فائدة: القرآن فيه فاضل ومفضول
فالفاضل كآية الكرسي، وأول سورة الحديد (57) وآخر سورة الحشر (59) فإن ذلك كلام الله [في الله].
والمفضول: ـ{تبت يدا أبي لهب} (سورة 111) {قل يا أيها الكافرون} (سورة 109) ونحو ذلك. فإن ذلك كلام الله في غير الله. فاكتسى الأول الشرف من جهتين واكتسى الثاني الشرف من جهة واحدة.
إذا تقرر ذلك، فنقول: لا ينبغي أن يواظب على الفاضل وترك المفضول. وإن كان الزمان الذي يشغل بالمفضول ينبغي أن يشغل بالفاضل إلا أنا خالفنا هذه القاعدة للنص والمعنى. أما النص، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يداوم على قراءة {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد} في ركعتي الفجر مع أن {قل يا أيها الكافرون} كلام الله في غير الله. وأما المعنى فلما يؤدي إليه ترك المفضول من نسيانه. فسدت الذريعة في حق من حفظه وفي حق من لم يحفظه.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[فوائد في مشكل القرآن: 264]