تفسير «الفرقان» على ثلاثة وجوه:
فوجه منها: الفرقان يعني النصر، فذلك قوله عز وجل في البقرة {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان} [53] يعني النصر، فرق بين الحق والباطل، فنصر موسى، صلى الله عليه وسلم، وأهلك عدوه. وقوله في الأنفال: {وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان} [41] يعني النصر، فرق بين الحق والباطل، فنصر الله عبده وهزم عدوه.
الوجه الثاني: الفرقان يعني المخرج، فذلك قوله عز وجل في البقرة: {وبينات من الهدى والفرقان} [185] يعني المخرج في الدين من الشبهة والضلالة.
الوجه الثالث: الفرقان: القرآن، فذلك قوله عز وجل في سورة الفرقان: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} [1] يعني القرآن.
تفسير «فلولا» على ثلاثة وجوه:
فوجه منها: فلولا يعني فلم، فذلك قوله عز وجل في يونس: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس} [98] حين نزول العذاب، يقول: فلم تكن نفعها الإيمان عند نزول العذاب. وفي هود: {فلولا كان من القرون من قبلكم} [116] يقول: فلم يكن.
الوجه الثاني: فلولا يقول فهلا، وهو كثير في القرآن.
الوجه الثالث: فلولا، يقول: فلوما، فذلك قوله في البقرة: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته} يقول: فلوما ذلك {لكنتم من الخاسرين} [64] وقوله في الصافات: {فلولا أنه كان من المسبحين} [143] يقول: فلوما أنه من المسبحين.
تفسير «لما» على ستة وجوه:
فوجه منها: لما يعني ما، واللام هنا صلة، فذلك قوله عز وجل في البقرة: {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار} [74] يعني ما، وكل ما في الآية من {لما} فهي بمعنى ما. وقال في نون: {إن لكم لما تحكمون} [39] يعني ما تحكمون.
الوجه الثاني: لما يعني لم، والألف هنا صلة، فذلك قوله عز وجل في آل عمران: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} [142] يعني ولم ير الله. وقوله في الجمعة: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} [3] يعني لم يلحقوا بهم.
الوجه الثالث: لما يعني إلا، والميم هنا صلة، فذلك قوله عز وجل في يس: {وان كل لما جميع لدينا محضرون} [32]يعني إلا جميع لدينا محضرون، والميم هنا صلة. وقوله في الزخرف: {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا} [35] يقول: إلا متاع الحياة الدنيا، والميم هنا صلة. وقوله في والسماء والطارق: {إن كل نفس لما عليها حافظ} [4] يعني إلا عليها حافظ والميم هنا صلة.
الوجه الرابع: لما يعني حينا، فذلك قوله عز وجل في يونس: {لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي} [98] يعني حين آمنوا كشفنا عنهم. وقوله في هود: {لما جاء أمر ربك} [101].
الوجه الخامس: لما يعني شديدا، فذلك قوله في الفجر: {أكلا لما} [19] يعني شديدا.
الوجه السادس: لما يعني الذي، فذلك قوله عز وجل في البقرة: {مصدقا لما بين يديه} [97] يعني الذي بين يديه. وقوله في المائدة: {مصدقا لما بين يديه} [46]. وفي السماء ذات البروج: {فعال لما يريد} [16] يعني للذي يريد. ومثله في هود. وكذلك كل شيء إذا وجدت اللام مكسورة، غير التي في الم تنزيل: {لما صبروا وكانوا بآياتنا} [24]، يعني بما صبروا، فإن قرأوها كذلك فهي {لما صبروا} يقول: حين صبروا.
تفسير «حسنا» على خمسة وجوه:
فوجه منها: حسنا، يعني حقا، فذلك قوله عز وجل في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} [83] يعني حقا. قال أبو الحسن: نزلت هذه الآية في آهل الملل، وقولوا للناس حسنا، يعني خيرا لا تمسوهم ولا تؤذوهم فإنهم ذمة الله ورسوله. قال أبو الحسن: بلغنا عن الحسن أنه قال في هذه الآية: {وقولوا للناس حسنا} قال: أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر من الحسن، ثم عاد إلى الحديث، (وقولوا للناس حَسَناً) أي حقا في أمر محمد، صلى الله عليه وسلم، أنه نبي. وقوله في طه: {ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا} [86] يعني حقا.
الوجه الثاني: حسنا، يعني محتسبا؛ فذلك قوله في البقرة: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} [245].
الوجه الثالث: الحسنى يعني الجنة، وذلك قوله في سورة القصص: {أفمن وعدناه وعدا حسنا} هي الجنة، {فهو لاقيه} [61]، داخل الجنة, وقال في الكهف: {أن لهم أجرا حسنا} [2] عند الله الجنة. وقال في يونس: {للذين أحسنوا الحسنى} [26] الجنة.
والوجه الرابع: حسنا. يعني: العفو، وذلك قوله في سورة الكهف: {وإما أن تتخذ فيهم حسنا} [86] يعني: العفو.
والوجه الخامس: حسنا، يعني برا، وذلك قوله في الأحقاف: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} [14]يعني: برا. ومثلها في بني إسرائيل قال: {وبالوالدين إحسانا} [23] يعني: برا.