(بسم الله الرحمن الرحيم )
🌹حل المجلس الأول من دورة الإيمان بالقرآن🌹
🌹السؤال الأول :
بين وجوب الايمان بالقرآن:
وَمِمَّا يدل على وجوب الايمان به:
1-أن الله أمر في مواطن عدة بالإيمان به منها :
* قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.
وقال تعالى: { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي •
أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) }
قال ابن جرير الطبري: (يقول: وآمنوا بالنور الذي أنزلنا وهو هذا القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم).
2-أن الايمان بالقرآن من أركان الايمان التي لايصح الا بها:
* قال تعالى:{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}.
* وكما دل على ذلك حديث جِبْرِيل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم :فأخبرني عن الإيمان؟قال:(أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )
3-أن من لم يُؤْمِن به فهو كافر
•وقال تعالى: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)}
4-توعد الله من كفر به أو شك بالعذاب الشديد :
* قال تعالى: { وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مهين )}.
* وقال تعالى :{بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقو عذاب }
5-توعَّدَ اللهُ اليهودَ والنصارى بالوعيد الشديد إذا لم يؤمنوا بالقرآن بعد معرفتهم بما أنزل الله من قبل؛
* فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)}
*******************
🌹السؤال الثاني:
بين أنواع مسائل الايمان بالقرآن:
مسائل الايمان بالقرآن على نوعين:
* الأول:مسائل اعتقادية:
اي مايجب اعتقاده في القرآن وتبحث في كتب الاعتقاد وبيانه :
-الايمان بأنه كلام الله تعالى منزل غير مخلوق .
-أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
-وأنه مهيمن على ماقبله من الكتب وناسخ لها
-وأنه بدأ من الله وإليه يعود
-وأن يعتقد وجوب الإيمان به ويحل حلاله ويحرم حرامه ،ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه إلى محكمه .
* الثاني :مسائل سلوكية
وهي المسائل التي يعنى فيها بالإنتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه ،وكيف يستجيب لله تعالى ،ويهتدي بهديه ،ويعقل أمثاله ويعرف مقاصدها ودلالاتها
ويعرف كيف يكون التبصر والتذكر والتفكر والتدبر .
*******************
🌹السؤال الثالث:
قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
قسم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين :
* الأول :الأمثال الصريحة
وهي التي يصرح فيها بلفظ المثل مثل قوله تعالى :(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ)
* الثاني:أمثال كامنة
تفيد معنى المثل من غير التصريح بلفظ المثل
اذا ذكر الله خبراً من الأخبار أو قصة أو آية مشتملة على وصف العمل وبيان جزاؤه
فمن فعل فعلهم فإنه ينال جزاؤهم ولو لم يصرح بذكر المثل
مثل قوله تعالى :( لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ)
*******************
🌹السؤال الرابع :
دلل مما درست على فضائل الإيمان:
1- من أعظم فضائل الإيمان أنه يهدي ويدل ويرشد المؤمن بربه جل وعلا فيعرف أسمائه وصفاته الحسنى وصفاته العُلى وافعاله التي تدل على حكمته
ويعرف أسباب مرضاته ومحبته أسباب سخطه وعذابه
قال تعالى:
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ *هو اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ* هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
ومن أدلة ذلك أيضا ماعرف الله بنفسه في مطلع سورة الحديد .
2-اذا اعتقد بفضائل وثمرات تلاوته وتدبره والعمل به والاهتداء بهديه كان هذا دافعاً لزيادة تلاوته وملازمته لكتاب الله
فيظهر عليه اثر ذلك سكينة وتواضعاً وخشوعاً ويقيناً بمافيه فينتفع بالآيات ويعقل الأمثال ويتذكر بالقرآن ويهتدي بهديه
ولا يحصل ذلك الا باعتقاد فضائله والإيمان به
قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
فالذي يتلو القرآن إما أن يقوم بزيادة آيمان او نقصان ايمان بحسب ماقام في قلبه
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
3-أن ن الايملن بالقرآن والإقبال عليه يهدي للتي هي اقوم في جميع شؤون حياته فيكون سبباً في صلاح ظاهره وباطنه فيزيد تقوى واستقامة وصلاحاً ويظهر قلبه وتزكى نفسه
قال تعالى:(إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)
وهدايات القرآن مقرونة بالبشرى والرحمة
قال تعالى:(تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
وقال تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}.
*************************
السؤال الخامس:
بين عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى:
* أنَّ الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء،
* وأنّه هو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى.
* وكلامُ الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
* وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي ؛كما قال الله تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَ بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
والأدلة على إثبات الكلام لله تعالى كثيرة:
فمن القرآن :
**قوله تعالى : { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}،
*ومن الرسل الذين كلمهم الله كليم الله موسى عليه السلام
قال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}
وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}، وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}
*وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}
*وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}
ومن السنة:
-حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه،
-ومنها: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه
**************************
والحمدلله رب العالمين...