سورة المرسلات
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة المرسلات
قوله تعالى: {هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون} [المرسلات: 35-36].
هذه الآية الكريمة تدلّ على أنّ أهل النّار لا ينطقون ولا يعتذرون.
وقد جاءت آياتٌ تدلّ على أنّهم ينطقون ويعتذرون، كقوله تعالى: {والله ربّنا ما كنّا مشركين} [الأنعام: 23]، وقوله: {فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوءٍ} [النحل: 28]، وقوله: {بل لم نكن ندعو من قبل شيئًا} [غافر: 74]، وقوله: {تالله إن كنّا لفي ضلالٍ مبينٍ إذ نسوّيكم بربّ العالمين وما أضلّنا إلّا المجرمون} [الشعراء: 97 - 99]، وقوله: {ربّنا هؤلاء أضلّونا} [الأعراف: 38]، إلى غير ذلك من الآيات.
والجواب عن هذا من أوجهٍ:
الأوّل: أنّ القيامة مواطن، ففي بعضها ينطقون وفي بعضها لا ينطقون.
الثّاني: أنّهم لا ينطقون بما لهم فيه فائدةٌ. وما لا فائدة فيه كالعدم.
الثّالث: أنّهم بعد أن يقول الله لهم: {اخسئوا فيها ولا تكلّمون} [المؤمنون: 108] ينقطع نطقهم، ولم يبق إلّا الزّفير والشّهيق. قال تعالى: {ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون} [النمل: 85]، وهذا الوجه الثّالث راجعٌ للوجه الأوّل). [دفع إيهام الاضطراب: 335-336]