تفسير سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم،
الفاتحة
يقال لها: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطا، وبها تفتح القراءة في الصلاة.
وسميت أم الكتاب، لأنه يُبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة، وقيل : إنما سميت بذلك لرجوع معاني القرآن كله إلى ما تضمنته.
وصح تسميتها بالسبع المثاني ، قالوا : لأنها تُثَنَّى في الصلاة ، فتُقرأ في كل ركعة.
عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم القرآن: "هي أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم".
ومما سُمِّيت به أيضا: الحمد، الصلاة، الشفاء، الرقية، أساس القرآن، الواقية، الكافية، سورة الصلاة والكنز..
وهي مكية على الأرجح. وقيل مدنية. ويقال نزلت مرتين: مرة بمكة، ومرة بالمدينة. وقيل أن نصفها نزل بمكة ونصفها الآخر نزل بالمدينة، وهو غريب جدًا.
وهي سبع آيات بلا خلاف. وإنما اختلفوا في البسملة: هل هي آية مستقلة من أولها كما هو عند جمهور قراء الكوفة، أو بعض آية, أو لا تعد من أولها بالكلية كما هو قول أهل المدينة من القراء والفقهاء.
وكلماتها خمس وعشرون كلمة (25)، وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفًا (113).
وقد قيل : إن الفاتحة أول شيء نزل من القرآن، والصحيح أن أول ما نزل هو قوله تعالى { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [العلق : 1] .