دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > القراءة المنظمة في التفسير وعلوم القرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #33  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 06:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سورة الزّلزلة

سورة الزّلزلة
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة الزّلزلة
قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرًّا يره} [الزلزلة: 7-8].
هذه الآية الكريمة تقتضي أنّ كلّ إنسانٍ -كافراً كان أو مسلماً- يجازى بالقليل من الخير والشرّ.
وقد جاءت آياتٌ أخر تدلّ على خلاف هذا العموم:

أمّا ما فعله الكافر من الخير، فالآيات تصرّح بإحباطه، كقوله: {أولئك الّذين ليس لهم في الآخرة إلاّ النّار وحبط ما صنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون} [هود: 16]،وقوله تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثوراً} [الفرقان: 23]، وكقوله: {أعمالهم كرمادٍ}الآية [إبراهيم: 18]، وقوله: {أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ} الآية [النور: 39]، إلى غير ذلك من الآيات.

وأمّا ما عمله المسلم من الشرّ، فقد صرّحت الآيات بعدم لزوم مؤاخذته به؛ لاحتمال المغفرة أو لوعد الله بها، كقوله: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 48]، وقوله: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم} [النساء: 31]، إلى غير ذلك من الآيات.
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجهٍ:
الأول: أنّ الآية من العامّ المخصوص. والمعنى: {فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره} إن لم يحبطه الكفر؛ بدليل آيات إحباط الكفر عمل الكفار. {ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرًّا يره} إن لم يغفره الله له؛ بدليل آيات احتمال الغفران والوعد به.
الثاني: أنّ الآية على عمومها، وأنّ الكافر يرى جزاء كلّ عمله الحسن في الدنيا، كما يدلّ عليه قوله تعالى: {نوفّ إليهم أعمالهم فيها}
الآية [هود: 15]، وقوله: {ومن كان يريد حرث الدّنيا} الآية [الشورى: 20]، وقوله تعالى: {ووجد الله عنده فوفّاه حسابه} [النور: 39]، والمؤمن يرى جزاء عمله السّيّئ في الدنيا بالمصائب والأمراض والآلام.
ويدلّ لهذا ما أخرجه الطّبرانيّ في (الأوسط) والبيهقيّ في (الشّعب)، وابن أبي حاتمٍ، وجماعةٌ، عن أنسٍ قال: بينا أبو بكرٍ رضي الله عنه يأكل مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ نزلت عليه: {فمن يعمل مثقال ذرّةٍ} الآية، فرفع أبو بكرٍ يده وقال: يا رسول الله، إنّي لراءٍ ما عملت من مثقال ذرّةٍ من شرٍّ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((يا أبا بكرٍ، أرأيت ما ترى في الدّنيا ممّا تكره فبمثاقيل ذرّ الشّرّ)) الحديث.
الوجه الثالث: أنّ الآية أيضاً على عمومها، وأنّ معناها: أنّ المؤمن يرى كلّ ما قدّم من خيرٍ وشرٍّ، فيغفر الله له الشرّ ويثيبه بالخير. والكافر يرى كلّ ما قدّم من خيرٍ وشرٍّ، فيحبط ما قدّم من خيرٍ ويجازيه بما فعل من الشرّ). [دفع إيهام الاضطراب: 375-376]


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دفع, كتاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir