بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
إجابة السؤال الأول: تكلم بإيجاز عن علم الزجاج -رحمه الله- وتنوّع معارفه.
كان الزجاج رحمه الله واسع الاطلاع ومتنوع الثقافة والمعرفة ، وهذا يظهر في كتابه جلياً ، كما تظهر أيضا رجاحة عقله وفهمه العالي ، فهو يعرض الاحتمالات الممكنة في الآية ويتلمس أوجه الترجيح ويرد على العلماء السابقين ، ويرجح قولاً ولا ينكر غيره مما له وجه من الصحة، مما ينم عن اطلاع وتنوع وسعة علم ، فقد كان عالما بالنحو والصرف وغيرهما من العلوم كما يلي:
1-علمه بالنحو والصرف:
فهذا واضح شديد الوضوح ، وقد وصفه ابن جني بشدة الفحص والاستنباط.
2- علمه باللغة:
يعتبر الزجاج أكثر النحويين ذكراً في كتب اللغة من شدة اهتمام علماء اللغة به وبنقل كلامه؛ مما يوضح قوة علمه باللغة ، وقد اعتنى الأزهري بنقل كلامه في تهذيب اللغة ، وعلى الرغم من أنه لم يكن متوسعاً في معرفة الغريب فهذا لا يضره وليس معناه ضعفه في اللغة كما جاء في بعض المواضع في ترجمته.
3- علمه بالبلاغة:
في أثناء تفسيره يتضح علمه بالبلاغة ، وقد ألف بعض المعاصرين رسالة علمية في جهوده البلاغية.
4- علمه بالقراءات:
يتضح ذلك في كتابه معاني القرآن ، فهو يذكر القراءات ويتكلم في الصحيح منها والمقبول والمنكر، وكان يكرر لزوم اتباع الرسم العثماني وعدم مخالفته، وكان يكثر القول بأن القراءة المجمع عليها أولى بالاتباع ، وقد استمد أكثر علمه بالقراءات من كتاب أبي عبيد في القراءات وهو مفقود ، لذلك لا نستطيع الجزم عند مظنة خطأه في شيء من القراءات هل الخطأ منه أو لا.
علمه بالتفسير:
قد ذكر بعض المعاصرين أن الزجاج لم يكن له عناية بالتفسير المأثور ، وأنه كان يفسر القرآن بمحض اللغة ، وهذا غير صحيح ولا ينطبق على الزجاج وقد ينطبق على غيره ممن صنف في معاني القرآن ، فلا يلزم من تفسير الزجاج القرآن باللغة كونه جاهلاً بالتفسير بالمأثور ، فقد يكون عالماً به ولكنه يراه مرجوحاً وهذا واضح في كتابه ؛ فهو قد يذكره ويرجح غيره ، وكثيراً ما يذكر عبارة "وجاء في التفسير" والمقصود بها جاء في التفاسير المأثورة عن السلف ، بل أحياناً يرد على بعض العلماء الذين يفسرون بمحض اللغة بقوله " هذا كلام من لم يعرف الرواية".
علمه بالفقه:
لم يظهر كثيراً في كتابه ، ولكن لم يخل كتابه من بعض الإشارات الجيدة في بعض المسائل ، مثل صلاة الخوف ، وكلامه عن الجزية ، وكلامه عن قوله تعالى" فطلقوهن لعدتهن".
علمه بالعقيدة:
يظهر علمه بالعقيدة في جوابه على الاعتراضات وحله للإشكالات بالجمع بين ما ظاهره التعارض بين الآيات ، ولكن هل كان الزجاج معتزلي المذهب؟ اختلف العلماء في ذلك –والصواب أنه قد يكون وافق المعتزلة في بعض أقوالهم ولكنه خالفهم في كثير منها ، وكثيرا ما كان يقول: "هذا قول أهل السنة" ويرجحه.
علمه بالحديث:
لا يظهر جلياً ولكنه في بعض المواضع ذكر عدة أحاديث بسنده ، كما فعل في حديثه عن انشقاق القمر.
-------
إجابة السؤال الثاني : بيّن أهمّ مزايا كتاب "معاني القرآن وإعرابه"، ونقد العلماء له.
أهم مزايا كتاب معاني القرآن للزجاج:
1- حسن البيان في العرض ، فطريقته أشبه ما تكون بطريقة الإمام الطبري ، ويبدو أنه تعلم حسن البيان من شيخه المبرد ، فهو يشرح المسائل العلمية بطريقة تجعلها لا لبس فيها ولا غموض مما يقرب البعيد ويثلج الصدور.
2- التعبير عن الألفاظ العربية بسمت حسن ؛ فهو لا يعتمد فقط على المنقول المروي ،بل يعبر عنها بما يناسب من التصاريف ، ومما ساعده في ذلك مذهبه في الاشتقاق حيث يرى أن تصاريف المادة كلها تعود إلى أصل واحد ومعنى واحد مشترك كمذهب ابن فارس.
3- الرد على من فسر القرآن بمحض اللغة فقط ، فهو وإن كان من المفسرين اللغويين ؛ ولكنه يرد على من فسر القرآن بمحض اللغة فقط ، كرده على أبي عبيدة المثنى بن المعمر صاحب "مجاز القرآن" ، كما يرد على الفراء ، والمازني وغيره من النحويين خاصة في الأقوال التي تفردوا بها.
وأما نقد العلماء له :
---------