1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد المستفادة من سيرة نبينا إبراهيم عليه السلام مما درست.
من الفوائد المستفادة من قصة إبراهيم عليه السلام:
- عدم إعجاب المرء بعمله مهما كان مقام هذا العمل, فيجدر به أن ينسب الفضل لربه, فلا يدخل العجب نفسه, قال تعالى:"ربنا تقبل منا" فسأل إبرهيم ربه القبول مع عظم ما كان يعمل من عمل, وهذا مقام الخائف, الراجي رحمة ربه.
- ليست العبرة بكثرة العمل, لكن العبرة بالقبول. قال تعالى:"ربنا تقبل منا".
- الإكثار من سؤال الله الثبات, فالعبرة بدوام العمل والثبات عليه. قال تعالى:"ربنا واجعلنا مسلمين..." مع كونهم مسلمين, لكن سألا الله الثبات على الإسلام والموت عليه.
- خوف المرء على ذريته, وإرادته نجاتهم من النار, فيجدر به ان يكثر الدعاء لهم مع الأخذ بالأسباب المشروعة, فهذا سبيل الأنبياء, قال تعالى:"ومن ذريتي".
- العمدة في الحكم على عقول الناس هو مدى اتباعهم للحق المنزل من عند الله, أما الاعتبارات الدنيوية فليست بمقياس حقيقي. قال تعالى:"ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه".
- سرعة الاستجابة لأوامر الله وعدم التراخي, فهذا كفيل بأن يلحق العذاب على فاعله. قال تعالى:"إذ قال له ربه اسلم قال أسلمت".
- العناية بالأبناء ودوام النصح والوصية بالخير لهم, فالذكرى تنفع المؤمنين. قال تعالى:"ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب", مع كون أبناء إبراهيم-عليه السلام- من الأنبياء, فكيف بحال غيرهم!!
- العناية بالدعوة إلى الله, وجعل هم الداعية الحرص على إظهار الدين وتعليم الناس التوحيد, فتكون خططه بعيدة المدى لا تشمل فقط من حوله, بل تشمل من سيأتي من الأجيال مستقبلا. قال تعالى:"ربنا وابعث فيهم رسولا ...".
- ترك الاعتماد على النسب والانتماءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع, فالحساب سيكون على عمل العبد وما كسبت يداه. قال تعالى:تلك أمة خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم...".
- عدم الانتقاء في الشرائع, فنترك بعضا ونتبع بعضا, فالكل من أمر الله ونهيه, فلا يحكم الهوى والعقل فيه. قال تعالى:"لا نفرق بين أحد منهم...".
- العبادات القلبية من اعظم العبادات, فإن كان القلب يؤمن بمدى افتقاره إلى ربه في جميع أموره, ظهر هذا على الجوارح, فيكون الذل والخضوع والانقياد, ويكون اللسان لاهجا بسؤال ربه الإعانة في كل أمر. وهذا من تكرار كلمة(ربنا) في دعاء إبراهيم.
- افتقار العبد إلى تعليم الله إياه. قال تعالى:"وارنا مناسكنا".
المجموعة الثالثة:
1: حرّر القول في كل من:
أ: معنى سؤال إبراهيم وإسماعيل التوبة وهما نبيان معصومان.
التوبة لغة: الرجوع, وشرعا: هي توبة الله على العبد رجوعه به وهدايته له.
واختلف العلماء في معناها في هذه الآية, نظرا لعصمة الأنبياء, فجاءت على أقوال يجمعها بأنها صرفت التوبة عن ظاهر معناها المراد:
القول الأول: قالوا بإنهما سألا التوبة طلبا للتثبيت والدوام. ذكره ابن عطية.
القول الثاني: قالوا بإنهما سألاها لمن بعدهما من الذرية, وقد جاء في قراءة ابن مسعود «وأرهم مناسكهم» . ذكره ابن عطية.
القول الثالث: إنهما سألاها ليبينوا للناس بأن طلب التوبة مقارن لأداء المناسك, ويعظم في هذه المواضع التنصل من الذنوب وطلب التوبة, فأرادا سن سنة لمن بعدهم في ذلك. ذكره ابن عطية.
القول الرابع: إن المراد من التوبة في سؤال الأنبياء لها هو المعنى اللغوي, فهي تعني رجوعهم من حالة إلى حال أرفع منها لتزيد علومهم واطلاعهم على أمر الله، فهي توبة من المنزلة الأولى إلى الأخرى. ذكره ابن عطية ورجحه محتجا بعصمة الأنبياء من الذنوب جميعها, صغيرها وكبيرها, وحمل قول النبي-- عليه الصلاة والسلام- في الحديث:"إني لأتوب إلى الله في اليوم وأستغفره سبعين مرة" على هذا, وقال: وأجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في معنى التبليغ ومن الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة، واختلف في غير ذلك من الصغائر، والذي أقول به أنهم معصومون من الجميع.
والراجح والله أعلم- بأن ظاهر معنى التوبة الشرعي هو المراد, وهذا هومعنى سؤال التوبة الحاصل من الأنبياء, فالقرآن يخاطب الناس بما تفهمه عقولهم, والأصل حمل ألفاظ القرآن على والأنبياء -عليهم السلام- معصومون من كبائر الذنوب, أو من الذنوب التي تقدح في ما يتعلق بتبليغ الرسالة, إلا إنهم بشر ينسون, وتقع منهم صغائر الذنوب التي لا يكون فيها رذيلة, أو تكون من خوارم المروءة, كما دل على هذا القرآن والسنة, كما جاء في قصة آدم, فإنه أذنب وتاب, فاجتباه الله.
وقد عاتب الله نبيه -عليه الصلاة والسلام- في مواضع من القرآن, فقال:"عبس وتولى أن جاءه الأعمى", وقال:"عفا الله عنك لم أذنت لهم...", وقال:"لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك", فطلب الأنبياء التوبة من الله يبقى على ظاهر المعنى الشرعي, وهو طلب المغفرة والعفو عن الذنب من الله سبحانه, فهذا غير قادح البتة, بل يكون حالهم بعد الاستغفار والتوبة أفضل من حالهم قبله, فمع الصغائر هناك أيضا ما يكون من تقصير أو تأخير, أو اجتهاد تبين عدم صحته.
كما إن الاستغفار والتوبة من العبادات التي أمر الله بها جميع خلقه, فيحصل لهم أجر التعبد لله بهذه العبادة العظيمة, فحتى لو لم يكن ثم ذنب, فطلب التوبة والاستغفار سيرفع حتما الدرجات.
ب: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله}.
القول الأول: المراد بالشهادة ما علموه من صحة أمر النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره الزجاج.
القول الثاني: ما وجد في كتبهم من أن الأنبياء على الحنيفية وإنهم براء من اليهودية. قاله مجاهد والربيع. ذكره ابن عطية وقال: هوأشبه بسياق معنى الآية. وذكرهذا القول ابن كثير.
القول الثالث: ما في كتبهم من الأمر لهم بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه. قاله قتادة وابن زيد. ذكره ابن عطية.
لا تعارض بين الأقوال, فصفة النبي -عليه الصلاة والسلام- موجودة في كتبهم, وهذا يتطلب أن الله قد أمرهم على لسان أنبيائهم بتصديقه وطاعته عند بعثته, وهذا العهد أخذه الله على جميع الأنبياء, وأيضا وجد في كتبهم المنزلة من عند الله, بأن الدين عند الله هو الإسلام, وبأن ملة الأنبياء هي الحنيفية التي أمر الله باتباعها, لذلك قال الحسن البصريّ: كانوا يقرؤون في كتاب اللّه الذي أتاهم: إنّ الدين عند اللّه الإسلام، وإن محمدا رسول اللّه، وإن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا برآء من اليهودية والنّصرانيّة، فشهد اللّه بذلك، وأقرّوا به على أنفسهم للّه، فكتموا شهادة الله عندهم من ذلك. ذكره ابن كثير.
2: بيّن ما يلي:
أ: علّة استعمال "من" في قوله تعالى: {ومن ذرّيتنا أمة مسلمة لك}.
جاء في هذا معنيان:
المعنى الأول: قال بعضهم بأن (من ذريتنا) اي: العرب, قاله السدي. ذكره ابن عطية وضعفه, وذكره ابن كثير.
وعلق ابن جريرعلى قول السدي بقوله:"والصواب أنه يعم العرب وغيرهم؛ لأن من ذرية إبراهيم بني إسرائيل".
وقول ابن جرير يرد ما ذكره ابن عطية عنه بأنه قال في معنى الآية بأنه أراد بذلك العرب خاصة, فالطبري ذكر قول السدي وضعفه.
القول الثاني: إن (من) هنا للتبعيض، وخصت بعض الذرية لأن الله تعالى أخبره بأن سيكون منهم ظالمين، فلما قال اللّه تعالى لإبراهيم: {إنّي جاعلك للنّاس إمامًا} قال: {ومن ذرّيّتي قال لا ينال عهدي الظّالمين} .
والراجح-والله اعلم- أن (من) للتبعيض, لأن الله أعلم خليله بأن سيكون من ذريته من يكفر, وقد كان, فأراد -عليه السلام-من سيكون على الإسلام من أمة النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو -عليه السلام- من ذرية إبراهيم وإسماعيل معا, ومن تبعه من العرب وغيرهم هي الأمة المسلمة.
ب: الحكمة من تكرار قوله تعالى: {تلك أمة قد خلت} الآية.
- الوعيد والتخويف, فإن كان هؤلاء الأصفياء سيكون الثواب والعقاب عليهم بحسب ما كسبت أيديهم من أعمال, فأنتم من باب أولى.
- ترسيخ هذا المعنى في الذهن وتأكيده, وبيان أهميته, وهذا مما يفيده التكرار.
- بيان أن قربهم من الأنبياء لن ينفعهم, ولا قربهم من ذريتهم, ونسبتهم إليهم لن تجعلهم منقادين مثلهم, بل يجب عليهم الاجتهاد في العمل.
- نفي اعتقاد بأن نسبتهم للأنبياء ستغنيهم عن الإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام, الكفر بنبي واحد كفر بالجميع.