سورة الانفطار
قال محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393هـ): (سورة الانفطار
قوله تعالى: {علمت نفسٌ ما قدّمت وأخّرت} [الانفطار: 5].
هذه الآية الكريمة يوهم ظاهرها أنّ الذي يعلم يوم القيامة ما قدّم وما أخّر نفسٌ واحدةٌ، وقد جاءت آياتٌ أخر تدلّ على أنّ كلّ نفسٍ تعلم ما قدّمت وأخّرت، كقوله: {هنالك تبلو كلّ نفسٍ ما أسلفت} [يونس: 30].
وقوله: {وكلّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً} [الإسراء: 13]، إلى غير ذلك من الآيات.
والجواب: أنّ المراد بقوله: {نفسٌ} كلّ نفسٍ، والنّكرة وإن كانت لا تعمّ إلاّ في سياق النفي أو الشرط أو الامتنان -كما تقرّر في الأصول- فإنّ التحقيق أنّها ربّما أفادت العموم بقرينة السياق من غير نفيٍ أو شرطٍ أو امتنانٍ، كقوله: {علمت نفسٌ} في التكوير والانفطار، وقوله: {أن تبسل نفسٌ} [الأنعام: 70]، وقوله: {أن تقول نفسٌ يا حسرتى} [الزمر: 56]. والعلم عند الله تعالى). [دفع إيهام الاضطراب: 342]