السؤال الأول : بيّن ما اعتمد عليه المفسرون في تحرير مسائل التفسير في الرسائل الثلاث، وكيف يمكن أن تستفيد منها؟
أولا : ما اعتمد عليه المفسرون الثلاثة في تحرير مسائل التفسير :
1 – القرآن الكريم .
2 – السنة النبوية .
3 – اللغة .
4– دلالات الألفاظ .
5 – الاستشهاد بالأخبار السابقة .
6 – أصول الفقه والاعتقاد .
7 – علوم القرآن , من مكي ومدني , وغيره .
8 – السبر والتقسيم .
9 – أقوال السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم .
ثانيا كيفية الاستفادة منها :
ويمكن الاستفادة من الطرق التي اعتمد عليها المفسرون في تحرير مسائل التفسير ؛ بأن نتتبع طرقهم والسير على نهجهم في تحرير مسائل التفسير بالاعتماد على الأصول التي اعتمد عليها المفسرون في بناء الأقوال والترجيح بينها , ومعرفة الصحيح من السقيم من الأقوال .
السؤال الثاني:المجموعة الأولى:
1: حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن}، وبيّن ما لاحظته من القوة العلمية لدى شيخ الإسلام من خلال تحريره لسبب النزول.
ذكر في سبب نزول الآية أقوال :
الأول : أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا؛ فقال أهل الكتاب: نبيّنا قبل نبيّكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى باللّه منكم. وقال المسلمون: نحن أولى باللّه تعالى منكم ونبيّنا خاتم النّبيّين وكتابنا يقضي على الكتب الّتي كانت قبله فأنزل اللّه تعالى: {ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب} الآية. وهو قول قتادة والضحاك وغيرهما .
الثاني : ما روى سفيان عن الأعمش عن أبي الضّحى عن مسروقٍ قال: لمّا نزلت هذه الآية: {ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} قال أهل الكتاب: نحن وأنتم سواءٌ حتّى نزلت: {ومن يعمل من الصّالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ} الآية.
ونزلت فيهم أيضًا: {ومن أحسن دينًا} الآية.
الثالث : ما روي عن مجاهدٌ قال قالت قريشٌ: لا نبعث أو لا نحاسب وقال أهل الكتاب: {لن تمسّنا النّار إلّا أيّامًا معدودةً}، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب} وهذا يقتضي أنّها خطابٌ للكفّار من الأمّيّين وأهل الكتاب؛ لاعتقادهم أنّهم لا يعذّبون العذاب الدّائم.
ورجح شيخ الإسلام القول الأول وقال أنه أشهر في النقل وأظهر في الدليل وذلك لأسباب وهي :
1 – أن السورة مدنية باتفاق ؛ فالمؤمنون يدخلون في الخطاب كسائر السور المدنية .
2 - إنّه قد استفاض من وجوهٍ متعدّدةٍ أنّه لمّا نزل قوله تعالى: {من يعمل سوءًا يجز به} شقّ ذلك على أصحاب النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- حتّى بيّن لهم النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: أنّ مصائب الدّنيا من الجزاء وبها يجزى المؤمن؛ فعلم أنّهم مخاطبون بهذه الآية لا مجرّد الكفّار.
3 - وأيضًا قوله بعد هذا: {ومن يعمل من الصّالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ} الآية. وقوله: {ومن أحسن دينًا} يدلّ على أنّ هناك تنازعًا في تفضيل الأديان لا مجرّد إنكار عقوبةٍ بعد الموت.
4 - وأيضًا: فما قبلها وما بعدها خطابٌ مع المؤمنين وجوابٌ لهم فكان المخاطب في هذه الآية هو المخاطب في بقيّة الآيات.
ويتبين مما سبق قوة شيخ الإسلام العلمية في تحريره لسبب النزول ويظهر ذلك من خلال :
1 – استدلاله بعموم الخطاب على أن المؤمنون داخلون في خطاب الآية .
2 – واستدلاله أيضا بما فهم الصحابة من دخولهم في الخطاب من الآية وأن هذا الأمر يشق عليهم ,وذهابهم للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فوضح لهم وبين ما خفي عنهم .
3 – جمعه بين الآيات بما يقوي ما ذهب إليه من أن المؤمنون داخلون في الخطاب .
4 – استدلاله بسياق الآية , وربطه للآية بما قبلها وما بعدها من الآيات .
2: بيّن أثر المعرفة بالإعراب على التفسير من خلال دراستك لرسالة ابن القيم رحمه الله تعالى.
إن معرفة الإعراب يعد من أهم الأمور التي يجب على المفسر أن يكون على إحاطة بها ومعرفة بها , وذلك لأن معرفة الإعراب تؤثر على معرفة المعنى , فقد يغير الإعراب المعنى كليا من الضد إلى الضد , فالإعراب فرع المعنى .
ومثاله في رسالة ابن القيم أن قوله تعالى : ( على علم ) إما أن تكون حال من الفاعل , أو تكون حال من المفعول ؛ فالمعنى يختلف على القولين فإن كان حال من الفاعل فإن المعنى يكون : أضله الله عالما بأنه من أهل الضلال في سابق علمه , وإذا كان حال من المفعول فإن المعنى يكون : أضله الله في حال علم الكافر بأنه ضال .
ومن الأمثلة أيضا على أن الإعراب يغير المعنى قول ابن القيم : ومن زعم أن (ما) مفعول يختار فقد غلط؛ إذ لو كان هذا هو المراد لكانت الخيرة منصوبة على أنها خبر كان، ولا يصح المعنى ما كان لهم الخيرة فيه وحذف العائد؛ فإن العائد ههنا مجرور بحرف لم يجر الموصول بمثله؛ فلو حذف مع الحرف لم يكن عليه دليل؛ فلا يجوز حذفه.
وبهذا يتبين أهمية علم الإعراب في التفسير وأن له أثر كبير في فهم المعنى , بل يؤثر الإعراب على تغيير المعنى ؛ فينبغي على المفسر الاعتناء بهذا الجانب أيما اعتناء .
3: ما الفرق بين الإسلام والإيمان ؟
إذا أطلق الإسلام فالمراد الأعمال الظاهرة , وإذا أطلق الإيمان فالمراد الأعمال الباطنة .
والفرق بين الإسلام والإيمان أن المؤمنون موعودون بالنجاة , أما المسلمون غير المؤمنين ليس لهم عهد بالسلامة من العذاب , فقد يعذب بمعاصيه في الدنيا أو القبر أو في الآخرة , ولكنه لا يخلد في النار .
فأصحاب الكبائر من المسلمين ليس لهم عهد أمان من العذاب بخلاف المؤمنون فلهم عهد أمان بعدم العذاب .
والله أعلم