المجموعة الثانية
أ) المراد بالعاديات في قوله تعالى : " والعاديات ضبحا "
وفيه قولان :
1) الخيل
قاله ابن عباس , وقال به مجاهد و عكرمة و عطاء و قتادة والضحاك وغيرهم , واختاره ابن جرير
ذكر ذلك عنهم ابن كثير , وبه قال السعدي و الأشقر قائلا : هو الأصح
واستدل ابن كثير:
بقول ابن عباس وعطاء : ما ضبحت دابة قط إلا فرس أو كلب
وبرد ابن عباس على " قول علي : ما كان لنا خيل يوم بدر " : إنما كان ذلك في سرية بعثت
وبما رواه أبو بكر البزار عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فأشهرت شهرا لا يأتيه منها خبر , فنزلت : " والعاديات ضبحا " ضبحت بأرجلها
2) الإبل
قاله علي , وقال به جماعة منهم إبراهيم وعبيد ابن عمير
ذكره عنهم ابن كثير , وذكره الأشقر وقال : الإٍبل تعدو بالحجيج من عرفة إلى مزدلفة , يجتمعون فيها جمعا
واستدل ابن كثير :
بما رواه ابن أبي حاتم عن عبد الله : " والعاديات ضبحا " قال : هي الإبل
وبقول علي رضي الله عنه – لما بلغه قول ابن عباس - : ما كانت لنا خيل يوم بدر
وبما رواه ابن أبي حاتم وابن جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس حدثه بما قاله علي لابن عباس ردا على قول ابن عباس أنها الخيل : أتفتي الناس بما لا علم لك , والله لئن كان أول غزوة في الإسلام بدر , وما كان معنا إلا فرسان , فرس للزبير وفرس للمقداد , فكيف تكون العاديات ضبحا , إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى المزدلفة و من المزدلفة إلى منى . قال ابن عباس : فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي
وبهذا الإسناد قال ابن عباس : قال علي : إنما العاديات ضبحا : من عرفة إلى المزدلفة , أوروا النيران
ب)المراد بقوله : "غاسق "
فيه عدة أقوال :
1) الليل
قال به مجاهد , حكاه عنه البخاري , ورواه عنه أبي نجيج , وكذا قال ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي والضحاك خصيف والحسن وقتادة : إنه الليل إذا أقبل بظلامه
وعن عطية وقتادة : الليل إذا ذهب
ذكره عنهم ابن كثير , وهو حاصل قول السعدي والأ شقر
2) الشمس إذا غربت
ذكره ابن كثير عن الزهري
3) الكوكب أو النجم
قاله الصحابي الجليل أبي هريرة ,
ذكره ابن كثير عن أبي المهزم ,
واستدل
بقول ابن زيد : كانت العرب تقول : الغاسق : سقوط الثريا . وكانت اٍلأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها
وبما رواه ابن جرير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ومن شر غاسق إ ذا وقب " قال : النجم الغاسق
وعلق ابن كثير عليه بأن الحديث لا يصح رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم
( هذا تعليق ابن كثير فلا يصح ما ذكرتيه أولًا من استدلاله بقول ابن زيد )
4) القمر
نقله ابن جرير عن آخرون , نقله عنه ابن كثير , وذكره الأشقر
واستدل ابن كثير :
بما رواه الإمام أحمد عن سلمة قال : قالت عائشة رضي الله عنها : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي , فأراني القمر حين طلع وقال : " تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب "
ورواه الترمذي والنسائي –مع اختلاف في اللفظ – وقال الترمذي : حديث حسن صحيح
و علق ابن كثير : بقول أصحاب القول الأول : هذا لا ينافي قولنا , لأن القمر آية الليل ولا يوجد له سلطان إلا فيه , وكذلك النجوم لا تضئ إلا بالليل , فهو يرجع إلى ما قلناه
ج) المراد بالعصر في قوله : " و العصر "
وفيه ثلاثة أقوال :
1) الزمان
ذكره ابن كثير , وقال هو المشهور , وهو حاصل قول السعدي و الأشقر
2) العشي
قاله مالك عن زيد ابن أسلم , ذكره عنه ابن كثير
3) صلاة العصر
ذكره الأشقر عن مقاتل