أحسنتم طلاب وطالبات المستوى الرابع زادكم الله علما وفهما ونفع بكم الأمة وجعلكم هداة مهتدين.
سنعلّق إن شاء الله تعليقات يسيرة على أجوبة بعض الأسئلة التي تحتاج إلى بيان:
- في سؤال معنى السعي في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله)
فغالب الطلاب اكتفى بقوله إن المقصود الاهتمام بها والمبادرة إليها، ولكن لم يستدلّ لجوابه.
وأحسن من أجاب على هذا السؤال هي الأخت فاطمة الزهراء أحمد بارك الله فيها حيث استدلّت بالأحاديث وأقوال السلف على معنى السعي في الآية، وأجاب قريبا منها الأخ هلال الجعدار بارك الله فيه.
- في سؤال الاستدلال على عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
أخطأ بعض الطلاب في إجابة هذا السؤال، والجواب الصحيح هو قوله تعالى في سورة الجمعة: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين * وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم).
فقد ورد أن الآية نزلت في سلمان الفارسي رضي الله عنه، وفسّر قوله تعالى: (وآخرين منهم) أي آخرين من غير الأميين أنهم أهل فارس.
- وننبه على الطلاب الذين لم يذكروا وجه دلالة الآية على السؤال المطلوب.
- السؤال عن مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)
الإشارة ترجع إلى جملة الفضائل التي ذكرت في الآيتين قبلها: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين . وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم}، وهذه الفضائل كما ذكرها المفسّرون هي:
1: إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم النبوّة، ذكره ابن كثير.
2: اختصاص الأميين - أي العرب - بخروج النبي صلى الله عليه وسلم منهم، ذكره ابن كثير.
3: عناية الله بعباده بابتعاث الرسل فيهم وأمرهم ونهيهم، ومنها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره السعدي.
4: فضيلة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على من بعدهم، ذكره السعدي.
يفهم من تفسير قوله تعالى: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} بعدم اللحوق في الفضل.
5: انتفاع من جاء بعد الصحابة بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
- السؤال عن معنى التغابن.
فكما ذكر المفسّرون رحمهم الله أنه يقال: غبنت فلانا إذا بايعته أو شاريته وكان النقص عليه.
فالغبن إذن بخس البائع حقه وإنقاصه، وهذا ما يحصل يوم القيامة، فإن أهل الجنة يغبنون أهل النار أهليهم - من الحور العين ونحوه - ومنازلهم في الجنة، فيرث المؤمنون منازلهم ومنازل الكفار التي كانوا سيدخلونها لو آمنوا، مقابل أن يرث الكفار منازل المؤمنين في النار التي كانوا سيدخلونها لو لم يؤمنوا، ولا غبن أعظم من هذا على الإطلاق.
- سؤال الفوائد السلوكية.
وأحسن إجابة على هذا السؤال إجابة الأخت إسراء خليفة بارك الله فيها ونفع بها، فإنها أكثر من وقف مع هذا السؤال واستخرج هدايات الآيات.
ونعتب على بعض الطلاب الاختصار في هذا السؤال وعدم العناية به كما ينبغي، ونذكركم أن الإجابة على هذا السؤال ومثله هي ثمرة دراستكم في هذا البرنامج حيث يكون العمل مع العلم.
- لوحظ على بعض الطلاب استخراجه فوائد عامّة من الآية، والمطلوب استخراج الفوائد السلوكية، وهي لا شك مبنيّة على الأولى فكانت أولى وأهم بالسؤال، لأن المطلوب بيان أثر هذه المعرفة على سلوك العبد، والعمل المترتب عليها.
- سؤال الرسالة التفسيرية.
قد أجاد البعض واجتهد جدا في هذا السؤال، وبعد البعض عن الطريقة الصحيحة في كتابة الرسالة.
والرسالة الجيدة هي التي تُستوفى فيها جميع عناصر الموضوع ويظهر مقصدها بوضوح في ثنايا الكلام، ويستدلّ كاتبها لما يقوله بأنواع الأدلّة من القرآن والسنة وأقوال السلف وأهل العلم.
ولا يصحّ أن تكون الرسالة كلها كلاما إنشائيا خاليا من الأدلة والشواهد، وإن صحّ الكلام.
ولعل من أبرز العناصر التي يجب أن تشملها الرسالة - وليست الوحيدة - هي:
- تعريف النفاق.
- بيان صفات المنافقين.
- بيان خطرهم على الأمة، والتمثيل لذلك.
- بيان الموقف الصحيح منهم وكيفية الحذر من خطرهم.
كل ذلك في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف والخلف من أهل العلم، مع اجتهاد الكاتب في استقراء واقعهم الماضي والحاضر.
ومن أحسن من كتب في هذا السؤال على الترتيب كالتالي:
- كمال بناوي.
- الشيماء وهبة (وقد قسّمت الرسالة فعليا على العناصر بارك الله فيها، مما دلّ على وجود تصور لمضمون الرسالة)
- هلال الجعدار.
- هبة الديب.
- أمل يوسف.
والمآخذ الموجودة عند البعض إمّا غياب بعض العناصر المهمة، أو ضعف الاستشهاد على الكلام.
ومن الطلاب من أحسن جدا كتابة الرسالة وتقسيمها كرسالة الطالبة: ريم الحمدان.
لكن هناك غيابا كليا للاستشهاد على الكلام فأثّر ذلك على الرسالة تأثيرا كبيرا، ونرجو أن يكون في هذا السؤال فرصة لمراجعة كيفية كتابة الرسائل التفسيرية، هذا المقرر المهم الذي لا غنى لطالب التفسير عنه.
كانت هذه بعض التعليقات العامّة على إجابات هذا المجلس، ويلاحظ على قلة من الطلاب فوات بعض الأسئلة واختصار زائد في بعض المواضع، فنرجو استدراك ذلك لاحقا إن شاء الله.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.