بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الشيخ في حلية طالب العلم
التلقي عن المبتدع
إذا علمنا أن الرجل يجادلمراءاة ما قصده الحق , فهذا (...) ويترك , وانظر إلى قصة أبي سفيان , حيث جعل ينادييوم أحد: أفيكم محمد , أفيكم ابن أبي قحافة , أفيكم عمر ؟
قال النبي صلى الله عليه وعلى آلهوسلم: (لا تجيبوه) . لماذا ؟
إهانة له وإذلالاً وعدم مبالاة به , فلما قال : أعل هبل , وافتخر بصنمه وشركه , قال : (أجيبوه) . الآن لا يمكن السكوت.
قالوا : مانقول ؟ قال : قولوا : (الله أعلى وأجلّ).
إذا كان صنمك قد علا اليوم فالله أعلىوأجل.
ثم قال : يوم بيوم بدر والحرب سجال.يوم بدر لمن؟ للمسلمين , ويوم أحد؟ لهؤلاء المشركين . قالوا له : لا سواء , قتلانا في الجنة وقتلاكم فيالنار .
هذا أيضا افتخر بقومه واستذل المسلمين فلا بد من مجاوبته , قالوا: لا سواء , قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، على كل الحال المجادلة إذاكان المقصود بها بيان الحق كانت واجبة ولا بد منها, وكذلك المناظرة .
12)يرون صونآذانهم عن سماع أباطيلهم- الذي يخشى على نفسه من سماع البدع أن يقع فيقلبه شيء فالواجب عليه البعد وعدم السماع , وأما إذا كان عنده من اليقين والقوةوالثبات ما لا يؤثر عليه سماعها فإنه إن كان في ذلك مصلحة سمعها , واستحببنا له أنيسمعها، وإن لم يكن في ذلك مصلحة الأولى أن لا تسمعها لما في ذلك من إضاعةالوقت واللغو.
سؤال : ما هيشروط وحدود إطلاق كلمة مبتدع ؟
الجواب:
هذا يعرف بتعريف البدعة , البدعة هي التعبد لله عز وجلبغير ما شرع وبغير ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه منعقيدة أو قول أو فعل , فقولنا: (التعبد) خرج به الأمور العادية , هذه وإن لم تكنمعروفة في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنها لا تضر . لكن إذا فعلالإنسان عبادة يدين الله بها سواء عقيدة أو قول أو فعل فهذه هي البدعة ومن تلبس بهافهو مبتدع .
لكن هل يضلل ويمقت ؟
نقول: لا , حتى تقوم عليه الحجة , ويبين له أن هذه بدعة , فإن أصر حينئذ قلنا إن الرجل فاسق أو كافر حسب ما تقتضيههذه البدعة .
سؤال: هل الأشعري الذي له خير في الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر والدفاع عن حوزة الدين (...) ؟
إذا كان ينشر بدعته هذا الأشعري يجب أن تبين حاله ولكنهيثنى عليه بما معه من الخير ما لم يحصل بذلك فتنة. بعض الناس قد يورد المتشابهات لاشتباهها عليه حقيقة وهذا لا يلام , قد يوردالمتشابهات لأنه من الأصل لم يركز نفسه على إرادة الجمع بين النصوص , فتجده دائمايتتبع الأشياء المتشابهة ثم يأتي: ما الجمع بين كذا وكذا؟ .
وهذه الحقيقة مهنة ليست جيدة
ولهذاينبغي أن تتخذ لنفسك طريقا بأن تبني على أن الأمور واضحة ولا تتبع المتشابهات , لأنك إن تتبعت المتشابهات ربما تزل .
الصالقة :هي التي ترفع صوتها بالنياحة .
والحالقة :التي تحلقشعرها تسخطا , وسواء حلقته بالموسى أو نتفته باليد .
والشاقة :التي تشق الجيب عندالمصيبة.
وإنما برئ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من هؤلاءالثلاث , لعدم رضاهن بالقدر , ومن فعل من الرجال مثلهن فحكمه حكمهن .
لكنه ذكرذلك لأن الغالب أن هذا يقع من النساء لأن الرجال أشد تحملا من النساء
القدرية : الذين ينفون القدر .
وهي نسبةعكسية لأن الذي يسمع القدرية يظن أن المعنى هم الذين يثبتون القدر . والأمر بالعكس, وهؤلاء القدرية يسمون مجوس هذه الأمة , وقد وردت في ذلكأحاديث , ووجه ذلك : أنهم جعلوا للحوادث محدثين , الحوادث الكونية التي من فعل اللهأحدثها الله عز وجل كإنشاء الغيم وإنزال المطر وما أشبه ذلك , والحوادث التي تكونمن فعل العبد استقل بها العبد , فهم يرون أن العبد مستقل بعمله وأن الله تعالى لاعلاقة له به , إطلاقا , ولهذا سموا مجوسا لأنهم كالمجوس الذين يقولون: إن للحوادثخالقين , النور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر
:أريد مزيد تفصيل في كيفية ضبط التعامل مع أهل البدع والجلوس إليهم .
الجواب :يجب الحذر من مجالسة أهلالبدع والاستماع إليهم وقراءة كتبهم، وقد كثرت الآثار عن السلف الصالح في التحذيرمن ذلك:
- روى الفريابي والآجري واللالكائي وابن بطة عن ابن عباس أنه قال: (لاتجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب).
- وروى الدارمي والبيهقي وابنوضاح عن أبي قلابة الجرمي أنه قال: (لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم فإني لاآمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون).
- وروى ابن وضاحعن الأوزاعي أنه قال: (لا تمكنوا صاحب بدعة من جدل فيورث قلوبكم من فتنتهارتياباً).
- وروى أيضاً عن سفيان الثوري أنه قال: (من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة - وهو يعلم أنه صاحب بدعة - نزعت منه العصمة ووُكِلَ إلى نفسه).
والآثار عنالسلف الصالح في ذلك كثيرة، وقد بوَّب عدد ممن صنف في الاعتقاد أبواباً في التحذيرمن مجالسة أهل البدع، ونقل عدد من الأئمة أن من منهج أهل السنة بغض أهل البدع وتركمجالستهم
قال الصابوني في اعتقاد أهل الحديث: (ويتجانبون أهل البدع والضلالات ،ويعادون أصحاب الأهواء والجهالات ، ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليسمنه ، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ، ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ، ولا يجادلونهمفي الدين ولا يناظرونهم ، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذانوقرت في القلوب ضَرَّت وجَرَّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت).
وهذه الآثار تفيد وجوب الحذر من مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم لما في ذلكمن مفاسد كثيرة على المرء في دينه ، وقد يفتتن بما لديهم إذا لم يكن صاحب علم وحجةوثبات على المحجة.
لكنها لا تحمل على ظلمهم ومنعهم حقوقهم الواجبة لهم فيالتعاملات الأخرى فإن أحكام الشريعة لا تخرج عن مقتضى العدل والإحسان كما قال اللهتعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان).
فمن كان من أهل العلم والحجة وكان فيموضع اشتهرت فيه تلك البدعة ونجم أصحابها وتصدروا وجب عليه بيان الحق ومناظرة أؤلئكالمبتدعة وبيان باطلهم لئلا يضلوا الناس ويفتنوهم في دينهم.
ومن كان ضعيف العلموالحجة فليطلب السلامة لنفسه ويتجنب مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم.
وسنأتيفي دراسة متون الاعتقاد على تفصيل لأحكام التعامل مع أهل البدع ومناظرتهم، إن شاءالله تعالى.
السؤال الثاني :وما هو الضابط للحكم على الشخصأنه من أهل البدع ؟
الجواب :من خالف في أصلمن الأصول أو مسألة من المسائل الكبار في العقيدة فهو من أهل البدع، كمن قال بخلقالقرآن، أو الإرجاء، أو انتهج منهج التأويل أو التفويض.
وكذلك من كثرت مخالفتهلمنهج أهل السنة في عدد من المسائل فإنه يعد من أهل البدع.
أما من وقع في بدعةعملية أو اعتقادية في غير المسائل الكبار المتعلقة بأصول الإيمان فقد جرى عمل جمهورأهل السنة على اعتبار أنه من أهل السنة مع التنبيه على ما وقع فيه من البدعة في بعضالمسائل.