سورة العاديات
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة العاديات
قوله تعالى: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ * وإنّه على ذلك لشهيدٌ} الآية [العاديات: 6-7].
هذه الآية تدلّ على أنّ الإنسان شاهدٌ على كنود نفسه، أي: مبالغته في الكفر.
وقد جاءت آياتٌ أخر تدلّ على خلاف ذلك، كقوله: {وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً} [الكهف: 104]، وقوله: {ويحسبون أنّهم مهتدون} [الزخرف: 37]، وقوله: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} [الزمر: 47].
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجهٍ:
الأول: أنّ شهادة الإنسان بأنه كنودٌ هي شهادة حاله بظهور كنوده، والحال ربّما تكفي عن المقال.
الثاني: أنّ شهادته على نفسه بذلك يوم القيامة، كما يدلّ له قوله: {وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين} [الأنعام: 130]، وقوله: {فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السّعير} [الملك: 11]، وقوله: {قالوا بلى ولكن حقّت كلمة العذاب على الكافرين} [الزمر: 71].
الوجه الثالث: أنّ الضمير في قوله: {وإنّه على ذلك لشهيدٌ} راجعٌ إلى ربّ الإنسان، المذكور في قوله: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ}.
وعليه فلا إشكال في الآية، ولكنّ رجوعه إلى الإنسان أظهر؛ بدليل قوله: {وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ} [العاديات: 8]
والعلم عند الله تعالى). [دفع إيهام الاضطراب: 377-378]