اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت مسقط
السلام عليكم ورحمة الله
سؤالي عن الصدقة .. هناك أقسام للصدقة منها صدقة التطوع
وكلنا نعلم أن الصدقة سرا أفضل من الجهر ..
فكم الضعف هي أفضل؟!
وعذرا على الإزعاج
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الصدقة حسنة من أجل الحسنات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة ٍ فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة ً كاملة ً وإن هم بها وعملها كتبها الله عنده عشر حسناتٍ إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة) متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وتفاضل الصدقات يكون بتفاضل أحوال المتصدقين وحاجة من تصدق عليه
فكلما كان المتصدق أشد إخلاصاً وأحسن احتساباً كان ذلك أعظم في ثوابها
وإذا كانت الصدقة من المقل الصحيح الذي يرجو الغنى ويخشى الفقر فهي أفضل من صدقة غيره لما يدل عليه حاله من قوة الاحتساب والإيمان بالغيب وإحسان الظن بالله جل وعلا؛ فحاله أفضل من حال غني أخذ من عرض ماله شيئاً فتصدق به وفي كل خير
وإذا وافقت الصدقة شدة الحاجة إليها كان ذلك أعظم في ثوابها، فإنها تكون صدقة وتفريج كربة وإغاثة ملهوف.
وإذا كانت الصدقة في سبيل الله لإعلاء كلمته ونصرة دينه كانت خيراً وأعظم أجرا
وفي الصحيحين من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة.
ومصداق هذا في كتاب الله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).
ومداومة المنفق المحتسب على الإنفاق أعظم لأجره لدلالتها على قوة إيمانه ورغبته فيما عند الله واستقامته على ما يحبه الله جل وعلا، كما قال تعالى: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
وهؤلاء قد تكفل الله لهم بإذهاب خوفهم وحزنهم مع ما أعده الله لهم من الأجر العظيم والزلفى لديه جل وعلا.
وهل نفقة السر أفضل مطلقاً من نفقة العلانية؟
الجواب: لا
فإذا كان المتصدق في محل الأسوة فإذا تصدق اقتدى الناس به فالأفضل في حقه الجهر بها ما لم يخش الفتنة في نيته
وإذا كان الإعلان بالصدقة يدخل السرور في نفوس المؤمنين ويشد من عزائمهم ويعينهم على البر والتقوى في أي عمل من الأعمال التي تنفع المسلمين فهو أفضل وأنفع ويكون له مثل أجر من دعاهم بعمله إلى البر والإحسان
والمقصود أن الصدقة قد يكون لها مقاصد حسنة تجعل الجهر بها أفضل من الإسرار
على أن من كانت هذه حاله لا ينبغي له أن يترك صدقة السر ليتحقق له الوصفان : الإنفاق سراً ، والإنفاق جهراً.
والله تعالى أعلم
وفي هذه المسألة بسط يطول المقام به