السلام عليكم ورحمة الله.
السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
من حكمة الله تعالى أنه يختبر عباده كما أخبر سبحانه: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم} الآية، وقد أدرك ذلك الإمام أحمد –رحمه الله- وحقق ما قال الله: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، وأدرك مسؤوليته على الأمة وأمانة العلم بما صار إمام أهل السنة حقا. واستفدت من محنته أنه ينبغي لطالب العلم أن يكون صادقا في طلبه وصابرا على الأذى في هذا الطريق الشريف، ورحيما بالناس؛ إذ لم يعير الإمام أحمد أحدا ممن امتحن معه، بل عذرهم قائلا: "القيد كره، والحبس كره".
المجموعة الثانية :
س1: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن أنه كلام الله حقيقة غير مخلوق فهو صفة من صفاته تعالى، منه بدأ، أي: نزل، وإليه يعود، يعني يرفعه الله تعالى في آخر الزمان؛ فهو كلام الله لفظا ومعنى، سمعه منه تعالى جبريل، وسمعه منه محمد صلى الله عليه وسلم، وسمعه منه الصحابة، فهو محفوظ في السطور وفي الصدور.
س2:بيّن الفرق بين كل ممّا يلي:
أ: قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن.
هم يتفقون على أن القرآن غير مخلوق وأنه ليس بكلام الله تعالى حقيقة بألفاظه، وإنما كلامه تعالى هو المعاني القائمة بنفسه تعالى ويفترقان بعد ذلك: فأما الكلابية فيقولون: إن القرآن حكاية عن كلام الله تعالى؛ وأما الأشاعرة فيقولون: إن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى-وهي تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف- وليس حكاية؛ لأنها تقتضي مماثلة للمحكي.
ب: قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
زعم المعتزلة أن القرآن كلام الله، لكنه مخلوق. وذلك لاعتقادهم أن كلام الله مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأجسام يسمعه من يشاء.
وأما الأشاعرة فزعموا أن القرآن ليس كلام الله تعالى حقيقة، وذلك لاعتقادهم أن كلامه تعالى هو المعنى القائم بنفسه تعالى، وليس بحرف ولا صوت.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
لا خلاف بين الأمة أن أول من أحدث القول بخلق القرآن هو جعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق خالد بن عبد الله القسري عام 124 ه يوم الأضحى.
ونشر بعد ذلك هذا القول تلميذه جهم بن صفان كما ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد"، ولم يكن جهم من أهل العلم، وإنما كان رجلا ذكيا، فقد كفره العماء في عصره، وقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128ه.
وتلقف مقالات جهم بن صفان من أتباعه بشر بن غياث المريسي، لكنه كان متخفيا في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله. وإنما أظهر عقيدته بعد موت الرشيد عام 193 ه. فقد حذر أئمة أهل السنة منه وأصحابه.