المجموعة الثانية:
س1: تحدّث عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى في وصف رسوله عليه الصلاة والسلام:"وإنك لعلى خلق عظيم", وكان كما وصفته عائشة رضي الله عنها:"كان خلقه القرآن", فتزين بكل وصف حسن جاء في القرآن الكريم, وصان نفسه عن كل ما يشين.
فقد كان عليه الصلاة والسلام, حييا, بل "كان أشد حياء من العذراء في خدرها", كما جاء هذا في الصحيحين, وكان مع هذا أشجع الناس, كما وصفه علي رضي الله عنه بقوله:"كنا إذا احمر البأس, ولقي القوم القوم: اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم", فكانت شجاعته في الحق ولنصرة دين الله ودفاعا عن المسلمين, فالقريب والبعيد والضعيف والقوي عنده في الحق سواء, فكان لا ينتقم ولا يغضب لنفسه قط, فقد كان عليه الصلاة والسلام, حليما لا يسارع في الغضب والانتقام لنفسه, إلا أن تنتهك حرمات الله, فيكون انتقامه وغضبه لله, كما قالت عائشة رضي الله عنها, فيما رواه مسلم:"ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل".
وكان عليه الصلاة والسلام, يقبل المعذرة ممن اعتذر ، ولا يعاتبه إلا إذا تبين كذبه.
وكان أكثر الناس تبسما, يرى اللعب المباح فلا ينكره ولا يوبخ أهله, وكان يمازح الصغار والعجائز, لكنه كان لا يقول إلا حقا, كما قال للعجوز:"لا يدخل الجنة عجوز" فكتو فقال: أخبرها أن الله تعالى يقول: "إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا".
وكان أسخى الناس, لا يرد سائلا, فكان كما قال عنه ابن عباس رضي الله عنهما:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم, أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم, حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة".
وكان عليه الصلاة والسلام, متواضعا, فقد رعى الغنم وقال:"ما من نبي إلا وقد رعاها", وكان يجيب دعوة من دعاه, غنيا كان أو فقيرا, وكان يحب المساكين ويحنو عليهم, ويعود مرضاهم, ومرضى المسلمين عموما, ويشهد جنائزهم, فيؤدي حقوق المسلمين ولا يترفع عليهم, ولا يحتقر منهم أحدا, حتى عبيده وإمائه كان يأكل معهم ولا يترفع عليهم, ويحسن معاملتهم, وقال أنس رضي الله عنه:"خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم, عشر سنين، ما قال لي أف قط, ولا لشيء فعلته: لم فعلت كذا؟ ولا لشيء لم أفعله: لما لم تفعل كذا وكذا؟".
ومن تواضعه أنه ركب الفرس والبعير والحمار والبغل, وأردف خلفه, وكان لا يحب أن يمشي أحدا خلفه ويقول كما في الحديث الذي رواه أحمد بسند صحيح:"خلوا ظهري للملائكة".
وكان زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة, فكان يقول:"لا آكل متكئا" لأنها جلسة المتكبر الجبار, بل كان يجلس متربعا, ولم يكن يأكل على خوان بل على الأرض, تواضعا منه, وبعدا منه عن الترف.
وقد أخبر عنه أبوهريرة رضي الله عنه بقوله:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم, من الدنيا، ولم يشبع من خبز الشعير", فكان لا يتكلف الملبس والمأكل, بل يلبس ويأكل ما تيسر ووجد أمامه, ولا يحرص على انتقاء ما يعجب الناس, ف"ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه" كما في الحديث المتفق عليه.
ولما سئلت عائشة رضي الله عنها, عما كان يصنع في بيته, قالت:"كان يخصف نعله ، ويرقع ثوبه", فكان في مهنة أهله.
ومع هذا لم يحرم على نفسه الطيبات التي أحلها الله له, ولم يمتنع عن المباحات, بل كان يحب الحلواء والعسل, وأكل البطيخ بالرطب, كما جاء في الصحيحين, وكان يحب الطيب ويكره الريح الخبيث, يأكل من الهدية لا من الصدقة, ويكافئ على الهدية, وكان يلبس الصوف وينتعل النعل المخصوف.
وكان عليه الصلاة والسلام, دائم الذكر لله, لا يشغل وقته إلا فيما ينفعه في الآخرة, إلا ما كان لا بد له منه من أموره وأمور أهله, فكان يتجنب اللغو امتثالا لقوله تعالى:"والذين هم عن اللغو معرضين".
وقد عرضت عليه الدنيا بما فيها لكنه اختار الرفيق الأعلى, حبا لله, ورغبة في الآخرة, فصلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
س2: بيّن بعض معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.
- أعظم معجزة للنبي عليه الصلاة والسلام, هي: القرآن العظيم, كلام الله أوحاه إلى النبي عليه الصلاة والسلام, بواسطة جبريل عليه السلام, فتحدى به الإنس والجن على مر العصور, وأعجزهم أن يأتوا بمثله مع ما كانوا عليه من الفصاحة والبلاغة, قال تعالى:"قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا", بل أقر الإنس والجن على السواء بإعجازه, كما قال الوليد بن المغيرة عنه:"إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلوا ولا يُعلى", وقالت الجن كما قال الله تعالى عنهم:"إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد".
- انشقاق القمر, كما قال تعالى:"اقتربت الساعة وانشق القمر",حيث طلب المشركون من النبي صلى الله عليه وسلم, آية تدل على صدقه، فأراهم انشقاق القمر، فقال المشركون: هذا سحر مبين،وقالوا: إن محمدا إن قدر على سحرنا فلا يقدر على سحر جميع الناس، انظروا فكل من جاءهم من بعيد سألوه: هل رأيتم تلك الليلة أن القمر قد انشق؟ قالوا: نعم, وهم من هذا استمروا على كفرهم وعنادهم.
- جاء في صحيح مسلم قوله عليه الصلاة والسلام:"إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين : الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة عامة ، وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم", وفيه:
1- إخباره عليه الصلاة والسلام, بأمور غيبية لا يبلغ علمها إلا بوحي من الله, وقد حصلت جميعها كما أخبر, وهذا من دلالات نبوته عليه الصلاة والسلام.
2- دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام, لأمته بعدم الهلاك العام الجماعي, وقد استجاب الله تعالى له ذلك.
- تسبيح الحصى والطعام بين يديه, كما أخبر الصحابة في الحديث الذي رواه البخاري:"كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل عند النبي صلى الله عليه وسلم", وسلام الحجر عليه, كما قال عليه الصلاة والسلام:"إني لأعلم حجرا بمكة كان يسلم علي ، إني لأعلمه الآن".
- حنين الجذع الذي كان عليه الصلاة والسلام, يخطب مستندا إليه, إليه, فقد روى البخاري عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحن الجذع، فأتاه فمسح يده عليه.
- تكثير الطعام والماء, ونبع الماء من بين يديه عليه الصلاة والسلام, قال جابر رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه:"عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة، فتوضأ، فجهش الناس نحوه، فقال: ما لكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا، وتوضأنا، قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة ", وقال سمرة:"كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أُتي بقصعة فيها ثريد، فأكلَ وأكل القوم: فلم يزل يتداولونها إلى قريب من الظهر: يأكل كل قوم ثم يقومون، ويجيء قوم فيتعاقبوه، فقال رجل لسمُرة: هل كانت تُد بطعام؟ قال: "أما من الأرض فلا، إلا أن تكون كانت تمد من السماء".
س3: اذكر أسماء من كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وبعض مكاتباته صلى الله عليه وسلم.
أبو بكر الصديق, عمر بن الخطاب, عثمان بن عفان, علي بن ابي طالب, شرحبيل بن حسنة, عامر بن فهيرة، عبد الله بن الأرقم الزهري، أبي بن كعب الأنصاري، ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، خالد بن سعيد بن العاص من بني أمية, حنظلة بن الربيع الأسدي، زيد بن ثابت الأنصاري, معاوية ابن أبي سفيان.
وكان اخصهم وألزمهم: زيد بن ثابت ومعاوية ابن أبي سفيان.
من مكاتباته:
- في خطبة حجة الوداع لما قال: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام"، جاء رجل من اليمن يقال له أبو شاه، فقال: اكتبوا لي، قال: "اكتبوا لأبي شاه", أي: أمر أن يكتبوا له الخطبة لحاجته إليها في بلاغها.
- كتابه الذي أرسله مع عمرو بن أمية الضمري إلى ملك الحبشة أصخمة, وقد أخذه أصخمة واحترمه، ووضعه على عينيه، ونزل عن سريره إلى الأرض احتراما لكتاب النبي صلى الله عليه وسلم.
- كتابه إلى هرقل عظيم الروم, جاء فيه كما عند مسلم:"بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين, قال تعالى:"يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم...الآية", ولقد رد عليه رد حسنا, وكاد ان يسلم لولا خوفه من ضياع ملكه وقتله.
- أرسل حاطب بن أبي بلتعة اللخمي، إلى المقوقس ملك الإسكندرية وملك مصر، يدعوه إلى الإسلام، فاحترم الكتاب ولكنه لم يسلم، وأهدى للنبي صلى الله عليه وسلم جارية، اسمها مارية القبطية، وأختها سيرين, سيرين وهبها النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن، ومارية اصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه، وولدت له إبراهيم، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يقول: "استوصوا بأهل مصر خيرا فإن لهم ذمة ورحما".
- قال أنس كما روى مسلم:"كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر والنجاشي، وإلى كل جبار، يدعوه إلى الله".
س4: عدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وتحدّث عن اثنتين منهن.
عدد من عقد النبي عليه الصلاة والسلام, عليهن ودخل بهن: احد عشرة, هن:
1- خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
2- سودة بنت زمعه رضي الله عنها.
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها.
4- حفصة بنت عمر رضي الله عنها.
5- زينب بنت خزيمة رضي الله عنها.
6- أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية رضي الله عنها.
7- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها.
8- جويرية بنت الحارث وكان اسمها برة، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية.
9- ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها.
10- صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها.
11- زينب بنت جحش رضي الله عنها.
وعقد على سبع ولم يدخل بهن.
- أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب; الخليفة الثاني, وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر. أسلمت في مكة، ثم هاجرت مع زوجها الأول خنيس بن حذافة السهمي إلى المدينة، ثم تزوجها النبي محمد بعد وفاة زوجها الأول إثر جروح أصابته في غزوة احد.
أراد النبي عليه الصلاة والسلام, أن يطلقها،ولكن أتاه جبريل عليه السلام، وقال له: "إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الآخرة" كما رواه الحاكم, وكذلك روى عقبة بن عامر الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر، فبلغ ذلك عمر فحزن شهرا.
وقد روت عن النبي عليه الصلاة والسلام, عدة أحاديث, منها:ما روته لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أن يحللن بعمرة قالت له :ما يمنعك يا رسول الله أن تهلّ معنا ؟ ، قال : "إني قد أهديت ولبدت ، فلا أحل حتى أنحر هديي".
وقد احتفظت بنسخة المصحف التي جمعها أبو بكر رضي الله عنه, حتى طلبها منها عثمان رض الله عنه, عندما أراد جمع القرآن الجمع الثاني.
توفيت سنة إحدى وأربعين بالمدينة عام الجماعة, رضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين.
- أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية, تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة، أي مرة بن كعب, تزوجت من أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وأسلما مبكرا وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم إلى يثرب وظلت معه إلى أن توفي سنة 4 هـ إثر جراحه في غزوة أحد، فتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام.
كانت ذات رأي رجيح، فأخذ النبي محمد برأيها يوم الحديبية حين اعترض البعض على بعض شروط الصلح، فنصحته أم سلمة بأن لا يكلم أحدا حتى ينحر ويحلق، فقام ونحر وحلق فقام أصحابه ينحرون ويحلقون. وقد روت ضي الله عنها العديد من الأحاديث. فهي التي روت حديث الكنيسة التي بها صور، فقال صلى الله عليه وسلم: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله".
ماتت سنة اثنتين وستين، دفنت في البقيع في المدينة، هي آخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وفاة, رضي الله عنها وأرضاها.
س5: اذكر أشهر الدوابّ التي كان يركبها النبي صلى الله عليه وسلم، وأشهر ما رُكبت له.
أما الدواب التي ركبها فهي:
أولا: من الخيل:
- السكب: وهو أول فرس غزا عليه.
- سبحة: وهو الفرس الذي سابق عليه فسبق, ففرح به.
- المرتجز: وهو الذي اشتره من الأعرابي الذي أنكر البيع, وشهد للرسول عليه الصلاة والسلام, خزيمة بن ثابت, فجعل شهادته بشههادة رجلين.
- لزاز: أهداه له المقوقس.
- الظرب: أهداه له فروة بن عمرو الجذامي.
- اللحيف: أهدله له ربيعة بن ابي البراء.
ثانيا: من البغال والحمير:
- الدلدل: بغلته التي كان يركبها في الأسفار.
- غفير: حماره الذي كان يركبه, وقد أردف عليه معاذ رضي الله عنه في الحديث المشهور:"كنت رديف النبي...الحديث"..
ثالثا: من الإبل:
- الغضباء: ابتاعها من أبي بكر رضي الله عنه, وهاجر عليها, وكانت لا تسبق, فلما سبقها أعرابي على قعود, قال عليه الصلاة والسلام:"إن حقا على الله أنه لا يرتفع شيء إلا وضعه".
- الشقرا.
- القصواء: ولعلها غير الغضباء.
أما التي ركبت له:
- الورد: أهداه له تميم الداري, فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم لعمر، ،فتصدق به على رجل لياهد في سبيل الله، فعرضه الرجل للبيع, فأراد عمر أن يشتريه, فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له:"لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم العائد في هبته كالعائد في قيئه".
- المهرة: هي ولد الفرس، وقد أرسل بها سعد بن عبادة.