س: اذكر ثلاث فوائد سلوكية من دراستك لسورة الزلزلة، وبيِّن وجه دلالة السورة عليها.
- كم يتعلق المرء بهذه الدنيا حتى تكون جُلَّ اهتمامه! وكم يخلد إلى الأرض ويتثاقل إليها عن المسارعة للخيرات! ولو عَلِمَ عِلْم اليقين أن هذا كلّه زائل لا محالة؛ لارتفع بهمه عنها، ولما أقعدته عن الدار الآخرة.
فليستشعر المرء ذلك، وليتعظ بهذا الخبر العظيم: (إذا زلزلت الأرض زلزالها. وأخرجت الأرض أثقالها. وقال الإنسان ما لها...).
- حينما تهجع عيون الخلق في ظلمة الليل، فيستخفي به العاصي عنهم، ويخلو بمحارم الله فينتهكها؛ أفلا يعلم أن هذه الأرض ستحدث بعمله، وتشهد عليه؟! قال الله تعالى: (يومئذ تحدث أخبارها. بأن ربك أوحى لها).
- حريٌّ بالمؤمن أن يعمل بالطاعات ولا يحقر منها شيئاً، موقناً بأنه سيجازى بمثاقيل الذرِّ منها، ولا يظلم ربنا مثقال ذرة! وحريٌّ بالتقي ألا يستهين بشيء من المعاصي؛ فإنه سيرى مثقال الذر من الشر من عمله، قال
تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره).
س: استخلص المسائل، ولخص أقوال المفسرين في تفسير قوله تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة. رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة. فيها كتب قيمة).
المسائل المستخلصة من تفسير الآيات
قوله تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة).
المراد بأهل الكتاب: ك، س، ش.
المراد بالمشركين: ك، س، ش.
معنى (منفكين) في الآية: ك، ش.
متعلق اسم الفاعل (منفكين): س، ش.
دلالة النفي في الآية: س.
معنى (البينة) في الآية: ش.
المراد بالبينة في الآية: ك، ش.
صفة هذه البينة: س.
ثمرة مجيء هذه البينة: س.
المعنى الإجمالي للآية: ش.
قوله تعالى: (رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة).
مسائل متعلقة بعلوم الآية:
مناسبة الآية لما قبلها: ك، س.
مقصد الآية: ك.
المسائل التفسيرية:
المراد بالرسول في الآية: ك، ش.
متلو الرسول: ك، ش.
صفة التلاوة: ش.
مقصد الرسالة وإنزال الكتاب: س.
المراد بالصحف المطهرة: ك.
معنى (مطهرة) في الآية: س.
متعلق اسم المفعول (مطهرة): س، ش.
دلالة الوصف بــــ(مطهرة): ش.
المعنى الإجمالي للآية: ش.
قوله تعالى: (فيها كتب قيمة).
مرجع ضمير الهاء المجرور (فيها): ك، س.
المراد بالكتب القيمة: س، ش.
معنى (قيمة): ك، ش.
دلالة الوصف بــــ(قيمة): ش.
خلاصة أقوال المفسرين في المسائل
المراد بأهل الكتاب: هم اليهود والنصارى، ذكره الثلاثة.
المراد بالمشركين: في تعيينهم قولان، أحدهما أعم من الآخر:
القول الأول: أنهم مشركو العرب، وهم عبدة الأوثان. وهو قول الأشقر.
القول الثاني: أنهم المشركون من سائر أصناف الأمم، من العرب ومن العجم، من عبدة الأوثان والنيران وغيرها مما يعبد من دون الله. وهو قول ابن كثير والسعدي.
معنى (منفكين) في الآية: منتهين، ومفارقين. ذكره ابن كثير والأشقر.
متعلق اسم الفاعل (منفكين): منفكين عن كفرهم وضلالهم الذي هم عليه. ذكره السعدي والأشقر.
دلالة النفي في الآية: أنهم لا يزالون في غيهم وضلالهم، لا يزيدهم مرور السنين إلا كفراً. ذكره السعدي.
معنى (البينة) في الآية: كل ما يبين الحق. ذكره الأشقر.
المراد بالبينة في الآية: هي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، والقرآن الذي جاء به من ربه؛ فقد بيَّن لهم الحق من الباطل، والهدى من الضلالة. ذكره ابن كثير والأشقر.
صفة هذه البينة: هذه البينة واضحة كالبرهان الساطع. ذكره السعدي.
ثمرة مجيء هذه البينة: أنها - بعد بيانها الحق من الباطل - تُبَيِّن طالب الحق ممن ليس له مقصد في طلبه، فيهلك من هلك عن بيّنة، ويحيا من حيَّ عن بيِّنة. ذكره السعدي.
المعنى الإجمالي للآية: إخبار الله – تعالى – عن الكفار أنهم لن ينتهوا عن كفرهم وشركهم بالله، واختلافهم في الدين إلى أن يرسل الله إليهم ما يبيّن لهم الحق من الباطل في عقائدهم وأديانهم، ويبيّن لهم ما ضلوا فيه وابتعدوا عن الصواب؛ لطول الزمان، وبعد العهد بالأنبياء، وتحريف ما بين أيديهم من الكتب السماوية، وتلك البينة هي محمد – صلى الله عليه وسلم-، وما جاء به من الكتاب. ذكره الأشقر.
قوله تعالى: (رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة).
مناسبة الآية لما قبلها: بعد أن ذكر الله – تعالى - البيّنة، ذكر في هذه الآية تفسيرها. ذكره ابن كثير والسعدي.
مقصد الآية: الثناء على القرآن بأحسن الثناء، وذكره بأحسن الذكر. ذكره ابن كثير عن قتادة.
المراد بالرسول في الآية: هو محمد – صلى الله عليه وسلم-. ذكره ابن كثير والأشقر.
متلو الرسول: هو القرآن الكريم. ذكره ابن كثير والأشقر.
صفة التلاوة: كان - صلى الله عليه وسلم – يتلو القرآن عن ظهر قلبه لا عن كتاب. ذكره الأشقر.
مقصد الرسالة وإنزال الكتاب: أرسل الله رسوله – صلى الله عليه وسلم – ليدعو الناس إلى الحق، وأنزل عليه الكتاب ليتلو عليهم آياته، ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويزكيهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور. ذكره السعدي.
المراد بالصحف المطهرة: هي الصحف المذكورة في قوله تعالى: (في صحف مكرمة. مرفوعة مطهرة. بأيدي سفرة. كرام بررة). ذكره ابن كثير.
معنى (مطهرة) في الآية: أي محفوظة عن قربان الشياطين، لا يمسه إلا المطهرون؛ لأنها في أعلى ما يكون من الكلام. ذكره السعدي.
متعلق اسم المفعول (مطهرة): هي مطهرة عن الكذب، والشبهات، والكفر، وعن قربان الشياطين. هذا حاصل ما ذكره السعدي والأشقر.
دلالة الوصف بــــ(مطهرة): وصفها بالمطهرة في الآية يدل على أنها مشتملة على الحق الصريح الذي يبين لأهل الكتاب والمشركين كل ما يشتبه عليهم من أمور الدين، فليس في تلك الصحف تحريف ولا لبس، بل هي كلام الله حقّاً. ذكره الأشقر.
المعنى الإجمالي للآية: أي أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – جاءهم مرسلاً من عند الله – سبحانه – يقرأ عليهم ما تضمنته تلك الصحف من المكتوب فيها وهو القرآن، وتلك الصحف مطهرة من الكذب والشبهات، مبيّنة لكل ما يُشتبه من أمور الدين. ذكره الأشقر.
قوله تعالى: (فيها كتب قيمة).
مرجع ضمير الهاء المجرور (فيها): يرجع إلى الصحف المطهرة. ذكره ابن كثير والسعدي.
المراد بالكتب القيمة: الآيات الكريمة، وما فيها من الأحكام، والأخبار الصادقة، والأوامر العادلة، التي تهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. هذا حاصل ما ذكره السعدي والأشقر
معنى (قيمة): أي مستقيمة مستوية محكمة عادلة. هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر.
دلالة الوصف بــــ(قيمة): أنها لا زيغ فيها عن الحق، بل كل ما فيها صلاح ورشاد وهدى وحكمة، قال تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً. قيماً لينذر..)، ومن اتبعها كان على صراط مستقيم. ذكره الأشقر.
س: هل كانت ليلة القدر في الأمم الماضية؟ أم هي من خصائص هذه الأمة؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: أنها من خصائص هذه الأمة، وهو قول جمهور العلماء، وحُكِي الإجماع عليه.
اُستُدِل لهذا القول بحديث للإمام مالك أنه بلغه "أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أُرِيَ أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر". فهذا يقتضي تخصيص هذه الأمة بليلة القدر.
القول الثاني: أنها كانت في الأمم الماضية كما هي في هذه الأمة، ذكر هذا القول ابن كثير.
واستَدَل له بحديث أبي ذر الذي أخرجه الإمام أحمد أنه قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر: أفي رمضان هي أو في غيره؟ قال: "بل هي في رمضان". قلت: تكون مع الأنبياء ما كانوا، فإذا قُبضوا رُفِعت أم هي إلى يوم القيامة؟ قال: "بل هي إلى يوم القيامة". الحديث.
ودلالته ظاهرة على أنها كانت في الأمم الماضية.
س: استدل على خطورة المال، وأنه قد يكون سبباً في رد الحق.
قوله تعالى: (كلا إن الإنسان ليطغى. أن رآه استغنى)؛ فإن الإنسان – لجهله وظلمه – إذا رأى نفسه غنياً طغى وبغى، وتجبر عن الهدى، ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف الجزاء، بل ربما وصلت به الحال أن ينأى عن الهدى وينهى عنه!