دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #19  
قديم 2 رجب 1443هـ/3-02-2022م, 10:00 AM
هاجر محمد أحمد هاجر محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 199
افتراضي


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)


سورة النبأ تخاطب كفار قريش وكل كافر ومنكر للبعث واليوم الآخر ،ومنكر لرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنكر للقرآن ،
افتتحت السورة :
بالتساؤل لاستثارة المخاطب (عم يتساءلون )
(عن النبأ العظيم )
أخبر الله أن الأمر الذي يتساءلون عنه أنه خبر عظيم ، وهذا يزيد السامع انتباهاً والمخاطب استثارة وتعظيماً للأمر الذي يجادل فيه ، فيبعث في قلبه رهبة وخوفاً وانتباهاً
قال تعالى (كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون)
توعد الله هؤلاء المشككين بالبعث واليوم الآخر بأنهم سيعلمون حقيقة ما أنكروه
وأكد هذا الوعيد
ثم أورد الله تعالى الحجج على هؤلاء الكفار ، فجاءت الآيات الأولى لتتحدث عن بناء وخلق ما في الكون ،فجاءت بصيغة الفعل الماضي "جعل"
فقال تعالى (ألم نجعل الأرض مهاداً)
وجاءت الأية تخاطب المخاطب بصيغة الطلب للنظر و الإقرار ، بما أوجده وجعلهم الله لهم في الكون
(نجعل) جاءت بالصيغة الماضية ،
أولاً : لآن خلق الكون وايجاده قد تم
ثانياً: يذكر الله عباده بنعمة تمهيد الأرض ، فيلفت انتباههم الى قدرته ونعمته عليهم جل وعلا
الثالثة : التأمل في الأرض وكيف هي ممهدة لهم
(والجبال أوتاداً)
والجبال وهي من المخلوقات العظيمة التي يراها الإنسان ويراها العرب في صحراءهم فيقول الله مخاطباً لهم
وعطف الجبال على قوله تعالى (ألم نجعل الأرض مهاداً)
وأنه تباك وتعالى هو خلق الجبال
ثانياً: انه لم يخلقها عبثاً ، فجعلها كالوتد للخيمة يثبتها حتى لا تضطرب
ثالثاً: فيه دلالة على خلق المخلوقات العظيمة
فمن يقدر على خلق المخلوقات العظيمة قادر على كل شئ
(وخلقناكم أزوجاً)
ويذكر الله تبارك وتعالى
أولاً: بانه خلقهم جميعاً
ثانياً: أنه هو من جعلهم زوجين ذكراً وأنثى
بدأ الله تبارك وتعالى بيان حججه بدلالة قدرته وبدأها من الأرض ثم الى الجبال ، فنلاحظ هذا الترتيب ثم تلاه بخلقهم أنفسهم
ثم بعد ذكر خلقهم ، ذكر النوم الذي يأخذ الإنسان ليرتاح من عناء يومه فجاء ذكر النوم بعد ذكر خلقهم زوجين
(وجعلنا نومكم سباتاً)
والأيات تبين لهم قدرته تعالى ونعمته عليهم
أولاً: أنه جعل النوم ليرتاحوا ويستريحوا فيه
ثانياً: أن في النوم تعطيل عن الحركة
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10
وذكر الله تعالى الليل بعد النوم لأن النوم يكون في الليل، وبين الله تعالى قدرته ونعمته
الأولى : أن الليل ساتر للإنسان بظلامه كما يستره اللباس
الثانية : فيه حماية للإنسان كما تحميه ملابسه ، ففي الظلام يتمكن الإنسان من الاختباء من العدو
(و جعلنا النهار معاشاً)
بين الله تعالى للمشركين
أولاً: أنه هو الذي أوجد النهار
ثانياً: يذكرهم بنعمته ليتأملوها ، فجعل لهم النهار وقتاً ليسعوا فيه لرزقهم ومعاشهم

ثم يلفت الله تعالى المخاطبين للنظر الى ما خلق فوقهم ،وما جعل لهم لهم في هذا الكون
فيلتفتوا إليه ويتأملوه ويتفكرا في قدرته وحكمته سبحانه وتعالى ، فذكر السماء والشمس ، مخلوقات يرونها كل يوم ولكن الله تبارك وتعالى يلفتهم لينظروا الى قدرته وحمته وذكرها الله بعد ذكر الليل والنهار
(وبنينا فوقكم سبعاً شداداً)
الأيات تلفت المخاطبين الى النظر في السماء التي فوقهم
أولاً: أن الله بناها (والسماء بنيناها بأيد)
الثانيه :أنه خلقها سبع سموات وهو أمر لا يعلمه ولا يقدر عليه الا خالق عظيم
الثالثة : أنه خلق السماء وبناها بناء قوياً متيناً فلا يرى فيه تشقق (هل ترى من فطور) ، فليتأمل ولينظر الى السماء الواسعة فوقه كيف هي قوية البناء
الرابعة : قدرة الله تبارك وتعالى على خلق مخلوقات عظيمة
(وجعلنا سراجاً وهاجا )
بين الله تبارك وتعالى خلقه الشمس
الأولى : يلفت الله نظر الكفار ومنكري البعث الى التأمل في خلق الشمس ذلك المخلوق العظيم
الثانية : أنه تبارك وتعالى جعلها كالسراج تنير الأرض
الثالثة : انه تبارك وتعالى جعلها وهاجة لتدفء الإنسان ويستفيد من أشعة الشمس
فخالق عظيم ، قاد على خلق هذه المخلوقات وتسخيرها لمنفعة الإنسان ، فهو قاد على بعث الموتى

(وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً )
وخلق الله تبارك وتعالى السحاب وأنزل لنا من الماء الكثير
الأولى : خلق الله تبارك وتعالى السحاب الثقال
الثانية : أن الله تبارك وتعالى هو الذي ينزل المطر الغزير
الثالثة : نعمة المطر الغزير ، وخاصة للعرب الذين يعيشون في الصحاري
فالله القادر على خلق السحاب الثقال ، وإنزال الماء الكثير ، فهو قادر على بعث الموتى
(لنخرج به حباً ونباتاً)
بين الله تبارك وتعالى أنه هو الذي يخرج لنا النبات ، من بذرة ، فكيف لنبات كبير أن يخرج من بذرة صغيرة ، فلا أحد يقدر على اخراج النبات
فالأولى : ان الله هو الذي يخرج النبات
الثانية : أنه من البذور خلق لنا أصنافاً من النبات
الثالثة : أنه بماء واحد أخرج لنا أصناف مختلفة منه الحبوب والنبات
الرابعة : تذكير بقدرة الله وحكمته ، فلم يخلق شيئاً عبثاً ، فهذا كون محكم الصنع وكل مخلوق خلق لحكة يعلمها الله تبارك وتعالى
(وجنات ألفافا)
ويلفت الله تبارك وتعالى نظر المخاطبين إلى الجنات الملتفة الكثيفة ، التي يتمتعون بها أنه تبارك وتعالى بقدرته
خلقها وجعلها فيها هذه النباتات ..
ثم بعد هذا السرد ، الذي يأخذ المخاطب من النظر والتأمل في الكون وخلقه وتكوينه وتقريره بما فيه من مخلوقات عظيمة التي لا يقدر على خلقها الا الله ، ويذكره نعمته على عباده بالنوم وبالنهار للمعاش ، ثم يطوف به ويدعوه للتأمل والتفكر في خلق السموات وما فيها من سحب ثقال وشمس كالسراج وللتدفئة
فالخالق القادر على خلق ذلك كله قادر على بعثهم
(أن يوم الفصل كان ميقاتاً)
ثم بين الله حقيقة ماكان ينكرون وهو يوم القيامة ، وسماه الله هنا يوم الفصل حتى يستشعر المخاطب الحالة التي في يوم القيامة أنه يوم سيجتمع فيه الناس وسيفصل بينهم
ففي الآية : تنبيه للمشككين وتخويف لهم بأنه سيفصل بينهم
الثانية : أنه سيكون حقيقة فالفصل يكون بين خصوم مجتمعين

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir