المجلس العاشر
المجموعة الرابعة
س1_ استخرج خمس فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى :
يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)
الجواب
ج1_ في خضم الحياة ومعترك العيش فيها ينسى الانسان ان لا قيمة له بدون خالقه , فيكابر ويعاند ويطغى وهو من ضعف خلق وإلى ضعف يعود (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ )
2- إن معرفة الله معرفة مبنية على علم أصيل وتتبع لأسمائه وصفاته سبحانه في كتابه المجيد تدل العبد على أن له ربا كريما عظيما, حليما قادرا, كثير العفو, شديد البطش ( ما غرك بربك الكريم _ الذي خلقك فسواك فعدلك)
3- لا نملك أنفاس الحياة بين جوانحنا ولا نملك اليوم الذي نعيشه والغد الذي لم يأتي , حتى هيئاتنا وصورتنا , لله خلقا , ولله حياة ونشورا . ( في أي صورة ماشاء ركبك) فيا نفس لوذي بالذي يملك كل شيء وعيشي في كنف رحمته , عيش العبد التقي الذي يتولاه مولاه .
4_ الإيمان باليوم الآخر وتمام اليقين بوقوعه , من ركائز الإيمان الراسخة في سويداء القلب , تدفع العبد لحسن العمل رغبة في رحمة الله, ورهبة من عذاب الله (كلا بل تكذبون بالدبن)
5_ ما أكثر ما ننسى أن هناك من يكتب علينا أـقوالنا ويحفظ علينا أفعالنا ,فيسطر الصغير قبل الكبير ( وإن عليكم لحافظين _كراما كاتبين _ يعلمون ما تفعلون) لعل من أهم مزايا المتقين أنهم دائما في ذكر لهؤلاء الحفظة الكرام الطائعين .
س2_ حرر القول في كل من :
أ_ المراد بالعشار ومعنى تعطيلها ؟
ج_ تحرير القول في المراد بالعشار : اتفقت أغلب الأقوال أن العشار هي الإبل الحوامل وهي أنفس أموال العرب , ذكر هذا ابن كثير عن عكرمة ومجاهد وأبي بن كعب والضحاك والربيع بن خثيم , ورجح هذا الإمام القرطبي في كتابه التذكرة وأيد ابن كثير هذا الترجيح بفوله : لم يعرف عن السلف والأئمة سواه ,وهو قول الأشقر والسعدي الذي عدها واحدة من نفائس الأموال وأن المراد يسع كل أنواع النفائس وإنما خصت بالذكر لأنها كانت أنفس أموالهم آنذاك .
وجاء في المراد منها أقوال أخرى باينت هذا المعنى , وهي :السحاب , الأرض التي تعشر , الديار التي تعطل لذهاب أهلها , كل هذه الأقوال ذكرها الإمام القرطبي ونقلها عنه ابن كثير .
ومعنى تعطيلها ( أي العشار) : أي أهملها أهلها وسيبت وتوكت بلا راع وانشغل الناس عنها وعن الانتفاع بها بعدما كانوا أرغب شيء فيها .
أما إذا كان المراد بالعشار ما جاء في الأقوال الأخرى , فيكون المعنى بحسبه, فإذا كانت السحاب فتعطيلها أنها تتوقف عن المسير بين السماء والأرض لخراب الأرض , وإن كان المراد الديار , فتعطيلها ذهاب أهلها عنها .
ب_المراد بتكوير الشمس ؟
ج_ تحرير القول في المراد بتكوير الشمس : الأقوال في غالبها اتفقت وتقاربت , فقد نقل ابن كثير عن ابن عباس وقتادة وابن جرير أن كورت بمعنى ذهب ضوءها , والقول بأن المراد ذهابها هو قول ثان لابن عباس والضحاك ومجاهد .ومعنى ثالث أنها رمي بها وألقيت ذكره ابن كثير عن الربيع بن خثيم وابو صالح وابن جرير الذي رجح أن المراد تكور وترمى فيذهب ضوءها والأشقر وافق هذا بقوله, تلف ويرمى بها .
_ ثم ساق ابن كثير أقوالا أخرى تباينت : كورت أي غورت قول سعيد بن جبير , وكورت أي وقعت على الأرض قول زيد بن أسلم , وكورت أي نكست قول أبي صالح .
_تكور في البحر ويضرم عليها النار, قاله ابن عباس والشعبي
_تكور الشمس والقمر ويرمى بهما في جهنم يوم القيامة وهو قول الإمام البخاري , واستدل على هذا المراد بحديث (الشمس والقمر ثوران في النار يوم القيامة ) وهذا القول الأخير هو اختيار السعدي .
س3_بين ما يلي :
أ_ ما أعده الله من النعيم للمؤمنين ؟
ج_ يبدأ نعيم المؤمنين وكرامتهم عند الله ربهم ,أن أرواحهم في عليين , في السماء السابعة , أي في الجنة , وقيل أن معنى الآية الكريمة (كلا إن كتب الأبرار لفي عليين) أن صحائف أعماله, وكتبهم في الأعالي متشرفة يشهدها أهل الملأ الأعلى, الملائكة الكرام وأرواح الأنبياء والصديقين والشهداء , فهم في تكريم وتنويه بأسمائهم في (كتاب مرقوم) تنعم منهم الأرواح والقلوب والأبدان , في دار عدل لا تحول عنها ,في قوله تعالى (إن الأبرار لفي نعيم ) نكر النعيم لتذهب فيه التصورات والأفكار كل مذهب ولكنه فوق ذلك, فلا عين رأت مثله , ولا خطر على قلب بشر حجمه وكيفه, فالوجوه معبرة نضرة , تعكس رغدا تعيشه , يتكئ أصحابها على أرائك محجلة (سرر مرفوعة ) بالذهب مزينة , تتوالى عليهم صنوف اللذة والمتع فينظرون إليها فتزيدهم نضرة وبهاء ,ولهم نظرات هي أنعم النعيم وأعلاه , كما جاء في حديث ابن عمر( إن أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ ، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غَدْوَةً وَعَشِيَّةً (يسقون خمرا ليس فيها من خمر الدنيا إلا الاسم , فهي طيبة المذاق والرائحة , وختامها مسك يتضوع , بل شرابها يمزج من عين عالية , لتتناهى اللذة بشربه ( ومزاجه من تسنيم) لأهل القرب والولاية (عينا يشرب بها المقربون) فلمثل هذا النعيم فليشمر المشمرون ويستبق المتسابقون , ياحبذا الجنة واقترابها .. طيبة وبارد شرابها , جعلنا الله وإياكم من أهلها برحمته وفضله)
ب_ ما يفيده قوله تعالى (وما أرسلوا عليهم حافظين) ؟
ج_ لا ينشغل بالناس ومراقبتهم وتتبع عثراتهم إلا ذوو النفوس المريضة , التي هي أولى بالمراقبة لنفسها وعلاجها من أسقامها .
_ ذكر الله شفاء وذكر الناس داء . ذكر الله يملأ النفس طمأنينة وقوة ورقابة لها حتى الله يرضى عنها , وذكر الناس عيبا وغيبا مظنة إفلاس النفس وفقرها وغفلتها عن ما لها وما عليها .
_لايزال المرء منشغلا بنفسه تزكية وتربية فيترقى خلقا وإيمانا, فهي سمة المؤمنين المتقين .
_ أمراض البدن اختلف العلماء في وجوب واستحباب مداواتها , ولكنهم أجمعوا وأوجبوا على طلب التشافي من أمراض النفوس والأخلاق والقلوب, اللهم آت نفوسنا تقواها , وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها