:::: المجموعة الثانية ::::
س1: اذكر فوائد تلقي العلم عن الأشياخ ؟
لا غرو أن طريقة التلقين والتلقي والمناقشة والأخذ من أفواه المشايخ هو أصل الطلب ولهذا يجب على طالب العلم أن يكون حريضا أشد الحرص على ملازمة مجالسهم لما في ذلك من فوائد جمة ، منها :
** الفائدة الأولى :
اختصار الطريق بدلا من أن يذهب فيقلب في بطون الكتب وينظر ما هو الراجح وما سببه وما هو الضعيف وما سببه ، فكل ذلك وأكثر يجده عند شيخه لقمة سائغة ، يسيرة وهذا لا شك أنفع لطالب العلم .
** الفائدة الثانية :
سرعة الإدارك فالإنسان منا إذا قرأ على عالم فإنه يدرك بسرعة أكبر ممن لو ذهب يقرأ في بطون الكتب لأنه إذا ذهب واعتمد فقط على قراءته ربما ظل يردد الجملة أكثر من مرة ولا يفهمها ، وربما يفهما على وجه خطأ.
** الفائدة الثالثة :
الرابطة بين طالب العلم ومعلمه ، فيكون ارتباطه بين أهل العلم من الصغر إلى الكبر ، فهذه من الفوائد العظيمة التي يجني ثمارها طالب العلم من ملازمة مشايخه بشرط أن يكون قد وقع اختياره على العلماء من هم ثقة ، ولديهم قوة في العلم وأمانة وليس مجرد علما سطحيا ، وكذلك أن يكون لديهم من العبادة ما يجعلهم قدوة لطلابهم .
س2: ما هي الأمور التي ينبغي مراعاتها في كل فن تطلبه ؟
هناك أمور يجب على طالب العلم مراعاتها في كل فن يطلبه :
أولا : حفظ مختصر فيه :
على طالب العلم أن يأخد من كل فن يريد طلبه كتابا مختصرا فيه وليحفظه ، فإذا كان يطلب النحو فليحفظ متن " الآجرومية" لأنه واضح جامع ، وفيه من البركة ما لا يوجد في غيره ثم متن ألفية ابن مالك لأنها خلاصة علم النحو ، وإن كان طالبا للفقه فليحفظ " زاد المستقنع " والذي يمتاز عن غيره بكثرة المسائل .. وإن كان طالبا لعلم الحديث فعليه بمتن "عمدة الأحكام" فإذا ترقى في الطلب فـ " بلوغ المرام " ، وإن كان طالبا للتوحيد فلينهل من "كتاب التوحيد" للشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وفي الأسماء والصفات " العقيدة الواسطية " لشيخ الإسلام بن تيمية .
ثانيا : ضبطه وشرحه على شيخ متقن :
ويضاف إلى جانب الإتقان صفة الأمانة لأن عليهما مدار العلم ، فقد قال العفريت من الجن {أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين } ، وقالت ابنة صاحب مدين {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} وقال تعالى في وصف جبريل {ذي قوة عند ذي العرش مكين* مطاع ثم أمين} .
ثالثا : عدم الاشتغال بالمطولات :
من الأمور غاية في الأهمية لطالب العلم أن يتقن المختصرات أولا حتى ترسخ في ذهنه ثم بعد ذلك إذا منّ الله عليه فيشتغل بالمطولات ، ولذلك حذر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله طلاب العلم من الانشغال بالمطولات قبل إتقان ما دونه .
رابعا : ألا ينتقل طالب العلم من مختصر إلى آخر بلا موجب :
فالتنقل من مختصر إلى آخر مدعاة للضجر ، كما أن الانتقال من مختصر لما فوق المختصر آفة عظيمة تقطع على الطالب طلبه وتضيع عليه أوقاته ، فإذا عزم الطالب على أن يقرأ كتابا بعينه فليستمر حتى ينهيه ثم ينتقل إلى آخر .
خامسا : اقتناص الفوائد والضوابط العلمية :
هذه النقطة من الأهمية بمكان ، فهناك فوائد لا تكاد تطرق على الذهن أو قد تكون نادرة الذكر أو التعرض لها أو من الفوائد المستجدة التي تحتاج إلى بيان الحكم فيها كل ذلك على الطالب أن يقتنصه ويقيده كتابة حتى لا ينساها ، وكم من فوائد قد تمر عليه فيقول هذه سهلة ما تحتاج إلى قيد ثم بعد فترة وجيزة يجاهد في تذكرها فلا يستطيع.
سادسا : جمع النفس للطلب والتلقي فيه والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة فلا يشتتها يمينا ويسارا بل عليه أن يجمع نفسه على الطلب ما دام مقتنعا بأن هذا منهجه وسبيله ، وليجمعها أيضا على الترقي فلا يبقى ساكنا بل يفكر فيما وصل إليه علمه من المسائل حتى يترقى شيئا فشيئا مستعينا بمن يثق به من إخوانه إذا احتاج إلى استعانة ولا يستحِ من ذلك فالحياء لا ينال العلم به .
س3: كيف يقاوم طالب العلم انتشار البدع ؟
لا شك أن الدراسة على يد أصحاب البدع هو تعظيم لشأنهم ، فإن عظموا وصارت لهم مكانة ومنزلة في الأمة اغتروا بأنفسهم وظنوا أنهم على الحق واغتر بهم الناس الذين سيأخذون عنهم عقائدهم المنحرفة الضالة .
ولقد حذر الإمام مالك رحمه الله تعالى بألا يؤخذ العلم عن أربعة: من بينهم : صاحب البدعة الذي يدعو إلى هواه. >> لذلك على طالب العلم :
1/ ألا يأخذ العلم عن أهل البدع ، ، فبلوغه مبلغ الرجال في سلامة المعتقد ، واقتفاء الأثر ، وصحة النظر ، ومتانة الصلة بالله مرهون بهجر المبتدعة ونبذ بدعهم .
2/ أن يجتهد في تلقي العلم ولا سيما في مسائل العقائد على يد صاحب عقيدة صحيحة .
3/ تحذير الناس منهم ومن بدعهم المضلة لأن البدع أخطر على المسلمين من المعاصي فصاحب المعصية يدفعه الهوى لفعل المعصية وهو يعلم أنها معصية ، ولهذا إذا وُعظ وُذكر بالله عز وجل فإنه يعود ، فهو لا يتخذ من معصيته دينا ، بينما صاحب البدعة يظن أن البدعة التي هو عليها من الدين، وهنا تكمن الخطورة عندما ينسب الإنسان شيئاإلى دين الله عز وجل، ويشرع فيه ما ليس منه.
س4:اشرح العبارة التالية: "ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم"
أي أن كثرة سماع العلوم توجب أن يضل الفهم ، فالإنسان إذا ملأ سمعه وبصره بما يقرأ وما يسمع ربما تزدحم عليه العلوم وتشتبك بحيث لا يستطيع فكاكها أو يعجز عن التخلص منها ، فلو أن طالبا أراد أن يبحث مسألة فقهية من المسائل التي كثر فيها النزاع أو الاختلاف لا يمكن أن يُتصور أنه سيفقه شيئا منها لكثرة الأدلة في ذهنه ، ومن ثم ما يدخل في أذنه سيخرج من الأخرى لأن القلب بطبيعته لا يمكن أن يحوى هذه الأمور الكبيرة دفعة واحدة ، لذا على طالب العلم أولا : أن يتدرج في الطلب ، ثانيا : أن يتقن ما يتعلمه ، ثالثا : وهي نقطة لا تقل أهمية عن أختيها وهي أن : يستمر في عملية الطلب وفي المراجعة بشكل دائم .