مجلس مذاكرة محاضرة فضل طلب العلم للشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله –
أجوبة أسئلة المجموعة الأولى :
السؤال الأول: ما حكم طلب العلم؟
حكم طلب العلم:
قال ابن عبد البر: "قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع"
وعليه فالعلم الشرعي منه فرض عين، وفرض كفاية:
•علم فرض العين:هو كل علم لا يسع المسلم جهله إقامة لدينه؛ بأن:
- يُؤدي به الواجب.
- يكفَّ به عن المحرم.
- يُتمَّ به معاملاته على الوجه الذي لا معصية فيه.
قال الإمام أحمد: "يجب أن يُطلبَ من العلم ما يقوم به دينه؛ قيل له مثل أي شيء؟ قال: الذي لا يسعه جهله وصلاته وصيامه، ونحو ذلك.
•علمٌ فرض الكفاية:هوما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية فقام به من يكفي سقط عن الباقين.
قال سفيان بن عيينة: "طلب العلم والجهاد فريضة على جماعتهم، ويُجزئ فيه بعضهم عن بعض، وتلا هذه الآية: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في دينهم ولينذروا قومهم إذا رجعوا لعلهم يحذرون }".
السؤال الثاني: بيّن عناية السلف الصالح بطلب العلم.
كانت للسلف عناية كبيرة بطلب العلم ومنها:
1- إدراكهم لفضيلة طلب العلم:
فقد روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى أنه قال: "ماعبد الله بمثل الفقه".
وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير: "فضل العلم أحب إلى من فضل العبادة، وخير دينكم الورع" رواه الإمام أحمد في الزهد.
وقال سفيان الثوري:"ما أعلم عنلا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرا"رواه الدارمي.
وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن عبد الله بن المبارك أنه قال: قال لي سفيان: "ما يراد الله عز وجل بشيء أفضل من طلب العلم، وما طلب العلم في زمان أفضل منه اليوم.
وروى البيهقي باسناده إلى الربيع سليمان المرادي أنه قال: سمعت الشافعي يقول: "ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم، قيلله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله"
وقال مهنا بن يحي السلمي: "قلت لأحمد بن حنبل: ما أفضل الأعمال؟ قال: طلب العلم لمن صحت نيته...".
ونقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم، والصلاة، والتسبيح ونحو ذلك من نوافل عبادات البدن.
2- اجتهادهم في تعلم العلم وتعليمه، وصبرهمعلى ما أصابوهم في ذلك:
فشمروا عن ساعد الجد في طلب العلم والرحيل للعلماء حتى أدركوا ما أدركوا بفضل الله عز وجل من العلم النافع الذي وصلنا نفعه بفضل الله تعالى.
وقد ساق ابن بطال بسنده إلى يحيى بن يحيىالليثي، أنه لما أتى الإمام مالك قال: "أول ما حدثنى مالكبن أنس حين أتيته طالبًا، قال لى: اسمك؟ قلت: أكرمك الله يحيى، وكنت أحدث أصحابى سنًا -يعني أصغرهم سنًا-، فقال لى: يا يحيى، الله الله، عليك بالجد فى هذا الأمر".
3- آثارهم في بيان فضل العلم:
وقد صنف العلماء في فضل طلبالعلم مصنفات عظيمة، جليلة القدر، عظيمة النفع.
فمنها ماأفرد له بعض العلماء أبوابًا في بعض كتبهم:
- فأفرد الإمام البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه بابًا في فضل العلم،
-وكذلك فعل الإمام مسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، والدارمي، وغيرهم كثير.
ومن أهل العلم من أفرد فضل العلم بالتصنيف:
-كابن القيم فيكتاب "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة.
-وابن رجب -رحمه الله- له كتاب: "فضل علم السلف على علم الخلف".
- وكذلك أبو نعيم الأصبهاني، وأبو العباس، وابن عبد البر.
السؤال الثالث: اذكر بعض الأمثلة للعلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
العلم الذي لا ينفع فُسر بتفسيرين :
•الأول: العلوم الضارة:
ومنها السحرر والتنجيمم والكهانةُ وعلم الكلام والفلسفةُ وغيرها من العلوم التي تخالف هدى الشريعة.
•الثاني: عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها، بمخالفة مراد الكتاب والسنة.
وبيانه هو كل علم:
- يصد عن طاعة الله.
- يزين معصية الله.
- يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه.
- تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه.
فكل علم تكون فيه هذه العلامات فهو علم غير نافعوإن زخرفه أصحابه بما استطاعوا من زخرف القول.
وخطرالإشتغالبها بأن:
- فيها انتهاك لحرمات الله عز وجل.
- قول على الله بغير علم.
- اعتداء على شرع الله.
- اعتداء على عباد الله.
وضررهاعلى الطالب:
يكون بتعريض نفسه للإفتتان وهو ضعيف الآلة في العلم،
وقد قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}،
وقد افتتن بعض المتعلمين بعلم الكلام بعد أن كانوا في عافية منه.