بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلي اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد :
فإن عماد هذه الرسالة هو :
كيفية تحقيق السعادة والسرور ، ودفع الهموم والكروب ، وأن ذلك يكون بالإيمان بالله والعمل الصالح الذي عده المصنف - رحمه الله – الأصل الأصيل والأساس المتين الذي تندفع به المضار وتجلب بسببه المسار ، لأن من جمع بين الإيمان والعمل الصالح معه أسس وأصول يتلقى بها جميع ما يرد عليه من أسباب الالسرور ، وأسباب القلق ، فيتلقى المسار بالشكر ، والمضار بالصبر والرضا بقضاء الله ، ثم ذكر المصنف – رحمه الله – بعض الأسباب الأخري التى لا مراء في أنها أحد أفراد العمل الصالح ، وهي :
الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل ، دفعًا للهموم ، واحتساب للأجر .
الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة. فإنها تُلهي القلب عن اشتغاله بالأمر الذي أقلقه ، وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم ، ففرحت نفسه .
اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر ، مما يقطع الحزن على ما مضى ، والخوف مما هو مستقبل .
الإكثار من ذكر الله لما له من تأثير عجيب في انشراح الصدر وطمانينته .
التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة ، لأن العبد إذا قارن بين نعم الله عليه التى لا تحصى ، وبين ما أصابه من مكروه ، لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة .
النظر إلى من هو أدني منا في النعم ، فإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ رآه يفوق خلقًا كثيرً في العافية وتوابعها ، فيزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق بها غيره ممن هو دونه فيها .
السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور .
توطين النفس على أسوأ الاحتمالات التي تنتهي إليها هذه الهموم ، لأن توطين النفس على احتمال المكاره يهونها ويزيل شدتها .
أن قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة واعتماده على الله وتوكله عليه – سبحانه – تدفع عن العبد الهموم .
توطين النفس على القبول بعيوب الآخرين ، خاصة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل ، ومقارنة عيب الشخص بمحاسنه ، وبالمصالح التي تتحقق بدوام اتصاله به ، فتدوم الصحبة وتحصل الراحة ، ومن فعل عكس ذلك بأن لحظ المساؤي ، وعمي عن المحاسن ؛ تكدرت حياته ، وتقطعت أوصال المحبة بينه وبين من يحب .
العلم بأن حياته الصحيحة هي حياة السعادة والطمأنينة ، وأنها قصيرة جدًا ، فلا ينبغي أن يُقَصِّرها بالإسترسال مع الأكدار .
العلم بأن أذية الناس لك – خصوصًا الأقوال السيئة – لا تضرك بل تضرهم ، إلا إذا أشغلت نفسك بالإهتمام بها ، وسوغت لها أن تملك مشاعرك ، فعنئذ ؛ تضرك كما ضرتهم .
الإحتساب في معاملة الخلق ، وعدم انتظار الشكر منهم .
حسم الأعمال في الحال ، والتفرغ في المستقبل .
أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالمهم .
أما سناد الرسالة فهو :
ذكر مآلات من جمع بين الإيمان والعمل الصالح ، وبين التارك لأحدهما أو كلاهما .
بيان فائد وثمرة الصبر والشكر في حياة المؤمن .
أثر التوكل على الله في جلب المسار ، ودفع المضار .
تميز المؤمن عن الكافر في إحتسابه للأعمال اليومية العملية .
أما الإستطراد : فأرى أن الرسالة مختصرة جدًا ولم تكن ثمَّ فرصة للإستطراد .
والله أعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .