بسم الله الرحمن الرحيم
فضل السورة :
وذكر الطبرانيّ من طريق حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن عبيد اللّه بن حصنٍ أبي مدينة، قال: كان الرجلان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا التقيا لم يفترقا إلاّ على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثمّ يسلّم أحدهما على الآخر.
وقال الشافعيّ رحمه اللّه: (لو تدبّر الناس هذه السورة لوسعتهم).
المسائل اللغوية
--العصر: هوالزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّ. (ك- س)
هُوَ الدَّهْرُ؛ لِمَا فِيهِ من العِبَرِ منْ تعاقب الليل والنهار, وَمَا فِي ذَلِكَ من اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ ومصالِحِ الأحياءِ. (ش)
وقال مالكٌ: هو العشيّ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: هو صَلاةُ العصرِ.
-خسر: هو الخسران والهلاك (ك - س)
وقيل النقصان وذهاب رأس المال (ش)
هو النقص والضلال عن الحق (ش)
-آمنوا : هم المؤمنين بقلوبهم (ك)
هم الذين آمنوا بما أمر الله الإيمان به (س)
هو كل مؤمن ومؤمنة آمنوا بالله وعملوا للآخرة (ش)
-عملوا الصالحات: هم الذين عملوا الصالحات بجوارحهم (ك)
هم الذين فعلوا الخير بجميع وجوهه الواجبة والمستحبة (س)
هو كل مؤمن ومؤمنة آمنوا بالله وعملوا للآخرة (ش).
-تواصوا بالحق: هو أن يوَصَّىي بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْحَقِّ الَّذِي يَحِقُّ القيامُ بِهِ، من إيمان وتوحيد وفعل الطاعات واجتناب
المحرمات (ك- س – ش )
وتواصوا بالصبر: هو الصبر والمصابرة عند القيام بالحق, والصبر عن معصية الله, والصبر على طاعته والصبر على
المصيبة. (ك- س - ش)
المسائل التفسيرية
-لماذا قال الشافعيّ رحمه اللّه: (لو تدبّر الناس هذه السورة لوسعتهم)؟.
سورة العصر تشرح بشكل واضح ووافي سبل النجاة , وسبل الخسران , وتشرح بصورة كاملة عن الجوانب السلوكية لكل جنس من البشر ,إن كان خير أو شر.....
شرحت السورة من هو الرابح ومن هو الخاسر؟؟؟؟
مامعنى الحق ليتواصى به؟؟؟؟
مامعنى الصبر والمصابرة؟؟؟
كيف يميز الانسان العمل الصالح من الطالح؟؟
إذاً ضمَّت بشكل شامل كل معاني السلوك, .....وإذا نظرنا إلى جانب آخر نجد أن السورة أيضا أوضحت الجانب العقدي من توحيد , وإيمان بما أمر الله به , ومعجزات وطاعات واجتناب محرمات......
إذاً ضمّت السورة جانبان أساسيان هماا: العقيدة والسلوك اللذان لاينفكان عن بعضهما وضروريان من أجل استقامة الحياة وتحقيق مصالح الأحياء.
وكل ذلك خلال زمن ووقت حُدّد من خلاله نتيجة هذا الانسان هل يستحق النعيم ؟ أم يستحق الجحيم؟
-لماذا أقسم الله بالعصر؟
الله عزوجل لايقسم إلا بعظيم, أقسم بالعصر أي الدهر والزمن لأنه محل أفعال العباد وأعمالهم وفيه دلالة على توحيد الله وبيان قدرة الصانع.(ك –س )
ماهو جواب القسم في السورة؟
جواب القسم: (إنَّ الإنسانَ لفي خُسرٍ).
-من هو الخاسر ومن هو الرابح؟
الذي تاجر وسعى و صرف عمره في أعمال الدنيا في نقص و ضلال عن الحق حتى وصل للموت, والرابح ضد الخاسر (ش)
-كيف يسلم الانسان من الخسارة ويكون رابح؟
الخسارة قد تكون مطلقاً, مثل حال من خسر الدنيا والآخرة وفاته النعيم واستحق الجحيم.
وقد يكون خاسرا بعض وجوه دون بعض لذلك تعمم الخسران لكل إنسان إلا من اتصف بأربع صفات
-الإيمانُ بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ عن علم
-والعملُ الصالحُ، كل عمل خير متعلق بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ.
-والتواصي بالحقِّ، الذي هوَ الإيمانُ والعملُ الصالح
-والتواصي بالصبرِ، على طاعةِ اللهِ، وعن المعصية , وعلى المصيبة
فبالأمرين الأولين يكمّل الانسان نفسه,وبالأمرين الآخرين يكمّل الانسان غيره. (س)
المسائل العقدية
-العصر هو دليل واضح على توحيد الله عزوجل ,وبيان معجزاته
-أهمية الإيمان عن علم لسلامة العقيدة, فالعلم هو فرع من الايمان.
-- التأكيد على العملُ الصالحُ لانه متعلق بحق الله وحقوق عباده .
-الـصبر دليل على سلامة العقيدة, ولولا أهميته وشرفه وعظيم أمره ماكان ليأمر الله بالتواصي به.
-القلب والجوارح محط نظر الله لأن فيهما يكتمل الإيمان والعمل الصالح
المسائل االسلوكية
-الايمان بالله والعمل الصالح لاينفكان, ولايستوي الانسان بدونهما لأنهما يشملان القلب والجوارح. (ك)
- الرابح من اشتغل للآخرة ولم تشغله أعمال الدنيا عنها. (ش)
- عدم سب الدهر لما فيه من تعظيم لأن فيه استقامة الحياة ومصالح الأحياء. (ش)
-التحلي بالعمل الصالح لأنه شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ. (س)
- الصبر على القيام بالحق لأن صاحب الحق يُعادى (ش)
- الخاسر الحقيقي من فاته النعيم واستحق الجحيم. (س)
-وجوب التواصي بالحق لأنه أداء للطاعات وترك للمحرّمات، وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(ك)
-وجوب التواصي بالصبر على القيام بالفرائض , وعلى المصائب ,وعن المعاصي .(س)