مجلس مذاكرة القسم الخامس من الحزب 60.
تفسير سور: الماعون وحتى الناس.
اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
السؤال الأول:
اذكر خمس فوائد سلوكية من دراستك لتفسير سورة الماعون، وبيّن وجه دلالة السورة عليها.
قوله تعالى:"أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ"
1- الإيمان باليوم الآخر باعث على الأعمال الصالحة.
2- التكذيب بيوم الدين باعث على الأخلاق القبيحة.
قوله تعالى:" فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ"
3- فضيلة العطف على اليتيم. (مفهوم المخالفة).
قوله تعالى:" فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ - الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ"
4- وجوب المحافظة على مواقيت الصلاة.
قوله تعالى:" الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ"
5- الرياء محبط للعمل.
قوله تعالى:" وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ"
6- الحث على التعاون بين الناس من محاسن الدين الإسلامى.
السؤال الثاني:
ضع قائمة بأهم المسائل التي اشتملت عليها سورة الفلق، واذكر خلاصة كلام المفسّرين في كل مسألة.
قائمة المسائل الواردة فى السورة
حكم المعوذتين ك
فضائل السورة ك
سبب النزول ك
المسائل التفسيرية:
قوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) )
حاله فى القول س
معنى أعوذ س
المراد ب"الفلق" ك س ش
دلالة القول ش
قوله تعالى: (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) )
المراد ب" شر ما خلق" ك س ش
قوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) )
المراد ب"غاسق إذا وقب" ك س ش
سبب الإستعاذة منه س ش
قوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) )
المراد ب"النفاثات فى العقد" ك س ش
قوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) )
معنى حاسد س
معنى حسد ش
الحاجة للإستعاذة منه س
من يدخل فى الحاسد، ولماذا؟ س
ما تضمنت السورة الإستعاذة منه س
ما دلت عليه السورة س
خلاصة أقوال المفسرين فى كل مسألة:
حكم المعوذتين
-عن زرّ بن حبيشٍ قال: قلت لأبيّ بن كعبٍ: إنّ ابن مسعودٍ لا يكتب المعوّذتين في مصحفه؟ فقال: أشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخبرني أنّ جبريل عليه السلام قال له: (({قل أعوذ بربّ الفلق}. فقلتها، قال: {قل أعوذ بربّ النّاس}. فقلتها)). فنحن نقول ما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. رواه أحمد وأبو بكر الحميدى.
-عن علقمة قال: كان عبد اللّه يحكّ المعوّذتين من المصحف ويقول: إنّما أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتعوّذ بهما. ولم يكن عبد اللّه يقرأ بهما. رواه الحافظ أبو يعلى وعبد الله ين أحمد.
وهذا مشهورٌ عند كثيرٍ من القرّاء والفقهاء، أنّ ابن مسعودٍ كان لا يكتب المعوّذتين في مصحفه، فلعلّه لم يسمعهما من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم يتواتر عنده، ثم لعلّه قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة؛ فإنّ الصحابة رضي اللّه عنهم كتبوهما في المصاحف الأئمّة، ونفّذوها إلى سائر الآفاق كذلك، وللّه الحمد والمنّة.
ذكر ذلك ابن كثير فى تفسيره.
فضائل سورة الفلق
-عن عقبة بن عامرٍ قال: بينا أنا أقود برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في نقبٍ من تلك النّقاب، إذ قال لي: ((ياعقبة، ألا تركب؟)). قال: فأجللت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أركب مركبه. ثم قال: ((يا عقيب، ألا تركب؟)). فأشفقت أن تكون معصيةً. قال: فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وركبت هنيهةً، ثم ركب ثم قال: ((يا عقيب، ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما النّاس؟)). قلت: بلى يا رسول اللّه. فأقرأني: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس}، ثم أقيمت الصلاة، فتقدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ بهما، ثم مرّ بي فقال: ((كيف رأيت يا عقيب اقرأ بهما كلّما نمت وكلّما قمت)). رواه أحمد وأبو داوود والنسائى، ذكره ابن كثير
عن عقبة بن عامرٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إنّ النّاس لم يتعوّذوا بمثل هذين: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})). رواه النسائى، ذكره ابن كثير
عن عقبة بن عامرٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ بهما في صلاة الصّبح رواه النسائى، ذكره ابن كثير.
عن عقبة بن عامرٍ قال: اتّبعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو راكبٌ، فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني سورة هودٍ، أو سورة يوسف. فقال: ((لن تقرأ شيئاً أنفع عند اللّه من: {قل أعوذ بربّ الفلق})). رواه النسائى، ذكره ابن كثير.
عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذتين وينفث، فلمّا اشتدّ وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده عليه رجاء بركتها. رواه مالك، ذكره ابن كثير والأشقر.
عن أبي سعيدٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يتعوّذ من أعين الجانّ وعين الإنسان، فلمّا نزلت المعوّذتان أخذ بهما وترك ما سواهما. رواه التّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه، ذكره ابن كثير والأشقر.
سبب النزول:
أورد الثعلبى فى ذلك حديث طويل بلا إسنادٍ، وفيه غرابةٌ وفي بعضه نكارةٌ شديدةٌ. ذكر ذلك ابن كثير.
المسائل التفسيرية:
قوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) )
-حاله فى القول
قُل متعوذا، ذكره السعدى.
-معنى أعوذ
ألجأ وألوذ وأعتصم، ذكره السعدى
-المراد ب"الفلق"
ورد فى المراد ب"الفلق" أقوال
القول الأول: الصبح، قاله جابر بن عبد الله وابن عباس وزيد بن أسلم ومجاهد وسعيد بن جبيرٍ وعبد اللّه بن محمد بن عقيلٍ والحسن وقتادة ومحمد بن كعبٍ القرظيّ وابن زيدٍ ومالكٍ ، ذكره ابن كثير، وقاله الأشقر.
دليله: عن جابرٍ قال: الفلق: الصّبح. رواه ابن أبى حاتم، ذكره ابن كثير.
قال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ: الفلق: الصّبح. ذكره ابن كثير.
وهي كقوله تعالى: {فالق الإصباح}. قاله القرظيّ وابن زيدٍ وابن جريرٍ. ذكره ابن كثير.
القول الثانى:الخلق، قاله ابن عبّاسٍ والضحاك، ذكره ابن كثير، وقاله الأشقر.
دليله: قال الضّحّاك: أمر اللّه نبيّه أن يتعوّذ من الخلق كلّه. ذكره ابن كثير.
القول الثالث: بيتٌ في جهنّم، إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدّة حرّه. قاله كعب الأحبار، ذكره ابن كثير.
دليله:
-عن زيد بن عليٍّ، عن آبائه، أنّهم قالوا: الفلق: جبٌّ في قعر جهنّم، عليه غطاءٌ، فإذا كشف عنه خرجت منه نارٌ، تصيح منه جهنّم من شدّة حرّ ما يخرج منه. رواه ابن أبى حاتم، ذكره ابن كثير.
-عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((الفلق: جبٌّ في جهنّم مغطًّى)). رواه ابن جرير وقال إسناده غريبٌ، ولا يصحّ رفعه. ذكره ابن كثير.
القول الرابع: الفلق: من أسماء جهنّم. قاله أبو عبد الرحمن الحبليّ، ذكره ابن كثير.
القول الخامس: فالِق الحبِّ والنَّوى، وفالِق الإصباحِ، قاله السعدى.
قال ابن جريرٍ: والصّواب القول الأوّل: أنّه فلق الصّبح. وهذا هو الصحيح، وهو اختيار البخاريّ رحمه اللّه في صحيحه.ذكره ابن كثير.
-لماذا سُمى ب"الفلق"
لأن الليل ينفلق عنه. ذكره الأشقر.
-دلالة القول
الإيماء إلى أن القادر على إزالة هذه الظلمة الشديدة عن كل هذا العالم يقدر أيضا أن يدفع عن العائذ به كل ما يخافه ويخشاه. ذكره الأشقر.
قوله تعالى: (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) )
-المراد ب" شر ما خلق"
ورد فى المراد ب"شر ما خلق" قولان:
القول الأول: شرّ جميع المخلوقات.ذكره ابن كثير والسعدى والأشقر.
القول الثانى: جهنّم وإبليس وذرّيّته ممّا خلق، قاله ثابتٌ البنانيّ والحسن البصريّ، ذكره ابن كثير.
والقولان مترادفان، إذ أن مخلوقات الله تعالى تشمل جهنم وأبليس وذريته.
قوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) )
-المراد ب"غاسق إذا وقب"
ورد فى المراد ب"غاسق إذا وقب" أقوال:
القول الأول: اللّيل إذا أقبل بظلامه. قاله مجاهد وابن عبّاسٍ ومحمد بن كعبٍ القرظيّ والضّحّاك وخصيفٌ والحسن وقتادة، ذكره ابن كثير، وقالا بمثله السعدى والأشقر.
دليله: قال مجاهد: {غاسقٍ}: اللّيل، {إذا وقب}: غروب الشّمس، رواه البخاريّ وابن نجيح، ذكره ابن كثير.
القول الثانى: الشّمس إذا غربت، قاله الزّهريّ، ذكره ابن كثير.
القول الثالث: اللّيل إذا ذهب، قاله عطيّة وقتادة، ذكره ابن كثير.
القول الرابع: سقوط الثريا، قاله ابن زيد، ذكره ابن كثير.
دليله: كانت العرب تقول: الغاسق: سقوط الثّريّا. وكانت الأسقام والطّواعين تكثر عند وقوعها، وترتفع عند طلوعها. قاله ابن زيد، ذكره ابن كثير.
القول الخامس: القمر، قاله ابن جرير، ذكره ابن كثير، وقاله الأشقر
دليله: عن أبي سلمة قال: قالت عائشة رضي اللّه عنها: أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيدي، فأراني القمر حين طلع وقال: ((تعوّذي باللّه من شرّ هذا الغاسق إذا وقب)). رواه أحمد والتّرمذيّ والنّسائيّ، ذكره ابن كثير
قال أصحاب القول الأول، وهو أنّه الليل إذا ولج: هذا لا ينافي قولنا؛ لأنّ القمر آية الليل، ولايوجد له سلطانٌ إلاّ فيه، وكذلك النجوم لا تضيء إلاّ باللّيل، فهو يرجع إلى ما قلناه، ذكره ابن كثير
-سبب الإستعاذة منه
بسبب مَا يكونُ في الليلِ حينَ يغشى الناسَ، وتنتشرُ فيهِ كثيرٌ منَ الأرواحِ الشّريرةِ، والحيواناتِ المؤذيةِ، لأَنَّ فِي اللَّيْلِ تَخْرُجُ السِّبَاعُ منْ آجَامِهَا، وَالهَوَامُّ من أَمَاكِنِهَا، وَيَنْبَعِثُ أَهْلُ الشَّرِّ عَلَى العَيْثِ وَالْفَسَادِ. حاصل كلام السعدى والأشقر.
قوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) )
-المراد ب"النفاثات فى العقد"
السّواحر إذا رقين ونفثن في العقد، قاله مجاهدٌ وعكرمة والحسن وقتادة والضّحّاك. ذكره ابن كثير، وقالا بمثله السعدى والأشقر.
دليله: عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سحر حتّى كان يرى أنّه يأتي النّساء ولا يأتيهنّ -قال سفيان: وهذا أشدّ ما يكون من السّحر إذا كان كذا- فقال: ((يا عائشة، أعلمت أنّ اللّه قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليّ، فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرّجل؟ قال: مطبوبٌ. قال: ومن طبّه؟ قال: لبيد بن أعصم -رجلٌ من بني زريقٍ حليفٌ ليهود، كان منافقاً- قال: وفيم؟ قال: في مشطٍ ومشاقةٍ. قال: وأين؟ قال: في جفّ طلعةٍ ذكرٍ، تحت راعوفةٍ في بئر ذروان)). قالت: فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم البئر حتّى استخرجه. فقال: ((هذه البئر التي أريتها، وكأنّ ماءها نقاعة الحنّاء، وكأنّ نخلها رؤوس الشّياطين)). قال: فاستخرج. قالت: فقلت: أفلا تنشّرت؟ فقال: ((أمّا اللّه فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحدٍ من النّاس شرًّا)). رواه البخارى وأحمد، ذكره ابن كثير.
قوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) )
-معنى حاسد
الذي يحبُّ زوالَ النعمةِ عنِ المحسود،. حاصل كلام السعدى والأشقر
-الحاجة للإستعاذة منه
لأنه يسعى في زوال النعمة عن المحسود بما يقدرُ عليهِ منَ الأسبابِ، فاحتيجَ إلى الاستعاذةِ باللهِ منْ شرهِ، وإبطالِ كيدهِ، ذكره السعدى.
-من يدخل فى الحاسد
يدخلُ في الحاسد العاينُ، لأنَّهُ لا تصدرُ العينُ إلاَّ منْ حاسدٍ شريرِ الطبعِ، خبيثِ النفسِ. ذكره السعدى.
-ما تضمنت السورة الإستعاذة منه
تضمنتِ الاستعاذةَ من جميعِ أنواعِ الشرِّ، عموماً وخصوصاً، ذكره السعدى.
-ما دلت عليه السورة
دلتْ على أنَّ السحرَ لهُ حقيقةٌ يخشى من ضررهِ، ويستعاذُ باللهِ منهُ، ذكره السعدى.
السؤال الثالث:
لخّص أقوال العلماء مع الترجيح في المسائل التالية:
1: المراد بالفلق
الأقوال فى المراد ب"الفلق":
القول الأول: الصبح، قاله جابر بن عبد الله وابن عباس وزيد بن أسلم ومجاهد وسعيد بن جبيرٍ وعبد اللّه بن محمد بن عقيلٍ والحسن وقتادة ومحمد بن كعبٍ القرظيّ وابن زيدٍ ومالكٍ ، ذكره ابن كثير، وقاله الأشقر.
دليله: عن جابرٍ قال: الفلق: الصّبح. رواه ابن أبى حاتم، ذكره ابن كثير.
قال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ: الفلق: الصّبح. ذكره ابن كثير.
وهي كقوله تعالى: {فالق الإصباح}. قاله القرظيّ وابن زيدٍ وابن جريرٍ. ذكره ابن كثير.
القول الثانى:الخلق، قاله ابن عبّاسٍ والضحاك، ذكره ابن كثير، وقاله الأشقر.
دليله: قال الضّحّاك: أمر اللّه نبيّه أن يتعوّذ من الخلق كلّه. ذكره ابن كثير.
القول الثالث: بيتٌ في جهنّم، إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدّة حرّه. قاله كعب الأحبار، ذكره ابن كثير.
دليله:
-عن زيد بن عليٍّ، عن آبائه، أنّهم قالوا: الفلق: جبٌّ في قعر جهنّم، عليه غطاءٌ، فإذا كشف عنه خرجت منه نارٌ، تصيح منه جهنّم من شدّة حرّ ما يخرج منه. رواه ابن أبى حاتم، ذكره ابن كثير.
-عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((الفلق: جبٌّ في جهنّم مغطًّى)). رواه ابن جرير وقال إسناده غريبٌ، ولا يصحّ رفعه. ذكره ابن كثير.
القول الرابع: الفلق: من أسماء جهنّم. قاله أبو عبد الرحمن الحبليّ، ذكره ابن كثير.
القول الخامس: فالِق الحبِّ والنَّوى، وفالِق الإصباحِ، قاله السعدى.
قال ابن جريرٍ: والصّواب القول الأوّل: أنّه فلق الصّبح. وهذا هو الصحيح، وهو اختيار البخاريّ رحمه اللّه في صحيحه.ذكره ابن كثير.
2- المراد بالكوثر
الأقوال فى المراد ب"الكوثر"
القول الأول: نهر في الجنّة، قاله أنسٍ وأبي العالية ومجاهدٍ وغير واحدٍ من السلف. ذكره ابن كثير، وقاله السعدى والأشقر.
دليله:
-عن أنس بن مالكٍ قال: أغفى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إغفاءةً، فرفع رأسه متبسّماً؛ إمّا قال لهم، وإمّا قالوا له: لم ضحكت؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّه أنزلت عليّ آنفاً سورةٌ))؛ فقرأ: ((بسم اللّه الرّحمن الرّحيم {إنّا أعطيناك الكوثر})). حتّى ختمها؛ فقال: ((هل تدرون ما الكوثر؟)). قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: ((هو نهرٌ أعطانيه ربّي عزّ وجلّ في الجنّة، عليه خيرٌ كثيرٌ، ترد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول: يا ربّ، إنّه من أمّتي. فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك)). رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائى، وذكره ابن كثير.
-عن أبي عبيدة، عن عائشة قال: سألتها عن قوله تعالى: {إنّا أعطيناك الكوثر}. قالت: نهرٌ أعطيه نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم، شاطئاه عليه درٌّ مجوّفٌ، آنيته كعدد النّجوم. رواه البخارى، ذكره ابن كثير.
القول الثانى: الخير الذي أعطاه اللّه إيّاه، قاله ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ ومجاهدٌ ومحارب بن دثارٍ والحسن بن أبي الحسن البصريّ، ذكره ابن كثير، وقاله السعدى والأشقر.
دليله: عن ابن عبّاسٍ أنّه قال في الكوثر: هو الخير الذي أعطاه اللّه إيّاه. قال أبو بشرٍ: قلت لسعيد بن جبيرٍ: فإنّ ناساً يزعمون أنّه نهرٌ في الجنّة. فقال سعيدٌ: النّهر الذي في الجنّة من الخير الذي أعطاه اللّه إيّاه. رواه البخارى، ذكره ابن كثير
عن ابن عبّاسٍ قال: الكوثر: الخير الكثير. وقال الثّوريّ: عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: الكوثر: الخير الكثير. وهذا التفسير يعمّ النّهر وغيره؛ لأنّ الكوثر من الكثرة، وهو الخير الكثير، ومن ذلك النّهر. رواه البخارى، ذكره ابن كثير.
القول الثالث: النّبوّة والقرآن وثواب الآخرة ، قاله عكرمة ذكره ابن كثير، وقاله الأشقر.
القول الرابع: حوضٌ في الجنّة، قاله عطاء، ذكره ابن كثير، وقاله السعدى.
دليله: عن أنسٍ قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين أظهرنا في المسجد؛ إذ أغفى إغفاءةً، ثمّ رفع رأسه متبسّماً، قلنا: ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال: "لقد أنزلت عليّ آنفاً سورةٌ" فقرأ: "بسم اللّه الرّحمن الرّحيم إنّا أعطيناك الكوثر فصلّ لربّك وانحر إنّ شانئك هو الأبتر". ثمّ قال: "أتدرون ما الكوثر؟". قلنا: اللّه ورسوله أعلم. قال: "فإنّه نهرٌ وعدنيه ربّي عزّ وجلّ، عليه خيرٌ كثيرٌ، وهو حوضٌ ترد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيته عدد النّجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: ربّ، إنّه من أمّتي. فيقول: إنّك ما تدري ما أحدث بعدك". رواه مسلم، ذكره ابن كثير.
القول الخامس: كَثْرَةُ الأصحابِ والأُمَّةِ، قاله الأشقر
دليله: عن أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((هَلْ تَدْرُونَ مَا الكَوْثَرُ؟)) قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي فِي الْجَنَّةِ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ الْكَوَاكِبِ، يَخْتَلِجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ)). رواه أحمد ومسلم، ذكره الأشقر.
والأقوال متقاربة، فالكوثر من الكثرة، وهو الخير الكثير، فمن الخير الكثير قى الدنيا النبوة والقرآن وكثرة الأصحاب والأمة، و ومن خير الآخرة النهر والحوض.
والله تعالى أعلى وأعلم.