الحكمة من تخصيص الاستعاذة برب الفلق
-معني آخر للفلق في اللغة.
-آثار ربوبية الله تعالي للفلق.
-آحوال الناس من حيث بيان الحق ،وآثار ربوبية الله.
-نوع النور الذي يجعله الله في قلب المؤمن.
-الحكمة من تخصيص الاستعاذة برب الفلق.
هو اسم لكل ما يفلق أي يشق فيخرج منه ما شق عنه.
-معني آخر للفلق في اللغة.
من معاني الفلق في اللغة: بيان الحق بعد إشكاله،
ومن شواهده هذا المعنى حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أوَّل ما بدئ به من أمر الوحي الرؤياالصادقة في المنام فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح). رواه البخاري.
أي واضحة بيّنة كوضوح الصبح لا تلتبس عليه.
ذكره جماعة من أئمة اللغة كأبي منصور الأزهري.
-آثار ربوبية الله تعالي للفلق.
وبيان أن الفلق عام في الخلق والأمر.
*من آثار ربوبية الله تعالي للفلق في الخلق (في العالم الحسي) إنه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، وكذلك يتجلي الصبح بانفلاقه من ظلمة الليل.
*من آثار ربوبية الله تعالي للفلق في الأمر (في العالم المعنوي) إنه يخرج أولياءه المؤمنين من الظلمات إلي النورفيفلق عنهم الظلمات فيتجلي لهم الحق،وكذلك يبين الحق للمؤمنين المتقين.
-أحوال الناس من حيث بيان الحق وآثار ربوبية الله
يبين الله لهم الحق ،ويخرجهم من الظلمات إلي النور، ويفلق الله لهم الحجاب الذي يحول بينهم وبين رؤية الحق فيتجلي لهم،كما قال تعالي{يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً}الأنفال
فإذا وفق العبد شكر نعمة الله واتبع هداه ولا يزال يزداد من الهدي ومعرفة الحق حتي يبلغ الدرجات العالية.
يكون لديه نور الإسلام وظلمات المعاصي فإنه يبقى صاحب نور وظلمة ، قدخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فليس من الكفار الذين هم في ظلمات لا يبصرون، وليس من أهل النور التام من المؤمنين المتقين، ويكون توفيقه على قدر ما معه من النور،إنما يحول بينه وبين الهداية وفعل الصواب في أموره كلها ما يُجعل أمامه من الظلمات والحجب إما فتنة له أو عقوبة له على بعض ما اكتسب من الإثم، ولذلك فإن المؤمن أخوف ما يخاف من الذنوب كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لا يخافنَّ العبد إلا ذنبه، ولا يرجُو إلا ربه)،وهذه الظلمات لا يفلقها له إلا رب الفلق عزوجل.
الذي كفر بالحق ولم يشكر نعمة معرفته ،وسأل عن الحق وأعرض عنه و عن هدي الله ،فإنه يعاقب بالغشاوة الشديدة علي بصره والختم علي قلبه ،وهذه الغشاوة تمنعه من رؤية الحق ،وقد تكون هذه الغشاوة بسبب الجهل الأصلي للإنسان كما قال تعالي{إنه كان ظلوماً جهولاً}، ويكون كالذي ذكر الله مثلهم في سورة البقرة {مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون . صم بكم عمي فهم لايرجعون}
فجعل الله جزاء كفرهم به وإعراضهم عنه بعد تبين الحق لهم أن {ذهب الله بنورهم}عقوبة لهم فكانت الظلمة الثانية أشد عليهم من الظلمة الأولي،ولا يزالون يتمادَون في الإعراض عن هدى الله تعالى ويدخلون في ظلمة بعد ظلمة بعد ظلمة ويبعدون عن الحق جداً فلا يرونه ولا يسمعونه ولاينطقون به فهم في أمور الحق{صم بكم عمي فهم لا يرجعون} ، وهذه الظلمات لا يفلقها لهم إلا رب الفلق.نسأل الله العافية.
-نوع النور الذي يجعله الله في قلب المؤمن
النور الذي يجعله الله في قلب المؤمن هو نور معنوي يضيء له حتى يميز الحق من الباطل، والصواب من الخطأ، والسنة من البدعة، وإذا وردت عليه الفتن التي تلتبس على المنافقين والذين ظلموا أنفسهم جعل الله له نوراً يهديه به فيثبت في وقت الفتنة ولا ينخدع بغرور الباطل وزخرف قول المضلين، وتزيين الشياطين، بل يسير بنور الله على هدى من الله سوياً على صراط مستقيم حتى يلقى الله عز وجل وهو راض عنه،قال تعالي {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منهاى،كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون}الأنعام
الحكمة من تخصيص الاستعاذة برب الفلق
*أن الشرور الحسية والمعنوية بأنواعها قد تحيط بالعباد ولا يفلقها عنهم إلا رب الفلق.
*إذا فلق الله لعبده المؤمن مخرجاً سار فيه آمناً مهتدياً سوياً على صراط مستقيم.
*إن ذكر ربوبية الله تعالي للفلق لها أثر عظيم في نفس المستعيذ الصادق.