تفسير اللباس على ستة وجوه
الوجه الأول: اللباس يعني الخلط
وذلك قوله في البقرة: {ولا تلبسوا ألحق بالباطل} يعني لا تخلطوا ألحقّ بالباطل. وفي آل عمران: {لم تلبسون الحق بالباطل} يعني لم تخلطون الحقّ بالباطل؟ الإسلام بالشّرك، تفسير الحسن. وفي الأنعام: {ولم يلبسوا أيمانهم بظلمٍ} يعني ولم يخلطوا أيمانهم بشرك.
الوجه الثاني: اللباس يعني السكن
وذلك قوله في البقرة: {هنّ لباسٌ لّكم وأنتم لباسٌ لّهنّ} يقول: نساؤكم سكن لكم وأنتم سكن لهنّ. وفي الفرقان: {جعل لكم الليل لباسًا} يعني سكنا. والّتي في عم يتساءلون: {وجعلنا أليل لباسًا} يعني سكنا.
الوجه الثالث: اللباس يعني الثياب التي تلبس
وذلك قوله في الأعراف: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم} يعني الثّياب. وفي حم الدخان: {يلبسون من سندسٍ وإستبرقٍ} يعني الثّياب بعينها.
الوجه الرابع: اللباس يعني العمل الصالح
وذلك قوله في الأعراف: {وريشًا ولباس التقوى} يعني العمل الصّالح والعفاف، لأن العفيف مستور العورة وإن كان عاريا من الثّياب، وأن الفاجر بادي العورة وإن كان كاسيا من الثّياب.
الوجه الخامس: اللباس يعني الشبيه
وذلك قوله في سورة الأنعام: {وللبسنا عليهم مّا يلبسون} يعني ولشبّهنا عليهم ما يشبّهون.
الوجه السادس: اللباس يعني الشك
وذلك قوله في سورة ق {بل هم في لبسٍ} يعني بل هم في شك {مّن خلقٍ جديدٍ} يعني في شكٍّ. وهو قول الحسن.