بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الاول ( آداب الطالب في نفسه)
( العلم عبادة)
1- العلم عبادة: و هو أصل من أصول هذه الحلية حتى أن بعض أهل العلم من قال -*العلم صلاة السر وعبادة القلب *
قال النبي صلى الله عليه وسلم:( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )
والفقه هنا يراد به العلم الشرعي
وجاء في كتاب ربنا { وماكان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طاّئفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلّهم يحذرون } الآيةَ
قال الامام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته قالوا: و كيف تصح النية يا أبى عبد الله ؟
قال: ينوي رفع الجهل عن نفسه و عن غيره
و للعبادة شرطان أساسيان :
أ-أخلاص النية لله :و دليله في كتاب ربنا عزوجل في محكم تنزيله { و ما أمروا الى ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } الآيةَ
أما من السنة حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( انما الأعمال بالنيات ..-الحديث
فان فقد العلم الاخلاص أنتقل من أفضل الطاعات الى أحط المخالفات و لا شيء يحطم العلم مثل الرياء :رياء شرك و رياء اخلاص
أما رياء الشرك فهو عمل العبادات لله و الناس أما رياء اخلاص فترك العبادة خوف الرياء و ذاك ناتج عن انشغال القلب بالناس
وكلاهما يجعل الطاعة معصية .و التسميع
فيجب على طالب العلم أن يتخلص من كل ما يشوب النية في الطلب :كالتفوق على الاقران
و حب الظهور أو سمعة او محمدة أو اتخاذه وسيلة لبلوغ مقاصد دنيوية
من جاه و مال أو تعظيم أو صرف وجوه الناس اليه .
عن سفيان الثوري- رحمه الله قال:ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي
فلزم لذلك الاخلاص وهوأن تبتغي به وجه الله ومن لزم ذلك كان حقا على الله أن يوفقه ويبارك له فيه .
الاخلاص في طلب العلم يكون
1-أن تنوي أمتثال أمر الله عزوجل
2-أن تنوي بذلك حفظ الشريعة
3-أن تنوي حماية الشريعة و الدفاع عنها
4-أن تنوي اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم
ب-محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى:{ ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم } الآيةَ
وانما يسعى المحب في الوصول الى محبوبه بارضائه و اجتناب ما يغضبه
وعليه قال بن القيم- رحمة الله عليه :ان كل الحركات مبنية على المحبة
فالثمرة العظمى في أن يحبك الله لا أن تحب أنت الله لان كلنا ندعي محبة الله و رسوله.
وكما قال أحدهم :
تعصي الأله وانت تزعم حبه
هذا وربي مجال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته
ان المحب لمن يحب مطيع
فينبغي لطالب العلم أن يتقي الله في السر و العلن فهي خير العدة بها يفتح الله عليه من العلوم و ييسر له تحصيلها وبركتها