.
التطبيق الثالث :
.
تلخيص : تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُواوَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَاأَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُواخَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (
18) }
.
قائمة المسائل:
.
أولاً: تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِن َّاللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم(14) )
مسائل علوم الآية:
· سبب نزول الآية . ك ش
.
المسائل التفسيرية:
· معنى الآية إجمالاً. ك س
· من هو العدو ؟ س
· المراد بالعداوة في قوله "إن من أزواجكم و أولادكم عدوًّا لكم " . ك ش
· مرجع الضمير في قوله "فاحذروهم". ش
· متعلق الحذر في قوله "فاحذروهم" . ك ش
· الحكمة من أمر الله لهم بالحذر . ك س
· علاقة آخر الآية بأولها .س
· معنى قوله : "وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا".ش
· وجه ختم الآية بالأمر بالصفح و العفو .س
· لمن المغفرة في قوله : " فإنّ اللّه غفورٌرحيمٌ " ؟ش
.
ثانياً: تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)
المسائل التفسيرية:
معنى قوله : "فتنة".ك ش
· سبب اختبار الله لهم بهذه الفتنة . ك
· وجه كَوْن الأموال و الأولاد فتنة . ك س
· من الذي يستحق الأجر العظيم ؟ ش
.
المسائل الاستطرادية:
· الآثار الدالة على أن محبة الأبناء فتنة .ك
· دلالة الآية على وجوب إيثار الآخرة على الدنيا . س ش
.
ثالثاً: تفسير قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُواوَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(16)
مسائل علوم الآية:
· مسألة النسخ في هذه الآية. ك
.
المسائل التفسيرية:
· معنى الآية إجمالاً . س
· معنى الاستطاعة في قوله " فاتقوا الله ما استطعتم ". ك س
· معنى الأمر في قوله " و اسمعوا و أطيعوا ". ك س
· من المقصود بالسمع والطاعة في الآية ؟ ك س ش
· معنى قوله " و أنفقوا خيراً لأنفسكم". ك س ش
· المراد بالنفقات في قوله " و أنفقوا خيراً لأنفسكم". س
· معنى قوله تعالى " ومن يوق شح نفسه " . ش
· كيف يكون الشح ؟ س
· معنى الوقاية في قوله تعالى " ومن يوق شح نفسه " . س
· بم استحقوا وصف الله لهم بالفلاح . س
· دلالة الآية أن (آفةَ الإنفاقِ الشحُّ). س
· كيف تكون الوقاية من الشح ؟ س
.
المسائل الاستطرادية :
· دلالة الآية على قاعدة : (كُلَّ واجبٍ عَجَزَ عنه العَبْدُيَسقُطُ عنه).س
.
رابعاً: تفسير قوله تعالى: (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ(17)
المسائل التفسيرية:
· معنى الآية إجمالاً . ك س ش
· معنى القرض الحسن . ك س ش
· معنى "يضاعفه لكم" . ك س ش
· معنى " و يغفر لكم" . ك س ش
· سبب المغفرة في قوله "و يغفر لكم" . س
· معنى " شكور " . ك س ش
· معنى " حليم " . ك س ش
.
خامساً: تفسير قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
المسائل التفسيرية:
· معنى " عالم الغيب والشهادة " . س
· معنى " العزيز " . س
· معنى " الحكيم ". س
· متعلق حكمة الله عزوجل . س
خلاصة أقوال المفسّرين في مسائل كل آية:
.
أولاً: تفسير قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم(14)
مسائل علوم الآية:
· سبب نزول الآية .
سببُ النزولِ أنَّ رِجالاً مِن مكةَ أسْلَمُوا وأرادوا أنْ يُهاجِروا، فلم يَدَعْهمأزواجُهم وأولادُهم فنزلت "يا أيّها الّذين آمنوا إنّ منأزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم" . فلمّا أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأواالناس قد فقهوا في الدّين، فهمّوا أن يعاقبوهم فأنزل اللّه : "وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ اللّه غفورٌرحيمٌ".و هذا حاصل ما رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس ،
وكذا رواه التّرمذيّ عن محمّد بن يحيى، عنالفريابيّ -وهو محمّد بن يوسف-به وقال حسنٌ صحيحٌ. ورواه ابن جريرٍ والطّبرانيّ، منحديث إسرائيل، به وروي من طريق العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، نحوه، وهكذا قال عكرمةمولاه سواءً. و أورد هذا الأثر ابن كثير في تفسيره و ذكر السعدي خلاصته .
.
المسائل التفسيرية:
· معنى الآية إجمالاً.
هذا يحذر الله المُؤْمنِينَ عن الاغترارِ بالأزواجِ والأولادِ؛ لأن منهم من هو عدوّ الزّوج والوالد ، و يخبرهم بأن عليهم الحذَرُ من هم و من كل من هذهِ صِفتهُ ممَّن يلتهى به عن العمل الصّالح. وهذا كقوله تعالى : كقوله: " ياأيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر اللّه ومن يفعل ذلك فأولئكهم الخاسرون".]المنافقون[9: . و هذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي .
.
· من هو العدو ؟
العدُوُّ هو: الذي يُريدُ لك الشرَّ. قاله السعدي
-و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : "ليس عدوّك الّذي إن قتلته كان فوزًا لك، وإنقتلك دخلت الجنّة، ولكنّ الّذي لعلّه عدوٌّ لك ولدك الّذي خرج من صلبك، ثمّ أعدى عدوٍّ لك مالك الّذي ملكت يمينك". رواه الطبراني عن أبي مالكٍ الأشعريّ و أورده ابن كثير في تفسيره .
.
· المراد بالعداوة في قوله "إن من أزواجكم و أولادكم عدوًّا لكم " .
-كل من يحمل الرّجل على قطيعة الرّحم أو معصية ربّه ،فيؤثر حبه لهم وشفقته عليهم على طاعة الله .
– قالَ مجاهِدٌ: ( واللهِ ما عَادَوْهُمْ في الدنيا ولكنْ حَمَلَتْهُم مَوَدَّتُهم على أنِ اتَّخَذُوا لهم الحرامَ فأَعْطَوْهُم إيَّاه). و هذا حاصل ما قاله ابن كثير و الأشقر .
أو العداوة تكون بسبب التلهي بهم والانشغال عن طاعة الله فيكون سببا في الإضرار بدين العبد، فمن هنا تكون عداوتهم.
.
· مرجع الضمير (هم) في قوله "فاحذروهم".
احْذَرُوا الأزواجَ والأولادَ . قاله الأشقر و به قال كل من ابن كثير و الأشقر .
.
· متعلق الحذر في قوله "فاحذروهم" .
يعني : على دينكم حيث أنهم يَشغَلونَكم عن الخيْرِ.و هذا مجموع ما قاله ابن كثير عن ابن زيد مع ما قاله الأشقر .
.
· الحكمة من أمر الله لهم بالحذر .
- نَصَحَ تعالى عِبادَه أنْ يحذروا من أن تُوجِبَ لهم محبتهم لأزواجهم و أولادهم الانقيادَ لِمَطالِبِهم ، التي فيها مَحذورٌ شَرعيٌّ ؛ لأن النفْسُ مَجبولةٌ على مَحَبَّةِ الأزواجِ والأولادِ.
و قد دل على هذا عدة آثار ذكرها ابن كثير في تفسيره نذكر منها :
1. " كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب، فجاء الحسن والحسين، رضي اللّه عنهما، عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثمّ قال: "صدق اللّه ورسوله، إنّما أموالكم وأولادكم فتنةٌ، نظرت إلى هذين الصّبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهما".رواه الإمام أحمد عن أبي بريدة . ورواه أهل السّنن من حديث حسين بن واقدٍ، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، إنّمانعرفه من حديثه.
2. و عن أبي سعيد : أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال : "الولد ثمرة القلوب، وإنّهم مجبنة مبخلة محزنةٌ" ثمّ قال: لايعرف إلّا بهذا الإسناد. رواه البزار .
.
· علاقة (مناسبة) آخر الآية بأولها .
لَمَّا كانَ النَّهْيُ عن طاعةِ الأزواجِ والأولادِ فيما هوضَرَرٌ على العبْدِ والتحذيرُ مِن ذلكَ قدْ يُوهِمُ الغِلْظةَ عليهم وعِقابَهم،أمَرَ تعالى بالحذَرِ مِنهم والصَّفْحِ عنهم والعفْوِ؛ فإنَّ في ذلك مِن الْمَصالِحِ ما لا يُمْكِنُ حَصْرُه. قاله السعدي .
.
· معنى قوله : "وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا".
أيْ:تَعفُوا عن ذُنوبِهم التي ارْتَكَبُوها، وتَتركوا التثريبَ عليها،وتَسْتُرُوها.قاله الأشقر .
.
· وجه ختم الآية بالأمر بالصفح و العفو . لعلك قصدتِ ختمها بذكر مغفرة الله ورحمته.
ليدل على أن الجزاءَ مِن جِنْسِ العمَلِ، فمَن عَفَا عفَا اللَّهُ عنه، ومَن صَفَحَ صَفَحَ اللَّهُ عنه، ومَن عامَلَ اللَّهَ تعالى فيما يُحِبُّ وعامَلَ عِبادَه بما يُحِبُّونَ ويَنْفَعُهم، نالَ مَحَبَّةَ اللَّهِ ومَحَبَّةَ عِبادِه. قاله السعدي.
.
· لمن المغفرة في قوله : " فإنّ اللّه غفورٌرحيمٌ " ؟
أي: لكم(أي: الأزواج) ، و لهم (أي : الأبناء و الزوجات).قاله الأشقر .
.
ثانياً: تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)
المسائل التفسيرية :
· معنى قوله : "فتنة".
محنة و اختبارٌ و بلاء من اللّه لخلقه. و هذا حاصل ما قاله ابن كثير و الأشقر .
..
· سبب اختبار الله لهم بهذه الفتنة .
ليعلم من يطيعه ممّن يعصيه.قاله ابن كثير .
.
· وجه كَوْن الأموال و الأولاد فتنة .
أي: أنها تحمل صاحبها على كَسْبِ الحرامِ ، ومنْعِ حقِّ اللهِ. قاله السعدي.
- قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ليس عدوّك الّذي إن قتلته كان فوزًا لك، وإنقتلك دخلت الجنّة، ولكنّ الّذي لعلّه عدوٌّ لك ولدك الّذي خرج من صلبك، ثمّ أعدى عدوٍّ لك مالك الّذي ملكت يمينك". رواه الطّبرانيّ عن أبي مالكٍ الأشعريّ و أورده ابن كثير في تفسيره.
.
· من الذي يستحق الأجر العظيم ؟
يستحقهُ كل مَنْ آثَرَ طاعةَ اللهِ وتَرْكَ مَعصيتِه في مَحَبَّةِ مالِهووَلَدِه.قاله الأشقر .
.
المسائل الاستطرادية :
· دلالة الآية على وجوب إيثار الآخرة على الدنيا .
أن الله تبارك وتعالى رغّبَ عباده في امتثالِ أوامِرِه وتقديمِ مَرضاتِه و ذلك بما وعدهم مِن الأجْرِ العظيمِ المشتَمِلِ على الْمَطالِبِ العاليةِ ، و الذي لا يتحقق إلا بإيثار الآخرة الباقية على الدنيا الفانيةِ.و هذا حاصل ما قاله السعدي و الأشقر .
.
· الآثار الدالة على أن محبة الأبناء فتنة .
أورد ابن كثير في هذا الشأن آثارا منها :
- عن أبي بريد رضي الله عنه أنه قال : " كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب، فجاء الحسن والحسين، رضي اللّه عنهما، عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثمّ قال: "صدق اللّه ورسوله، إنّما أموالكم وأولادكم فتنةٌ، نظرت إلى هذين الصّبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهما".رواه أحمد و أهل السّنن من حديث حسين بن واقدٍ ، وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، إنّمانعرفه من حديثه.
.
- عن الأشعث بن قيسٍ قال: قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّمفي وفد كندة، فقال لي: "هل لك من ولدٍ؟ " قلت: غلامٌ ولد لي في مخرجي إليك من ابنةجمدٍ، ولوددت أنّ بمكانه: شبع القوم. قال: "لا تقولنّ ذلك، فإنّ فيهم قرّة عينٍ،وأجرًا إذا قبضوا"، ثمّ قال: "ولئن قلت ذاك: إنّهم لمجبنةٌ محزنة". و هذا الحديث تفرّد به أحمدرحمه اللّه تعالى.
.
ثالثاً: تفسير قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُواوَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(16)
.
مسائل علوم الآية :
· مسألة النسخ في هذه الآية.
- ذكر بعض المفسرين أن هذه الآية العظيمة ناسخة لآية " يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّتقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون ".]آل عمران 102[ ، و استدلوا بما رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أنه قال : ( لما نزلت " اتّقوا اللّهحقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون" اشتدّ على القوم العمل، فقاموا حتّى ورمت عراقيبهم وتقرّحت جباههم، فأنزلاللّه تخفيفًا على المسلمين" فاتّقوا اللّه مااستطعتم" .فنسخت الآية الأولى.
وروي عن أبي العالية،وزيد بن أسلم، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان، نحو ذلك. و هذا ما حاصل أورده ابن كثير في تفسيره.
.
.
المسائل التفسيرية :
· معنى الآية إجمالاً .
يَأْمُرُ الله تعالى عباده بتَقواهُ التي هي امتثالُ أوامِرِه واجتنابُ نَواهيِهِ، وقَيَّدَ ذلكَ بالاستطاعةِ والقُدْرةِ. قاله السعدي .
.
· معنى الاستطاعة في قوله " فاتقوا الله ما استطعتم ".
أي: جهدكم وطاقتكم. و هذا كقول الرسولاللّه صلّى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمرٍ فائتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكمعنه فاجتنبوه". رواه الشيخان عن أبي هريرة و أورده ابن كثير في تفسيره و بنحوه قال السعدي .
.
· معنى الأمر في قوله " و اسمعوا و أطيعوا ".
أي: اسْمَعُوا ما يَعِظُكُم اللَّهُ به و كونوا منقادين لما يأمركم اللّه به ورسوله ، ولا تحيدوا عنه ،ولا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله . و هذا حاصل ما ذكره ابن كثير و السعدي .
.
· من المقصود بالسمع والطاعة في الآية ؟
الله و رسوله صلى الله عليه وسلم . و هذا واضح من أقوال ابن كثير و السعدي و الأشقر .
· معنى قوله " و أنفقوا خيراً لأنفسكم".
أي: أنَّ الخيرَ كلَّه في امتثالِأوامِرِ اللَّهِ تعالى وقَبُولِ نَصائحِه والانقيادِ لشَرْعِه، والشرَّ كلَّه فيمخالَفَةِ ذلك ، فأَنفِقُوا مِن أموالِكم التي رَزَقَكم اللهُ إيَّاها في وُجوهِ الخيرِ، ولاتَبْخَلُوا بها على الأقارب والفقراء والمساكين وذوي الحاجات، وقَدِّمُوا خيراً لأنفُسِكم ، وأحسنوا كما أحسن الله إليكم، يكن خيرًا لكم في الدّنياوالآخرة. و هذا حاصل ما قاله ابن كثير و السعدي و الأشقر .
.
· المراد بالنفقات في قوله " و أنفقوا خيراً لأنفسكم".
المراد بها : النَّفَقاتِ الشرعيَّةِ الواجبةِ والْمُسْتَحَبَّةِ.قاله السعدي.
.
· معنى قوله تعالى " ومن يوق شح نفسه " .
أيْ: مَن وَقاهُ اللهُ مِن داءِ البُخْلِ فأَنْفَقَ في سبيلِ اللهِ وأبوابِ الخيرِ، فأولئكَ هم الظافِرونَ بكلِّ خيرٍ الفائزونَ بكُلِّ مَطلَبٍ. قاله الأشقر.
.
· كيف يكون الشح ؟
يكون بأن تَشُحُّ بالمالِ وتُحِبُّ وُجودَه وتَكْرَهُ خُروجَه مِن اليَدِ غايةَ الكَراهةِ.قاله السعدي .
.
· معنى الوقاية في قوله تعالى " ومن يوق شح نفسه " .
وَقاهُ اللَّهُ: بأنْ سَمَحَتْ له نفْسُه بالإنفاقِ النافعِ لها.قاله السعدي.
وذكر السعدي معنى أشمل للشح وهو الشح بالقيام بالمأمورات كلها.
.
· بم استحقوا وصف الله لهم بالفلاح .
استحقوه بأنَّهم أدْرَكُوا المَطْلوبَ ونَجَوْا مِن المَرْهوبِ، و هذا شامِلٌ لكلِّما أُمِرَ به العبدُ ونُهِيَ عنه.قاله السعدي.
.
· دلالة الآية أن (آفةَ الإنفاقِ الشحُّ).
يُفهم من قوله تعالى " و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" أنه ثَمَّ آفَةٌ تَمْنَعُ كثيراً مِن الناسِ مِن النَّفقةِ المأمورِ بها، و هي الشُّحُّ الْمَجبولةُ عليه أكثَرُ النفوسِ . قاله السعدي.
..
· كيف تكون الوقاية من الشح ؟
تكون الوقاية من الشحّ بالعِلمِ و البصيرة ، فإن كانت النفس سمحة مُطمئنة مُنشرٍحة لشرعِ الله ، طالبةً لمرضاته ، فإنها ليس بينها وبين فعل ما كُلِّفت به إلا العِلم بِه و وصول معرفتِه إليها ، و البصيرة بأنه مُرْضٍ للهِ تعالى . و بذلك تفلح وتنجح و تفوز كل الفوز . قاله السعدي.
.
المسائل الاستطرادية :
· دلالة الآية على قاعدة : (كُلَّ واجبٍ عَجَزَ عنه العَبْدُ يَسقُطُ عنه).
هذهِ الآيةُ تَدُلُّ على أنَّ كُلَّ واجبٍ عَجَزَ عنه العَبْدُ يَسقُطُ عنه، ويَأتِي بما يَقْدِرُ عليهِ ويَسْقُطُ عنه ما يَعْجِزُ عنه؛ كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ: "إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ،فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ". و يَدخُلُ تحتَ هذهِ القاعدةِ الشرعيَّةِ مِن الفُروعِ ما لا يَدْخُلُ تحتَ الْحَصْرِ.قاله السعدي.
(أحسنت بارك الله فيك، ولكن هذه المسألة تلحق بمسائل التفسير -وإن كانت فقهية- وذلك لأن الآية دلّت عليها صراحة، فهي من مسائلها التفسيرية)
رابعاً: تفسير قوله تعالى: (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ(17)
المسائل التفسيرية :
· معنى الآية إجمالاً .
رغب الله في النفقة فقال :مهما صرفتم من أموالَكم في وُجوهِ الخيرِ بإخلاصِ نِيَّةٍ وطِيبِ نفْسٍ فالله يخلفه ، ومهما تصدّقتم من شيءٍفعليه جزاؤه، ونزل ذلك منزلة القرض له. وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي و الأشقر.
· معنى القرض الحسن .
وهو كُلُّ نَفَقَةٍ كانَتْ مِن الحلالِ إذا قَصَدَ بها العبْدُ وَجْهَ اللَّهِ تعالى ووَضَعَها مَوْضِعَها. كما ثبت في الصّحيح أنّ اللّه تعالى يقول: "من يقرض غير ظلومٍ ولا عديمٍ " . وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي و الأشقر.
· معنى "يضاعفه لكم" .
أي : أن يَجعلِ الحسنَةَ بعشْرِ أمثالِها إلى سبعِمائةِ ضِعْفٍ إلى أضعاف كثيرة . كقوله تعالى: "فيضاعفه له أضعافًا كثيرةً".وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي و الأشقر.
· معنى " و يغفر لكم" .
أي: يَضُمُّ لكم إلى تلك الْمُضاعَفَةِ التكفير عن سيئاتكم ، فإنَّه الذُّنوبَ يُكَفِّرُها اللَّهُ بالصدَقَاتِ والْحَسَناتِ ، كما قال : "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ". وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي و الأشقر.
· سبب المغفرة في قوله " و يغفر لكم" .
بسبب الإنفاق والصدقة . قاله السدي و ذكره السعدي في تفسيره.
· معنى " شكور " .
أي : اللَّهُ تعالى شَكورٌ يَقبَلُ مِن عِبادِه اليَسيرَ مِن العَمَلِ، ويُجازِيهِم عليه الكثيرَ مِن الأجْرِ، ويَشكُرُ تعالى لِمَن تَحَمَّلَ مِن أجْلِه الْمَشاقَّ والأثقالَ وأنواعَ التكاليفِ الثِّقالِ، ومَن تَرَكَ شيئاً للهِ، عَوَّضَه اللَّهُ خيراً منه. أي: يجزي على القليل بالكثير يثيب من أطاعه بأضعاف مضاعفة . وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي و الأشقر.
· معنى " حليم " .
أي : لا يُعاجِلُ مَن عَصاهُ بالعقوبة بل يعفو و يصفح ويغفر ويستر،ويتجاوز عن الذّنوب والزّلّات والخطايا والسّيّئات . لكنه بهذا يُمْهِلُه ولا يُهْمِلُه. كما قال :
"وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَاتَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى". وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي و الأشقر.
خامساً: تفسير قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
المسائل التفسيرية :
· معنى " عالم الغيب والشهادة " .
أيْ:ما غابَ مِن العِبادِ مِن الجنودِ التي لا يَعلَمُها إلاَّ هو، وما يُشاهِدُونَه مِن المَخلوقاتِ.قاله السعدي .
· معنى " العزيز " .
العزيز هو: الذي لا يُغالَبُ و لا يُمَانَعُ، الذي قَهَرَ جميعَ الأشياءِ. قاله السعدي .
· معنى " الحكيم ".
الحكيم هو: الذي يَضَعُ الأشياءَ مَواضِعَها. قاله السعدي .
· متعلق حكمة الله عزوجل .
حكيم في خَلْقِه وأَمْرِه. قاله السعدي.