دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 محرم 1442هـ/19-08-2020م, 01:13 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة تفسير سور الحاقة والمعارج ونوح

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
ب:
المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.

ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.

ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.

المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا
لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)}.

2: حرّر القول في كل من:

أ: القراءات في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله} ومعناه على كل قراءة.
ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة}، وسبب نعتها بالواحدة.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية}.
ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة.

المجموعة الثالثة:

1. فسّر قوله تعالى:
{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}.

2: حرّر القول في كل من:

أ: المراد باليوم في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}.
ب: المراد بالنار في قوله تعالى: {مما خطئياتهم أغرقوا فأدخلوا نارا}.
3: بيّن ما يلي:
أ: مراتب العلم.
ب:
المراد بالمعارج في قوله تعالى: {من الله ذي المعارج}.
ج: الدليل على أن السماوات مبنيّة حقيقة وليست غازات كما يدّعي البعض.

المجموعة الرابعة:

1. فسّر قوله تعالى:
{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)}.

2: حرّر القول في كل من:
أ: متعلّق العتوّ في قوله: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية}.
ب: القراءات في قوله تعالى: {كأنهم إلى نصب يوفضون}، ومعنى الآية على كل قراءة.
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى تعدية السؤال بالباء في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
ب: معنى {ريح صرصر}.
ج:
خطر الابتداع.

المجموعة الخامسة:

1. فسّر قوله تعالى:

{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}.
2: حرّر القول في كل من:
أ:
المراد بالروح في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}.
ب:
معنى قوله تعالى: {وإنه لحسرة على الكافرين}.
3: بيّن ما يلي:
أ:
معنى المداومة على الصلاة في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}.
ب: مناسبة الجمع بين الإيمان بالله والحضّ على الإطعام في قوله تعالى: {إنه كان لا يؤمن بالله العظيم . ولا يحضّ على طعام المسكين}.
ج:
فضل الاستغفار.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 محرم 1442هـ/19-08-2020م, 07:08 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
الأولى: البدء بتوحيد الله تعالى، وهذا بدليل قوله: {قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ}

الثانية: أن يكون الداعي حريصا في دعوته كما أخبر بذلك بقوله: {رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً}.

الثالثة: الإتيان بكلِّ بابٍ يُظَنُّ أنْ يَحْصُلَ منه المقصود، دل على هذا قوله تعالى: {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا} أي: أي: جهرةً بين النّاس،
{ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} أي: كلامًا ظاهرًا بصوتٍ عالٍ، {وأسررت لهم إسرارًا} أي: فيما بيني وبينهم، عليهم الدّعوة لتكون أنجع فيهم. فقد دَعاهم على وُجوهٍ مُتخالِفَةٍ، وأساليبَ مُتفاوِتَةٍ.

الرابعة: الدعوة لا بد فيها الجمع بين الترغيب والترهيب حسب أحوال الناس. فقد رَغَّبَهم بمغفرة الذنوب، وما يَترَتَّبُ عليها مِن حُصولِ الثوابِ واندفاعِ العِقابِ حيث قال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.
ثمّ عدل بهم إلى دعوتهم بالتّرهيب لما رأى عدم إجابتهم فقال: {ما لكم لا ترجون للّه وقارًا} أي: لا تخافون من بأسه ونقمته.

الخامسة: الدعوة إلى تأمل في آيات الله الكونية الدالة على عظمته وانفراده، كما قال: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)}

السادسة: الاستفادة من ضرب الأمثال كما قال: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.
لما رأى نوح عليه السلام أن قومه لم يجيبوا دعوته شكاهم إلى الله العليم فقال: {رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي} فيما جئت به منك من التوحيد {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)} اتبعوا رؤساءهم وأغنياءهم الذين أنعم الله تعالى عليهم بالأموال والأولاد، لكن لم تنفعهم هذه النعم، بل كانت سببا لهلاكهم إذ لم يشكروا ربهم عليها. وازدادوا ضلالا في الدنيا وخسارا في الآخرة لما {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} أيْ: مَكْراً كَبيراً عَظيماً بلِيغاً في مُعانَدَةِ الحقِّ. وكان مكر أعوامهم باتّباعهم في تسويلهم لهم بأنّهم على الحقّ والهدى، كما يقولون لهم يوم القيامة: {بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا}؛ أما مكر رؤسائهم فهو تَحريشُهم سِفَلَتَهم على قَتْلِ نُوحٍ. ومن مكرهم أيضا أنهم دعوا إلى الشرك:
{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ} أي: لا تتركوا عبادة آَلِهَتَكُمْ، وهي الأصنامُ والصوَرُ التي كانتْ لهم. ثُمَّ عَيَّنُوا آلِهَتَهم فقالوا: {وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} قال ابن عباس: " هي أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوحٍ، عليه السّلام، فلمّا هلكوا أوحى الشّيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم الّتي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسمّوها بأسمائهم. ففعلوا، فلم تعبد حتّى إذا هلك أولئك وتنسّخ العلم عبدت". رواه البخاري. ومن علامة خسرانهم أنه عَبَدَتْهَا العرَبُ مِن بعدِهم. قال ابن عباس: "صارت الأوثان الّتي كانت في قوم نوحٍ في العرب بعد: أمّا ود: فكانت لكلب بدومة الجندل؛ وأما سواعٌ: فكانت لهذيلٍ، وأمّا يغوث فكانت لمراد، ثمّ لبني غطيف بالجرف عند سبأٍ، أمّا يعوق: فكانت لهمدان، وأمّا نسرٌ: فكانت لحمير لآل ذي كلاع"، رواه البخاري.
وقد أضل أَضَلَّ كُبراؤُهم ورُؤساؤُهم كثيراً مِن الناس بدعوتهم إلى عبادة الأصنام المضلين، وهذا قوله تعالى: {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا}، فلما رأى نوح عليه السلام استمرار قومه على كفرهم وعنادهم بما لم يَبْقَ مَحَلٌّ لنجاحِهم ولا لصَلاحِهم دعا عليهم: {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا} أي: ضلالا وخسرانا في مكرهم.

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
الأقوال الواردة في المراد بالسائل:

الأول: هو النضْرُ بنُ الحارث بن كلدة، وهذا قول ابن عباس كما رواه النّسائيّ عنه وذكره ابن كثير ورجحه، وذكره أيضا السعدي والأشقر. ودعاؤه: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32] كما ذكر الأشقر.

الثاني: ذلك سؤال الكفّار عن عذاب اللّه وهو واقعٌ. هذا رواية العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ كما ذكر ابن كثير.

الثالث: دعا داعٍ بعذابٍ واقعٍ يقع في الآخرة، قال: وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}. ذكره ابن كثير عن مجاهد.
وهذه الأقوال الثلاثة يمكن الجمع بينها؛ إذ لا تنافي. فالنضْرُ بنُ الحارث بن كلدة هو من الكفار الداعين باستعجال العذاب، بدلالة تضمن السؤال معنى الدعاء كما ذكره ابن كثير والأشقر. فالعبرة بعموم اللفظ. فالاستعجال بالعذاب من صفات الكافرين، فأورد ابن كثير في هذا قوله تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده}.

الرابع: وادٍ في جهنّم، يسيل يوم القيامة بالعذاب. ذكره ابن كثير عن ابن زيد ورده بقوله: "وهذا القول ضعيفٌ، بعيدٌ عن المراد".

ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
الأقوال الواردة في المراد بالطاغية.

الأول: الصّيحة. وهذا قول قتادة نقله ابن كثير، وهذا أيضا قول السعدي والأشقر. واختاره ابن جرير كما ذكر ابن كثير. وقال ابن كثير: "هي الصّيحة الّتي أسكتتهم، والزّلزلة الّتي أسكنتهم".

الثاني: الذّنوب. قاله مجاهد والرّبيع بن أنسٍ وابن زيدٍ كما ذكر ابن كثير. وهذا طغيان منهم، وقد قرأ ابن زيد: "{كذّبت ثمود بطغواها} [الشّمس: 11]. وذكر ابن كثير قول السدي في تعيين الذنب قال: "عاقر النّاقة".
فالطغيان في اللغة هو تجاوز الحد. فوقع الاختلاف بسبب حذف الموصوف القابل هذا الوصف.

3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.
الحاقة من أسماء يوم القيامة، وسميت بذلك؛ لأنّها تَحِقُّ وتَنْزِلُ بالخَلْقِ، وتَظْهَرُ فيها حقائقُ الأُمورِ ومُخَبَّآتُ الصُّدور، فيتحقّق فيها الوعد والوعيد. هذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
في معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم وجهان:

الأول: على معنى أنّ الرسول مبلّغٌ عن اللّه، فأضافه تارةً إلى قول الرّسول الملكيّ –وهو جبريل عليه السّلام -كما قال في سورة التّكوير: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ}؛ وتارةً إلى الرّسول البشريّ صلى الله عليه وسلم كما في هذه الآية. فكل منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه؛ ولهذا قال: {تنزيلٌ من ربّ العالمين}. هذا ما ذكره ابن كثير والأشقر.

الثاني: بمعنى أن القرآن تلاوة رسولٍ كريمٍ. ذكره الأشقر.
والقولان متقاربان؛ إذ تبليغ القرآن يتضمن قراءته، فقد قال تعالى: {تنزيلٌ من ربّ العالمين} أي: إنه لقولُ رسولٍ كريمٍ، وهو تنزيلٌ مِن رَبِّ العالمينَ على لِسانِه ،كما قال الأشقر.

ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
قال الله تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} فقد أقسم تعالى بما يُبْصِرُ الخَلْقُ مِن جَميعِ الأشياء، وما لا يُبْصِرُونَه- فدَخَلَ في ذلكَ كلُّ الخَلْقِ، بل يَدخُلُ في ذلكَ نفْسُه الْمُقَدَّسَةُ- على صِدْقِ الرسولِ بما جاءَ به مِن هذا القرآنِ الكريمِ، وأنَّ الرسولَ الكريمَ بلَّغَه عن اللَّهِ تعالى.
ونَزَّهَ اللَّهُ رَسولَه بقوله: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ} عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ أو ساحِرٌ، وأنَّ الذي حَمَلَهم على ذلكَ عدَمُ إِيمانِهم وتَذَكُّرِهم.
ووصف القرآن بأنه {تنزيلٌ من ربّ العالمين} يعني أَنَّه لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَرِ، بل هو كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به وجَلالةِ أَوصافِه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه.
فالله سبحانه يعلم حيث يجعل رسالته ومن يصلح لها من خلقه، ولهذا قال قطعا لظن ما لا يليق بحكمته: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)}.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 محرم 1442هـ/19-08-2020م, 09:57 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.

مما استفدته من خلال دراستي لتفسير سورة نوح في الدعوة:
1. من قوله تعالى: "إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم" استفدت:
أنه على الداعية أن يستشعر عظيم مسؤوليته تجاه دعوته الناس وإنذارهم من عذاب الله إن استمروا على كفرهم وعنادهم ومعصيتهم. فها هو نبي الله نوح عليه السلام، أرسله الله منذرا لقومه من عذاب أليم.
2. من قوله تعالى: "قال يا قوم إني لكم نذير مبين"، نستفيد:
امتثال نوح لأمر ربه بل سرعة استجابته وابتداره الأمر في دعوته لقومه.
3. من قوله تعالى: "أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون" نستفيد:
أن أول ما يبدأ به الداعية حين دعوته للآخرين هو التوحيد "أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"، ويثني بالأمر بتقوى الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، ومتابعة سبيل الأنبياء وعدم الحيد عنها إلى غيرها.
4. من قوله تعالى: "يغفر لكم من ذنوبكم" نستفيد:
أن نقوم بترغيب الناس في الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله، وأنه متى ما تم الإقلاع عن الذنب، فإن الله يقبل عبده ويغفر له ذنبه، فنؤمله بحسن العاقبة ليحسن الظن بربه.
5. من قوله تعالى: "ويؤخركم إلى أجل مسمى" نستفيد:
أن البركات تأتي من الله لمن رجع إليه تائبا نادما، وأن البر وامتثال أمر الله والإقلاع عن معاصيه يورث صاحبه التمتع فيما رزقه الله إياه ويدفع عنه ما يهلكه.
6. من قوله تعالى: "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر" نستفيد:
تذكير الناس بالآخرة، وكفى بالموت واعظا.
7. من قوله تعالى: "لو كنتم تعلمون" نستفيد:
حث الناس على طلب العلم لمعرفة ما يحبه الله ويرضاه، وما يبغضه ويترتب عليه العذاب، وإن أعلى العلوم وأشرفها هو العلم عن الله، عظمته وجلاله وجماله، لئلا يستهين العبد بالذنب فيرتكبه.
8. من قوله تعالى: "قال نوح رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا" نستفيد:
الاستمرار في دعوة الناس دون كلل أو ملل، فيكفي الداعية شرفا أنه مبلغ عن الله، يسير على نهج الأنبياء وسبيلهم، فلازال ينال من الأجور إن أخلص النية ما الله بها عليم.
9. من قوله تعالى: "ثم إني دعوتهم جهارا، ثم إني أعلنت لهم واسررت لهم إسرارا"، نستفيد:
التنويع في أساليب الدعوة، فتارة بالجهر، وتارة بالسر، بإتيانه للمدعو.
10. من قوله تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا"، نستفيد:
تذكير المدعويين برحمة ربهم الواسعة، ومغفرته العظيمة، ف"غفارا" صيغة مبالغة، أي أن الله كثير المغفرة، فلا يتعاظمه أمر، وعليه يجب على العباد عدم استعظام ذنوبهم إن تابوا منها، فالله هو الغفور الرحيم.
11. من قوله تعالى: "يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبينين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" نستفيد:
الترغيب بعاجل الخير للمدعو إن امتثل أمر الله واجتنب نواهيه، فهذا حامل صاحبه على الاستجابة، كما نرغبه بخير الآخرة الذي سيناله أيضا.
12. من قوله تعالى: "ما لكم لا ترجون لله وقارا" نستفيد:
الترهيب في الدعوة أمر مطلوب، فعلى الداعية التنويع بين الترغيب والترهيب، ليسير المدعو إلى ربه بالخوف والرجاء، فيذكره بالعقاب في الآخرة إن أصر على معصيته لربه حتى مات عليها.
13. من قوله تعالى: "ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا، وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا، والله أنبتكم من الأرض نباتا، ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا، والله جعل لكم الأرض بساطا، لتسلكوا منها سبلا فجاجا" نستفيد:
دعوة الناس إلى تأمل الكون والتفكر بخلق الله له، ليدلهم ذلك على خالقه، فيعرفوا ربهم من أفعاله فيهم وفي الكون، فيتذكروا نعمة الله عليهم، فيستحي المذنب عندها من ذنبه، ويستشعر عظمة من عصى.
14. ومن قوله تعالى: "رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات، ولا تزد الظالمين إلا تبارا" نستفيد:
على الداعية ألا يترك باب الله، وليلزم الدعاء، فلا غنى له عن ربه، وليسأل ربه الخير ليس له فقط، بل للأمة جميعها، وليبدأ بالأقرب ثم الأبعد لحق ذوي القربى عليه.

المجموعة الرابعة:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)}.

يخبر تعالى عن إهلاكه للأمم الماضية حين كذبت رسلها، فذكر سبحانه في الآيات السابقة نماذج لتلك الأمم المهلكة كأمثال عاد وثمود، وفي الآيات هنا عطف على سابقتها، فقال تعالى: " وَجَاءَ فِرْعَوْنُ "، وفرعون هو فرعون مصر أرسل الله إليه موسى بن عمران عليه السلام لدعوته إلى توحيد الله، وأراه من الآيات البينات ما يتيقن منها أنه رسول الله إليه، ولكن فرعون كذب بموسى وبما جاء به، " وَمَنْ قَبْلَهُ " وتبعه في ذلك أتباعه من الكفار القبط وجميع الأمم المكذبة كأمثال "وَالْمُؤْتَفِكَاتُ" وهي قرى قوم لوط أو غيرها، "فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ" وجاءوا بالكفر والتكذيب والمعاندة والظلم من أنواع الفواحش والفسوق، وقد قال تعالى: "رسول ربهم" لأن من كذب رسوله فقد كذب بجميع الرسل، مثاله: قوله تعالى: "كذبت ثمود المرسلين" مع أنهم كذبوا رسولهم فقط، إلا أن كفرهم به يعني كفرهم بكل من أرسله الله، "فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً " أي فأهلكهم الله إهلاكا شديدا يزيد عن القدر الذي يحصل به هلاكهم. ثم يمتن الله على الخلق الموجودين من بعد قوم نوح أن الله قد حملهم في السفينة، فقال جل من قائل: " إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ"، فقد نجى الله نوحا عليه السلام وكل من معه في السفينة لما علا الماء على وجه الأرض في الطوفان، فأغرق من كذب به وخالف أمره وأصر على كفره، وحفظ من آمن به وصدق بوعده، ومع أن الله قد حمل من كان مع نوح في السفينة في زمنه، إلا أن الضمير في "حملناكم" جاء يخص كل المخلوقات من زمن نوح إلى اليوم، للدلالة على أن حمل الله لنوح ومن معه، هو حمل لجميع من أتى بعده لأنهم كانوا في أصلاب آبائهم الذين نجوا زمن مع نوح عليه السلام، وقد يكون المعنى أن من منن الله على عباده أنه حملهم في البحر في السفن الجارية على وجه الماء. " لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ" فهلا اتعظ كل ذي لب وهو يرى نعمة الله عليه حين حمله في السفينة على وجه الماء، والتي لم يحمله عليه إلا الله؟ وهلا اعتبر من رأى سفينة نوح بعد أن أذهب الله الطوفان، بما حصل لقوم نوح بعد أن كذبوا رسولهم فحق عقاب، بألا يقع فيما وقعوا فيه؟ ولكن ليس كل من رأى اعتبر، ولا كل من سمع اتعظ، وما يتذكر إلا أولو الألباب، ذوو السمع الصحيح والعقل الرجيح.


2: حرّر القول في كل من:
أ: متعلّق العتوّ في قوله: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية}.

جاء في متعلق العتو عدة أقوال للمفسرين، بين بعضها تطابق، وبين بعضها تباين، فيمكن اختصارها إلى قولين:
القول الأول: هي الريح التي زادت عن الحد، فكانت شديدة الهبوب، القاسية، طال زمنها واشتد بردها، عتت على عاد من غير رحمة ولا بركة، حتى نقبت عن أفئدتهم.
قال هذا القول قتادة والربيع والسدي والثوري وقتادة والضحاك وذكرهما ابن كثير، وهو حاصل أقوال السعدي والأشقر.
الأدلة والشواهد:
روى ابن أبي حاتمٍ: عن ابن عمر أنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما فتح اللّه على عادٍ من الرّيح الّتي أهلكوا فيها إلّا مثل موضع الخاتم، فمرّت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم، فجعلتهم بين السّماء والأرض. فلمّا رأى ذلك أهل الحاضرة الرّيح وما فيها قالوا: هذا عارضٌ ممطرنا. فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة". ذكره ابن كثير.

القول الثاني: عتت الريح الصرصر على الخزان فخرجت بغير حساب. ذكره ابن كثير عن علي، وذكره السعدي.
الأدلة والشواهد:
روى ابن جريرٍ عن عليّ بن أبي طالبٍ أنه قال: (ولم ينزل شيءٌ من الرّيح إلّا بكيلٍ على يدي ملكٍ، إلّا يوم عادٍ، فإنّه أذن لها دون الخزّان فخرجت، فذلك قوله: {بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ} عتت على الخزّان).
ذكره ابن كثير.

ب: القراءات في قوله تعالى: {كأنهم إلى نصب يوفضون}، ومعنى الآية على كل قراءة.
جاء في "نصب" قراءتان، هما:
القراءة الأولى: بضم النون والصاد "نُصُب": وهو الصنم، الذي كانوا في الدنيا يهرولون إليه إذا عاينوه. وهي قراءة الحسن البصري وهو مروي عن مجاهد وقتادة والضحاك وغيرهم وذكره ابن كثير.
فيكون معنى الآية: كأنهم في إسراعهم بعد خروجهم من قبورهم إلى الموقف كما كانوا يهرولون إلى النصب إذا عاينوه يوفضون، يبتدرون أيهم يسلمه أول.
القراءة الثانية: بفتح النون وإسكان الصاد "نَصْب" وهو مصدر بمعنى الشيء المنصوب من علم أو غاية أو راية. وهي قراءة الجمهور. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
فيكون معنى الآية: كأنهم حين خروجهم من القبور يؤمون ويسرعون، لا يتمكنون من الاستعصاء للداعي والالتواء لنداء المنادي، بل يأتون يتسابقون مقهورين للقيام بين يدي رب العالمين.
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى تعدية السؤال بالباء في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.

معنى تعدية السؤال بحرف الباء هو تضمين للفعل، وكأنه مقدر، فيكون: يستعجل سائل بعذاب واقع، فالسؤال مضمن معنى الدعاء.

ب: معنى {ريح صرصر}.
الريح الصرصر هي الريح الباردة شديدة الصوت والهبوب والبرد، القوية شديدة الهبوب لها صوت أبلغ من صوت الرعد القاصف.

ج: خطر الابتداع.
قال تعالى في سورة نوح: "قال نوح رب إنهم عصوني، واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا"
من هذه الآية نرى فداحة من عصى رسوله وخالف أمره، واتبع أبناء الدنيا ممن غفل عن أمر الله، فقط لأنه متّع بالمال أو الولد أو أي متاع من متاع الدنيا الزائل، فلن يزيده ذلك إلا خسارا وبعدا عن باب الله، وعن مراضيه، فمخالفة أمر الرسول الناصح الدال على الخير، واتباع غيره سواء كان من الملأ والأشراف أو غيرهم، فذلك لن يزيدهم هم بأنفسهم إلا هلاكا وتفويتا للأرباح، فكيف بمن انقاد لهم وأطاعهم؟ فهذا مما يبعدهم عن باب الله ويضلهم في الدنيا وتحل عليهم عقوبة الآخرة. فمن أراد الفلاح فليلزم غرز نبيه ويتبع سنته ولا يغتر بسبيل غير سبيله مهما زخرفه له المزخرفون.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 محرم 1442هـ/20-08-2020م, 09:20 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
1- اختصت هذه السورة بذكر قصة نوح عليه السلام ، وعلل ذلك السعدي لطول مكثه في قومه ، وتكرار دعوته ، ونهيه عن الشرك ، قال تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ…}.

2- مع طول مكثه عليه السلام ألف سنة إلا خمسين عامًا ، كرر الدعوة ونوع أساليبها، رجاء إيمانهم وهدايتهم للحق ، فلم يزدهم ذلك إلا بعدًا عن الحق ، وعداوة لنوح عليه السلام والمكر به ،والاستكبار عن الحق ، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا*فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَاراً*وإنّي كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم}.

3- من مفاتيح الخير والرزق الدنيوي والآخروي ؛ التوحيد والتوبة والاستغفار ،( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) ، فوعدهم بالسقية من بركات السماء، وبإنبات الارض، وإدرار الضرع، والمال، والولد ، وجنات الزروع والبساتين ، والأنهار الجارية.

4- من مقتضيات الإيمان بالله والتذكير به ، إجلاله سبحانه وخوفه وتعظيمه ، ومعرفة قدر الله تعالى حق قدره،قال تعالى:{مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً}.

5- الإستدلال بالآيات الظاهرة التي هي أكبر من خلق الناس للدلالة على استحقاق الله التوحيد والعبودية الخالصة، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً}.

6- بعد تطاول القرون أوحى الله اليه: {أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ} ،فدعاء نوح على قومه ،وأجاب الله دعاءه وأغرقهم ، قال تعالى:(فأخذهم الطوفان وهم ظالمون).

7- يستحب الدعاء بما دعاء به نوح عليه السلام اقتداء به ، وبما جاء في الاثار والادعية المشروعة ،قال تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا).

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.

تفسير قوله تعالى: (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) )
يخبر الله تعالى عن نوح عليه السلام أن قومه عصوه وكذبوه وخالفوه، واتبعوا الملأ والأشراف فلم يزيدوهم إلا هلاكا وضلالا في الدنيا، وعقوبة في الاخرة.

تفسير قوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) )
ومع تكذبيهم واعراضهم عن الهدى مكروا بنبيهم عليه السلام بمكر عظيم ، وهو تحريشهم للسفله للإقدام على قتل نوح عليه السلام.

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) )
وقالوا أيضا داعين إلى الشرك مزينين له ،لا تتركوا عبادة آلهتكم وهي الاصنام والصور التي كانت لهم، وعبدت من بعدهم، ثم ذكروا اسمائهم فقالوا:( وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا)، وهي اسماء رجال صالحين ، لما ماتوا زين الشيطان لقومهم أن يصورا صورهم لينشطوا بزعمهم إلى الطاعة ، ثم طال الأمد ، وجاء غير هولاء فقال لهم الشيطان : إن اسلافكم كانوا يعبدونهم ويتوسلون إليهم؛ فعبدوهم.


تفسير قوله تعالى: (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) )

وقد أضلت هذه الاصنام خلقا كثيرًا ، لأن عبادتها استمرت قرون متطاولة في العرب والعجم وغيرهم، وفي دعاء ابراهيم عليه السلام: {واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام ربّ إنّهنّ أضللن كثيرًا من النّاس}.




2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
1-قيل: النّضر بن الحارث بن كلدة.ذكره ابن كثير،والاشقر
2-قيل:سؤال الكفّار عن عذاب اللّه ، قاله ابن عباس ، ذكره ابن كثير.
3-قيل:} دعا داعٍ بعذابٍ واقعٍ يقع في الآخرة، قال: وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} ، قاله مجاهد، ذكره ابن كثير.والسعدي، والاشقر
4-قيل:وادٍ في جهنّم، يسيل يوم القيامة بالعذاب، قاله ابن زيد وغيره، ذكره ابن كثير وضعفه ، ورجح الأول.

ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.

1- الصّيحة الّتي أسكتتهم، والزّلزلة الّتي أسكنتهم، ذكره ابن كثير عن قتادة، والسعدي والاشقر ، وهو اختيار ابن جرير.

2- الذّنوب،قاله مجاهد و الربيع بن أنس، وابن زيد، ذكره ابن كثير.

3- عاقر النّاقة، قاله السدي، ذكره ابن كثير.

3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.

الحاقة من أسماء يوم القيامة؛سميت بذلك، لأنه يتحقق فيها الوعد والوعي، وتظهر فيها حقائق الأمور ، كما قال تعالى: (أفلا يعلم اذا بعثر مافي القبور* وحصل مافي الصدور* إن ربك بهم يومئذ لخبير)، وعظم الله شأنها وفخمه بما كرره من قوله: {مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}.

ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
الاضافة في الاية على معنى التبليغ ، لان الرسول هو المبلغ عن المرسل ، وفي سياق سورة التكوير ، اضاف البلاغ الى الرسول الملكي ، أي جبريل عليه السلام ، {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ} ، فأضافه في موضع إلى قولٍ الرّسول الملكيّ، وفي آخر إلى الرّسول البشريّ؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه؛ ولهذا قال: {تنزيلٌ من ربّ العالمين}، والله اعلم.


ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.

قال تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ )
أي: لو افترى محمد صلى الله عليه وسلم ،فزاد في الرسالة او نقص منها ، او قال شيئا من عند نفسه، لعاجلناه بالعقوبة
ولهذا قال {لأخذنا منه باليمين}) قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين؛ لأنّها أشد في البطش، وقيل: لأخذنا منه بيمينه) ، {ثمّ لقطعنا منه الوتين} وهو نياط القلب، {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} أي:فما يقدر احد على منعه ، وفيه دللالة ظاهرة على صدقه وبره صلى الله عليه وسلم ، لان الله تعالى قرره على مايبلغه ويؤيدة بالمعجزات والآيات، وقد قال تعالى في موضع آخر على قراءة الظاء: ( وماهو على الغيب بظنين) أي: ليس بمتهم .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 محرم 1442هـ/21-08-2020م, 11:06 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.

١_ ان الدعوة الى الله ودينه وشرعه لا بد ان تستمر لانها رحمة من الله عباده بانذارهم عقابه في الدنيا والاخرة ان خالفوا امره والدليل ان الله ارسل الرسل الى قومهم والدعاة يحلون محلهم من بعدهم (إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر قومك)
٢_ لا بد أن يكون الهم الاول للداعي حض الناس على توحيد ربهم وافراد العبادة له وحده بترك مناهيه وامتثال اوامره (أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون)
٣_استخدام الترغيب تارة والترهيب تارة اخرى ليعرف المدعو ان الله غفور لمن تاب اليه فلا يقنط من رحمته وان عذابه هو العذاب الأليم فلا يأمن عقابه (يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى) ترغيب، (مالكم لا ترجون لله وقارا) ترهيب.
٤_التنويع في أساليب الدعوة بما يناسب الحال لتحقق المقصود فنوح عليه السلام ضرب أروع الأمثلة في هذا الصدد فدعا قومه في كل الاوقات (ليلا ونهارا) ودعاهم جماعات في العلن (جهارا) وأفرد كل فرد منهم بالدعوة لتكون أنجع وأبلغ (وأسررت لهم إسرارا) وكما بينا في النقطة السابقة لجأ إلى الترغيب والترهيب.
٥_ الصبر على الدعوة مهما لاقى الداعي من إعراض فمن المعلوم أن نوح لبث يدعو قومه الف سنة إلا خمسين عاما والدلالة على الصبر في سورة نوح التعبير ب(ثم) بين كل أسلوب دعوي وآخر مما يدلل على استفراغ الجهد والتفكير في الدعوة.
٦_ وجوب لفت نظر المدعوين الى صفات الخالق التي تحببهم فيه فهو الغفار الذي يغفر الذنوب مهما عظمت لمن تاب إليه (إنه كان غفارا) وبيان عظمته وقدرته وإنعامه عليهم جلبا لهم وليعملوا عقولهم فيتيقنوا من استحقاق الله للعبادة وحده (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا...) الى قوله (لتسلكوا منها سبلا فجاجا)

٧_ إرشاد المدعوين إلى كيفية الإنابة إلى الله بالاستغفار وبيان آثاره الدنيوية والأخروية ترغيبا به (فقلت استغفروا ربكم..... إلى قوله ويجعل لكم أنهارا)


المجموعة الخامسة:
1. فسّر قوله تعالى:

{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}.

(كلا إنها لظى)

في الآية ردع للمجرم الذي كفر وأعرض عن عبادة الله بأن يظن أنه يستطيع أن ينجو من عذاب الله وعقابه بالافتداء بأعز الخلق لديه وتؤكد الآية أنه لا مناص ولا مهرب من النار الحارقة الملتهبة التي أعدها الله له
(نزاعة للشوى)
وزيادة في الترهيب والنكال لهذا المجرم فان الله يصف له هذه النار الملتهبة التي من شدة حرارتها فانه تحرق كل شيء فيه ويبقى فؤاده يصيح وتنزع جلدة رأسه ومكارم وجهه وتبري لحمه وجلده عن عظامه وتقطع الأعصاب والأطراف ثم يجدد خلقه ويبدل جلده ليعاد تعذيبه... أعاذنا الله منها..

(تدعو من أدبر وتولى)

وهذه النار تعرف أهلها يوم القيامة فتدعوهم بلسان طلق ذلق ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطير الحب والله إنه لمشهد مخيف مرعب... ثم يبين الله أهلها الذين تدعوهم فهم كل من أعرض عن اتباع الحق وكذب بقلبه دعوة الرسل وترك العمل بطاعة الله بجوارحه فاياك ان تكون منهم

(وجمع فأوعى)
وهذا المجرم الذي ترك طاعة الله وعبادته شغلته نفسه الطماعة بجمع المال وتكديس بعضه على بعض فأوكاه وجعله في أوعية ناسيا حق ربه فيه فلا يتصدق ولا يزكي ولا يعين ملهوفا او محتاجا بل جموعا قموما للخبيث، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا توعي فيوعى عليك) وقد امتثل الصحابة رضوان الله عليهم لذلك فكان عبدالله بن عكيم لا يربط له كيسا
(إن الإنسان خلق هلوعا)

يبين الله في هذه الايات بعض الصفات الجبلية الدنيئة التي خُلق عليها الانسان والتى أتى الشرع والدين ليهذبها ومن هذه الصفات الهلع وهي شدة الحرص والجزع الشديد التي جعلته يجمع المال ويوعيه ويمنع حقه
(إذا مسه الشر جزوعا)

وهو مع المصائب التي قد تصيبه من مرض او فقر او ذهاب محبوب تجده فزعا ينخلع قلبه من شدة الرعب وأيس أن يحصل له بعد ذلك خير

(وإذا مسه الخير منوعا)

وإن حصل له تجدد النعم من الله تجده بخيلا به على غيره مانعا لحق الله فيه وقد ذم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك (شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع)



2: حرّر القول في كل من:
أ:
المراد بالروح في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}.

ورد فيه عدة أقوال:
١_ خلق من خلق الله يشبهون الناس وليسوا أناسا قاله أبو صالح وذكره ابن كثير
٢_هو جبريل عليه السلام من باب عطف الخاص على العام ذكره ابن كثير والأشقر

٣_ اسم جنس لأرواح بنى آدم عند موتها فالابرار منهم تعرج أرواحهم إلى الله فيؤذن لها من سماء إلى سماء حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله فتحيي ربها وتسلم عليه وتحظى بقربه أما أرواح الكفارفتعرج فإذا وصلت إلى السماء استأذنت فلم يؤذن لها وأعيدت إلى الأرض وجاء هذا في حديث البراء وذكر هذا القول ابن كثير والسعدي
٤_هو ملك آخر غير جبريل ذكره الأشقر.
ب:
معنى قوله تعالى: {وإنه لحسرة على الكافرين}.

اختلف العلماء في مرجع الضمير في (إنه) فاختلف المعنى

فمنهم من قال أنه يعود على التكذيب بالقرآن فيكون هذا التكذيب ندامة عليهم حين يرون عذابهم وما توعدهم به الله يوم القيامة
ومنهم من قال ان الضمير يعود على القرآن فيكون القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين

3: بيّن ما يلي:
أ:
معنى المداومة على الصلاة في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}.

المحافظة على اوقاتها وواجباتها

وتحري السكون والخشوع استدلالا بتسمية الماء بالدائم اذا سكن وركد وأيضا بالثبات على أدائها كما جاء عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)

ب: مناسبة الجمع بين الإيمان بالله والحضّ على الإطعام في قوله تعالى: {إنه كان لا يؤمن بالله العظيم . ولا يحضّ على طعام المسكين}.
ان المجرم الذي استحق العذاب في النار لم يستحقه إلا لأنه لم يقم بحق الله من طاعته وعبادته بل كان كافرا لربه معاندا لرسله وهو أيضا لا ينفع خلق الله وليس في قلبه رحمة على الفقراء والمساكبن فلا يحسن اليهم بإطعام او غيره من أنواع الإحسان بل إنه لا يحض غيره على ذلك من باب التعاون على البر ومدار السعادة كما بينها السعدي تدور على امرين الاخلاص لله بالعبادة والإحسان إلى خلقه وهذا لا إحسان ولا إخلاص فاستحق هذا العذاب.

ج: فضل الاستغفار.
ان للاستغفار فضل عظيم وأثر في سعادة الإنسان الدنيوية والأخروية
ففي الدنيا الاستغفار سبب لنزول المطر (يرسل السماء عليكم مدرارا) ولهذا عمد عمر بن الخطاب إلى لزوم الاستغفار في الاستسقاء وقرأ هذه الآيات وقال لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي سينزل بها المطر

وهو أيضا سبب كثرة الرزق بالمال والولد (ويمددكم بأموال وبنين) ويكثرالخير ويخرج الله به خيرات الأرض فتنبت البساتين.

أما أثره الاخروي فبه يغفر الله الذنوب لمن تاب اليه مهما عظمت فالله كثير المغفرة (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا) وتكون هذه المغفرة سبب لدخول الجنة في الاخرة

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 محرم 1442هـ/22-08-2020م, 05:29 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي مجلس سورة الحاقة ، سورة المعارج ، سورة نوح

المستفاد من قصة نوح عليه السلام في الدعوة :
1- البدء بالدعوة لتوحيد الله عز و جل ( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3)
2- استخدام اسلوب الترغييب أولاً بتبيين أن الله يغفر لهم متى استجابوا حتى يزيل ما عندهم من خوف من تراكم الذنوب ( يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) .
3- الصبر على الدعوة و استخدام الدعوة جهراً و سراً بتعهد من تدعوه بالزيارة و الحديث بينك و بينه ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) ، مَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا.
4- الجمع في ترغيبهم بين الأجر الأخروي و الأجر الدنيوي ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)
5- استخدام أسلوب الترهيب ، بتذكيرهم بعظمة الله و قدرته و ضعفهم إلىه ، لكسر ما في قلوبهم من كبر و تذكيرهم بأصل خلقهم ( مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)
6- دعوتهم للتأمل في الكون و رؤية مظاهر قدرة الله و عظمته ، و رحمته بهم ، ( لَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)
7- الاستدلال بأول الخلق على القجدرة على بعث الناس ، للرد على من ينكرون البعث ( وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)
8- الدعوة لمن للم}منين و الم}منات و جواز الدعاء على الظالمين ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}
مجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:


{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}.

بعد أن ذكر الله عز و جل صفات و أفعال من كان مستحقاً للجنة مكرمٌ فيها ، تحدث عن المكذبين الكفار من حول رسول الله صلى الله عليه و سلم ممن يظنون أنهم أولى يالجنة من المؤمنون ، فقال عز من قال (فمال الذين كفروا قبلك مهطعين) متعجباً من حالهم منكراً عليهم ، ماشأن من حولك ممن كفر بك و بما جئت به ، بعد ما تبين لهم صدقه بما أيدك الله عز و جل من معجزات باهرة ، و كيف اغترارهم و إصرارهم على الكفر ، ( عن اليمين و عن الشمال عزين ) عن يمينك و شمالك ينتشرون جماعات متفرقة على تكذيبك ، مسارعين إلى التكذيب ، يرقبونك و ينظرون إليك ، مستهزئين مكذبين ،( أيطمع كل إمرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ) ، مع حالهم هذه قالت جماعة منهم إن كان أصحابه سيدخلون الجنة فنحن نسبقهم ، أنى لهم هذا الطمع في جنة الخلد و قلوبهم مجتمعة على تكذيبه و تكذيب ما جاء به ؟ ، أنى لهم قولهم و حالهم هذه؟ إعراض و تكذيب و استهزاء ، ( كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ) ، انكروا البعث ظلما و كبرا و الله يعلم خلقهم المهين الذي خلقهم منه ، ماء مهين يخرج من بين الصلب و الترائب، فعلام الكبر و التكذيب ، كما بدأهم يعيدهم ، لا يعجزه شيء ، ( فلا أقسم برب المشارق و المغاربة إنا لقادرون ) ، كلا ، ليست أكاذيبكم بشئ ، فالله من خلق المشارق و المغارب بما يتضمنه من خلق الشمس و القمر و الكواكب و الليل و النهار ، آياته العظيمة ، أقسم بها على عظيم قدرته التي أكدها بإن و بلام القسم في قوله ( قادرون) ، قدرة الله مستمرة ، ثابتة ، دائمة ، لا بعجزه شئ ، خلقكم و لم تكونوا شئ ، و خلق السموات و الأرض في أحسن صورة و يعجزه أن يعيد نشأتكم ، مالكم كيف تفكرون ؟ ( على أن نبدل خيرا منهم و ما نحن بمسبوقين ) ، من عظمة قدرته أنه قادر على أن يبدلكم أجسادا غير أسجادكم و يعيدكم نشأتكم الأولى يوم البعث ، بل قادر في هذه الحياة الدنيا أن يبدلكم بقوم يطيعونه و يعبدونه خيرا منهم ، و هذا الأمر لا يعجز الله و لا يغالبه فيه أحد .


2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد باليوم في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة
فيه أربعة أقوالٍ:
القول الأول : اليوم هو المسافة بين العرش العظيم و أسفل سافلين الذي هو قرار الأرض السابعة ، قاله بن عباس ( في رواية لأحمد عن مجاهد ) ، و مجاهد ، ذكر ذلك عنهم بن كثير و، مفهوم كلام السعدي .
و استدل بن كثير بالأحاديث التالية :
عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنةٍ ويومٌ كان مقداره ألف سنةٍ ( رواه أحمد ، و روى مثله بن جرير موقوفا على مجاهد
و فسر بن كثير هذا القول بقوله : تنزل الأمر من السّماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السّماء في يومٍ واحدٍ فذلك مقداره ألف سنةٍ؛ لأنّ ما بين السّماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائة سنةٍ.
عن ابن عبّاسٍ قال: غلظ كلّ أرضٍ خمسمائة عامٍ، وبين كلّ أرضٍ إلى أرضٍ خمسمائة عامٍ، فذلك سبعة آلاف عام. وغلظ كل سماء خمسمائة عامٍ، وبين السّماء إلى السّماء خمسمائة عامٍ، فذلك أربعة عشر ألف عامٍ، وبين السّماء السّابعة وبين العرش مسيرة ستّةٍ وثلاثين ألف عامٍ، فذلك قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ( رواه بن أبي حاتم عن مجاهد ).
القول الثّاني: اليوم هو الدنيا : مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعة، قاله مجاهد ( في رواية عن بن جريج )، عكرمة ، محمد بن كعب ، ذكر ذلك عنهم بن كثير و استدل بالأحاديث :
عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا عمرها خمسون ألف سنةٍ. وذلك عمرها يوم سمّاها اللّه تعالى يوم، {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ} قال: اليوم: الدّنيا ( رواه بن أبي حاتم ).
عن مجاهدٍ -وعن الحكم بن أبانٍ، عن عكرمة: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا من أوّلها إلى آخرها مقدار خمسين ألف سنةٍ، لا يدري أحدٌ كم مضى، ولا كم بقي إلّا اللّه، عزّ وجل ( رواه بن عبد الرزاق ّ.
القول الثّالث: اليوم هو اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة، قاله محمد بن كعب ( في رواية عن ابن أبي حاتم ) ، ذكر ذلك عنه بن كثير و عقب عليه بقوله ( وهو قولٌ غريبٍ جدًّا) .
القول الرّابع: اليوم هو يوم القيامة ، قاله بن عباس ( في رواية عن عكرمة ، رواها ابن أبي حاتم ، و رواية عن علي ابن أبي طلحة ) ، عكرمة ( روى ذلك عنه الثوري) ، الضحاك ، زيد ، ذكر ذلك عنهم بن كثير ، و قاله احتمالاً السعدي ، و اختاره الأشقر.
و عقب بن كثير على رواية ابن أبي حاتم أن اسنادها صحيح ..
و ذكر بن كثير قول عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فهذا يوم القيامة، جعله اللّه تعالى على الكافرين مقدار خمسين ألف سنةٍ.
و ذكر بن كثير تورع بن عباس عن القول في هذه المسألة في رواية لابن جرير و لم يُعقب عليها : سأل رجلٌ ابن عبّاسٍ عن قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فاتّهمه، فقيل له فيه، فقال: ما يومٌ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ؟ فقال: إنّما سألتك لتحدّثني. قال: هما يومان ذكرهما اللّه، اللّه أعلم بهما، وأكره أن أقول في كتاب اللّه بما لا أعلم
:ب المراد بالنار في قوله تعالى: {مما خطئياتهم أغرقوا فأدخلوا نارا}
القول الأول : نار الآخرة :قاله الأشقر .
القول الثاني : نار عذاب القبر : مفهوم كلام بن كثير و السعدي و ذكره الأشقر بصيغة تضعيف ( قيل ) .
و الآية يستدل بها على عذاب القبر ، فالفاء للتعقيب ، و يجوز الجمع بين القولين ، أن عذاب القبر هو أول منازل عذاب الآخرة و هو حاصل قول كلاً من بن كثير و السعدي و الأشقر . .

: بيّن ما يلي:
أ: مراتب العلم

مرتب العلم ثلاثة :
المرتبة الأولى : علم اليقين ، و هو علم يُستفاد من الخبر و المعرفة ، بما يقام عليه برهان .
ذكر في القرآن في سورة التكاثر ، قال تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ (التكاثر/ 1-6).
المرتبة الثانية ( أعلى من الأولى ) : عين اليقين ؛ و هو علم يوصل له و يُدرك بحاسة البصر ، أي أنه يعلم بالحس و الاكتشاف .
و ذكر في القرآن ، أيضاً في سورة التكاثر : :﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ (التكاثر/ 7-8).
المرتبة الثالثة و هي أعلى مرتب العلم : حق اليقين : و هو العلم الذي يُدرك بالمشاهدة و المعاينة المباشرة و إدراك الشئ بذاته
إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)سورة الواقعة
﴿وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ﴾ [الحاقة: 51]
ب: المراد بالمعارج في قوله تعالى: من الله ذي المعارج
القول الأول : العلو و الفواضل و النعم و الإجلال و العظمة : حاصل قول كلاً من بن عباس في رواية عن علي بن أبي طلحة ، و قتادة ذكر ذلك عنهم بن كثير و قول كلاً من السعدي و الأشقر .

القول االثاني : الدرجات ، معارج السماء ، المصاعد التي تصعد عليها الملائكة ، حاصل قول كلاً من بن عباس في رواية عن سعيد بن جبير ، و مجاهد ذكر ذلك عنهم بن كثير و قول الأشقر .
القول الأول فسر تفسيراً معنوياً ، و القول الثاني تفسيراً حسياً ، و يجوز الجمع بينهما .
ج: الدليل على أن السماوات مبنيّة حقيقة وليست غازات كما يدّعي البعض.
الآية : أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)
فالسماء لو كانت غازات كما يقولون فكيف تكون طبقة فوق طبقة ، يرون الكواكب و الشمس و القمر فيها ، لا تقع و مستقرة فيها ، لها مدارت و لها منازل .
الآية : قوله تعالى: (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) الحاقة)
أن تنشق السماء وتضطرب و تصبح واهية ، ضعيفة ،فذلك دليل على أنها بناء و كان سابقاً قبل هذا اليوم ( يوم القيامة ) ، بناءً صلب ، قوي .
و قوله تعالى ( و الملك على أرجائها ) ، السماء بناء له أطراف و جوانب و أركان ، كيف يكون للغازات مثل هذه الأوصاف ؟

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 محرم 1442هـ/23-08-2020م, 02:54 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ المجموعة الخامسة. ⚪

🔹سؤال عام 🔹

اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير (سورة نوح) مع الإستدلال

📝 أشرف وظيفة وأعلى منصب هو البلاغ عن الله تعالى ، وككل عالي وكبير يحتاج لهمة عالية وجهد ماضٍ

وعطاء ممتد ، ومع هذا البذل كله ربما عاش ( الداعي) بين الخلق لا وزن له عندهم ولقى منهم كل صد ورد :

{ قال نوح ، ربي إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً ، فلم يزدهم دعائي إلا فراراً }

📝 قديماً قال * شيخ الإسلام ابن تيمية * [ الأنبياء نقاوة الخلق ] عاش نوح عليه السلام بين قومه يدعوهم

ألف سنة الإ خمسين عاماً يكابد دعوتهم ، ويتحمل غطرستهم وسوء أخلاقهم وعشرتهم ، علهم يستجيبون

وللحق يذعنون ، في صبر ومصابرة ومعاشرة بأرقى أخلاق البشر وأرفعها ، وكذا على من يلج رحاب

الدعوة إلى الله ، ليكن الصبر له لدثاراًوإزاراً، و أن يتعهد أخلاقه ومعاملته لمن يدعو على أحسن خلق وأطيب

معشرٍ ، قدر إمكانه وأوسع طاقته { ثم إني دعوتهم جهاراً ثم أني أعلنت لهم وأسرت لهم إسراراً.فقلت استغفروا

ربكم أنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً }

* ميزان الربح والخسارة لله عزوجل لا لمقاييس البشر وموازينهم ، فلم يؤمن مع نوح عليه السلام الا القليل بعد

زمن الدعوة الطويل ، حتى يُوحي إليه ( ربه )ان لن يؤمن الا من قد أمن ، عندها يدعو نوح عليه السلام :

{ رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } فلا عبرة بالكثرة والتعداد بل هو ميزان الإيمان والطاعة



1⃣ فسر قوله تعالى :

‎{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا212)من:
▫ التفسير ▫

على غرار السور المكية ، جاءت الأيات في سورة ( المعارج) تخاطب قوما كفارا يعاندون الحق ويردون رسالة
الرسل ، بل يتبجح سادتهم وكبراؤهم ، فيسخرون ويتمادون ، ويتعجلون العقوبة والنقمة ، فتأتي الأيات
تخاطبهم بخطاب تشتد لهجته وتقوى ألفاظه وعباراته فتصل إلى التهديد والوعيد الصريح ، بعد عرض الحجج
والبراهين ، أيةٌ لمعتبر وحقأً أبلجاً لمن رغب الحق ، وهاهي الأيات تقص قصة الباطل وكيف يحارب الحق ، ثم هو إذا وقع ما كانوا يحذرون وجاءت الساعة بهولها ووعيدها ، ظنوا ظنون الخاسرين ، لعل من شفيع آو فداء من عذاب مقيم
تحقق وقوعه وتهيأت أسبابه. ، فيجئ الخطاب رهيباً زاجراً ، كلا
{ كلا إنها لظى (15) نزاعة للشوى } (16)

لا تتمنوا الإمنيات الخادعات ،فلا فداء ولا حميم ولا شفيع ، بعد انقضاء العمر في كفر وتكذيب ، فلا ثٓمّ إلا ناراً

تأجج وتتلهب وتقول هل من مزيد{ نزاعةٌ للشوى } تقتلع نزعاً وقطعاً ،لِيَد وساقٍ وهامة رأسٍ كابرت وعاندت، ثم

هي تغوص فتنحت اللحم فلا تترك الإعظماً وفؤداً أنضجه حرها ولظاها (نعوذ بالله من وصف حال أهل النار)

{ تدعو من أدبر وتولى } (17)

هاهي الناوتنادي بصوتٍ لها يُسمع ، أين من خُلق لسكناي ولهيبي ، فتنتقيهم من بين أهل المحشر

فهي بهم أعرف ، لا تخطئهم ولا تتخاطهم ، يُعرفون بسيماهم ، كذ بت القلوب فنطقت الأعين بالحال

{ وجمع فأوعى } وهذه من علامات من تناديهم ، وتعنيهم ، يجمعون ويكنزون ، ويبخلون ولا ينفقون

وماذاك بغريب عن الإنسان حين يَبقى على أخلاقٍ رُكزت فيه لانها محل الإختبار والإمتحان ،فلا زَكَّاهَا

بإيمان ، ولاهذبها بإحسان ، وإن من شأن نفسه أن تنخلع وتجزع لانه :

‎ { إن الإنسان خُلق هلوعاً } يجزع ويفزع لضرٍ أصابه أو مكسبٍ فاته ، ويقنط ويحزن فلا يرضى ولايصبر}

{ وإذا مسه الخير منوعاً } فإذا أحس نعمة وجاءه العطاء ، طار فرحاً وأشراً ومنع بخلاً، يتمادي

في أخلاقٍ هي جبلة الأنسان ، فُطر عليها وهُدِيَ لمجافتها وصقلها ، فيسعد في الأولى والأخرة

كما يسعد أهل الإيمان بإيمانهم وإن عاشوا في كفاف وقلة ، ويشقى أهل الضلالة وإن

طالت أعمارهم وزادات أموالهم .(اللهم آت نفوسنا تقولها وزكها أنت خير من زَكَّاهَا )


2⃣ حرر القول في كل من :

أ🔷 المراد بالروح. 🔷 معنى قوله تعالى { وإنه لحسرة على الكافرين }


🔶 أ- المراد بالروح

🔸القول الأول : جِبْرِيل عليه السلام

ذكره * ابن كثير * وقال هو من باب عطف الخاص على العام ( لذكر الملائكة قبله ) ، وذكره الأشقر أيضاً

🔸 القول الثاني : اسم جنس لأرواح بني آدم

ذكر هذا القول *ابن كثير* واستدل عليه قائلاً : إنها إذا قُبضت يُصعد بها إلى السماء كما

عليه حديث البراء الذي قال فيه ( فلا يزال يُصعد بها من سماء إلى سماء حتى تنتهي إلى السماء السابعة )

وذكر هذا القول أيضاً السعدي بقوله : هي أرواح البر والفاجر وهذا يكون عند الوفاة :

، فأَمَّا الأبرارُ فتَعْرُجُ أرواحُهم إلى اللَّهِ، فيُؤْذَنُ لها مِن سماءٍ إلى سماءٍ حتى تَنتهِيَ إلى السماءِ التي فيها اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، فتُحَيِّي ربَّها وتُسَلِّمُ عليه، وتَحْظَى بقُربِه، وتَبْتَهِجُ بالدُّنُوِّ منه، ويَحْصُلُ لها منه الثناءُ والإكرامُ والبِرُّ والإعظامُ.
وأمَّا أرواحُ الفُجَّارِ فتَعْرُجُ، فإذا وَصَلَتْ إلى السماءِ استَأْذَنَتْ فلم يُؤْذَنْ لها وأُعِيدَتْ إلى الأرضِ.

🔸 القول الثالث : أرواح صاعدة ونازلة بالتدابير الإلهية يوم القيامة

قال * السعدي *إذا كان يوم القيامة أظهر الله تعالى من أدلة عظمته وكبريائه ما يشاهدونه من عروج
ألأملاك والأرواح صاعدة ونازلة بالتدابير الإلهية والشؤون في الخليقة

انفرد *السعدي* بهذا المعنى .

🔸 القول الرابع : ملك أخر عظيم غير جِبْرِيل ، إنفرد بذكر هذا القول الأشقر .


🔷ب - معنى قوله تعالى. : { وإنه لحسرة على الكافرين }

🔹القول الأول : التكذيب

التكذيب لحسرة وندامة على الكافرين يوم القيامة ، هذا المعنى ذكره* ابن كثير* عن ابن جريربلفظه

وأبي مالك وقتادة ، وكذا قال * السعدي * لما كَذَّبُوا تحسروا على ما فاتهم من الثواب وماحال لهم من

العذاب وتقطعت بهم الأسباب

🔹القول الثاني : القرآن

أي وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين ( فيكون مرجع الضمير على القرآن )

أورد هذا المعنى * ابن كثير * واستدل له بشواهد قرآنية منها قوله تعالى :

{ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به } ، وعقب قائلاً : ولهذا قال ههنا { وإنه لحق اليقين }

وهذا هو المعنى الذي ذكره * الأشقر *


بين ما يلي :

🔶 أ - معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى { الذين هم على صلاتهم دائمون }

🔸القول الأول : يحافظون على أوقاتها وواجباتها

أورده * ابن كثير * عن ابن مسعود ومسروق وإبراهيم النخعي

وهو المعنى الذي أورده * السعدي * بقوله : مداومون عليها في أوقاتها بشروطها ومكملاتها

وساق هذا المعنى * الأشقر * بلفظ : لا يشغلهم عن شاغل ، يؤدون الصلاة المكتوبة لوقتها .

🔸 القول الثاني : السكون والخشوع ، بصفة خاصة

أورده * ابن كثير * عن عقبة بن عامر قائلا: كقوله تعالى { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خَاشِعُون }

- وهذا (خصوص) داخل في عموم القول الأول -

🔸القول الثالث : صفة صلاة أمة محمد صلى الله عليه وسلم

قاله قتادة : نعت دانيال عليه السلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال :

يصلون صلاة لوصلّاها قوم نوح ما غرقوا وقوم عادٍ ما أرسلت عليهم الريح العقيم أو ثمود ما أخذتهم الصيحة

- وكما ترى فإن هذه الأقوال الثلاثة ، تعود في مجملها إلى معنىً واحد .

🔸 القول الرابع : المد وامة على الأعمال والطاعات

أي إذا عملوا عملاً أثبتوه :

‎ كما جاء في الصّحيح عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته.
ذكره *ابن كثير *

🔶ب - مناسبة الجمع بين الإيمان والحض على الإطعام في قوله تعالى :

{ إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين }

أي أنهم قد جمعوا السوء كله واستكملوا الكفر ، فلا هم أمنوا بالله رباً وأدوا حقه في التوحيد والعبادة

ولا هم أحسنوا إلى خلقه فأدوا ما عليهم من حقوق لهم فإن الله تعالى أوجب على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا

به شئياً وجعل للعباد على بعضهم البعض حقاً لازما ، من التعاون والإحسان وسد الحاجة والفاقة والتواصي

بينهم بالمعروف والتقوى

لذا تكرر كثيراً في كتاب الله ، الأمر بإقامة الصلاة التى هي حق الخالق وإيتاء الزكاة التى هي حق المخلوق

وعلى تحقيق هذين مدار السعادة في الدنيا والاخرة

وهذا خلاصة قول ابن كثير والسعدي في هذه الأية الكريمة


🔶 ج - فضل الإستغفار

*بعد الطاعات والصلوات والقُربات وما يحب الله من الأعمال ، بعد ختامها وكمالها ، يشرع الإستغفار ذكراً

يُنص عليه ويؤمر به ويندب إليه ، وهذا سر من أسرار الإستغفار ، لأن التقصير وارد ، والتوفيق من الله

فيكون الإستغفار إقراراً من العبد بتقصيره في عمله واستحيائه من ربه ، وإن كانت الأخرى ، فهو ردٌ لنعمة

التوفيق لمعطيها ، فلاحول ولا قوة الا بالله ، فيستغفر حينها من خاطر النظر إلى عمله ونسبته لنفسه استقلالاً

* يثني الله على طائفة من خلقه ، ويرضى عن فعلهم ، فيصفهم : { والمستغفرين بالأسحار } سمة خير ووسام
*
* تشريف لهم من ربهم

* مهما أذنب العبد وقارف الخطيئة وتابع الزلات ، ينكسر فيستغفر صادقاً آيباً ، فيقبله ربه

وتُبدل السيئات بالحسنات ويوفق للخير .

* هو منجاة من العذاب وحائل بين العبد وغضب الرب ، يقول الغفور الكريم ، سبحانه :

{ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون } فهو إيمانٌ وأمان

* أهل التقى والإحسان من وصفهم وهديهم أنهم :
*
‎وكما أخبر سبحانه وتعالى : {وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} 9]).

* والدينا دار ابتلاء وبلاء ، سراء هل تُشكر ؟ وضراء هل يُصبر على لأوءها ؟ فتضيق الصدور
*
وتحزن القلوب وترتقب الفرج ، فيُسكن القلق و يُهدئ الروع استغفار المحزونين ، فيستغفرون ويستغفرون

فتنجلي كروبهم وتنشرح صدورهم { لا أله الأ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }

كلمة الفرج ، قالها نبيٌ في ضيق الظلمات ، ويقولهاكل عَبْدٌ مؤمن فنتفرج له أبواب السموات

عظمة الذكر ، وعظمة العطاء من عظيم غفور كريم لا يتعاظمه شئ.

* يقرن ( سبحانه) بين أسمه الغفور بالرحيم مراراً ، ليعد المذنب المقبل المستغفر

بأنه سيغفر له ذنبه ويرحمه رحمة من عنده ، فوق المغفرة ، بل يقرن الله في احتفاء كبير لا يكاد

تتصوره العقول ، بين اسمه (سبحانه) الغفور والودود { وهو الغفور الودود } البروج

يقول ابن القيم : وما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم وبالغفور؛ فإن الرجل قد يغفر لمن أساء إليه ولا يحبه، وكذلك

قد يرحم من لايحبه، والرب تعالى يغفر لعبده إذا تاب إليه، ويرحمه ويحبه، مع ذلك فإنه يحب التوابين، وإذا تاب إليه

عبده أحبه، ولو كان منه ماكان .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 محرم 1442هـ/24-08-2020م, 12:05 AM
عطاء طلعت عطاء طلعت غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 90
افتراضي

. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
1- التلطف مع المدعوين باستخدام الحكمة واللين في الخطاب؛ قوله تعالى: (قال يا قومي إني لكم نذير مبين).
2- الداعية الصادق لا بد أن يكون مخلصاً ولا يبتغي بدعوته إلا وجه الله تعالى، فلا يريد من المدعوين جزاء أو شكوراً؛ قوله تعالى: (قال يا قومي إني لكم نذير مبين).
3- أن الأصل الأول في دعوة الداعية في كل زمان ومكان هو الدعوة إلى إفراده سبحانه بالعبادة، والطاعة، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ومراقبته وخشيته في السر والعلن، قوله تعالى: (أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون).
4- تخير الأوقات المناسبة، وعدم الملل والضجر من إعراض المدعوين بل يتوجب على الداعية طرق كل الأبواب لتبليغ دعوة الإسلام، قوله تعالى: (قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً*فلم يزدهم دعائي إلا فراراً* وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في أذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً* ثم إني دعوتهم جهاراً* ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً).
5- التنويع في الأسلوب الدعوي، قوله تعالى: (إني دعوتهم جهاراً* ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً).
6- استخدام أسلوب الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، أما الترغيب في قوله: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً* يرسل السماء عليكم مدراراً* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً)، أما الترهيب في قوله تعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقاراً).
7- لفت أنظار المدعوين لمعرفة الإله الحق، وإنارة قلوبهم بأدلَّة التوحيد، وذلك بدعوتهم وحثِّهم على التفكير في ملكوت السموات والأرض؛ قوله تعالى: (ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سماوات طباقاً* وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً* واللّه أنبتكم من الأرض نباتاً* ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً* واللّه جعل لكم الأرض بساطاً* لتسلكوا منها سبلاً فجاجاً).
8- الدعاء على الظالمين بالهلاك إن انعدم الأمل في هدايتهم وأصروا على الشرك والطغيان في الأرض؛ قوله تعالى: (قال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً* إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً).
9- مهما بلغ الداعية في صلاحه ورشده فيجب عليه الافتقار إلى الله ومعونته والإكثار من الاستغفار، قوله تعالى: (قال رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات..).
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.
قوله تعالى: (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا) يخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية عن حال نوح عليه السلام بعدما دعا قومه إلى توحيد الله سبحانه وتعالى منوعاً في أساليب الدعوة بين الترغيب والترهيب، والوعظ والتركيز أنه توجه له شاكياً منهم قائلاً له جل جلاله: يا رب إن قومي عصوني فيما أمرتهم به من توحيدك وطاعتك، واتبعوا الأصاغر والسفلة منهم رؤساءهم وأشرافهم الذين تفضلت عليهم بالمال والولد فكان هذا الإنعام استدراجاً لهم وسبباً لضلالهم وهلاكهم في الدارين، فهذا حالهم فكيف حال من انقاد لهم وأطاعهم.
وقوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا) أي: مكر الأشراف والكبراء من أقوامهم مكراً عظيماً في معاندة الحق وهو تحريش سفلتهم على قتل نوح عليه السلام.
وقوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) أي: قالوا لأتباعهم: لا تتركوا عبادة آلهتكم، ثم عينوا أسماء هذه الآلهة وهم (ود، سواع، يغوث، يعوق، نسرا) وقال أهل التفسير ومنهم الطبري هؤلاء كانوا رجال صالحين فلما ماتوا قال أصحابهم المقتدين بهم لو صورناهم تماثيل حتى كلما رأيناهم تذكرناهم بعبادتهم فاقتدينا بهم، ولما ماتوا هؤلاء الأتباع لهم وجاء آخرون زين لهم إبليس عبادتهم وقال لهم أن من قبلهم من الأسلاف كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم.
وقوله تعالى: (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا) أي: وقد أضل الرؤساء والكبراء بدعوتهم عبادة الأصنام كثيراً من الناس، وقيل: قد أضلت الأصنام كثيراً من الخلق، وقد قال إبراهيم عليه السلام مثل ذلك في دعاءه، قال تعالى: (واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام ربّ إنّهنّ أضللن كثيرًا من النّاس).
ثم لما رأى نوح عليه السلام إصرارهم على الكفر دعا عليهم فقال: يا رب لا تزد هؤلاء الكفرة المصرين على الشرك والطغيان إلا ضلالاً عن الحق، وخسراناً وهلاكاً لهم، وهذا مثل دعاء موسى عليه السلام على قومه فقال: (ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم) [يونس: 88].
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
المراد بالسائل عدة أقوال:
القول الأول: يستعجل سائلٌ بوقوع العذاب كقوله: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده}، ذكره ابن كثير ورجحه.
القول الثاني: بيان عين السائل: النّضر بن الحارث بن كلدة، قاله ابن عباس فيما رواه النسائي، وفي رواية عن ابن عباس من طريق العوفي: أن السائل: أقوام من الكفار، ذكره ابن كثير.
وقال الأشقر: السائل هو النضر بن الحارث بن كلدة.
القول الثالث: دعا داعٍ على نفْسِه بوقوع العذاب على وجه الاستهزاء والتعجيز، قاله مجاهد، ذكره ابن كثير، والسعدي والأشقر بنحوه.
القول الرابع: واد في جهنم، قاله ابن زيد، ذكره ابن كثير، وقال: ضعيف، بعيد عن المراد.
والأقوال جميعها متقاربة باستثناء القول الرابع الضعيف وحاصلها أنه دعا داع على نفسه بوقوع العذاب على وجه التعنت والاستهزاء والتعجيز وقد يكون الداعي النضر بن الحارث أو أقوام من الكفار، فيما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
ورد في المراد بالطاغية عدة أقوال:
القول الأول: الصيحة، قاله قتادة، وهو اختيار ابن جرير، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: الطغيان وهو التجاوز في ارتكاب الذنوب والمنكرات، وهو حاصل قول مجاهد، والربيع ابن أنس، وابن زيد، واستدل ابن زيد بقوله تعالى: (كذبت ثمود بطغواها)، ذكره ابن كثير.
القول الثالث: عاقر الناقة، قاله السدي، ذكره ابن كثير.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.
المراد بالحاقة اسم من أسماء يوم القيامة، وسميت بذلك لأنَّها تَحِقُّ وتنزل بالخلق، وفيها يتحقق الوعد والوعيد، وتظهر فيها حقائق الأمور، ومخبآت الصدور.
ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
أنه أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم على معنى التبليغ وذلك أنه صلى الله عليه مبلغ عن المرسل ولذلك قال في سورة التكوير (إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمين) وأراد هنا الرسول الملكي وهو جبريل عليه السلام وكلاً من النبي صلى الله عليه وسلم في تلاوته القرآن، وجبريل في عرضه على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مبلغ عن ربه.
ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
دليله هو قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) أي: لو كان محمد مفترياً علينا كما تزعمون فزاد في رسالته أو أنقص منها لعاجلناه في العقوبة، وانتقمنا منه أشد الانتقام، ولا يستطيع أحد أن يحجز بيننا وبينه إن أردنا البطش به ولكنه صادق وبار راشد؛ وذلك لأن الله عز وجل مقرر له ما يبلغه عنه ومؤيد له بما يدل على صدقه فيما يبلغ.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 محرم 1442هـ/25-08-2020م, 12:53 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.


تحية طيبة طلاب المستوى الثالث.
أحسنتم جميعا، بارك الله فيكم ونفع بكم، وزادكم علما وفهما...



المجموعة الأولى:
1: فروخ الأكبروف: ج
أحسنت بارك الله فيك.
-السائل إما النضر أو الكفار عموما، أما القول الثالث الذي ذكرته عبارة عن تفسير لمعنى سأل سائل، وليس قولا ثالثا، وما ذكره ابن كثير أن المعنى واد يسيل في جهنم وضعفه،لعل من قال بهذا المعنى رجع إلى قراءة سأل بغير همز وهو ضعيف كما ذكر، وعليه لا تعارض بين القولين الأول والثاني.
- أخي الفاضل يظهر النسخ جليا في عدة مواضع من مشاركتك، وينبغي أن تجتهد بتلخيص ما ذكره المفسرون وتصيغه بأسلوبك وفقك الله.

2: رفعة القحطاني:أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- راجعي الملحوظة على سؤال المراد بالسائل لدى الطالب فروخ وفقك الله.

3: عطاء طلعت.أ
أحسنت في إجابتك بارك الله فيك.
- راجعي الملحوظة على سؤال المراد بالسائل لدى الطالب فروخ وفقك الله، والمراد من الأقوال فقط قولين.
المجموعة الثالثة:
1: رولا بدوي:أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

المجموعة الرابعة:
1:إيمان جلال: أ
أحسنتِ في إجابتك بارك الله فيكِ.
- القول الأول في متعلق العتو؛ ابدئي بالمراد مباشرة، وهو العتو على قوم عاد أنفسهم واجعلي من تعريف الريح قبل البدء بعرض الأقوال.
- البدعة؛هي عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها التقرب إلى الله تعالى، وخطر الابتداع في سورة نوح وفقكِ الله ظهر من خلال تصوير قوم نوح لرجال صالحين ينشطوا برؤيتهم على الطاعة، ولمّا طال الأمد زيّن الشيطان لأتباعهم بعبادة هذه التماثيل والصور.


المجموعة الخامسة:
1:هنادي الفحماوي:أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- انتبهي وفقكِ الله لكتابة همزة القطع فغالبا تسقط لديك.


2: سعاد مختار: أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ
- أحسنتِ بالاستهلال بمقدمة قبل التفسير..


جعلكم الله مباركين أينما كنتم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 محرم 1442هـ/29-08-2020م, 08:08 PM
سارة المري سارة المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 125
افتراضي

اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
- المداومة على الدعوة الى الله مادمت استطيع ، فقوله "قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ" دلالة الاستمرار رغم اعراضهم
- يبدأ دعوته بالترغيب وإظهار اللين في الدين ، فبدأ نوح دعوته بترغيبهم " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)"
- الانتقال الى الترهيب في حال عدم استجابتهم لعل قلوبهم تنزجز "مالكم لا ترجون لله وقارًا"

المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)}.


بعدما ذكر الله واخبرﷻ عن حال من أوتي كتابه بيمينه من اهل الايمان ، ذكر بعد ذلك ما يقابله فقال تعالى:
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25)
يخبر تعالى عن حال اهل الشقاء فهم يؤتون الكتاب التي احصيت فيه أعمالهم بشمالهم عارًا عليهم ، ويقول الكافر نادمًا متحسرًا ياليتني لم أعط كتابي لعلمه بما فيه من تبشيره بالنار

وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26)
ولم أدرِ أي شيء حسابي فليتني لم ابعث واحاسب

يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27)
ويتمنى نادمًا أن الموتة الأولى تكون هي القاضية التي لا يحيى بعدها ابدًا، لما رآه من العذاب

مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28)
واذا التفت الكافر الى ماله علم انه ما اغناه من العذاب ومادفعه عنه

هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29)
وذهبت واضمحلت الجنود والجاه وضل عنه

خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30)
فتؤمر الزبانية بأخذ الكافر ووضع الاغلال على عنقه ويجمع يده معه، وأن يجعل عليه غلًا يخنقه

ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31)
ثم يغمرونه في الجحيم ليصلى حرها ولهيبها

ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)
ثم يُعلق في سلسلة تدخل من دبره وتخرج من فيه طولها سبعون ذراعًا والعياذ بالله وذلك كله جراء كفره ومعصيته

2: حرّر القول في كل من:
أ: القراءات في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله} ومعناه على كل قراءة.

وردت قراءتان في كلمة " قبله " ولكل منهما معنى مختلف:
- القول الأول / بكسر القاف ( قِبله ) ، ومعناه :من عنده في زمانه من أتباعه من كفّار القبط. ذكره ابن كثير
- القول الثاني / بفتح القاف ( قَبله ) ، ومعناه: أي من سبقه من الأمم الكافره المكذبة ، ذكره ابن كثير والسعدي والاشقر ( وقول ابن كثير المشبهين له ، فهم مشبهين له بالكفر والتكذيب)

ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة}، وسبب نعتها بالواحدة.
- القول الأول : النفخة الأخيرة وهي نفخة البعث والقيام لرب العالمين ، ذكره ابن كثير وذهب الى ذلك السعدي بذكره تكامل الأجساد بعد دخول الأرواح اليها للقيام لرب العالمين
- القول الثاني : هي النفخة الأولى ، ذكره الأشقر
ورجح ابن كثير القول الأول مستدلاً بما قال هاهنا: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً}
- وسبب نعتها بالواحدة: لأنّ أمر اللّه لا يخالف ولا يمانع، ولا يحتاج إلى تكرارٍ وتأكيدٍ.

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية}.

- المراد به جنس الرسل ، فكل رسول عصته أمته داخل فيه

ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
- دعا عليهم بـ{ولا تزد الظّالمين إلا ضلالا} دعاءٌ منه على قومه لتمرّدهم وكفرهم وعنادهم
- ودعا عليهم بـ {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} والسبب في ذلك فقالَ: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً} فعلم ما سيفعلونه لطول مكثه بينهم

ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة.
- "فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" لأن المرأة هنا ليست زوجة مقصودة ولا ملك يمين كما قال " والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فإنهم غير ملومين"

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 13 محرم 1442هـ/31-08-2020م, 03:48 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المري مشاهدة المشاركة
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
- المداومة على الدعوة الى الله مادمت استطيع ، فقوله "قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ" دلالة الاستمرار رغم اعراضهم
- يبدأ دعوته بالترغيب وإظهار اللين في الدين ، فبدأ نوح دعوته بترغيبهم " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)"
- الانتقال الى الترهيب في حال عدم استجابتهم لعل قلوبهم تنزجز "مالكم لا ترجون لله وقارًا"

المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)}.


بعدما ذكر الله واخبرﷻ عن حال من أوتي كتابه بيمينه من اهل الايمان ، ذكر بعد ذلك ما يقابله فقال تعالى:
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25)
يخبر تعالى عن حال اهل الشقاء فهم يؤتون الكتاب التي احصيت فيه أعمالهم بشمالهم عارًا عليهم ، ويقول الكافر نادمًا متحسرًا ياليتني لم أعط كتابي لعلمه بما فيه من تبشيره بالنار

وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26)
ولم أدرِ أي شيء حسابي فليتني لم ابعث واحاسب

يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27)
ويتمنى نادمًا أن الموتة الأولى تكون هي القاضية التي لا يحيى بعدها ابدًا، لما رآه من العذاب

مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28)
واذا التفت الكافر الى ماله علم انه ما اغناه من العذاب ومادفعه عنه

هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29)
وذهبت واضمحلت الجنود والجاه وضل عنه

خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30)
فتؤمر الزبانية بأخذ الكافر ووضع الاغلال على عنقه ويجمع يده معه، وأن يجعل عليه غلًا يخنقه

ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31)
ثم يغمرونه في الجحيم ليصلى حرها ولهيبها

ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)
ثم يُعلق في سلسلة تدخل من دبره وتخرج من فيه طولها سبعون ذراعًا والعياذ بالله وذلك كله جراء كفره ومعصيته

2: حرّر القول في كل من:
أ: القراءات في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله} ومعناه على كل قراءة.

وردت قراءتان في كلمة " قبله " ولكل منهما معنى مختلف:
- القول الأول / بكسر القاف ( قِبله ) ، ومعناه :من عنده في زمانه من أتباعه من كفّار القبط. ذكره ابن كثير
- القول الثاني / بفتح القاف ( قَبله ) ، ومعناه: أي من سبقه من الأمم الكافره المكذبة ، ذكره ابن كثير والسعدي والاشقر ( وقول ابن كثير المشبهين له ، فهم مشبهين له بالكفر والتكذيب)

ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة}، وسبب نعتها بالواحدة.
- القول الأول : النفخة الأخيرة وهي نفخة البعث والقيام لرب العالمين ، ذكره ابن كثير وذهب الى ذلك السعدي بذكره تكامل الأجساد بعد دخول الأرواح اليها للقيام لرب العالمين
- القول الثاني : هي النفخة الأولى ، ذكره الأشقر
ورجح ابن كثير القول الأول مستدلاً بما قال هاهنا: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً}
- وسبب نعتها بالواحدة: لأنّ أمر اللّه لا يخالف ولا يمانع، ولا يحتاج إلى تكرارٍ وتأكيدٍ.

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية}.

- المراد به جنس الرسل ، فكل رسول عصته أمته داخل فيه

ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
- دعا عليهم بـ{ولا تزد الظّالمين إلا ضلالا} دعاءٌ منه على قومه لتمرّدهم وكفرهم وعنادهم
- ودعا عليهم بـ {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} والسبب في ذلك فقالَ: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً} فعلم ما سيفعلونه لطول مكثه بينهم

ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة.
- "فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" لأن المرأة هنا ليست زوجة مقصودة ولا ملك يمين كما قال " والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فإنهم غير ملومين"
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27 محرم 1442هـ/14-09-2020م, 09:21 PM
أفراح قلندة أفراح قلندة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 141
افتراضي

(عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
1. تنويع أساليب الدعوة ولا يعتمد فقط أسلوب واحد كي لا يصيب السامع والداعي الرتابة (( قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا. ثم إني دعوتهم جهارا. ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم اسرارا)) .
2. الترهيب والترغيب ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا))
3. تعديد أدلة قدرة الخالق وعظمته سبحانه (( ما لكم لا ترجون لله وقارا . وقد خلقكم اطوارا. ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا. وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا)).
4. التحذير من مكر أهل الأهواء والفتن ((ومكروا مكرا كبارا))
5. والتحذير من البدع وآثارها الخطيرة (( قالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا))
6. الدعاء والتوسل إلى الله ((رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا))

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.
- قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا
شكى نوح إلى ربه بأنه رغم دعوته له بأساليب متنوعة ليلا ونهارا إلا أنهم عصوه وكذبوه واتبعوا أشراف قومهم الذين لم يزدهم كثرة أموالهم والأولاد إلا ضلالاً في الدنيا وهلاكا في الآخرة.
- وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا
ومكروا هؤلاء مكرا عظيما في معاندة الحق
- وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا
داعين إلى الشرك والمعصية ، لا تتركوا عبادة آلهتكم من الأصنام والصور التي لديهم، والأسماء المذكورة هي بالأصل أسماء رجال صالحين لهم اتباع من قومهم يتبعونهم على طريق الصواب وعندما ماتوا حزن قومهم عليهم وخشوا أن ينسوا ما هم عليه من طريق الحق فزين لهم الشيطان أن يبنوا لهم صورا وتماثيل تذكرهم بهم وتزيد من إقبالهم على العبادة، وبعد تتابع الأجيال صاروا يعبدون تلك التماثيل ويتوسلون لها.
- وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا
وقد أضل كبارهم وأشرافهم كثير من الناس وقيل المراد الأصنام أضلت كثير من الناس، فدعا نوح عليهم بألا يزيدهم الله إلا خسرانا وضلالا في مكرهم.

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
ورد فيه أربع أقوال:
القول الأول : السائل هو النضر بن الحارث وهو قول ابن عباس ذكره ابن كثير ورجحه.
القول الثاني: سؤال الكافر عن عذاب الله ، رواية عن ابن عباس ذكره ابن كثير.
القول الثالث: السؤال متضمن الدعاء أي دعا داعٍ على نفسه بالعذاب ، قول مجاهد ذكره ابن كثير كذلك قال به الأشقر.
القول الرابع: واد في جهنم يسيل يوم القيامة قول ابن زيد وقال ابن كثير أن هذا القول ضعيف بعيد عن المراد.
ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
فيها ثلاثة أقوال:
القول الأول: الصيحة التي اسكتتهم والزلزلة التي اسكنتهم. وهو قول قتادة واختاره ابن جرير، ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به السعدي والأشقر.
القول الثاني: الذنوب. قال به مجاهد والربيع بن أنس وابن زيد، وقرأ بن زيد ((كذبت ثمود بطغواها))، ذكرهم ابن كثير.
القول الثالث: عاقر الناقة وهو قول السدي ذكره ابن كثير.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.
من أسماء يوم القيامة وسميت بذلك لأن فيها يتحقق الوعد والوعيد ، وقيل لأنها تحق وتظهر فيها حقائق الأمور.
ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
أضاف الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم إليه بقوله "رسول" ليدل على معنى التبليغ فالرسول هو من يبلغ الرسالة عن المرسل، فالقرآن الكريم كلام الله تعالى أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليبلغه للأمة كافة.
ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
أقسم الله تعالى على صدق الرسالة والمرسل بقوله تعالى ((فلا اقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم)) بأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول كريم أرسل إليهم ليبلغهم القرآن وهو كلام الله، وليس كما يقولون عنه بأنه من الشعر والكهانة والسحر بل هو ((تنزيل رب العالمين)) ثم أكد سبحانه أنه لو بلغ محمد صلى الله عليه وسلم قولاً مفترى ((لأخذنا منه باليمين. ثم قطعنا منه الوتين)) وهذا دليل على صدق الرسول وبره ورشده وأن قوله ما هو إلا كلام الله أوحاه إليه ليبلغه للأمة كافة. ولن ينتفع به إلا المتقين ((وإنه تذكرة للمتقين)).

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 5 صفر 1442هـ/22-09-2020م, 09:01 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أفراح قلندة مشاهدة المشاركة
(عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
1. تنويع أساليب الدعوة ولا يعتمد فقط أسلوب واحد كي لا يصيب السامع والداعي الرتابة (( قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا. ثم إني دعوتهم جهارا. ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم اسرارا)) .
2. الترهيب والترغيب ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا))
3. تعديد أدلة قدرة الخالق وعظمته سبحانه (( ما لكم لا ترجون لله وقارا . وقد خلقكم اطوارا. ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا. وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا)).
4. التحذير من مكر أهل الأهواء والفتن ((ومكروا مكرا كبارا))
5. والتحذير من البدع وآثارها الخطيرة (( قالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا))
6. الدعاء والتوسل إلى الله ((رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا))

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.
- قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا
شكى نوح إلى ربه بأنه رغم دعوته له بأساليب متنوعة ليلا ونهارا إلا أنهم عصوه وكذبوه واتبعوا أشراف قومهم الذين لم يزدهم كثرة أموالهم والأولاد إلا ضلالاً في الدنيا وهلاكا في الآخرة.
- وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا
ومكروا هؤلاء مكرا عظيما في معاندة الحق
- وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا
داعين إلى الشرك والمعصية ، لا تتركوا عبادة آلهتكم من الأصنام والصور التي لديهم، والأسماء المذكورة هي بالأصل أسماء رجال صالحين لهم اتباع من قومهم يتبعونهم على طريق الصواب وعندما ماتوا حزن قومهم عليهم وخشوا أن ينسوا ما هم عليه من طريق الحق فزين لهم الشيطان أن يبنوا لهم صورا وتماثيل تذكرهم بهم وتزيد من إقبالهم على العبادة، وبعد تتابع الأجيال صاروا يعبدون تلك التماثيل ويتوسلون لها.
- وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا
وقد أضل كبارهم وأشرافهم كثير من الناس وقيل المراد الأصنام أضلت كثير من الناس، فدعا نوح عليهم بألا يزيدهم الله إلا خسرانا وضلالا في مكرهم.

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
ورد فيه أربع أقوال:
القول الأول : السائل هو النضر بن الحارث وهو قول ابن عباس ذكره ابن كثير ورجحه.
القول الثاني: سؤال الكافر عن عذاب الله ، رواية عن ابن عباس ذكره ابن كثير.
القول الثالث: السؤال متضمن الدعاء أي دعا داعٍ على نفسه بالعذاب ، قول مجاهد ذكره ابن كثير كذلك قال به الأشقر.هذا ليس قولا من بين الأقوال، وإنما هو تفسير للآية.
القول الرابع: واد في جهنم يسيل يوم القيامة قول ابن زيد وقال ابن كثير أن هذا القول ضعيف بعيد عن المراد.
ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
فيها ثلاثة أقوال:
القول الأول: الصيحة التي اسكتتهم والزلزلة التي اسكنتهم. وهو قول قتادة واختاره ابن جرير، ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به السعدي والأشقر.
القول الثاني: الذنوب. قال به مجاهد والربيع بن أنس وابن زيد، وقرأ بن زيد ((كذبت ثمود بطغواها))، ذكرهم ابن كثير.
القول الثالث: عاقر الناقة وهو قول السدي ذكره ابن كثير.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.
من أسماء يوم القيامة وسميت بذلك لأن فيها يتحقق الوعد والوعيد ، وقيل لأنها تحق وتظهر فيها حقائق الأمور.
ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
أضاف الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم إليه بقوله "رسول" ليدل على معنى التبليغ فالرسول هو من يبلغ الرسالة عن المرسل، فالقرآن الكريم كلام الله تعالى أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليبلغه للأمة كافة.
ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
أقسم الله تعالى على صدق الرسالة والمرسل بقوله تعالى ((فلا اقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم)) بأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول كريم أرسل إليهم ليبلغهم القرآن وهو كلام الله، وليس كما يقولون عنه بأنه من الشعر والكهانة والسحر بل هو ((تنزيل رب العالمين)) ثم أكد سبحانه أنه لو بلغ محمد صلى الله عليه وسلم قولاً مفترى ((لأخذنا منه باليمين. ثم قطعنا منه الوتين)) وهذا دليل على صدق الرسول وبره ورشده وأن قوله ما هو إلا كلام الله أوحاه إليه ليبلغه للأمة كافة. ولن ينتفع به إلا المتقين ((وإنه تذكرة للمتقين)).
أحسنتِ بارك الله قيكِ.
الدرجة:أ
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 5 جمادى الأولى 1442هـ/19-12-2020م, 12:40 PM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

المجلس الثالث : مجلس مذاكرة تفسير سُوَر : الحاقة والمعارج ونوح

1. (عامّ لجميع الطلاب) اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح ، مع الاستدلال لما تقول.
1 - قال تعالي : { أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ } : علي الداعية أنْ ينذر قومه بأس الله قبل حلوله بهم ، وأن التوبة والإنابة ترفع عنهم عذابه جل وعلا.
2- قال تعالي : { رب اني دعوت قومي ليلاً ونهارا } : علي الداعية الصبر في الدعوة الي الله ، وعدم اليأس والقنوط ، وبذل الوسع كل وقت.
3 - قال تعالي : { قال يا قوم إني لكم نذير مبين } : ما علي الداعية لله عز وجل إلا النذارة والبشارة ، فينذرهم عذاب الله وسخطه ، ويبشرهم بجنته ورضوانه.
4 - قال تعالي : { ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا } : الدعوة إلي الله عز وجل في جميع الأحوال ، سرا وجهرا ، جماعات وفرادى.
5 - قال تعالي : { فلم يزدهم دعائي إلا فرارا } : علي الداعي الي الله عز وجل عدم القنوط والاستعجال ، والصبر علي نفور وإعراض المدعوين.
6 - قال تعالي : { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } : الاستغفار جالب لفضل ورحمة الله عز وجل.
7 - قال تعالي : { ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا } الآيات : إقامة الحجة علي المكذبين بالتفكر في آيات الله الكونية.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية : ( المجموعة الثانية )
1 - فسّر قوله تعالى : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) }.

يخبرنا جل وعلا عن مشهد من مشاهد يوم القيامة ، وهو حال أهل النار حين استلامهم لكتاب أعمالهم ، فيخبرنا جل وعلا أنهم يأخذون صحائف أعمالهم بشمالهم ، ويقولون متحسرين نادمين { يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ } ؛ وذلك لعلمهم بسوء أعمالهم وجرائمهم وعدم استجابتهم لأمر ربهم ، يتمنون ان لم يكن ثم كتاب يكتب أعمالهم ، بل ولا ثم بعث ونشور يحاسبون فيه علي أعمالهم.
ثم يتحسرون علي ما غرهم في الدنيا من المال والجاه ، وقد علموا أن ذلك لا يغني عنهم من الحق شيئاً ، فيقولون : { مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ }.
ثم يآمر ربنا جل وعلا ملائكته بأخذ هؤلاء المجرمين إلي النَّار ، مقيدين بالسلاسل والأغلال : { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } ، وأن يلقوه في جهنم ليتذوق حرها وحميمها : { ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ }.
ثم يخبرنا جل وعلا عن حال إهل النَّار ، وَما سُلسلوا به من السلاسل ، يا يأمر ربنا ملائكته بأن يسلسلوهم في سلاسل طويلة ، طُولِهَا سبعون ذراعا : { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ }.

2 - حرّر القول في كل من :
أ: القراءات في قوله : { وجاء فرعون ومن قبله } ومعناه على كل قراءة :

ورد في الآية قراءتان :
1 - الأُولي : قرئ بكسر القاف ، ومعناها : ومنْ عنده في زمانه منْ أتباعه من كفّار القبط.
2 - الثانية : وقرأ آخرون بفتحها ، ومعناها : ومن قبله من الأمم المشبهين له.

ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } ، وسبب نعتها بالواحدة.
اختُلف المراد بالنفخة في قوله تعالى : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } :
فقيل : نفخة القيام لربّ العالمين ، والبعث والنّشور. كذا قال الربيع وابن كثير ، واستدلوا بـقوله تعالي بعدها : { وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً }.
وقيل : بل هي النفخة الثانية ، نفخة الصعق لكل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله.
وسبب نعتها بالواحدة : التأكيد ؛ فأمر اللّه لا يخالف ولا يمانع ، ولا يحتاج إلى تكرارٍ وتأكيدٍ.

3 - بيّن ما يلي :
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى : { فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية } :

المراد أن كل أمة أُرسل إليها رسول ، فعصي كل منهم رسوله الذي بعث إليهم وكذبوه ؛ كقوله تعالي : { كلٌّ كذّب الرّسل فحقّ وعيد } [ق] ، وقوله تعالي : { إِن كُلٌّ إِلّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ } [ص] ، ومنْ كذّب رسول اللّه فقد كذّب بالجميع ، كما قال في سورة الشعراء : { كذّبت قوم نوحٍ المرسلين } ، { كذّبت عادٌ المرسلين } ، { كذّبت ثمود المرسلين } ، وإنّما جاء إلى كلّ أمّةٍ رسولٌ واحدٌ ؛ ولهذا قال هنا : { فعصوا رسول ربّهم }.

ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
لكفرهم وعنادهم واستكبارهم وإضلالهم لكثيرٍ منَ الخلق.

ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة :
قال تعالي في سورة المعارج : { والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فَمَنِ ابتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادونَ }
فقوله تعالي : { وَرَاءَ ذَلِكَ } ؛ أي : غيرَ الزوجةِ ومِلْكِ اليَمينِ. فمن طلب الاستمتاع بغير ما ذُكِر منَ الزوجات والإماء ، فأولئك هم المتجاوزون لحدود الله ، ومن ذلك الاعتداء والتجاوز نِكَاحِ المُتْعَةِ ؛ حيث انها غيرَ زوجةٍ مَقصودةٍ ، ولا مِلْكِ يَمينٍ.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 جمادى الأولى 1442هـ/22-12-2020م, 09:57 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أحمد صخر مشاهدة المشاركة
المجلس الثالث : مجلس مذاكرة تفسير سُوَر : الحاقة والمعارج ونوح

1. (عامّ لجميع الطلاب) اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح ، مع الاستدلال لما تقول.
1 - قال تعالي : { أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ } : علي الداعية أنْ ينذر قومه بأس الله قبل حلوله بهم ، وأن التوبة والإنابة ترفع عنهم عذابه جل وعلا.
2- قال تعالي : { رب اني دعوت قومي ليلاً ونهارا } : علي الداعية الصبر في الدعوة الي الله ، وعدم اليأس والقنوط ، وبذل الوسع كل وقت.
3 - قال تعالي : { قال يا قوم إني لكم نذير مبين } : ما علي الداعية لله عز وجل إلا النذارة والبشارة ، فينذرهم عذاب الله وسخطه ، ويبشرهم بجنته ورضوانه.
4 - قال تعالي : { ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا } : الدعوة إلي الله عز وجل في جميع الأحوال ، سرا وجهرا ، جماعات وفرادى.
5 - قال تعالي : { فلم يزدهم دعائي إلا فرارا } : علي الداعي الي الله عز وجل عدم القنوط والاستعجال ، والصبر علي نفور وإعراض المدعوين.
6 - قال تعالي : { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } : الاستغفار جالب لفضل ورحمة الله عز وجل.
7 - قال تعالي : { ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا } الآيات : إقامة الحجة علي المكذبين بالتفكر في آيات الله الكونية.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية : ( المجموعة الثانية )
1 - فسّر قوله تعالى : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) }.

يخبرنا جل وعلا عن مشهد من مشاهد يوم القيامة ، وهو حال أهل النار حين استلامهم لكتاب أعمالهم ، فيخبرنا جل وعلا أنهم يأخذون صحائف أعمالهم بشمالهم ، ويقولون متحسرين نادمين { يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ } ؛ وذلك لعلمهم بسوء أعمالهم وجرائمهم وعدم استجابتهم لأمر ربهم ، يتمنون ان لم يكن ثم كتاب يكتب أعمالهم ، بل ولا ثم بعث ونشور يحاسبون فيه علي أعمالهم.
ثم يتحسرون علي ما غرهم في الدنيا من المال والجاه ، وقد علموا أن ذلك لا يغني عنهم من الحق شيئاً ، فيقولون : { مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ }.
ثم يآمر ربنا جل وعلا ملائكته بأخذ هؤلاء المجرمين إلي النَّار ، مقيدين بالسلاسل والأغلال : { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } ، وأن يلقوه في جهنم ليتذوق حرها وحميمها : { ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ }.
ثم يخبرنا جل وعلا عن حال إهل النَّار ، وَما سُلسلوا به من السلاسل ، يا يأمر ربنا ملائكته بأن يسلسلوهم في سلاسل طويلة ، طُولِهَا سبعون ذراعا : { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ }.

2 - حرّر القول في كل من :
أ: القراءات في قوله : { وجاء فرعون ومن قبله } ومعناه على كل قراءة :

ورد في الآية قراءتان :
1 - الأُولي : قرئ بكسر القاف ، ومعناها : ومنْ عنده في زمانه منْ أتباعه من كفّار القبط.
2 - الثانية : وقرأ آخرون بفتحها ، ومعناها : ومن قبله من الأمم المشبهين له.

ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } ، وسبب نعتها بالواحدة.
اختُلف المراد بالنفخة في قوله تعالى : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } :
فقيل : نفخة القيام لربّ العالمين ، والبعث والنّشور. كذا قال الربيع وابن كثير ، واستدلوا بـقوله تعالي بعدها : { وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً }.
وقيل : بل هي النفخة الثانية ، نفخة الصعق لكل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله.
وسبب نعتها بالواحدة : التأكيد ؛ فأمر اللّه لا يخالف ولا يمانع ، ولا يحتاج إلى تكرارٍ وتأكيدٍ.

3 - بيّن ما يلي :
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى : { فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية } :

المراد أن كل أمة أُرسل إليها رسول ، فعصي كل منهم رسوله الذي بعث إليهم وكذبوه ؛ كقوله تعالي : { كلٌّ كذّب الرّسل فحقّ وعيد } [ق] ، وقوله تعالي : { إِن كُلٌّ إِلّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ } [ص] ، ومنْ كذّب رسول اللّه فقد كذّب بالجميع ، كما قال في سورة الشعراء : { كذّبت قوم نوحٍ المرسلين } ، { كذّبت عادٌ المرسلين } ، { كذّبت ثمود المرسلين } ، وإنّما جاء إلى كلّ أمّةٍ رسولٌ واحدٌ ؛ ولهذا قال هنا : { فعصوا رسول ربّهم }.

ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
لكفرهم وعنادهم واستكبارهم وإضلالهم لكثيرٍ منَ الخلق.

ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة :
قال تعالي في سورة المعارج : { والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فَمَنِ ابتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادونَ }
فقوله تعالي : { وَرَاءَ ذَلِكَ } ؛ أي : غيرَ الزوجةِ ومِلْكِ اليَمينِ. فمن طلب الاستمتاع بغير ما ذُكِر منَ الزوجات والإماء ، فأولئك هم المتجاوزون لحدود الله ، ومن ذلك الاعتداء والتجاوز نِكَاحِ المُتْعَةِ ؛ حيث انها غيرَ زوجةٍ مَقصودةٍ ، ولا مِلْكِ يَمينٍ.
بارك الله فيك ونفع بك.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir