قال المؤلفون: (البابُ السادسُ: في القَصْرِ
القصْرُ تخصيصُ شيءٍ بشيءٍ، بطريقٍ مخصوصٍ، ويَنقسمُ إلى حقيقيٍّ وإضافيٍّ.
فالحقيقيُّ: ما كان الاختصاصُ فيهِ بحسَبِ الواقعِ والحقيقةِ، لا بحسَبِ الإضافةِ إلى شيءٍ آخَرَ، نحوُ: (لا كاتبَ في المدينةِ إلاَّ عليٌّ)، إذا لمْ يكُنْ غيرُه فيها من الكتَّابِ.
والإضافيُّ: ما كان الاختصاصُ فيهِ بحسَبِ الإضافةِ إلى شيءٍ معيَّنٍ، نحوُ: (ما عليٌّ إلاَّ قائمٌ)، أيْ: أنَّ لهُ صفةَ القيامِ، لا صفةَ القُعودِ. وليسَ الغَرَضُ نَفْيَ جميعِ الصفاتِ عنه، ما عدا صفةَ القيامِ.
وكلٌّ منهما يَنقسِمُ إلى قَصْرِ صفةٍ على موصوفٍ، نحوَ: (لا فارسَ إلاَّ عليٌّ)، وقصرِ موصوفٍ على صفةٍ، نحوَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ}، فيَجوزُ عليهِ الموتُ.
وَالْقَصْرُ الإضافيُّ يَنقسمُ باعتبارِ حالِ المخاطَبِ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: قَصْرُ إفرادٍ إذا اعْتَقَدَ المخاطَبُ الشرِكَةِ، وقَصْرُ قلْبٍ إذا اعْتَقَدَ العكْسَ، وقَصْرُ تعيينٍ إذا اعْتَقَدَ واحدًا غيرَ معَيَّنٍ).(دروس البلاغة)