دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 3 ذو القعدة 1436هـ/17-08-2015م, 03:27 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(101)
إلى طالب العلم (التكرار)

(والتَّكرَارُ – أيُّهَا الموفَّق -: عِبَارةٌ عَنْ تَكريرِ المَحْفُوظِ والمَقروءِ وإِعادَتِهِ وطُولِ تَرديده ؛ بُغْيَة ضَبْطِهِ وتَرسِيخِهِ ، كَأنْ تَعْمِدَ إلى حِزبٍ من القُرآنِ ، أو إلى حَدِيثٍ ، أو صَفْحةٍ من المتُونِ فَتَقُومَ بحِفْظِهَا ، ثُمَّ بتِكْرَارِها التَّكرارَ الكَثِيرَ ( 50 ، 100 ، 200 ، ...) ، فإِنَّكَ إنْ فَعَلتَ ذَلكَ اِشْتَدَ مَتنُ مَحْفُوظِك ، فَلا تُتعبُك كَثْرةُ المرَاجَعَةِ ولا تُرْهِقُكَ السُّرْعَةُ في التَّفَلت ، وصَارَ مَحْفوظكَ – في كلِّ وَقْتٍ- قَريبَ الاستِحْضَارِ ، سَهْلَ المرَاجَعَة .
أيُّهَا القَارئُ: إنَّ مَا وَصَفتُهُ لَكَ ليس بِدْعَاً مِنَ القَولِ ، أو مِثَاليَّاتٍ مِن الخَيَال ، بلْ هَذَا مَا عَليهِ السَّلَفُ المتقدِّمون والخَلَفُ الحَاذِقُونَ في الحِفظِ وَالمطَالعة ، وأَنَا أذكُرُ لك من أقوالهم وأحوَالهِمْ مَا يَكُونُ لَكَ في دَربِك سِرَاجاً ودَليلاً.
وكَانُوا يَرَونَ أنَّ إعادةَ النَّظَرِ والتَّكرَارِ تُوقِفُ المَرءَ عَلَى مَا لم يَطَّلِعْ عَلَيهِ سَابقاً ، لا في المطَالَعَة ولا في الحِفْظِ .
أيُّهَا المبَاركُ : هذا الذي وَصَفتُـهُ لكَ هو الأصلَحُ لغَالبِ طَلَبةِ العلمِ والمهتَمِّينَ به ، وأمَّا من رَزَقه الله ذَاكِرةً قَويَّةً مَتِينةً بحيثُ يحفظُ سَريعاً ويَنْسى بَطِيئاً فَهَذا نَادِرٌ لا يُقَاسُ عَليه ، وقَليلٌ لا يُنَبَّه عَلَيه ، وأمَّا جُلُّ الناسِ فالتَّكرارُ لهم هو : الأصلح . بَلْ قد يُقالُ : طُول تَرديد العلم وتكراره يَحتَاجُه سَرِيعُ الحِفظِ أيضاً، وهذا ظَاهرُ صنيعِ حُفَّاظِ المسلمين ، كالبُخَاري وغيره .
وتَكرارُ المحفوظِ يُعين على ضَبطِه وثَبَاته ، ويُعين – أيضاً – عِندَ المراجعة ؛ لأنَّ الإنسانَ قد تَعتَرضُه الأَعمالُ فيبتعدُ عن مَحفوظَاتِه ، فإنْ كانَ قد أَدامَ تكرارها في أوَّلِ حِفظهِ سَهُلَ عليه استِرجَاعُها ، وقدْ رأيتُ من أصحَابِ الحفظِ السَّريعِ مَنْ يُعاني في المرَاجَعةِ كالمعَانَاةِ في أوَّل الحفظ بل أشدُّ ، حتى إنَّ بعضهم : يخيل إليه أنه مَا مرَّ على حافِظَته منه شيء.. فمن ترك التكرار زاهداً به ، معتقداً أنَّ الحفظَ السَّريعَ كَافٍ في رُسُوخِ المحفُوظِ فَهَذَا يُسْرِعُ إليه النِّسيانُ ، وتصعُب عليه المراجَعةُ ، ولو ظنَّ أوَّلَ أمْرِهِ أنَّه مُتقنٌ.
والتَّكرارُ وإنْ كَانتْ تَصْحَبُه بَعضُ السَّآمةِ ويُلازِمُه التَّرَيثُ ، فإنَّه أَبقَى في الذِّهنِ ، وأثبت في الحافظة . ولَئِنْ أسرَعَ المرءُ في الحفظ ليَتَأخَّرنَّ في المراجعة ويتعبَ ، كما ثَبَتَ ذلك في التجربة ،فإنَّ الحفظَ السَّريعَ يُوهمُ الإنسانَ بـ(كثْرةِ التَّحصِيلِ) وأنَّـه به يَخْتَصرُ العلمَ ، ويُدركُ بالزَّمنِ اليسير ، فإذا عَادَ الطَّالبُ إلى هَذا الحفظِ وَجَدَ أرْضَاً قاعاً ، وبناءاً مُتَصَدِّعَاً . وفي المثل : رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثَاً، فإذا جمَعَ المرء بينَ التَرديدِ والتَّكرارِ وبين المراجعة المستمرَّة - ولا بُدَّ- فهو المؤَمَّلُ والغَاية)

[مقتبس من مقال: التكرار هو طريقة السلف في العلم والحفظ لابن المهلهل: هنا]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #102  
قديم 6 ذو القعدة 1436هـ/20-08-2015م, 11:31 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي


(102)

(والحاصل أن من أحب شيئا سوى الله تعالى، وسوى رسوله صلى الله عليه وسلم "فالضرر حاصل له بمحبوبه، إن وجده وإن فقد؛
فإن فقده عذب بفواته وتألم على قدر تعلق قلبه به، وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله، ومن النكد في حال حصوله، ومن الحسرة عليه بعد فوته ـ أضعاف أضعاف ما في حصوله من اللذة"
ومن أعرض عن حب مولاه، واشتغل بما عداه، جدير أن يعذب بما يهواه، وهل للعبد المربوب أن يحب غير ربه المطلوب؟!
ومن كان في قلبه حب الله ورسوله، وجد حلاوة الإيمان، وذاق طعمه، وأغناه ذلك عن محبة الأنداد وتألهها.
وإذا خلا من ذلك احتاج إلى أن يستبدل ما يهواه، ويتخذ إلهه هواه،
وهذا من تبديل الدين وتغيير فطرة الله التي فطر عليها عباده، ومن ابتلي بهذه البلية*، فليلجأ إلى الله الذي بيده الأمور كلها، أن يخلِّصه منها بفضله، وليصدق في ذلك.
ومن تاب تاب الله عليه، وإياه أن يبقى على هذه الفتنة حتى يأتيه اليقين [الموت] وهو مبتلى بهذه الدناسة، ويقام بين يدي الله، ونجاسة محبة غيره وغير رسوله فيه.
ما في الفؤادِ لغير حبك موضعُ = كلا، ولا أحدٌ سِواكَ يَحُلُّهُ)

[السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج لصديق خان القنوجي: 1/138] غير أن ما بين المعقوفتين استنسخه من إغاثة اللهفان لابن قيم الجوزية.
والحديث دائر في عشق الصور والمردان.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #103  
قديم 6 ذو القعدة 1436هـ/20-08-2015م, 09:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(103)
إلى طالب العلم

(قال الرازي: وسمعت علي بن أحمد الخوارزمي يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول:
كنا بمصر سبعة أشهر، لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل: النسخ والمقابلة.
قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا، فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت، حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه، ومضينا إلى المجلس..
فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه.
ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد)
[سير أعلام النبلاء: 13/266]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 7 ذو القعدة 1436هـ/21-08-2015م, 05:50 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي


(104)
مكتبة طالب العلم السلوكية التطبيقية
لا تحسبنَّ العلم ينفع وحده = ما لم يُتَوَّج ربُّـــه بخــــلاق
  • تعليم المتعلم طريقة التعلم لبرهان الدين الزرنوجي (ت: 591هـ)
  • الفقيه والمتفقه للخطيب أبو بكر البغدادي. (ت: 463هـ)
  • الْجَامِعُ لِأَخْلَاقِ الرَّاوِي وَآدَابِ السَّامِعِ لِلْخَطِيِبِ الْبَغْدَادِيِّ. (ت: 463هـ)
  • تَذْكِرَةُ السَّامِعِ والمُتَكَلِّم في أَدَب العَالِم والمُتَعَلِّم لابن جماعة. (ت: 733هـ).
  • غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب للسفاريني (ت: 1188هـ).

قال الخطيب البغدادي رحمه الله: (والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدباً ، وأشد الخلق تواضعاً، وأعظمهم نزاهة وتديُّناً، وأقلهم طيشاً وغضباً،
لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآدابه، وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدثين ومآثر الماضين، فيأخذوا بأجملها وأحسنها، ويصدفوا عن أرذلها وأدونها
)

في المرفقات: ملف به نحو 80 مصنفا، جمعها: عبد الإله الشايع غفر الله له.
ليكن للطالب ورد منها، ورد عمليّ هدفه التطبيق وتهذيب النفس، والسير على خطى السلف.. لا رصد الأحرف وطي الصحف.

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc المصنفات في طلب العلم وآدابه.doc‏ (38.0 كيلوبايت, المشاهدات 6)

التوقيع :
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 8 ذو القعدة 1436هـ/22-08-2015م, 10:29 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي


(105)

(والقرآن شفاء لما في الصدور، ومن في قلبه أمراض الشبهات والشهوات ففيه من البينات ما يزيل الحق من الباطل، فيزيل أمراض الشبهة المفسدة للعلم والتصور والإدراك بحيث يرى الأشياء على ما هي عليه
وفيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب والقصص التي فيها عبرة ما يوجب صلاح القلب، فيرغب القلب فيما ينفعه ويرغب عما يضره، فيبقى القلب محبا للرشاد مبغضا للغي بعد أن كان مريدا للغي مبغضا للرشاد.
فالقرآن مزيل للأمراض الموجبة للإرادات الفاسدة، حتى يصلح القلب فتصلح إرادته ويعود إلى فطرته التي فطر عليها، كما يعود البدن إلى الحال الطبيعي، ويغتذي القلب من الإيمان والقرآن بما يزكيه ويؤيده كما يغتذي البدن بما ينميه ويقومه فإن زكاة القلب مثل نماء البدن. و" الزكاة في اللغة " النماء والزيادة في الصلاح، يقال: زكا الشيء إذا نما في الصلاح
فالقلب يحتاج أن يتربَّى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلح، كما يحتاج البدن أن يربى بالأغذية المصلحة له، ولا بد مع ذلك من منع ما يضره فلا ينمو البدن إلا بإعطاء ما ينفعه ومنع ما يضره، كذلك القلب لا يزكو فينمو ويتم صلاحه إلا بحصول ما ينفعه ودفع ما يضره، وكذلك الزرع لا يزكو إلا بهذا)
[رسالة في أمراض القلوب وشفاؤها لابن تيمية: هنا]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #106  
قديم 10 ذو القعدة 1436هـ/24-08-2015م, 06:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(106)

(كم قد خطر على قلب يهودي ونصراني حب الإسلام فلا يزال إبليس يثبطه ويقول لا تعجل وتمهل في النظر فيسوفه حتى يموت على كفره، وكذلك يسوّف العاصي بالتوبة فيجعل له غرضه من الشهوات ويمنيه الإنابة..
وكم من عازم على الجد سوّفه، وكم ساع إلى فضيلة ثبّطه،فلربما عزم الفقيه على إعاده درسه فقال استرح ساعة أو انتبه العابد في الليل يصلي فقال له عليك وقت، ولا يزال يحب الكسل ويسوف العمل ويسند الأمر إلى طول الأمل.
فينبغي للحازم أن يعمل على الحزم، والحزم: تدارك الوقت، وترك التسوف، والاعراض عن الأمل.
فإن المخوف لا يؤمن، والفوات لا يبعث، وسبب كل تقصير في خير أو ميل إلى شر: طول الأمل.. ومن صَوَّرّ الموت عاجلا: جَدَّ، وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صل صلاة مودع".

وقال بعض السلف: أنذركم (سوف) فإنها أكبر جنود إبليس.
ومثل العامل على الحزم والساكن لطول الأمل: كمثل قوم في سفر فدخلوا قرية فمضى الحازم فاشترى ما يصلح لتمام سفره وجلس متأهبا للرحيل، وقال المفرط سأتأهب فربما أقمنا شهرا، فضرب بون الرحيل في الحال، فاغتبط المحترز واغتبط الآسف المفرط، فهذا مثل الناس في الدنيا منهم المستعد المستيقظ فإذا جاء ملك الموت لم يندم، ومنهم المغرور المسوِّف يتجرع مرير الندم وقت الرحلة.
فإذا كان في الطبع حب التواني وطول الأمل، ثم جاء إبليس يحث على العمل بمقتضى ما في الطبع صعبت المجاهدة إلا أنه من انتبه لنفسه علم أنه في صف حرب، وأن عدوه لا يفتر عنه، فإن فتر في الظاهر بطن له مكيدة وأقام له كمينا.)
[تلبيس إبليس لابن الجوزي:356]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #107  
قديم 11 ذو القعدة 1436هـ/25-08-2015م, 03:33 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(107)

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((لا يَزْنِى الزَّانِى حِينَ يَزْنِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهاَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُالَحِقُ مَعَهُنَّ: (وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةَ ذَاتَ شَرَف ، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ ، حينَ يَنْتَهِبُهَا ، وَهُو مُؤْمِنٌ) وَفِي رِوَايَة : (وَلَا يَغُلُّ أَحَدكُمْ حِين يَغُلّ وَهُوَ مُؤْمِن)

- قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه: أَشَارَ بَعْض الْعُلَمَاء إِلَى أَنَّ مَا فِي الْحَدِيث تَنْبِيه عَلَى جَمِيع أَنْوَاع الْمَعَاصِي وَالتَّحْذِير مِنْهَا:
فَنَبَّهَ بِالزِّنَا عَلَى جَمِيع الشَّهَوَات
وَبِالسَّرِقَةِ عَلَى الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا وَالْحِرْص عَلَى الْحَرَام
وَبِالْخَمْرِ عَلَى جَمِيع مَا يَصُدّ عَنْ اللَّه تَعَالَى وَيُوجِب الْغَفْلَة عَنْ حُقُوقه
وَبِالِانْتِهَابِ الْمَوْصُوف عَنْ الِاسْتِخْفَاف بِعِبَادِ اللَّه تَعَالَى وَتَرْكِ تَوْقِيرهمْ وَالْحَيَاء مِنْهُمْ وَجَمْع الدُّنْيَا مِنْ غَيْر وَجْهِهَا .

- قَالَ الْحَسَن: مَعْنَاهُ يُنْزَع مِنْهُ اِسْم الْمَدْح الَّذِي يُسَمَّى بِهِ أَوْلِيَاء اللَّه الْمُؤْمِنِينَ، وَيَسْتَحِقُّ اِسْم الذَّمّ فَيُقَال: سَارِق ، وَزَانٍ وَفَاجِر ، وَفَاسِق.
- وَحُكِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّ مَعْنَاهُ : يُنْزَع مِنْهُ نُور الْإِيمَان.
- وقال النووي رحمه الله، وقد أورد أقوالهم في معنى نفي الإيمان: (فَالْقَوْلُ الصَّحِيحُ الَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ أَنَّ مَعْنَاهُ: لَا يَفْعَل هَذِهِ الْمَعَاصِي وَهُوَ كَامِل الْإِيمَان)


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #108  
قديم 14 ذو القعدة 1436هـ/28-08-2015م, 10:27 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(108)
إلى طالب العلم

- قال محمد بن عباس الفربري: وَأَملَى يَوْماً عليَّ _أي البخاري_ حَدِيْثاً كَثِيْراً، فَخَافَ مَلاَلِي، فَقَالَ:
طِبْ نَفْساً، فإِن أَهْلَ الملاَهِي فِي ملاَهِيهِم، وَأَهْلَ الصّنَاعَاتِ فِي صنَاعَاتِهِم، وَالتُّجَّارَ فِي تجَارَاتِهِم، وَأَنْتَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ.
- قال الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْديَّ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ مخصوصاً بِثَلاَثِ خِصَالٍ مَعَ مَا كَانَ فِيْهِ مِنَ الخِصَالِ المحمودَةِ:
كَانَ قَلِيْلَ الكَلاَمِ، وَكَانَ لاَ يطمعُ فِيْمَا عِنْدَ النَّاسِ، وَكَانَ لاَ يشتغِلُ بِأُمُورِ النَّاسِ، كُلُّ شُغْلِهِ كَانَ فِي العِلْمِ.

- قال الإمام مسلم للإمام البخاري رحمهما الله: (لاَ يُبْغِضُكَ إِلاَّ حَاسِدٌ، وَأَشهدُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ).
- سَمِعْتُ حَاشِدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ وَآخَرَ يَقُوْلاَنِ:
كَانَ أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِالبَصْرَةِ يَعْدُونَ خَلْفَ البُخَارِيِّ فِي طلبِ الحَدِيْثِ، وَهُوَ شَابٌّ حَتَّى يغلِبُوهُ عَلَى نَفْسِهِ، وَيُجْلِسُوهُ فِي بَعْضِ الطَّرِيْقِ، فيجتمعُ عَلَيْهِ أَلوفٌ أَكْثَرُهُم مِمَّنْ يَكْتُبُ عَنْهُ.
قَالاَ: وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عِنْدَ ذَلِكَ شَابّاً لَمْ يخرجْ وَجْهُهُ.
[سير أعلام النبلاء: متفرقات من الجزء 12 بعد صفحة 400]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #109  
قديم 17 ذو القعدة 1436هـ/31-08-2015م, 04:11 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(109)
إلى طالب العلم

اعلم أنه لا بُدَّ لك من فتورٍ يعتريك، في تحنثك وفي دراستك.
فارفق بنفسك وجاذِبها ولا تجذب، وقف بالباب سائلا ولا تيأس، لا تُبغِّضها فيما أحبت بتشددك عليها، والرأفة واللين أولى الناس بهما نفسك، مع حزم وقوة يحبهما ربك.
الزم العتبة تجردا وتضرعا، متشبثا برحمته مستمسكا بحسن الظن بما عودك من فضله، فعمّا قريب ترى الخيرات تهل وتصب عليك فتوحات ما كنت لتنالها إلا بُعيد غفوة هِمَّة!.

قال أبو عبد الله بن قيم الجوزية رحمه الله: (وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «إِنَّ لِكُلِّ عَامِلٍ شِرَّةً. وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ» .
فَالطَّالِبُ الْجَادُّ: لَا بُدَّ أَنْ تَعْرِضَ لَهُ فَتْرَةٌ. فَيَشْتَاقُ فِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ إِلَى حَالِهِ وَقْتَ الطَّلَبِ وَالِاجْتِهَادِ.
فَتَخَلُّلُ الْفَتَرَاتِ لِلسَّالِكِينَ: أَمْرٌ لَازِمٌ لَا بُدَّ مِنْهُ. فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى مُقَارَبَةٍ وَتَسْدِيدٍ، وَلَمْ تُخْرِجْهُ مِنْ فَرْضٍ، وَلَمْ تُدْخِلْهُ فِي مُحَرَّمٍ: رَجَا لَهُ أَنْ يَعُودَ خَيْرًا مِمَّا كَانَ.
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ: إِنَّ لِهَذِهِ الْقُلُوبِ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا. فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَخُذُوهَا بِالنَّوَافِلِ. وَإِنْ أَدْبَرَتْ فَأَلْزِمُوهَا الْفَرَائِضَ.
وَفِي هَذِهِ الْفَتَرَاتِ وَالْغُيُومِ وَالْحُجُبِ، الَّتِي تَعْرِضُ لِلسَّالِكِينَ: مِنَ الْحِكَمِ مَا لَا يَعْلَمُ تَفْصِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ. وَبِهَا يَتَبَيَّنُ الصَّادِقُ مِنَ الْكَاذِبِ.
فَالْكَاذِبُ: يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ. وَيَعُودُ إِلَى رُسُومِ طَبِيعَتِهِ وَهَوَاهُ.
وَالصَّادِقُ: يَنْتَظِرُ الْفَرَجَ. وَلَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ. وَيُلْقِي نَفْسَهُ بِالْبَابِ طَرِيحًا ذَلِيلًا مِسْكِينًا مُسْتَكِينًا، كَالْإِنَاءِ الْفَارِغِ الَّذِي لَا شَيْءَ فِيهِ أَلْبَتَّةَ، يَنْتَظِرُ أَنْ يَضَعَ فِيهِ مَالِكُ الْإِنَاءِ وَصَانِعُهُ مَا يَصْلُحُ لَهُ، لَا بِسَبَبٍ مِنَ الْعَبْدِ - وَإِنْ كَانَ هَذَا الِافْتِقَارُ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ - لَكِنْ لَيْسَ هُوَ مِنْكَ. بَلْ هُوَ الَّذِي مَنَّ عَلَيْكَ بِهِ. وَجَرَّدَكَ مِنْكَ. وَأَخْلَاكَ عَنْكَ. وَهُوَ الَّذِي يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ.
فَإِذَا رَأَيْتَهُ قَدْ أَقَامَكَ فِي هَذَا الْمَقَامِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَرْحَمَكَ وَيَمْلَأَ إِنَاءَكَ، فَإِنْ وَضَعْتَ الْقَلْبَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ قَلْبٌ مُضَيِّعٌ. فَسَلْ رَبَّهُ وَمَنْ هُوَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ: أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيْكَ وَيَجْمَعَ شَمْلَكَ بِهِ)
[مدارج السالكين: 3/122]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #110  
قديم 18 ذو القعدة 1436هـ/1-09-2015م, 07:47 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(110)

- توفي وله 45 عاما!
- صاحب أشهر الشروحات على مسلم، وأشهر الأربعينيات، ورياض الصالحين، والتبيان في آداب حملة القرآن، وغيرهن كثيرات، الإمام النووي رحمه الله.
- كان يقرأ كل يوم اثني عشر درسا على المشايخ شرحا وتصحيحا:
درسين في الوسيط، ودرسا في المهذب، ودرسا في الجمع بين الصحيحين، ودرسا في صحيح مسلم، ودرسا في اللمع لابن جنى، ودرسا في اصطلاح المنطق لابن السكيت، ودرسا في التصريف، ودرسا في أصول الفقه تارة في اللمع لأبي إسحاق وتارة في المنتخب لفخر الدين، ودرسا في أسماء الرجال، ودرسا في أصول الدين.
- وقال بعد كل هذا:
وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل ووضوح عبارة وضبط لغة، وبارك الله لي في وقتي، وخطر لي الاشتغال بعلم الطب فاشتريت كتاب القانون فيه وعزمت على الاشتغال فيه
فأظلم على قلبي، وبقيت أياما لا أقدر على الاشتغال بشيء، ففكرت في أمري ومن أين دخل علي الداخل فألهمني الله أن سببه اشتغالي بالطب، فبعت القانون في الحال فاستنار قلبي!.


فوحد غايتك.. أيا طويلب!
واجمع همومك على هم واحد، لا تشتت نفسك.
وإن انغلقت عليك؛ فقبل أن تتذمر انظر: من أين قد أُتيت؟
لا تسر ركضا بلا بصيرة أو تفكر، فتجد نفسك: قد نسيتها!
تمهل: راجع نيتك، أهدافك، وقتك فيم يذهب، من أين انطلقت؟ أين وصلت؟ وإلى أين أنت سائر؟
كيف حالك مع حق نفسك، والديك، أهلك، أرحامك، جيرانك؟ وكيف حال قلبك مع الله قبل كل هذا.
ثم انطلق.. صحبتك معية الله وتوفيقه.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #111  
قديم 26 ذو القعدة 1436هـ/9-09-2015م, 06:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(111)
1/3

(فالقلب الصحيح: هو الذي همه كله في الله، وحبه كله له، وقصده له وبدنه له وأعماله له ونومه له ويقظته له وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه.
الخلوة به آثر عنده من الخلطة إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له، قرة عينه به وطمأنينته وسكونه إليه، فهو كلما وجد من نفسه التفاتا إلى غيره تلا عليها {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}
فهو يردد عليها الخطاب بذلك ليسمعه من ربه يوم لقائه، فينصبغ القلب بين يدي إلهه ومعبوده الحق بصبغة العبودية فتصير العبودية صفة له وذوقا لا تكلفا، فيأتي بها توددا وتحببا وتقربا كما يأتي المحب المقيم في محبة محبوبه بخدمته وقضاء أشغاله، فكلما عرض له أمر من ربه أو نهي أحس من قلبه ناطقا ينطق: (لبيك وسعديك، إني سامع مطيع ممتثل، ولك علي المنة في ذلك والحمد فيه عائد إليك)
وإذا أصابه قدر وجد من قلبه ناطقا يقول: (أنا عبدك ومسكينك وفقيرك، وأنا عبدك الفقير العاجز الضعيف المسكين، وأنت ربي العزيز الرحيم لا صبر لي إن لم تصبرني، ولا قوة لي إن لم تحملني وتقوني، لا ملجأ لي منك إلا إليك، ولا مستعان لي إلا بك، ولا انصراف لي عن بابك، ولا مذهب لي عنك)
فينطرح بمجموعه بين يديه ويعتمد بكليته عليه فإن أصابه بما يكره قال: (رحمة أهديت إلي، ودواء نافع من طبيب مشفق) وإن صرف عنه ما يحب قال: شرا صرف عني)
[إغاثة اللهفان لابن القيم: 74]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #112  
قديم 3 ذو الحجة 1436هـ/16-09-2015م, 08:19 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(112)
2/3

(ومن علامات صحته أيضا [أي القلب]: أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة ويحل فيها، حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها جاء إلى هذه الدار غريبا يأخذ منها حاجته ويعود إلى وطنه
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن الدنيا قد ترحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.
وكلما صح القلب من مرضه ترحل إلى الآخرة وقرب منها حتى يصير من أهلها، وكلما مرض القلب واعتل آثر الدنيا واستوطنها حتى يصير من أهلها.

ومن علامات صحة القلب: أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله ويخبت إليه ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه الذي لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه والأنس به، فبه يطمئن وإليه يسكن وإليه يأوي وبه يفرح وعليه يتوكل وبه يثق، وإياه يرجو وله يخاف. فذكره: قوته وغذاؤه، ومحبته والشوق إليه: حياته ونعيمه ولذته وسروره، والالتفاف إلى غيره والتعلق بسواه داؤه والرجوع اليه دواؤه.
فإذا حصل له ربه سكن إليه واطمأن به وزال ذلك الاضطراب والقلق وانسدت تلك الفاقة، فإن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالى أبدا، وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له وعبادته وحده.
فهو دائما يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى الهه ومعبوده، فحينئذ يباشر روح الحياة ويذوق طعمها ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له خلق الخلق ولأجله خلقت الجنة والنار وله أرسلت الرسل ونزلت الكتب، ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبة) [إغاثة اللهفان لابن القيم: 74]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #113  
قديم 9 ذو الحجة 1436هـ/22-09-2015م, 03:46 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(113)
3/3

(قال بعض العارفين: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل : وما أطيب ما فيها قال : محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وطاعته.
وقال آخر: إنه ليمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب
وقال آخر: والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته.
وقال آخر: من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات.
وقال يحيى بن معاذ: من سر بخدمة الله سرت الأشياء كلها بخدمته، ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل أحد بالنظر إليه.

ومن علامات صحة القلب: أن لا يفتر عن ذكر ربه ولا يسأم من خدمته ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله عليه ويذكره به ويذاكره بهذا الأمر
ومن علامات صحته: أنه إذا فاته ورده وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده
ومن علامات صحته: أنه يشتاق إلى الخدمة كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب
ومن علامات صحته: أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا واشتد عليه خروجه منها ووجد فيها راحته ونعيمه وقرت عينه وسرور قلبه
ومن علامات صحته: أن يكون همه واحدا وأن يكون في الله
ومن علامات صحته: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعا من أشد الناس شحا بماله
ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل فيحرص على الإخلاص فيه والنصحية والمتابعة والإحسان ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه وتقصيره في حق الله
فهذه ست مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحي السليم) [إغاثة اللهفان لابن القيم: 74]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #114  
قديم 13 ذو الحجة 1436هـ/26-09-2015م, 03:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(114)
(نجد أن أخلاق الشخص المتميز عالية، وإذا واجهته أية مشكلة فهو يتسامح بسرعة، والسبب في أنه ليس لديه وقت ليضيعه هنا وهناك؛ لأنه يعرف أن وقته محدود في الدنيا، وأن هذه اللحظة قد تكون آخر لحظات حياته، فهو يفكر بطريقة سليمة، والإنسان المتميز يسأل نفسه دائماً: هل يمكن أن تكون هذه اللحظة هي آخر لحظات حياتي؟ والإجابة: بالطبع نعم.. فاسأل نفسك: هل الذي تفعله في هذا الوقت يساوي هذا الاستثمار؟ )
الطريق إلى الامتياز _ د. إبراهيم الفقي رحمه الله


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #115  
قديم 15 ذو الحجة 1436هـ/28-09-2015م, 03:52 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(115)

(حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة، أو ذكرت عنده، فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الناس مرجت عهودهم وخفت أمانتهم وكانوا هكذا» وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «الزم بيتك وأملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر الخاصة ودع عنك أمر العامة» [رواه أبو داود والنسائي، وقال الألباني: حسن صحيح].
قد نصح صلى الله عليه وسلم كثيرا ولم يأل شفقة ونصحا وكان جديرا أن يفعل ذلك وبه وصفه الله تعالى في كتابه قال سبحانه: {عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} وذلك أنه قسم له كل واحد من أمر دينه ودنياه إلى قسمين اثنين:
1) فقال في الأول وهو قسم أمر الدين «خذ ما تعرف» فكان هذا إشارة إلى معهود تعارفوه فيما بينهم وكان الذي تعارفوه معهودا من حقوق الأئمة ومتعلقا بهم من أمر الدين: إقامة الصلاة خلفهم وأداء الزكاة إليهم وجهاد الكفار معهم، إلى ما يشبه هذا من الأمور التي يليها الأمراء فأمره بطاعتهم فيها. ثم قال: «ودع ما تنكر» وهو كل ما حدث بعده من الفتن ونشب بين بعض أصحابه من الحروب والتنازع في الملك يقول: إذا دعوك إلى شيء منها فدعهم واعتزلهم ولا تكن معهم.
2) ثم قسم صلى الله عليه وسلم له القسمة الثانية التي هي قسم أمر دنياه فقال صلى الله عليه وسلم: «عليك بأمر الخاصة» وهو كل ما يخصه ويعنيه ويخص كل إنسان في ذاته من إعالة أهله وسياسة ذويه والقيام لهم والسعي في مصالحهم.
ونهاه عن التعرض لأمر العامة والتعاطي لسياستهم والترأس عليهم والتوسط في أمورهم فقال: «دع عنك أمر العامة» فقد نظم صلى الله عليه وسلم الطويل العريض من أمر دينه ودنياه في القصير الوجيز من كلامه) [العزلة للخطابي: 10]

أقول: فمن لم يقدر على العزلة، أو كانت خلطته للناس خير، فليأخذ نصيبه من الوصية، وليدع ما لا يعنيه وما لا يفيد رأيه فيه، وليفر من الجدل والهذر.. فهذه دنياه، وأمر دينه يقبل على تعلمه ويضرب في كل باب من الخير بسهم، ويحذر بريق البديل وسراب البدع.. فكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #116  
قديم 17 ذو الحجة 1436هـ/30-09-2015م, 12:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(116)

عن جبير بن نفير قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ يَوْمًا، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: طُوبَى لِهَاتَيْنِ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهِ! لَوَدِدْنَا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ، وَشَهِدْنَا مَا شَهِدْتَ.
فَاسْتُغْضِبَ، فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ، مَا قَالَ إِلَّا خَيْرًا! ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ:
"مَا يَحْمِلُ الرَّجُلُ عَلَى أَنْ يَتَمَنَّى مُحْضَرًا غَيَّبَهُ اللَّهُ عَنْهُ؟ لَا يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ يَكُونُ فِيهِ؟ وَاللَّهِ! لَقَدْ حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامٌ كَبَّهُمُ اللَّهُ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ؛ لَمْ يُجِيبُوهُ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُ! أَوَلَا تَحْمَدُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذْ أَخْرَجَكُمْ لَا تَعْرِفُونَ إِلَّا رَبَّكُمْ، فَتُصَدِّقُونَ بِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ كُفِيتُمُ الْبَلَاءَ بِغَيْرِكُمْ.

وَاللَّهِ لَقَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهَا نَبِيٌّ قَطُّ، فِي فَتْرَةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ، مَا يَرَوْنَ أَنَّ دِينًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ! فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ فَرَّقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَفَرَّقَ بِهِ بَيْنَ الْوَالِدِ وَوَلَدِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَرَى وَالِدَهُ أَوْ وَلَدَهُ أَوْ أَخَاهُ كَافِرًا، وَقَدْ فَتْحَ اللَّهُ قُفْلَ قَلْبِهِ بِالْإِيمَانِ وَيَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ هَلَكَ دَخَلَ النَّارَ، فَلَا تَقَرُّ عَيْنُهُ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ حَبِيبَهُ فِي النَّارِ، وَأنَّهَا لِلَّتِي قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}[الفرقان: 74] . [رواه البخاري في الأدب المفرد، وابن حبان في صحيحه، والألباني في صحيحهما]
الحمد لله الذي أخرجنا لا نعرف إلا ربنا، وكفانا البلاء بغيرنا.


التوقيع :

رد مع اقتباس
  #117  
قديم 25 ذو الحجة 1436هـ/8-10-2015م, 11:35 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(117)

عن أبي هريرة قال: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: "يَا فُلَانُ أَلَا تُحْسِنُ صَلَاتَك؟ أَلَا يَنْظُرُ الْمُصَلِّي إذَا صَلَّى كَيْفَ يُصَلِّي فَإِنَّمَا يُصَلِّي لِنَفْسِهِ" [صحيح مسلم] (قوله: "فإنما يصلي لنفسه" يشير إلى أن نفع صلاته يعود إلى نفسه، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} فمن علم أنه يعمل لنفسه وأنه ملاق عمله، ثم قصر في عمله وأساء كان مسيئا في حق نفسه، غير ناظر لها ولا ناصح)
"إن أحدكم إذا كان في الصلاة إنما يناجي ربه" (قوله: "إنما يناجي ربه" إشارة إلى أنه ينبغي له أن يستحي من نظر الله إليه، وإطلاعه عليه وقربه منه، وهو قائم بين يديه يناجيه، فلو استشعر هذا لأحسن صلاته غاية الإحسان، وأتقنها غاية الإتقان، كما قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "اعبد الله كأنك تراه" وفي القرآن الإشارة إلى هذا بقوله - عز وجل -: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيه})
[فتح الباري شرح صحيح البخاري: لابن رجب رحمه الله]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #118  
قديم 8 محرم 1437هـ/21-10-2015م, 07:44 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(118)

باب الهمزة:
- الهمزة في أول الكلمة ترسم ألفا مطلقا سواء أكانت همزة وصل أم همزة قطع، وسواء أكانت مفتوحة أم مضمومة أم مكسورة.
- همزة الوصل هي التي يتوصل بها إلى النطق بالساكن، لأن العرب لا تبدأ به. فهي تثبت نطقا في حالة الابتداء، وتسقط في حالة الدرج.
- نطق الهمزة مكسورة في نحو (اِبْن زيدٍ قائم) لأنك ابتدأت بها، وأما في نحو (جاءَ ابْن زيد) فإنك لا تنطق الهمزة لأنها وردت في درج الكلام
- تكون همزة الوصل في خمسة مواضع يكثر فيها الخطأ مع يسر معرفتها!
الأول: أمر الفعل الثلاثي، نحو: اُكتُب - اِضرِب - اِفرَح - اِسعَ - اِرمِ - اُدعُ.
فتكتب مثلا: فافرح بنعمة الله، ولا تكتب: فإِفرح بنعمة الله. لأن همزة الوصل تسقط في الدرج كما أسلفت.
الموضع الثاني من مواضع همزة الوصل: الألف واللام بأنواعها، نحو: الولد - الحارث - القائم - المقتول. والخطأ فيه قليل.
الموضع الثالث: الماضي والأمر والمصدر من الفعل الخماسي، نحو: انطلَقَ - انطلِقْ - انطلاقٌ واجتمَعَ - اجتمِعْ - اجتماع.
- ومن الأخطاء الشائعة جدا كتابة: الإنطلاق - الإجتماع - الإنتصار، ونحو ذلك. مع أن القاعدة سهلة جدا.
الموضع الرابع من مواضع همزة الوصل: الماضي والأمر والمصدر من الفعل السداسي، نحو: استغفَرَ- استغفِرْ - استغفارٌ. فلا تكتب: الإستغفار.
الموضع الخامس: عشرة أسماء هي: (اسم واست وابن وابنة وابنم وامرؤ وامرأة واثنان واثنتان، وايمن في القسم). فلا تكتب: الإبن والإسم.

- سبق بيان الهمزة في أول الكلمة. أما الهمزة المتطرفة وهي التي في آخر الكلمة، فالقاعدة أن ترسم على كرسي يناسب حركة الحرف الذي قبلها، ففيها أربعة صور:
الصورة الأولى: أن يكون ما قبلها مكسورا، فترسم على كرسي الياء، نحو: شاطِئٌ - متباطِئًا - قارِئٍ.
الصورة الثانية: أن يكون ما قبلها مفتوحا، فترسم على الألف، نحو: أنبأ - ملجأ - ينشأ. ومن هنا فإنني إذا رأيت (مبتدأ) غير مضبوطة بالشكل قرأتها بفتح الدال، وإذا رأيت (مبتدئ) قرأتها بكسر الدال. وما أكثر الخلط بينهما. مثال آخر: أَنشأَ وأُنشِئُ.
الصورة الثالثة: أن يكون ما قبلها ساكنا، فترسم منفردة (أي على السطر)، نحو: دفء - عبء - بُرء - جاء - كساء - يجيء - شَيء - ينوء - وضوء.
الصورة الرابعة: أن يكون ما قبلها مضموما، فترسم على الواو، نحو: لؤلؤ - تواطُؤ - تقيُّؤ - رَدُؤَ - وَضُؤ - امرؤٌ.
يستثنى من الصورة الرابعة ما إذا كان الحرف الذي قبل الهمزة واوا مشددة، فإن الهمزة ترسم منفردة كراهة اجتماع المثلين، نحو: التبوُّءُ.

- الهمزة المتوسطة هي التي تكون بعد الحرف الأول من الكلمة، وقبل الحرف الأخير منها.
- إذا كانت الهمزة المتوسطة ساكنة ترسم بصورة حرف يناسب ما قبلها، أي ترسم ألفا إن كان ما قبلها مفتوحا، نحو: فأس - رأس - نأْي؛ وياء إن كان ما قبلها مكسورا، نحو: بئر - برِئْت، ويدخل في هذه الصورة الماضي والأمر والمصدر من الافتعال في مهموز الفاء نحو: ائتَمَن - ائْتَمِنْ - ائتِمانا؛ وترسم واوا إن كان ما قبلها مضموما، نحو: سؤر - مؤذٍ.
- إذا كانت الهمزة مكسورة فترسم ياء مطلقا. ويشمل ذلك أربع صور:
المفتوح ما قبلها: سَئِم - مطمئن - رئيس - تقرئين - حينئذ، وكل كلمة في أولها همزة استفهام بعدها همزة قطع مكسورة: نحو: أئفكا - أئذا.
والمضموم ما قبلها: سُئل - رُئِي
والمكسور ما قبلها: القارئين - مئين.
والساكن ما قبلها: مائل - موئل - وضوئِه - جزئه - أفئدة.

[جامع تغريدات الشيخ البشير عصام المراكشي لأبو زراع المدني]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #119  
قديم 12 محرم 1437هـ/25-10-2015م, 01:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(119)

{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات: 143]
عَنْ قَتَادَةَ: " كَانَ كَثِيرَ [أو: طويل] الصَّلَاةِ فِي الرَّخَاءِ، فَنَجَّاهُ اللَّهُ بِذَلِكَ؛ قَالَ: وَقَدْ كَانَ يُقَالُ فِي الْحِكْمَةِ: إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ يَرْفَعُ صَاحِبَهُ إِذَا مَا عَثَرَ، فَإِذَا صُرِعَ وَجَدَ مُتَّكَأً"
عن مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِهِ: "اذْكُرُوا اللَّهَ فِي الرَّخَاءِ يَذْكُرْكُمْ فِي الشِّدَّةِ، إِنَّ يُونُسَ كَانَ عَبْدًا لِلَّهِ ذَاكِرًا، فَلَمَّا أَصَابَتْهُ الشِّدَّةُ دَعَا اللَّهَ فَقَالَ اللَّهُ: {لَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يَبْعَثُونَ} فَذَكَرَهُ اللَّهُ بِمَا كَانَ مِنْهُ، وَكَانَ فِرْعَوْنُ طَاغِيًا بَاغِيًا فَلَمَّا {أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91] قَالَ الضَّحَّاكُ: فَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي الرَّخَاءِ يَذْكُرْكُمْ فِي الشِّدَّةِ"
[تفسير الطبري: 12/100]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #120  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 08:03 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(120)

{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}

- قال التستري: (الرزق على وجهين:
رزق وهو ذكر لنفس الروح والعقل والقلب، مثل عيش الملائكة، وحياتهم بالذكر، متى أمسك عنهم ماتوا.
والرزق الآخر: هو المأكول والمشروب ونحو ذلك لنفع الطبع، وفيه يقع الحلال والحرام فالحلال ما رزقه الله تعالى وأمر بالأخذ منه، والحرام ما رزقه الله تعالى ونهى عنه، وهو قسمة النار ولا أعلم شيئاً أشد من كف الأذى وأكل الحلال).

- وقال القشيري: (منَ الخَلَف في الدنيا الرضا بالعَدَم والفقد، وهو أتمّ من السرور بالموجود؛ ومن ذلك الأنسُ بالله في الخلوة؛ ولا يكون ذلك إلا مع التجريد).


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #121  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 08:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(121)

(صَلَّى زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى جِنَازَةِ أُمِّهِ، فَقُرِّبَتْ لَهُ بَغْلَتُهُ لِيَرْكَبَ فَأَخَذَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِرِكَابِهِ.
فَقَالَ: خَلِّ عَنْهَا يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْعُلَمَاءِ [لِأَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَنْهُ الْعِلْمَ]
فَقَبَّلَ زَيْدٌ يَدَهُ، وَقَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-)
السفاريني عن ابن عبد البر عن الشعبي.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #122  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 05:58 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(122)

(والشرائع هي غذاء القلوب وقوتها كما قال ابن مسعود رضي الله عنه -ويروى مرفوعا-: "إن كل آدب يحب أن تؤتى مأدبته وإن مأدبة الله هي القرآن"
ومن شأن الجسد إذا كان جائعا فأخذ من طعام حاجته؛ استغنى عن طعام آخر حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة، وتجشم ، وربما ضره أكله ، أو لم ينتفع به ، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه,
فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته ، قلّت رغبته في المشروع وانتفاعه به ، بقدر ما اعتاض من غيره ، بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع ، فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ، ويتم دينه ويكمل إسلامه.

ولذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه ؛ تنقص رغبته في سماع القرآن ، حتى ربما كرهه ، ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها ؛ لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم؛ لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير).
[اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية: 543]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #123  
قديم 22 محرم 1437هـ/4-11-2015م, 04:18 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(123)

( وقوله في الحديث "وأمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت" الالتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان:
أحدهما: التفات القلب عن الله عز وجل إلى غير الله تعالى. الثاني: التفات البصر. وكلاهما منهي عنه.
ولا يزال الله مقبلا على عبده ما دام العبد مقبلا على صلاته فإذا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله تعالى عنه وقد سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن التفات الرجل في صلاته فقال "اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد" وفي أثر يقول الله تعالى: (إلى خير مني إلى خير مني ؟)
ومثل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه مثل رجل قد استدعاه السلطان فأوقفه بين يديه وأقبل يناديه ويخاطبه وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يمينا وشمالا وقد انصرف قلبه عن السلطان فلا يفهم ما يخاطبه به لأن قلبه ليس حاضرا معه فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان ؟ أفليس أقل المراتب في حقه أن ينصرف من بين يديه ممقوتا مبعدا قد سقط من عينيه؟
فهذا المصلي لايستوي والحاضر القلب المقبل على الله تعالى في صلاته الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه فامتلأ قلبه من هيبته وذلت عنقه له واستحى من ربه تعالى أن يقبل على غيره أو يلتفت عنه وبين صلاتيهما كما قال حسان عطية: إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة وأن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض وذلك أن أحدهما مقبل على الله عز وجل والآخر ساه غافل
فإذا أقبل العبد على مخلوق مثله وبينه حجاب لم يكن إقبالا ولا تقريبا فما الظن بالخالق عز وجل ؟ وإذا أقبل على الخالق عز وجل وبينه وبينه حجاب الشهوات والوساوس والنفس مشغوفة بها ملأى منها فكيف يكون ذلك إقبالا وقد ألهته الوساوس والأفكار وذهبت به كل مذهب؟) يتبع إن شاء الله.
[الوابل الصيب لابن القيم: باب الالتفات في الصلاة]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #124  
قديم 2 صفر 1437هـ/14-11-2015م, 06:57 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(124)

ما ثبت من السنة النبوية الشريفة، فيما يقول العبد إذ كان مكروبا أو مهموما:
1: عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب _أو في الكرب_؟ الله الله ربي لا أشرك به شيئا" وفي رواية أنها تقال سبع مرات.
2: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم".
3: عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا حزبه أمر قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث"
4: عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت".
5: عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له"
6: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال: (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي) إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا"


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #125  
قديم 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م, 01:12 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(125)
ما يُسأل عنه 1/2

(كل مسألة لا ينبني عليها عمل ; فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي ، وأعني بالعمل : عمل القلب وعمل الجوارح ، من حيث هو مطلوب شرعا.
والدليل على ذلك استقراء الشريعة; فإنا رأينا الشارع يعرض عما لا يفيد عملا مكلفا به ; ففي القرآن الكريم {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} [ البقرة : 189]. فوقع الجواب بما يتعلق به العمل ; إعراضا عما قصده السائل من السؤال عن الهلال : لم يبدو في أول الشهر دقيقا كالخيط ، ثم يمتلئ حتى يصير بدرا ، ثم يعود إلى حالته الأولى؟ . ثم قال: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} [ البقرة : 189 ] بناء على تأويل من تأول أن الآية كلها نزلت في هذا المعنى ; فكان من جملة الجواب أن هذا السؤال في التمثيل إتيان للبيوت من ظهورها ، والبر إنما هو التقوى، لا العلم بهذه الأمور التي لا تفيد نفعا في التكليف ، ولا تجر إليه .
وقال تعالى بعد سؤالهم عن الساعة أيان مرساها : فيم أنت من ذكراها أي : إن السؤال عن هذا سؤال عما لا يعني ; إذ يكفي من علمها أنه لا بد منها ، ولذلك لما سئل عليه الصلاة والسلام عن الساعة ; قال للسائل ما أعددت لها؟ ; إعراضا عن صريح سؤاله إلى ما يتعلق بها مما فيه فائدة ، ولم يجبه عما سأل .
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} [المائدة : 101] . نزلت في رجل سأل: من أبي ؟ روي أنه عليه السلام قام يوما يعرف الغضب في وجهه ; فقال : لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم ، فقام رجل فقال : يا رسول الله من أبي؟ قال : أبوك حذافة . فنزلت . وفي الباب روايات أخر . وقال ابن عباس في سؤال بني إسرائيل عن صفات البقرة : " لو ذبحوا بقرة ما لأجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم " ، وهذا يبين أن سؤالهم لم يكن فيه فائدة .
وعلى هذا المعنى يجري الكلام في الآية قبلها عند من روى أن الآية نزلت فيمن سأل : أحجنا هذا لعامنا أم للأبد ؟ فقال عليه السلام : للأبد، ولو قلت : نعم ؛ لوجبت ، وفي بعض رواياته : فذروني ما تركتكم ; فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم أنبياءهم الحديث ، وإنما سؤالهم هنا زيادة لا فائدة عمل فيها ; لأنهم لو سكتوا لم يقفوا عن عمل ، فصار السؤال لا فائدة فيه .
ومن هنا نهى عليه السلام عن قيل وقال وكثرة السؤال لأنه مظنة السؤال عما لا يفيد ، وقد سأله جبريل عن الساعة ; فقال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ; فأخبره أن ليس عنده من ذلك علم ، وذلك يبين أن السؤال عنها لا يتعلق به تكليف ، ولما كان ينبني على ظهور أماراتها الحذر منها ومن الوقوع في الأفعال التي هي من أماراتها ، والرجوع إلى الله عندها ; أخبره بذلك ، ثم ختم عليه السلام ذلك الحديث بتعريفه عمر أن جبريل أتاهم ليعلمهم دينهم ; فصح إذا أن من جملة دينهم في فصل السؤال عن الساعة أنه مما لا يجب العلم به [ أعني علم زمان إتيانها ] ; فليتنبه لهذا المعنى في الحديث وفائدة سؤاله له عنها .
وقال : إن أعظم الناس جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته ، وهو مما نحن فيه ; فإنه إذا لم يحرم ; فما فائدة السؤال عنه بالنسبة إلى العمل؟ وقرأ عمر بن الخطاب : وفاكهة وأبا [ عبس : 31 ] وقال : هذه الفاكهة ; فما الأب ؟ ، ثم قال : نهينا عن التكلف.
وقد كان مالك بن أنس يكره الكلام فيما ليس تحته عمل، ويحكي كراهيته عمن تقدم) [الموافقات للشاطبي: المقدمة الخامسة]


التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انبعاجة, ضوء


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir