجب، وهذا للمخالفين في الدرجة الثانية.
3/ نفي كمال الإيمان، وهذا للمخالفين في الدرجة الثالثة.
* محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لها لوازم من لم يأت بها لم تكن محبته صادقة وهي:
- طاعة الرسول ونصرته
- ومحبة أصحابه وموالاتهم
- ومحبة دعوة الرسول ونصرتها
ويجمع ذلك كله النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم
كما في الصحيحين من حديث تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الدين النصيحة ))
قلنا : لمن؟
قال: (( لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم واجبة وهي تستلزم الصدق والإخلاص في المحبة والطاعة والنصرة والتصديق.
* مما ينقض هذه المحبة: البغض والإيذاء والسب والاستهزاءومن وقع في هذه الأمور التي تستلزم عدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر بإجماع العلماء.
* الناس في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أقسام:
1/ الجفاة المقصِّرون وهؤلاء على درجتين: كفار(الذين يبغضون الرسول صلى الله عليه وسلم أو يبغضون شيئاً مما جاء به من شريعة الإسلام) وعصاة(الذين يخالفون أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فيرتكبون بعض المحرمات ويتركون بعض الواجبات ، وقد قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}).
2/ الغلاة الذين غلوا في دعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء على درجتين: مشركون(الذين غلوا في النبي صلى الله عليه وسلم حتى صرفوا له بعض أنواع العبادة من الدعاء والنذر وطلب المدد وقضاء الحوائج وغير ذلك) ومبتدعة(الذين غلوا في مدحه فأطروه وجاوزوا الحد المأذون فيه من المدح والثناء).
3/ المهتدون المتبعون لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه الكرام والتابعين لهم بإحسان بلا غلو ولا تفريط، وهؤلاء هم الناجون السعداء.
* بعض العلماء يضيف في مقتضيات شهادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأن لا يعبد الله إلا بما شرع).
- هذا يندرج تحت طاعته صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)).
- تنقسم البدع بحسب حكمها إلى:
1/ بدع مكفرة وهي التي يكون فيها ارتكاب ناقض من نواقض الإسلام أو يكون فيها تكذيب لخبر الله عز وجل وخبر رسوله وادعاء ما يخالف دين الإسلام بالضرورة
2/ بدع مفسقة وهي التي لا يكون فيها ارتكاب ناقض من نواقض الإسلام من الشرك الأكبر أو التكذيب أو غيرها من النواقض.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
هنا, نتذاكر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir