بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة مجلس مذاكرة تفسير سور الأعلى والغاشية والفجر
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...522#post241522
الإجابة على المجموعة الأولى:
إجابة السؤال الأول:
1: ما معنى الاستفهام في قول الله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية}
معنى " هل " في الآية : قد أتاك حديث الغاشية. فالاستفهام إخباري.
2: ما سبب تسمية العقل حِجراً؟
لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال، ومنه حجر البيت؛ لأنه يمنع الطائف من اللّصوق بجداره الشاميّ، ومنه حجر اليمامة، وحجر الحاكم على فلانٍ إذا منعه التصرّف.
3: بيّن متعلّق الأفعال في قول الله تعالى: {الذي خلق فسوّى والذي قدر فهدى}
متعلق الفعل خلق، سوى: المخلوقات
متعلق الفعل قدر: المقدورات، وأجناس الأشياء، وأنواعها وصفاتها وأفعالها وأقوالها وآجالهما.
متعلق الفعل هدى: المخلوقات
إجابة السؤال الثاني: بيّن المراد بما يلي: [ مع ذكر الأقوال والترجيح في مسائل الخلاف]
1: مرجع اسم الإشارة في قول الله تعالى : {إن هذا لفي الصحف الأولى}
اختلف في ذلك على قولين:
القول الأول: المذكور لكم في هذه السورة من أوامر وأخبار. وروي عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا نزلت: {سبّح اسم ربّك الأعلى}. قال: كلّها في صحف إبراهيم وموسى.
القول الثاني: ما تقدم من فلاح من تزكى وما بعده. وهو قوله: {قد أفلح من تزكّى وذكر اسم ربّه فصلّى بل تؤثرون الحياة الدّنيا والآخرة خيرٌ وأبقى}، واختاره ابن جرير الطبري، وقال عنه ابن كثير:"حسن قوي".
2: الشفع والوتر
اختلف في ذلك على أقوال:
القول الأول: الوتر يوم عرفة؛ لكونه التّاسع، وأنّ الشّفع يوم النّحر؛ لكونه العاشر.
القول الثاني: الشّفع يوم عرفة، والوتر ليلة الأضحى.
القول الثالث: الشفع قول الله عزّ وجلّ: {فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه}، والوتر قوله: {ومن تأخّر فلا إثم عليه}.
القول الرابع: الشفع: أوسط أيام التشريق، والوتر: آخر أيام التشريق. وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قوله:
((الشّفع اليومان، والوتر الثّالث)). هكذا ورد هذا الخبر بهذا اللفظ، وهو مخالفٌ لما تقدّم من اللّفظ في رواية أحمد والنّسائيّ وابن أبي حاتمٍ، وما رواه هو أيضاً.والله أعلم.
القول الخامس: الخلق كلّهم شفعٌ ووترٌ، أقسم تعالى بخلقه.وهو روايةٌ عن الحسن البصري وزيد بن أسلم، ومجاهدٍ.
القول السادس: الله الوتر، والخلق الشفع. ويقال: الشفع: صلاة الغداة، والوتر: صلاة المغرب.
القول السابع: العدد؛ منه شفعٌ ومنه وترٌ.
القولٌ الثامن:هي الصلاة؛ منها شفعٌ كالرّباعيّة والثّنائيّة، ومنها وترٌ كالمغرب؛ فإنها ثلاثٌ، وهي وتر النهار. وكذلك صلاة الوتر في آخر التهجّد من الليل، وبه قال أبو العالية والربيع بن أنس.
وروي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سئل عن الشفع والوتر فقال: ((هي الصّلاة؛ بعضها شفعٌ وبعضها وترٌ)).
قال ابن كثير: "وقفه على عمران بن حصينٍ أشبه، والله أعلم".
ولم يجزم ابن جريرٍ بشيءٍ من هذه الأقوال في الشفع والوتر.
3: إرم:
اختلف في ذلك على اقوال:
القول الأول: إرم أمّةٌ قديمةٌ. يعني: عاداً الأولى، وروي عن مجاهد.
القول الثاني: إرم بيت مملكة عادٍ، وروي عن قتادة بن دعامة والسدي. قال ابن كثير: وهذا قولٌ حسن جيّد قوي.
القول الثالث: يحتمل أن يكون المراد بقوله: {إرم} قبيلةً أو بلدةً كانت عادٌ تسكنها فذلك، واحتمله الطبري، وقال ابن كثير: فيه نظرٌ؛ لأنّ المراد من السّياق إنما هو الإخبار عن القبيلة، ولهذا قال بعده: {وثمود الّذين جابوا الصّخر بالواد} ).
القول الرابع: كانوا أهل عمودٍ، لا يقيمون، وروي عن مجاهد وقتادة والكلبي
القول الخامس: {إرم ذات العماد} مدينةٌ إما دمشق، كما روي عن سعيد بن المسيّب وعكرمة، أو إسكندريّة كما روي عن القرظيّ، أو غيرهما -.
قال ابن كثير: "فيه نظرٌ؛ فإنه كيف يلتئم الكلام على هذا: {ألم تر كيف فعل ربّك بعادٍ إرم ذات العماد} إن جعل ذلك بدلاً أو عطف بيانٍ؛ فإنه لا يتّسق الكلام حينئذٍ، ثمّ المراد إنما هو الإخبار عن إهلاك القبيلة المسماة بعادٍ، وما أحلّ الله بهم من بأسه الذي لا يردّ، لا أنّ المراد الإخبار عن مدينةٍ أو إقليمٍ".
4: التراث
اختلف في ذلك على قولين:
القول الأول: الميراث.
القول الثاني: أموال الأطفال والنساء والضعفاء.
إجابة السؤال الثالث: فسّر باختصار الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: {فذكّر إن نفعت الذكري . سيذكر من يخشى . ويتجنبها الأشقى}
في الآية أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بالتذكرة والموعظة حين تنفع التذكرة ، وينقسم الناس في هذه التذكرة إلى قسمين : القسم الأول ينتفع بها وقد ذكرهم الله في قوله: (سيذكر من يخشى) إذ أن خشية الله تعالى وعلم الإنسان بأنه محاسب على عمله توجب أن يعمل الطاعات ويبتعد عن المعاصي.
وأما القسم الآخر فلا ينتفع بالموعظة وقد ذكره الله بقوله: (ويتجنبها الأشقى) من الكفار الذي لا ينزجر عن الذنوب.
2: قول الله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) }
يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان فإنه إذا امتحنه ربه واختبره بالنعم وأكرمه بالمال ووسع عليه رزقه فيعتقد أن ذلك هو الكرامة والقرب منه تعالى ولا يخطر بباله انه امتحان.
وأما إذا اختبره بأن قدر عليه رزقه وضيقه فيعتقد أن الله اهانه، وهذا غير صحيح فليس سعة الرزق كرامة وليس ضيقه إهانه؛ بل الكرامة التوفيق للطاعات، والإهانة عدم التوفيق.
إجابة السؤال الرابع: استخرج الفوائد السلوكية من الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: {قد أفلح من تزكى}
الفوز والفلاح في التطهر من الرذائل ومساوىء الأخلاق، فعلى المرء المسلم أن يبتعد عن الأخلاق السيئة، ويعمل بالأخلاق الحسنة فهذا سبب للفلاح.
2: قول الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)}
عند حضور الموت يتذكر الإنسان ما قدم من أعمال سيئة فيندم على ذلك فكان حري به أن يسارع في الأعمال الصالحة لأنه لا يعلم متى تأتيه المنية.
الحياة الدنيا هي ممر والآخرة هي دار القرار فعلى المرء أن لاتشغله الحياة الدنيا بملذاتها عن العمل للأخرة.