تفسير كتب على أربعة وجوه
الوجه الأول: كتب يعني فرض
وذلك قوله في سورة البقرة: {كتب عليكم القصاص في القتلى} يعني فرض. وكقوله: {كتب عليكم الصيام} يعني فرض. قال: {كما كتب} يعني كما فرض {على الذين من قبلكم}. تفسير قتادة. وقوله: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت} يعني فرض عليكم. وقوله: {كتب عليكم القتال} يعني فرض. وقال في سورة النّساء: {فلمّا كتب عليهم القتال} يعين فلمّا فرض، {وقالوا ربّنا لم كتبت علينا} يقول: لم فرضت علينا ألقتال.
الوجه الثاني: كتب يعني قضى
وذلك قوله في سورة المجادلة: {كتب الله لأغلبنّ} يعني قضى الله {أنا ورسلي}. وقال في براءة {قل لّن يصيبنا ألاّ ما كتب الله} يعني إلاّ ما قضى الله {لنا}
وقال في سورة الحجّ {كتب عليه أنّه من تولاّه} يقول: قضي على إبليس أنّه من تولاّه، {فأنّه يضلّه ويهديه إلى عذاب السعير}. وقال في آل عمران: {لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم} يعني الذين قضي عليهم القتل.
الوجه الثالث: كتب يعني جعل
وذلك قوله في سورة المجادلة: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} يعني جعل. وقال في سورة آل عمران: {ربّنا أمنّا بما أنزلت واتبعنا ألرسول فاكتبنا مع الشاهدين} يعني واجعلنا مع الشّاهدين. ومثلها في سورة المائدة: {فاكتبنا مع الشاهدين} يعني فاجعلنا مع الشّاهدين. وقال في سورة الأعراف: {فسأكتبها للّذين يتّقون} يعني فسأجعلها.
الوجه الرابع: كتب يعني أمر
وذلك قوله في سورة المائدة: {يا قوم ادخلوا ألأرض المقدّسة التي كتب الله لكم} يعني التي أمركم أن تدخلوها وهي الأردن.