(وإِن غَابَتِ الشَّمْسُ كَاسِفَةً, أو طَلَعَت) الشَّمْسُ, أو طلَعَ الفَجْرُ, (والقَمَرُ خَاسِفٌ), لم يُصَلِّ؛ لأنَّه ذهَبَ وقتُ الانتفاعِ بهما، ويَعْمَلُ بالأصلِ في بقائِهِ وذَهَابِه.
(أو كانَتْ آيَةٌ غَيْرَ الزَّلْزَلَةِ, لَمْ يُصَلِّ)؛ لعدمِ نَقْلِه عنه وعن أَصْحَابِه عليه السَّلامُ معَ أنَّهُ وُجِدَ في زَمَانِه انشِقَاقُ القَمَرِ وهُبوبُ الرِّيَاحِ والصَّوَاعِقُ. وأمَّا الزَّلْزَلَةُ: وهي رَجْفَةُ الأرضِ واضطِرَابُهَا وعَدَمُ سُكُونِهَا, فيُصَلِّي لها إن دامَتْ؛ لفِعْلِ ابنِ عَبَّاسٍ, رواهُ سَعِيدٌ والبَيْهَقِيُّ. ورَوَى الشَّافِعِيُّ عَن عَلِيٍّ نَحْوَهُ، وقالَ: لو ثبَتَ هذا الحديثُ لقُلْنَا به. (وإن أَتَى) مُصَلِّي الكُسُوفِ (في كُلِّ رَكْعَةٍ بثلاثِ رُكُوعَاتٍ أو أَرْبَعٍ أو خَمْسٍ, جَازَ). رواهُ مُسْلِمٌ مِن حديثِ جَابِرٍ,(أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ علَيْه وسَلَّمَ صَلَّى سِتَّ رَكْعَاتٍ بأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ), ومِن حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ:(صَلَّى النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ علَيْه وسَلَّمَ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ في أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ).ورَوَى أَبُو دَاوُدَ, عَن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ,(أنَّهُ صلَّى اللَّهُ علَيْه وسَلَّمَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ, فِي كُلِّ رَكْعَةٍ خَمْسُ رَكَعَاتٍ وسَجْدَتَيْنِ). واتَّفَقَتِ الرِّوَايَاتُ على أنَّ عَدَدَ الرُّكُوعِ في الرَّكْعَتَيْنِ سَوَاءٌ. قالَ النَّوَوِيُّ: وبكُلِّ نَوْعٍ قالَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ. وما بَعْدَ الأوَّلِ سُنَّةٌ لا تُدْرَكُ بهِ الرَّكْعَةُ, ويَصِحُّ فِعْلُهَا كنَافِلَةٍ، وتُقَدَّمُ جِنَازَةٌ على كُسوفٍ وعلى جُمُعَةٍ وعيدٍ أُمِنَ فَوْتُهُمَا، وتُقَدَّمُ تَرَاوِيحُ على كُسُوفٍ إن تَعَذَّرَ فِعْلُهُما ويُتَصَوَّرُ كُسُوفُ الشَّمْسِ والقَمَرِ في كُلِّ وَقْتٍ، واللَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فإِنْ وَقَعَ بعَرَفَةَ صَلَّى, ثُمَّ دَفَعَ.