دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ربيع الأول 1441هـ/19-11-2019م, 09:49 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب التوحيد


مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب التوحيد

اختر مجموعة واحدة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى التوحيد، وذاكر طرق العلماء في بيان أقسامه، وكيف يكون الشرك في كل قسم.
س2: بيّن الفرق بين الإراد ة الكونية والإرادة الشرعية
س3: بيّن فضل التوكل على الله تعالى ودلالته على التوحيد.
س4: ما المراد بالروح في قوله عن عيسى عليه السلام: (وروح منه).
س5: اذكر أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك للأبواب الثلاثة الأولى من كتاب التوحيد.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا، واذكر مراتب العبودية.
س2: بيّن بالأدلة أنّ دين الأنبياء واحد.
س3: بيّن معنى " لا إله إلا الله"، وكيف تردّ على من أخطأ في تفسيرها من المتكلمين وغيرهم.
س4: بيّن تفاضل الناس في التوحيد، وكيف تردّ على من زعم أنّ المسلمين متساوون في توحيدهم؟
س5: اذكر أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك للأبواب الثلاثة الأولى من كتاب التوحيد.

المجموعة الثالثة:
س1: ما سبب عناية المؤلف بتوحيد الألوهية؟
س2: اشرح بإيجاز حديث معاذ : ( أتدري ما حقّ الله على العباد؟ ) مع بيان مناسبته للكتاب.
س3: ما معنى تحقيق التوحيد؟
س4: ما المراد بالظلم في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}؟
س4: اذكر أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك للأبواب الثلاثة الأولى من كتاب التوحيد.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ربيع الأول 1441هـ/21-11-2019م, 04:46 AM
ثرياء الطويلعي ثرياء الطويلعي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 257
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى التوحيد، وذاكر طرق العلماء في بيان أقسامه،
وكيف يكون الشرك في كل قسم.

التوحيد هو إفراد الله بالعبادة
وهو نوعان : ١/ توحيد في المعرفة والإثبات وهوتوحيد الربوبية، والأسماء والصفات، ويكون الشرك به نفي الخلق والرزق ونحوه لله سبحانه وتعالى ونفي الأسماء والصفات أو تأويلها بغير علم
٢/توحيد في الطلب والقصد، وهوتوحيد الإلهيه والعبادة ويكون الشرك به صرف العبادة لغير الله سبحانه



س2: بيّن الفرق بين الإراد ة الكونية والإرادة الشرعية
الإرادة الكونيه القدريه والإرادة الشرعية الدينية بينهما عموم وخصوص مطلق يجتمعان في حقوق المخلص المطيع وتنفرد الإرادة الكونية القدرية في حق العاصي


س3: بيّن فضل التوكل على الله تعالى ودلالته على التوحيد.

قال تعالى "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" يعني كافيه
دلالته على التوحيد اعتماد القلب على الله تعالى في حصول ماينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع مايضره في دينه ودنياه.


س4: ما المراد بالروح في قوله عن عيسى عليه السلام: (وروح منه).
"وروحٌ منه " قول أبي بن كعب " عيسى روحٌ من الأرواح التي خلقها الله تعالى واستنطقها بقوله :" ألست بربكم قالوا بلى " بعثه الله إلى مريم فدخل فيها"


س5: اذكر أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك للأبواب الثلاثة الأولى من كتاب التوحيد.

١/جمال وروعة تفسير (بسم)
2/تثبيت الإيمان بالله عز وجل والبراءة من الشرك وأهله بقوه
٣/في شرح " وبالوالدين إحساناً" إشارة جميله في اللطف معهما وكيف التعامل معهما.
٤/أصناف اللذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب والإشارة بإنهم يرقون غيرهم ولكن لايطلبون الرقيه.
٥/تفسير قوله في عيسى عليه السلام (وروح منه)

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ربيع الأول 1441هـ/21-11-2019م, 11:50 AM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثرياء الطويلعي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: بيّن معنى التوحيد، وذاكر طرق العلماء في بيان أقسامه،
وكيف يكون الشرك في كل قسم.

التوحيد هو إفراد الله بالعبادة هذا تعريف توحيد الألوهية
وهو نوعان : ١/ توحيد في المعرفة والإثبات وهوتوحيد الربوبية، والأسماء والصفات، ويكون الشرك به نفي الخلق والرزق ونحوه لله سبحانه وتعالى ونفي الأسماء والصفات أو تأويلها بغير علم
٢/توحيد في الطلب والقصد، وهوتوحيد الإلهيه والعبادة ويكون الشرك به صرف العبادة لغير الله سبحانه
لم تذكري التعريف اللغوي للتوحيد.
ولم تذكري النوع الآخر من تقسيم التوحيد والذي يقسمه فيه العلماء إلى ثلاثة أقسام.


س2: بيّن الفرق بين الإراد ة الكونية والإرادة الشرعية
الإرادة الكونيه القدريه والإرادة الشرعية الدينية بينهما عموم وخصوص مطلق يجتمعان في حقوق المخلص المطيع وتنفرد الإرادة الكونية القدرية في حق العاصي
لم تبيني الفروقات بين الإرادتين.

س3: بيّن فضل التوكل على الله تعالى ودلالته على التوحيد.
قال تعالى "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" يعني كافيه
دلالته على التوحيد اعتماد القلب على الله تعالى في حصول ماينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع مايضره في دينه ودنياه.
وفقك الله: الإجابة مختصرة جدا, فلعلك ترجعين إلى الدروس لمعرفة تفصيل الإجابة.

س4: ما المراد بالروح في قوله عن عيسى عليه السلام: (وروح منه).
"وروحٌ منه " قول أبي بن كعب " عيسى روحٌ من الأرواح التي خلقها الله تعالى واستنطقها بقوله :" ألست بربكم قالوا بلى " بعثه الله إلى مريم فدخل فيها"

س5: اذكر أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك للأبواب الثلاثة الأولى من كتاب التوحيد.
١/جمال وروعة تفسير (بسم)
2/تثبيت الإيمان بالله عز وجل والبراءة من الشرك وأهله بقوه
٣/في شرح " وبالوالدين إحساناً" إشارة جميله في اللطف معهما وكيف التعامل معهما.
٤/أصناف اللذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب والإشارة بإنهم يرقون غيرهم ولكن لايطلبون الرقيه.
٥/تفسير قوله في عيسى عليه السلام (وروح منه)
المطلوب الفوائد السلوكية وبيان أثرها على العبد
أحسنت نفع الله بك
الدرجة: ج

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1441هـ/11-01-2020م, 02:33 AM
أسرار المالكي أسرار المالكي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 404
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما سبب عناية المؤلف بتوحيد الألوهية؟
لأن هَذَا التَّوحِيدُ هو حَقِيقَةُ دِينِ الإسْلاَمِ الَّذي لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ أَحَدٍ سِوَاهُ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ، فَأَخْبَرَ أَنَّ دِينَ الإِسْلاَمِ مَبْنِيٌّ عَلَى هذه الأَرْكَانِ الخَمْسَةِ وهي الأَعْمَالُ، وتَوْحيدُ الإلهيَّةِ المَبْنِيُّ عَلَى إِخْلاَصِ التَّأَلُّهِ للهِ تَعَالَى، مِن المَحَبَّةِ وَالخَوْفِ، والرَّجَاءِ والتَّوَكُّلِ، والرَّغْبَةِ والرَّهْبَةِ، والدُّعَاءِ للهِ وَحْدَهُ ، ويَنْبَنِي عَلَى ذلك إخلاصُ العِبَادَاتِ كُلِّهَا ظَاهِرِهَا وباطِنِها للهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ له، لاَ يَجْعَلُ فيها شَيْئًا لِغَيْرِهِ، لاَ لمَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلاَ لِنَبِيٍّ مُرْسَلٍ، فَضْلاً عن غَيْرِهِمَا.
وهَذَا التَّوْحِيدُ هو الَّذِي تَضَمَّنَهُ قولُهُ تَعَالَى: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
وهذا التَّوحيدُ هو أوَّلُ الدِّينِ وآخِرُه، وباطنُهُ وظَاهِرُهُ، وهو أوَّلُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ وآخِرُهَا، وهو مَعْنَى قَوْلِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
هَذَا التَّوحيدُ هو أوَّلُ واجِبٍ عَلَى المُكَلَّفِ، لاَ النَّظَرُ وَلاَ القَصْدُ إِلَى النَّظَرِ وَلاَ الشَّكُّ في اللهِ، كَمَا هي أَقْوالٌ لِمَنْ لَمْ يَدْرِ مَا بَعَثَ اللهُ بهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن مَعَانِي الكِتَابِ والحِكْمَةِ، فهو أَوَّلُ وَاجِبٍ وآخِرُ واجِبٍ، وأوَّلُ ما يُدْخَلُ بهِ الإسلامُ وآخِرُ ما يُخْرَجُ بهِ مِنَ الدُّنيَا.
س2: اشرح بإيجاز حديث معاذ : ( أتدري ما حقّ الله على العباد؟ ) مع بيان مناسبته للكتاب.
" أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ " الدِّرايةُ: هي المعرفةُ، وأَخْرَجَ السُّؤالَ بِصِيغةِ الاسْتِفْهامِ، لِيَكونَ أَوْقَعَ في النَّفْسِ، وأَبْلَغَ في فَهْمِ المُتَعَلِّمِ، وهذا مِن حُسْنِ إرشادِهِ وتعليمِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
و" حَقُّ اللهِ عَلَى العِبادِ " هو ما يَسْتَحِقُّهُ عليهم ويَجْعَلُه مُتَحَتِّمًا.
و" حقُّ العِبادِ عَلَى اللهِ " مَعْناهُ أنَّهُ مُتَحَقِّقٌ لا مَحالةَ؛ لأنَّهُ قد وَعَدَهُم ذلك جَزاءً لهم عَلَى توحيدِهِ، ووعدُهُ حقٌّ، إنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ المِيعادَ.
قولُهُ: " أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بهِ شَيْئًا " أي: يُوَحِّدُوهُ بالعِبادةِ وَحْدَهُ ولا يُشْرِكُوا بهِ شيئًا.
قولُهُ: " وَحَقُّ العِبَادِ عَلَى اللهِ أنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " قَالَ الخَلْخَالِيُّ: تَقْديرُهُ: أنْ لا يُعَذِّبَ مَن يَعْبُدُهُ ولا يُشْرِكُ بهِ شَيْئًا .

يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بهِ شَيْئًا " أي: يُوَحِّدُوهُ بالعِبادةِ وَحْدَهُ ولا يُشْرِكُوا بهِ شيئًا.
وبيان مناسبة الحديث للكتاب: أنَّ التَّجرُّدَ مِن الشِّركِ لابدَّ منه في العِبادةِ، وإلاَّ فلا يكونُ العبدُ آتِيًا بعبادةِ اللهِ بل مُشْرِكٌ، وهذا هو معنى قولِ المُصَنِّفِ: (إنَّ العبادةَ هي التَّوحيدُ، لأنَّ الخُصومةَ فيهِ)، وفيهِ معرفةُ حقِّ اللهِ عَلَى العبادِ، وهو عبادتُهُ وحدَهُ لا شريكَ له.
فيا مَنْ حَقُّ سيِّدِهِ الإقبالُ عليهِ، والتَّوجُّهُ بقلبهِ إليهِ، لقد صَانَكَ وشَرَّفَكَ عن إِذْلالِ قلبِكَ ووجهِكَ لغيرِهِ، فما هذه الإِسَاءةُ القَبِيحةُ في مُعاملتِهِ مع هذا التَّشْرِيفِ والصِّيانَةِ! فهو يُعَظِّمُكَ ويَدْعُوكَ إلى الإقبالِ وأنتَ تَأْبَى إلاَّ مُبارَزَتَهُ بقَبائحِ الأفعالِ ، في بعضِ الآثارِ الإلهيَّةِ: " إِنِّي والجِنَّ والإِنْسَ فِي نَبَأٍ عَظِيمٍ، أَخْلُقُ ويُعْبَدُ غَيْرِي، وأَرْزُقُ ويُشْكَرُ سِوَاي، خَيْرِي إِلَى الْعِبادِ نَازِلٌ، وشَرُّهُمْ إِلَيَّ صَاعِدٌ، أَتَحَبَّبُ إليهم بالنِّعَمِ، ويَتَبَغَّضُونَ إِلَيَّ بالمَعاصِي " ، وكيفَ يَعْبُدُهُ حقَّ عِبادتِهِ مَن صَرَفَ سؤالَه، ودُعاءهُ، وتَذَلُّلَه، واضْطِرارَهُ، وخَوْفَهُ ورَجاءهُ، وتَوَكُّلَه، وإِنابتَهُ، وذَبْحَهُ، ونَذْرَهُ؛ لمَنْ لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرًّا ولا نَفْعًا، ولا موتًا ولا حَياةً ولا نُشورًا، مِن مَيِّتٍ رَمِيمٍ في التُّرابِ، أو بِناءٍ مَشِيدٍ مِن القِبابِ، فَضْلاً مِمَّا هو شرٌّ مِن ذلك.

س3: ما معنى تحقيق التوحيد؟
قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[النحل:120] ). 
مُنَاسَبَةُ الآيَةِ : مِنْ جِهَةِ أَنَّ اللهَ تَعَالَى وَصَفَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في هذهِ الآيَةِ بهذهِ الصِّفَاتِ الجَلِيلَةِ الَّتِي هيَ أَعْلَى دَرَجَاتِ تَحْقِيقِ التَّوْحيدِ؛ تَرْغِيبًا في اتِّبَاعِهِ في التَّوْحيدِ، وتَحْقِيقِ العُبُودِيَّةِ في اتِّباعِ الأَوَامِرِ وتَرْكِ النَّواهِي، فمَن اتَّبعَهُ في ذلكَ فإنَّهُ يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ كَمَا يَدْخُلُها إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. 
الدَّعْوَةُ الأُولَى: أَنَّهُ كَانَ أُمَّةً؛ أيْ: قُدْوَةً وإِمَامًا مُعَلِّمًا للخَيْرِ، وإِمَامًا يُقْتَدَى بهِ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عن ابنِ مَسْعُودٍ، ومَا كَانَ كَذَلِكَ إِلاَّ لتَكْمِيلِهِ مَقَامَ الصَّبْرِ واليَقِينِ اللَّذَيْنِ بِهِمَا تُنالُ الإِمَامَةُ في الدِّينِ، كمَا قَالَ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكانوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}[السجدة:24]. 
الدَّعوةُ الثَّانِيَةُ: أنَّهُ كَانَ قانتًا للهِ؛ أيْ: خَاشِعًا مُطِيعًا، دَائِمًا عَلَى عِبَادَتِهِ وطَاعَتِهِ، كَمَا قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ: القُنُوتُ في اللُّغَةِ: دَوَامُ الطَّاعَةِ، والمُصَلِّي إِذَا طَالَ قِيَامُهُ أوْ رُكُوعُهُ أوْ سُجُودُهُ فهوَ قَانِتٌ في ذَلِكَ كُلِّهِ؛ قَالَ تَعَالَى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}[الزُّمَر:9]، فَجَعَلَهُ قَانِتًا في حَالِ السُّجودِ والقيامِ. انتهَى. 
فوصَفَهُ في هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ بِتَحْقِيقِ العُبُوديَّةِ في نَفْسِهِ: أوَّلاً: عِلْمًا وعَمَلاً، وثَانِيًا: دَعْوةً وتَعْلِيمًا واقْتِدَاءً بهِ، وما كانَ يُقْتَدَى بهِ إِلاَّ لِعِلْمِهِ بهِ في نَفْسِهِ. 
ووَصَفَهُ في الثَّانِيَةِ: بالاسْتِقَامَةِ عَلَى ذَلِكَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فُصِّلَتْ:34]، فَتَضَمَّنَت العِلْمَ والعَمَلَ والاسْتِقَامَةَ والدَّعْوَةَ. 
الدَّعْوَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّهُ كَانَ حَنِيفًا؛ والحَنَفُ: المَيْلُ؛ أيْ: مَائِلاً مُنْحَرِفًا قَصْدًا عن الشِّرْكِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عنهُ: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الأنعام:79]، وَقَالَ تَعَالَى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}[الروم:30]. 
الدَّعوةُ الرَّابِعَةُ: أنَّهُ مَا كَانَ مِن المُشْرِكِينَ؛ أيْ: هوَ وَجْهٌ خَالِصٌ مِنْ شَوَائِبِ الشِّرْكِ مُطْلَقًا، فَنَفَى عنهُ الشِّرْكَ عَلَى أَبْلَغِ وُجُوهِ النَّفْيِ، بِحَيْثُ لاَ يُنسَبُ إليهِ شِرْكٌ وإِنْ قَلَّ؛ تَكْذِيبًا لِكُفَّارِ قُرَيْشٍ في زَعْمِهِم أنَّهُمْ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
وَقَالَ المُصَنِّفُ في الكَلاَمِ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كانَ أُمَّةً}[النحل:120]: لِئَلاَّ يَسْتَوْحِشَ سَالِكُ الطَّرِيقِ مِنْ قِلَّةِ السَّالِكِينَ، {قَانِتًا للهِ} لاَ للمُلُوكِ وَلاَ للتُّجَّارِ المُتْرَفِينَ، {حَنِيفًا} لا يَمِيلُ يَمِينًا وَلاَ شِمَالاً كَفِعْلِ العُلَمَاءِ المَفْتُونِينَ، {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} خِلاَفًا لِمَنْ كَثَّرَ سَوادَهُم وزَعَمَ أنَّهُ مِن المُسْلِمِينَ. 
قُلْتُ: وهوَ مِنْ أَحْسَنِ ما قِيلَ في تَفْسِيرِ هذهِ الآيَةِ، لَكِنَّهُ يُنَبِّهُ بالأَدْنَى عَلَى الأَعْلَى. وقولُهُ: (لِئَلاَّ يَسْتَوْحِشَ) تَنْبِيهٌ عَلَى بَعْضِ مَعْنَى الآيَةِ، وهوَ المُنْفَرِدُ وحْدَهُ في الخَيْرِ. وَقَدْ رَوَى ابنُ أَبِي حَاتِمٍ عن ابْنِ عبَّاسٍ، في قولِهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كانَ أُمَّةً قَانِتًا} كَانَ عَلَى الإِسْلاَمِ، ولَمْ يَكُنْ في زَمَانِهِ مِنْ قَوْمِهِ أَحَدٌ عَلَى الإِسْلاَمِ غيرَهُ؛ فَلِذَلِكَ قَالَ اللهُ: {كَانَ أُمَّةً قَانِتًا} ، ولا تَنَافِيَ بَيْنَهُ وبَيْنَ كَلاَمِ ابنِ مَسْعُودٍ المُتَقَدِّمِ.

س4: ما المراد بالظلم في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}؟

عن أبي بَكْرٍ الصِّديِّقِ أنَّهُ فَسَّرَهُ بالشِّرْكِ، فيكونُ الأمنُ من تأييدِ العَذَابِ ، وعن عُمَرَ أنَّهُ فسَّرَهُ بالذَّنْبِ، فيكونُ الأمنُ من كلِّ عَذَابٍ ، وقالَ الحَسَنُ والكَلْبِيُّ: {أولئكَ لهمُ الأمْنُ} في الآخِرَةِ {وهم مُهْتَدونَ} في الدُّنيَا

س4: اذكر أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك للأبواب الثلاثة الأولى من كتاب التوحيد.


1-الحث عَلَى إخلاصِ العبادةِ للهِ تَعالى، وأنَّهَا لا تَنْفَعُ معَ الشِّركِ، بل لا تُسَمَّى عِبادةً شَرْعًا

2- كثرةُ ثوابِ التَّوحيدِ.
3- وسَعَةُ كَرَمِ اللهِ وجُودِهِ ورَحْمَتِهِ، حيثُ وَعَدَ عِبَادَهُ أنَّ العبدَ لو أتاه بملءِ الأرضِ خطايا، وقَدْ مَاتَ عَلَى التَّوحيدِ فإنَّهُ يُقَابِلُه بالمَغْفِرَةِ الواسِعَةِ الَّتي تَسَعُ ذُنُوبَهُ.
4-تحقيق التوحيدِ هو تهذيبُه وتصفيتُه من الشركِ الأكبرِ والأصغرِ ومن جميع انواع البدعِ القوليةِ الاعتقاديةِ، والبدعِ الفعليةِ العمليةِ،ومن المعاصِي؛ وذلك بكمالِ الإِخلاصِ للهِ .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 جمادى الأولى 1441هـ/14-01-2020م, 04:51 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسرار المالكي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: ما سبب عناية المؤلف بتوحيد الألوهية؟
لأن هَذَا التَّوحِيدُ هو حَقِيقَةُ دِينِ الإسْلاَمِ الَّذي لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ أَحَدٍ سِوَاهُ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ، فَأَخْبَرَ أَنَّ دِينَ الإِسْلاَمِ مَبْنِيٌّ عَلَى هذه الأَرْكَانِ الخَمْسَةِ وهي الأَعْمَالُ، وتَوْحيدُ الإلهيَّةِ المَبْنِيُّ عَلَى إِخْلاَصِ التَّأَلُّهِ للهِ تَعَالَى، مِن المَحَبَّةِ وَالخَوْفِ، والرَّجَاءِ والتَّوَكُّلِ، والرَّغْبَةِ والرَّهْبَةِ، والدُّعَاءِ للهِ وَحْدَهُ ، ويَنْبَنِي عَلَى ذلك إخلاصُ العِبَادَاتِ كُلِّهَا ظَاهِرِهَا وباطِنِها للهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ له، لاَ يَجْعَلُ فيها شَيْئًا لِغَيْرِهِ، لاَ لمَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلاَ لِنَبِيٍّ مُرْسَلٍ، فَضْلاً عن غَيْرِهِمَا.
وهَذَا التَّوْحِيدُ هو الَّذِي تَضَمَّنَهُ قولُهُ تَعَالَى: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
وهذا التَّوحيدُ هو أوَّلُ الدِّينِ وآخِرُه، وباطنُهُ وظَاهِرُهُ، وهو أوَّلُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ وآخِرُهَا، وهو مَعْنَى قَوْلِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
هَذَا التَّوحيدُ هو أوَّلُ واجِبٍ عَلَى المُكَلَّفِ، لاَ النَّظَرُ وَلاَ القَصْدُ إِلَى النَّظَرِ وَلاَ الشَّكُّ في اللهِ، كَمَا هي أَقْوالٌ لِمَنْ لَمْ يَدْرِ مَا بَعَثَ اللهُ بهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن مَعَانِي الكِتَابِ والحِكْمَةِ، فهو أَوَّلُ وَاجِبٍ وآخِرُ واجِبٍ، وأوَّلُ ما يُدْخَلُ بهِ الإسلامُ وآخِرُ ما يُخْرَجُ بهِ مِنَ الدُّنيَا.
س2: اشرح بإيجاز حديث معاذ : ( أتدري ما حقّ الله على العباد؟ ) مع بيان مناسبته للكتاب.
" أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ " الدِّرايةُ: هي المعرفةُ، وأَخْرَجَ السُّؤالَ بِصِيغةِ الاسْتِفْهامِ، لِيَكونَ أَوْقَعَ في النَّفْسِ، وأَبْلَغَ في فَهْمِ المُتَعَلِّمِ، وهذا مِن حُسْنِ إرشادِهِ وتعليمِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
و" حَقُّ اللهِ عَلَى العِبادِ " هو ما يَسْتَحِقُّهُ عليهم ويَجْعَلُه مُتَحَتِّمًا.
و" حقُّ العِبادِ عَلَى اللهِ " مَعْناهُ أنَّهُ مُتَحَقِّقٌ لا مَحالةَ؛ لأنَّهُ قد وَعَدَهُم ذلك جَزاءً لهم عَلَى توحيدِهِ، ووعدُهُ حقٌّ، إنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ المِيعادَ.
قولُهُ: " أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بهِ شَيْئًا " أي: يُوَحِّدُوهُ بالعِبادةِ وَحْدَهُ ولا يُشْرِكُوا بهِ شيئًا.
قولُهُ: " وَحَقُّ العِبَادِ عَلَى اللهِ أنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " قَالَ الخَلْخَالِيُّ: تَقْديرُهُ: أنْ لا يُعَذِّبَ مَن يَعْبُدُهُ ولا يُشْرِكُ بهِ شَيْئًا .

يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بهِ شَيْئًا " أي: يُوَحِّدُوهُ بالعِبادةِ وَحْدَهُ ولا يُشْرِكُوا بهِ شيئًا.
وبيان مناسبة الحديث للكتاب: أنَّ التَّجرُّدَ مِن الشِّركِ لابدَّ منه في العِبادةِ، وإلاَّ فلا يكونُ العبدُ آتِيًا بعبادةِ اللهِ بل مُشْرِكٌ، وهذا هو معنى قولِ المُصَنِّفِ: (إنَّ العبادةَ هي التَّوحيدُ، لأنَّ الخُصومةَ فيهِ)، وفيهِ معرفةُ حقِّ اللهِ عَلَى العبادِ، وهو عبادتُهُ وحدَهُ لا شريكَ له.
فيا مَنْ حَقُّ سيِّدِهِ الإقبالُ عليهِ، والتَّوجُّهُ بقلبهِ إليهِ، لقد صَانَكَ وشَرَّفَكَ عن إِذْلالِ قلبِكَ ووجهِكَ لغيرِهِ، فما هذه الإِسَاءةُ القَبِيحةُ في مُعاملتِهِ مع هذا التَّشْرِيفِ والصِّيانَةِ! فهو يُعَظِّمُكَ ويَدْعُوكَ إلى الإقبالِ وأنتَ تَأْبَى إلاَّ مُبارَزَتَهُ بقَبائحِ الأفعالِ ، في بعضِ الآثارِ الإلهيَّةِ: " إِنِّي والجِنَّ والإِنْسَ فِي نَبَأٍ عَظِيمٍ، أَخْلُقُ ويُعْبَدُ غَيْرِي، وأَرْزُقُ ويُشْكَرُ سِوَاي، خَيْرِي إِلَى الْعِبادِ نَازِلٌ، وشَرُّهُمْ إِلَيَّ صَاعِدٌ، أَتَحَبَّبُ إليهم بالنِّعَمِ، ويَتَبَغَّضُونَ إِلَيَّ بالمَعاصِي " ، وكيفَ يَعْبُدُهُ حقَّ عِبادتِهِ مَن صَرَفَ سؤالَه، ودُعاءهُ، وتَذَلُّلَه، واضْطِرارَهُ، وخَوْفَهُ ورَجاءهُ، وتَوَكُّلَه، وإِنابتَهُ، وذَبْحَهُ، ونَذْرَهُ؛ لمَنْ لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرًّا ولا نَفْعًا، ولا موتًا ولا حَياةً ولا نُشورًا، مِن مَيِّتٍ رَمِيمٍ في التُّرابِ، أو بِناءٍ مَشِيدٍ مِن القِبابِ، فَضْلاً مِمَّا هو شرٌّ مِن ذلك.

س3: ما معنى تحقيق التوحيد؟
قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[النحل:120] ). 
مُنَاسَبَةُ الآيَةِ : مِنْ جِهَةِ أَنَّ اللهَ تَعَالَى وَصَفَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في هذهِ الآيَةِ بهذهِ الصِّفَاتِ الجَلِيلَةِ الَّتِي هيَ أَعْلَى دَرَجَاتِ تَحْقِيقِ التَّوْحيدِ؛ تَرْغِيبًا في اتِّبَاعِهِ في التَّوْحيدِ، وتَحْقِيقِ العُبُودِيَّةِ في اتِّباعِ الأَوَامِرِ وتَرْكِ النَّواهِي، فمَن اتَّبعَهُ في ذلكَ فإنَّهُ يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ كَمَا يَدْخُلُها إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. 
الدَّعْوَةُ الأُولَى: أَنَّهُ كَانَ أُمَّةً؛ أيْ: قُدْوَةً وإِمَامًا مُعَلِّمًا للخَيْرِ، وإِمَامًا يُقْتَدَى بهِ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عن ابنِ مَسْعُودٍ، ومَا كَانَ كَذَلِكَ إِلاَّ لتَكْمِيلِهِ مَقَامَ الصَّبْرِ واليَقِينِ اللَّذَيْنِ بِهِمَا تُنالُ الإِمَامَةُ في الدِّينِ، كمَا قَالَ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكانوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}[السجدة:24]. 
الدَّعوةُ الثَّانِيَةُ: أنَّهُ كَانَ قانتًا للهِ؛ أيْ: خَاشِعًا مُطِيعًا، دَائِمًا عَلَى عِبَادَتِهِ وطَاعَتِهِ، كَمَا قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ: القُنُوتُ في اللُّغَةِ: دَوَامُ الطَّاعَةِ، والمُصَلِّي إِذَا طَالَ قِيَامُهُ أوْ رُكُوعُهُ أوْ سُجُودُهُ فهوَ قَانِتٌ في ذَلِكَ كُلِّهِ؛ قَالَ تَعَالَى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}[الزُّمَر:9]، فَجَعَلَهُ قَانِتًا في حَالِ السُّجودِ والقيامِ. انتهَى. 
فوصَفَهُ في هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ بِتَحْقِيقِ العُبُوديَّةِ في نَفْسِهِ: أوَّلاً: عِلْمًا وعَمَلاً، وثَانِيًا: دَعْوةً وتَعْلِيمًا واقْتِدَاءً بهِ، وما كانَ يُقْتَدَى بهِ إِلاَّ لِعِلْمِهِ بهِ في نَفْسِهِ. 
ووَصَفَهُ في الثَّانِيَةِ: بالاسْتِقَامَةِ عَلَى ذَلِكَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فُصِّلَتْ:34]، فَتَضَمَّنَت العِلْمَ والعَمَلَ والاسْتِقَامَةَ والدَّعْوَةَ. 
الدَّعْوَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّهُ كَانَ حَنِيفًا؛ والحَنَفُ: المَيْلُ؛ أيْ: مَائِلاً مُنْحَرِفًا قَصْدًا عن الشِّرْكِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عنهُ: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الأنعام:79]، وَقَالَ تَعَالَى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}[الروم:30]. 
الدَّعوةُ الرَّابِعَةُ: أنَّهُ مَا كَانَ مِن المُشْرِكِينَ؛ أيْ: هوَ وَجْهٌ خَالِصٌ مِنْ شَوَائِبِ الشِّرْكِ مُطْلَقًا، فَنَفَى عنهُ الشِّرْكَ عَلَى أَبْلَغِ وُجُوهِ النَّفْيِ، بِحَيْثُ لاَ يُنسَبُ إليهِ شِرْكٌ وإِنْ قَلَّ؛ تَكْذِيبًا لِكُفَّارِ قُرَيْشٍ في زَعْمِهِم أنَّهُمْ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
وَقَالَ المُصَنِّفُ في الكَلاَمِ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كانَ أُمَّةً}[النحل:120]: لِئَلاَّ يَسْتَوْحِشَ سَالِكُ الطَّرِيقِ مِنْ قِلَّةِ السَّالِكِينَ، {قَانِتًا للهِ} لاَ للمُلُوكِ وَلاَ للتُّجَّارِ المُتْرَفِينَ، {حَنِيفًا} لا يَمِيلُ يَمِينًا وَلاَ شِمَالاً كَفِعْلِ العُلَمَاءِ المَفْتُونِينَ، {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} خِلاَفًا لِمَنْ كَثَّرَ سَوادَهُم وزَعَمَ أنَّهُ مِن المُسْلِمِينَ. 
قُلْتُ: وهوَ مِنْ أَحْسَنِ ما قِيلَ في تَفْسِيرِ هذهِ الآيَةِ، لَكِنَّهُ يُنَبِّهُ بالأَدْنَى عَلَى الأَعْلَى. وقولُهُ: (لِئَلاَّ يَسْتَوْحِشَ) تَنْبِيهٌ عَلَى بَعْضِ مَعْنَى الآيَةِ، وهوَ المُنْفَرِدُ وحْدَهُ في الخَيْرِ. وَقَدْ رَوَى ابنُ أَبِي حَاتِمٍ عن ابْنِ عبَّاسٍ، في قولِهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كانَ أُمَّةً قَانِتًا} كَانَ عَلَى الإِسْلاَمِ، ولَمْ يَكُنْ في زَمَانِهِ مِنْ قَوْمِهِ أَحَدٌ عَلَى الإِسْلاَمِ غيرَهُ؛ فَلِذَلِكَ قَالَ اللهُ: {كَانَ أُمَّةً قَانِتًا} ، ولا تَنَافِيَ بَيْنَهُ وبَيْنَ كَلاَمِ ابنِ مَسْعُودٍ المُتَقَدِّمِ.

س4: ما المراد بالظلم في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}؟

عن أبي بَكْرٍ الصِّديِّقِ أنَّهُ فَسَّرَهُ بالشِّرْكِ، فيكونُ الأمنُ من تأييدِ العَذَابِ ، وعن عُمَرَ أنَّهُ فسَّرَهُ بالذَّنْبِ، فيكونُ الأمنُ من كلِّ عَذَابٍ ، وقالَ الحَسَنُ والكَلْبِيُّ: {أولئكَ لهمُ الأمْنُ} في الآخِرَةِ {وهم مُهْتَدونَ} في الدُّنيَا

س4: اذكر أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك للأبواب الثلاثة الأولى من كتاب التوحيد.


1-الحث عَلَى إخلاصِ العبادةِ للهِ تَعالى، وأنَّهَا لا تَنْفَعُ معَ الشِّركِ، بل لا تُسَمَّى عِبادةً شَرْعًا

2- كثرةُ ثوابِ التَّوحيدِ.
3- وسَعَةُ كَرَمِ اللهِ وجُودِهِ ورَحْمَتِهِ، حيثُ وَعَدَ عِبَادَهُ أنَّ العبدَ لو أتاه بملءِ الأرضِ خطايا، وقَدْ مَاتَ عَلَى التَّوحيدِ فإنَّهُ يُقَابِلُه بالمَغْفِرَةِ الواسِعَةِ الَّتي تَسَعُ ذُنُوبَهُ.
4-تحقيق التوحيدِ هو تهذيبُه وتصفيتُه من الشركِ الأكبرِ والأصغرِ ومن جميع انواع البدعِ القوليةِ الاعتقاديةِ، والبدعِ الفعليةِ العمليةِ،ومن المعاصِي؛ وذلك بكمالِ الإِخلاصِ للهِ .
وفقك الله : أرجو إعادة المجلس دون نسخ ولصق.
الدرجة: هـ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir